سليم بركات - لأنكثن بوعدي إذا.. شعر

لأنكثن بوعدي إذاً
فالشفاه التي تردد الكمال الصاخب تردد الموت.
والموفدون إلى هذا الليل ليبنوا أدراجه اللولبيَّة يبعثرون الرخام الذي حملوه.
أمَّا المشهد المقام على أنقاض حاله فهو على حاله.
والحلة على حالها.
والموت وحده الأكثر وحدة بين الأسرى.
لكن ما الذي يفعله الموت هنا؟
ما الذي يفعله الموت السكران ذو الدوار الأشد وهو يرمي بثيابه إلى الأرواح؟ ما الذي يفعله الموت المسطر بأقلامه على الفكاهة النائمة، كورقة مديدة بين شعر نائم وأنين يقظان؟
ما الذي يفعله الموت شريكي في هذه البرهة التي تتأصل بجذور كجذور التين، وبراعم من شعاع ينثر المغيب على أثداء شقيقاته؟
ما الذي يفعله الموت القادم بي إلى هذره؟
ما الذي يفعله الموت الذي أضجر الشهود بهرجه.
وخرج مع الخارجين من الباب ذاته يفضي إلى الحياة؟
ما الذي يفعله بالموت أسيري.
وأنا الحائر في تدبير زنازين مضيئة تليق بأسراي وبي؟
أتتمهل الحقيقة في اقترابها من القيد الذي أشد به رسغي إلى رسغ الريح؟
أما المشهد فليبق على فراغه.
لأنني سأستعجل في إبرام العقد ذاك.
الذي يقدم الهواء غريقاً إلى زبدي.
وسأعلم نفسي مشافهاتها الكبيرة بلسان مقطوع.
فالأمر كله برهة في يقين منكب على الرتوق كإسكافية.
سأبوح بي للأرق الذي يبوح بقدره للمياه.
ستبوح بي.. ستبوح المياه بي للسكون الجالس حافياً أمام مريديه.
وسأقسم الهبات التي رفعها الحريق إليّ
بين اليقين والفكاهة.
سأتقاسم والبرد الضاحك الشتاء أنا اللهبيَّ.
تصبحون على خير.
تصبحون على ألقٍ.
تصبحون على عدم مدرج في قائمة الطعام.
يالروحي المغلوبة على أمومتها!!
هذا ما أقوله وأنا أغادركم من الباب الخلفي المفضي إلى الحياة.
لكن أسراي يبقون هنا في انتظار أن أحرر الأزل من الحُمّى.
وأسراي ملك مشاغلهم.
يدبرون لي عذوبة المضي بالخسارة إلى ألقها.
مباهين بسفن ليست لهم
يبسطون على الأرض أشرعة من خيال الماء.
متموجة كأنما تلد الظلال نسلاً من الحبال المشدودة.
إلى كوثل الفجيعة.
هكذا إلي ألقها، هكذا الخسارة إلى ألقها.
بأسرى يتقاذفون الفجر كالوسائد.
ويتأملون الفردوس المذعورة
متشبثاً بستارة المسرح.
أعلى