عزيز لعمارتي - قصائد في زمن الكورونا.. (5) - شعر

كالخديعة في رحم التاريخ
هذا الداء
كالضيف الذي لا يرغب
في قدومه أحد
كالموت البطيء
النائم على وسائد الظل
كصبيب من ذعر
يتجدد ببطء
في ذاكرة المساء
كفاكهة فاسدة
تأبى السقوط
من الغصن
كحمامة مهاجرة
تعذر عنها الرحيل
كمدينة تسجن ساكنتها
تحرم عليهم الهمس
الأحضان والقبل
وأنا من وراء نافذة البيت
أرقب الأشباح التي
خرجت للتو في نزهة
حول الحديقة
لا أمل في الرجوع
إلى نقطة البداية
وقد فقدت بعضا مني
محنطا بالخوف
من مجهول
يرتدي كل الأقنعة
يسكن في رأسي
ولا يفارقني
كورونا أيها الداء الخفي
أريد أن أرى وجهك
وأنت تغرس خنجرك
في ظهري
تطبق على أنفاسي
تسحب الضوء من عيني
بكل العبثية التي تلف
هذا الكون ..

.. عزيز لعمارتي ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...