من طينتك خلقت
من صلصال العطر
من خلطة الحناء
وماء الورد
أنقشيني وشم عشق
على جسدك
رددي تراتيلي
للطير للفراشات
حتى ينبت العشب
في فمي
تسيح أنهار
من جبيني
رجاء امزجي ماءك بطيني
عبقا من جسم الحب صيري
اصنعي ماشئت بي
إلى صدر القصيدة ضميني ..
.. عزيز لعمارتي ..
قلبي سفينة
وموج عينيك يحميها
جراحي لك معلنة
بالله عليك
كيف أخفيها
أداري في الهوى
ما ليس يدارى
وخفقة خانت نبضي
دقت باب القلب
كيف أواريها
وبسمة خانت ثغرك
وأشرقت في وجهي
بالله عليك كيف تداريها ..
.. عزيز لعمارتي ..
لا شك أنني
في حياة أخرى
وبوجه غير هذا الذي أحمله
ولا بنفس هذا الجسد
الذي يحمل تعبي
كنت لربما وبدون أدنى ريب
سأصير لاعبا مشهورا
هدافا شرسا
يحب معانقة الشباك
أو حارسا عملاقا
لو لم تمري
بمحاذاة ملعب الحي
لو لم تصوبي
في اتجاهي سهام كيوبيد
أعترف وبكل سذاجة
أنني فقدت اثرها أصول اللعب
قوانين الجاذبية...
يشتعل الغناء
في حلقي
تزقزق روحي المترفة
على لحنك
تتراقص ملامحك
في داخلي
ترسم وجهك الصبوح
يملأ بالضوء كأسي
أناشد الحرف العصيب
لأكتبك لحنا سرمديا
أنثرك عطرا
على حقول العشق
فراشات تبحث
عن مكامن الضوء
لتستحم بالربيع
في داخلي
كيف أسبح بكلماتي
على بحر الشوق
أغرق في هواك مرتين
أشرب من شفتيك
ولا أرتوي...
يحدث أن افتح نوافذ أفكاري
على مصراعيها
ليتجدد صبيب الذاكرة
افتح صنبور الكلمات رقراقا
لتتدفق الفصاحة
أو أن أقفله تماما
كمن يصاب بإغماءة مباغثة
ويختزل موته في جملة ناقصة
أعترف بصراحة فادحة
أن كل حروبي الطاحنة
مع نفسي البريئة خسرتها
بل خسرت آخر رهان
أو لنقل على الأحرى
معركة صغيرة ودية
أن لا أشرب...
كلما تسلقت
اعمدة القصيدة
دب نمل أحمر بين أصابعي
تورمت قدماي
وأنا أبحث عني
في شح المتن
كل استعاراتي تحنطت بالغياب
سافرت إلى حيث رسوت بتعبي
ذات نظم في جرح النص
لغتي مصيدة وأنا الكمين النافق
في خندق الكلمات
كل العبارات التي استقيتها
من قاموس الرحيل
لم تعد تشبع سفري
تشيعني حبرا
وأنا أنزف على خاصرة...
أنفض عن جسدي
بقايا دمي
أقتل الفكرة الأخيرة
تلك التي تناوشني
بصباحات مشلولة
أتقمص دور
جلاد ومشنقة
حبل و مقصلة
أشنق أفكاري النيرة
عند أول فجر
أذبح جسدي المشلول
أنسف شراييني
أتبرع بأعضائي المبتورة
لدمية بنوكيو
هي على الأقل
خرقت حاجز الصمت
إلى الكلام
وببقايا أعضائي
سألوح في وجه الريح
ليصلب حلمي...
لا يكفي أن تقرأ
لوالت ويتمان walt Whitman
تنهم من عشب leaves of grass
أن تشرب من فم
قنينة فودكا بكوفسكي Bukowski
لتنجب قصيدة
المخاض عسير لو تدري
يا رفيقي ..
كما لا يكفي
أن تتسكع في شوارع مدريد أو بيروت
عاري العزيمة
تغرق روحك المعذبة
في صهاريج جوني والكر Jonny Walker
تشحذ الكلمات
من هنا وهناك...
لا أجيد الرقص
على الجراح
كما أني لا أجيد الغناء
على أطلال التيه
لا ناي يكسر أنين الصمت
كل أصابعي تساقطت
على الورق
ثمة ألم
لم أدونه بعد
ثمة جراح
ما زالت تطارد دم القصيد ..
.. عزيز لعمارتي ..
ما أشبهك بحلم مباغث
في أزقة مدريد العتيقة
حيث ضاعت خطانا
تربص بها العابرون
وجلسنا القرفصاء
نقارع حلم التلاقي
نردد piensa en mi
نبكي على وتر
تمزق في أحشائنا
وتلاشى في زحام الأغنيات
كم من مرة رددنا
لا أحد يستطيع
أن يقف بيننا
nothing can come between us
ومن غير أن نشعر
خذلنا كل تلك العهود
بنينا...
كيف أنساك ..
أغتال القمر في سمائي
أذبح الصمت المقدس
في عينيك
أنكس أعلام الفرح
أعلن حداد القصيدة ..
****
هناك خطأ ما في القصيدة
لم أقصد فك جدائلك سيدتي
بالنحو الذي تبين لك
ولا استباحة ليلك
وعد نجومك في سمائي
أعرف أن ملمسك من ماء
وأنا مجرد ضوء عابر
سلة مهملات من الكلمات
أرتقها لأمجد امرأة
تائهة في...
حين يموت شاعر
تنطفئ نجمة
في الكون الشاسع
يمطر السراب
في عمق الصحراء
تبكي سحابة
في حضن الغمام
تسقي عطش
القمم المقفرة
حين يموت شاعر
تتسابق الطيور
لتقبيل روحه
في حدائق اللغة
تردد من أشعاره
أغنيات للأغصان البائسة
للشجر العجوز ..
.. عزيز لعمارتي ..
كيف أبوح
بما أصر القلب
أن يخفي
وأمسح وقع
كفك حين
صافحت كفي
رددت لحنك الخالد
ملء فمي
على دقات قلبك
بدأت عزفي
حملت تعبك الثقيل
وأحلامك
وانتظرت طويلاً
على قارعة الأماني
أن أوقع لبداية حتفي
ما كل ما
حلمت به أصبته
تفرقت أمانيك
عن صفي
ما عاد اسمك
يحاصر فمي
غابت تقاسيمك
عن خاصرة الوصف
بماذا أبدأ...
الصباحات عقيمة
من الضوء
لأوشح كلماتي
بنبض شعاع يافع
كراسي الحدائق فارغة
من ظلال العشاق
وعلى الأغصان
طيور حزينة
فارة من قلوب المحبين
تحن إلى زقزقة الأشواق القديمة ..
... عزيز لعمارتي ...