بروكسيل..
أزهار الكرز الياباني
تتساقط على صقيع أزقتك
تصعقها بلا مبالاة أرجل المارة
هل هذا كل ما تملكين
كهدية لشجرة مهاجرة ..؟؟
بروكسيل ..
أيتها القديسة
النائمة على إسفلت الفوارق
أشق في صمت
تقاطع شارع " ستالينغراد "
لأصل إلى مركز الإغاثة القريب
فزادي من وجبات
الرز والرافيولي المعلب نفذ ...
كيف أصب
في مقلتيك ملح
مدامعي
يا وجع قصائدي
يا نبيذ ثمالتي
تعرى التوت
من حدائق عشقنا
مات على الشجر التفاح
والطير على أغصاننا
هجرها الضجيج
صارت زقزقتها
على الهجر
بكاء ونواح
كيف يشيخ اللحن
في أغانينا
وقد كان بالأمس القريب
عندليبا صداح
من يحيي القلب
بعد مماته
وهل تعود قافلة الموت
بأرواح من راح..
...
أتعثر في خطوي
كلما راودني السفر
ظلالي تستبق حتفي
تلف طرف حبل المسافات
حول عنقي
تمدني بطرفه
لنبدأ الرحلة
إلى المجهول
كم هو طويل منفاك يا جسدي
وقاحلة أمانيك
أي سماء
ستبكي عطشك
وأي صحراء
ستمتطيك سرابا
لري واحات الوجع
غابات الذاكرة باسقات
ولا ظلال للفرح
فانزع عنك قلبك الميت
اعصره من الدم
ضعه قعر...
لفحة البرد الأولى
في صباح ماطر
الشعاع الأول
الذى يخترق الروح
قطرة مطر
تصافح الوجه
الموجة الأولى
التي تتكسر
عند قدميك الحافيتن
النوطة التائهة
في بحر الموسيقى
السيمفونية الخالدة
التي تعزف على وتر
روحك المرهف
الصوت الناعم الذي يناديك
في بؤبؤ الوجدان
مدنك النائمة هناك
في مملكة الوجع
بحة صوتك...
لا ذاكرة لي
نزيف حاد
سقوط من الولادة
صرخة في الفراغ
سفر في الذات
وجوه من الماضي
أنا .. وأنت
ثمالة مكبوتة
حروب من عدم
مدن فارغة
هروب من اللاشيء
كلمات طائشة
صحوة هاربة
سفر بدائي
تقاسيم تائهة
ظلام غائر
لا حياة هنا
لا حياة هناك
أنا .. وأنت
حكاية مبتورة
يدان تلوحان لغريق
خدش في صهوة الريح...
لا تختزلوا ألمي
في رعشة
الغياب.
لا تجعلوه مجرد
أضواء باهتة
تطل من شقوق الباب
لا تجعلوه
اغترابا زائفا
دمعة يتيمة
تشق طريقها
على تجاعيد خد
وتترك الآخر يجف
منه لون البعاد ..
.. عزيز لعمارتي ..
لا أحب يوم الأحد
هو يوم فارغ بالنسبة لي
لا مكان له على رقعة يوميتي
يوم صامت غامض
خارج عن تقويمي
يوم أحصي فيه ظلالي
المترامية في زوايا البيت
أعيد ترتيب الوقت
الفار مني
أنسج من بقايا جسدي
جسدا محايدا
أواجه من خلاله
زخم أيام الأسبوع القادمة
أرقب من خلاله
يوم الإثنين
أضبط عقارب الساعة
لألقي...
لا سفر
لمن تاه عن درب السفر
لا زقاق يحمل وجع المدينة
لا أغنية تدندن للفرح
صوت ليونارد كوهن الجريح
يخترق الشعاع الناشئ
على واجهة متجر العطور
حيث اقتنيت آخر مانفيستو
وأنا ههما أجتر أنفاسي المنهكة
أبحث بين الوجوه عني وعنك
يدي التي لم تعد تلامس
وجهك الطفولي
فقدت عذرية الإشتهاء
راقصيني خلف الغياب...
أرقبك من خلف قصيدتي
تبعثرين حرفي
تعبثين بأقلامي
وتختفين وراء الضوء
تلمعين جناحيك
تتوجسين خيفة
من أشعة بوحي
تستحمين بالصمت
المطبق على الكلمات
قبل أن تستفيق
في داخلي دهشة الحكي
وأخطك ألوانا زاهية
على بياض الأمنيات
لا ترفرفي بعيدا
عن حرفي
لا تسقطي
من سماء القصيدة
فأنت البياض
وأنا الحبر المترامي...
ما أجمل
أن تحلق شعرك
امرأة ..
بأصابعها النحيفة
تدغدغ إحساس
شعرك
تقلب رأسك
يمينا .. ويساراً
وأنت مستسلم لإرادتها
متناسيا فداحة العالم
ثقب الأوزون ..
رحلة البطارق
من المحيط الثلجي
تسترخي ..
تبدأ في عد قطيع غنم
في براري بلاد الغال
تسيج حظيرة
لتسمين الكنغر
ومختبرا لاستنساخ
وحيد القرن
في...
علميني أن أحبك سيدتي
أعدك أن أحبك
في الكثير .. أكثر
وفي القليل .. أكثر
علميني صيد هواك
أخوض بحر حبك
أقبل الموج أو أدبر
علميني القتال
في الحب
أصير فارسك
لحروبك لن أخسر
علميني صيد الأشواق
لحبك أفشي
بالسر أجهر
علميني عد نجومك
في سمائي
لليل أسهر
فأنا طفل
في الهوى
أبدا ..أبدا ..
لن أكبر...
هناك في حيي القديم
خلف أسوار المدينة العتيقة
هناك تواجدنا بالصدفة
خارج المكان والزمان
خارج التغطية
وكما أخبرتنا جدتي
بنينا منزلنا بدون رخصة
بدون رسم هندسي
بحديد مغشوش
وماء من المستنقع المجاور
بناه جدي ليلا
بالرمل والحجر
الذي اختلسه
الوالي من المقالع
المتاخمة للمدينة
ليبني قصره
ويسيج سورا عاليا...
أنفض عن جسدي
بقايا دمي
أقتل الفكرة الأخيرة
تلك التي تناوشني
بصباحات مشلولة
أتقمص دور
جلاد .. ومشنقة ..
حبل و مقصلة ..
أشنق أفكاري النيرة
عند أول فجر
أذبح جسدي المشلول
أتبرع بأعضائي المبتورة ..
لدمية بنوكيو
هي على الأقل
خرقت حاجز الصمت
إلى الكلام
وببقايا أعضائي
سألوح في وجه الريح
ليصلب حلمي...
مطر خفيف
طيور تبعثرها الريح
لحن يتدفق من شرفة
نافذة مضببة على العالم
شمس تنادي الضوء
دندنات من صبيب الروح
أسماء تائهة بين الصور
حواجز من زجاج
أغنية تراقص الشجر
خطوات في درب الحكاية
حلم يبحث عن وسائد
غراب على السطح
قصيدة مركبة
مطر .. مطر .. مطر
بروكسل أيتها القصيدة
التي لم تكتمل بعد ...