يحدث أن أحدث الصمت
المطبق على الكلمات
أهش بعصاي على شبح
محلق في سماء غرفة نومي
أقص حكاية مطولة
عن أجدادنا الذي هلكوا
لتحيا الفضيلة
لعنكبوت منهمك
في التربص بشعاع
لينسج حبل ضوء
أضعه قلادة على عنقي
ربما استعمله لتقييد
خصر قصيدة تحاول الفرار
من سجن مخيلتي
قبل أن أطرحها صريعة
على بياض الأمنيات
أو...
أحمل كل يوم جثتي
أطوف بها الشوارع
أدفنها في مقهى
وأستردها مساء إلى البيت
لتستريح من كل هؤلاء الموتى
الذين يغمرون الشوارع
اطرحها على السرير
أقلبها ذات اليمين
وذات الشمال
لتحيا قليلا
قبل أي يداهمها الصبح
لتموت من جديد ..
.. عزيز لعمارتي ...
كلما تسلقت
اعمدة القصيدة
دب نمل أحمر بين أصابعي
تورمت قدماي
وأنا أبحث عني
في شح المتن
كل استعاراتي تحنطت بالغياب
سافرت إلى حيث رسوت بتعبي
ذات نظم في جرح النص
لغتي مصيدة وأنا الكمين النافق
في خندق الكلمات
كل العبارات التي استقيتها
من قاموس الرحيل
لم تعد تشبع سفري
تشيعني حبرا
وأنا أنزف على خاصرة...
Act 1
رحلت خلود بنت الفقيه
في الصباح المطير
حاملة في أمتعتها
علبة القلب السوداء
فرت مع ساعي البريد
الذي سئم قراءة
أسرار سكان الحي ..
و العوانس اللواتي
تتربصن بقدومه
كل صباح
سئم حلوياتهن
المليئة بالحب
نظراتهن المحشوة بالرغبة
أسرارهن المبللة بالمكيدة
صار معرضا
لفضيحة مجلجلة
في أي لحظة
مهددا...
هناك ..
في حيي القديم
خلف أسوار المدينة العتيقة
هناك تواجدنا بالصدفة
خارج المكان والزمان
خارج التغطية
وكما أخبرتنا جدتي
بنينا منزلنا بدون رخصة
بدون رسم هندسي
بحديد مغشوش
وماء من المستنقع المجاور
بناه جدي ليلا
بالرمل والحجر
الذي اختلسه
الوالي من المقالع
المتاخمة للمدينة
ليبني قصره
ويسيج سورا...
لا شك أنني
في حياة أخرى
وبوجه غير هذا الذي أحمله
ولا بنفس هذا الجسد
الذي يحمل تعبي
كنت لربما وبدون أدنى ريب
سأصير لاعبا مشهورا
هدافا شرسا
يحب معانقة الشباك
أو حارسا عملاقا
لو لم تمري
بمحاذاة ملعب الحي
لو لم تصوبي
في اتجاهي سهام كيوبيد
أعترف وبكل سذاجة
أنني فقدت إثرها أصول اللعب
قوانين الجاذبية...
1
هذا المساء شاحب
والنهر الكسول
في المنخفض
ينام كثعبان كوبرا عجوز
هجره الدفء
يتمسك بآخر خيط شمس
2
الصخور الرمادية هناك
تحرس سكينة الوادي
شاهدة على تكلس الزمن
وتجمد الفصول
3
الطائر الذي حط هنا
ذات خريف
سقطت من منقاره قمحة
نتتظر في دفء التربة
لترى النور سنبلة
4
البحر هادئ
الشباك حبلى...
سأرحل..
أتحلل في الضياع
كيوم ذبل
منه الشعاع
سأنزوي في ركن
من رحم النسيان
وكأني حدث عارض
شبح مات فيه الإنسان
لن تسمعوا مني أنينا
لن أشير بالوداع
سأمضي نحيفا
كأحجية تآكلت
من السرد
دهشة منطفئة
سقط عن وجهها القناع ..
.. عزيز لعمارتي
علميني أن أحبك سيدتي ..
أعدك أن أحبك
في الكثير أكثر
وفي القليل أكثر
علميني صيد هواك
أخوض بحر حبك
أقبل الموج
أو أدبر
علمبني القتال
في الحب
أصير فارسك
لحروبك لن أخسر
علميني صيد الأشواق
لحبك أفشي
بالسر أجهر
علميني عد نجومك
في سمائي
لليل أسهر
فأنا طفل
في الهوى
أبدا أبدا لن أكبر ..
... عزيز لعمارتي ...
1
لا تكن شاعرا
يستحلف القصيدة
فالقصيدة مشاكسة
ستخذلك في أول منعطف
2
القصيدة وردة أوركيد
تزهر مرة
في السنة
كن في الموعد
كي لا يستعصى
عليك قطافها
3
لا تكن قاصا
يرمم صور ا درامية
متهالكة البناء
ستكرهك الشخوص
ويستعصى الحكي ..
4
لا تساهم في إفلاس القصيدة
بنوك اللغة
تقرض دون فائدة ..
...عزيز...
أعتذر منكم
أيها السادة
إن أنا سلطت عليكم شياطيني
إن أنا دست بأقدامي الخشنة
عشب ذاكرتكم
إن أنا نمت
في ليلكم
واستهلكت أحلامكم
إن أنا دسست كوابيسي
لتخيف عذارى
بنات أحلامكم
وصغار صباحاتكم
فأنا التائه
في الأرق الأبدي
الضائع على ضفاف الحلم
دمي مستباح للنجوم
وعيناي وهبتهما
لتعداد الكواكب
ووصف الغروب...
ماذا تركت لي
يا بودلير
من آلام ورودك
غير أشواك
تدمي أحرفي
أمشي على أشواك القصيدة
حافي القدمين
أدلي بدلوي
في بئر الأشواق القديمة
ألبسها حللي
أحفر لي من الوجع
أخاديد أسقيها فرحي
أبحث لي
بين السطور عن حبيبة
ولدت من رحم الورد
ولا أجد إلا سراب
امرأة يتلألأ
على رقعة دفاتري
ويملأ أشعاري ....
... عزيز...
كيف يقاس
اغتراب الماء
ويتم العاصفة ؟
وهل غضب البحر
يؤججه الحنين
إلى أمواج
ذهبت في رحلة
للشط البعيد
ولم تعد
لماذا تزمجر الرياح
في الأعالي ؟
أ من الفقد
أو مرارة الفطام
لماذا تفقؤون عين الشمس ؟
وتختبؤون وراء الغمام
تطلبون الغيث
ولا تسألون من أي مخاض
جادت عليكم السماء
بفلذات أكبادها ..
.. عزيز...
ما أشبهك بحلم مباغث
في أزقة مدريد العتيقة
حيث ضاعت خطانا
تربص بها العابرون
وجلسنا نقارع حلم التلاقي
نردد piensa en mi
نبكي على وثر
تمزق في أحشائنا
وتلاشى في زحام الأغنيات
كم من مرة رددنا nothing can come between us
ومن غير أن نشعر
بنينا بيننا حائط البعاد بأيدينا
وجلسنا نمشط
جدائل العاصفة
نصارع...
على الطاولة الحديدية Art déco
علبة سجائر Winston عذراء
تنتظر أن أقنع نفسي وأنفاسي بالتدخين
أستعملها غالبا لاستدراج حسناء
من المدمنات على التبغ والرجال
و كذا الغوص في حوارات عفوية
مبهمة الدلالات متشعبة المقاصد
تفضي غالبا إلى موعد مرتقب
ذلك منذ أصبحت مدمنا
على العلاقات السريعة
المنتهية العواطف
حيث...