عزيز لعمارتي

سأكتب .. لا لشئ سوى لضرورة ان أكتب تناوشني ذاكرتي يدب نمل صغير بين أصابعي تتساقط أقلامي تباعا على قارعة الحبر تحدث ضجيجا في فراغ الأمنيات ترفرف الكلمات عاليا تتبعها نظراتي الشحيحة ترقبها خلف الغياب تلمع أجنحتها المزركشة تستحم بالأشعة المتسلقة على جدران الخواطر تغرد بلسان الوقت الفار على عجل من...
أنفخ نبوءتي المتجاوزة في هذا الصور ولا يأتني منه غير الغبار *** كلما همت قصيدة أن تكتبني أنبطح بكل عريي على الورق الحبر الذي تلاشى هنا أقل سماكة من ألمي فلا غرابة أن يتفكك وهو يترنح على جرح القصيدة .. **** هي شجرة الغمام في باحة القصيدة تفترش الندى تتساقط مطرا خفيفا في حقل اللغة الشاسع تتوسد...
يحدث أن أفتح نوافذ أفكاري على مصراعيها ليتجدد صبيب الذاكرة أفتح صنبور الكلمات رقراقا لتتدفق الفصاحة أو أن أقفله تماما كمن يصاب بإغماءة مباغثة ويختزل موته في جملة ناقصة أعترف بصراحة فادحة أن كل حروبي الطاحنة مع نفسي البريئة خسرتها بل خسرت آخر رهان أو لنقل على الأحرى معركة صغيرة ودية أن لا أشرب...
انقذوا ذاك الغريق في الظل أكاد أبصر نحيبه وهو يجتر ذيل الكلمات ليفلق البحر نصفين لتتدفق الفصاحة العظمى اللغة دلالة موحشة تكاثف ممل لبجعات تسبح خارج بركة النص القصيدة يراقة تقضم أوراق التوت في عري الإستعارة شجرة الحدس القديم فقدت ساقها في معركة المعنى أزهار اللوز فقدت نصاعة البياض في عينيك...
لأمي الحبيبة التي لا تسعفني الكلمات لأقول لها كم أحبك .. للرغيف في يدي رائحة حنطة أمي وللزيتون المتناثرة حباته في الصحن لمسة أمي وللقهوة المنسمة بالزعتر عطرك يا أمي تتردد في أذني أهازيجك الريفية أغاني صباك كلماتك الحبلى بالحنان كنت ترددين لي دائما أنك تريدين أن لا أكبر أن أظل صغيرا كي لا أتركك...
أصعب قصائد المنفى هي التي تكتب من قلب الوطن مساء المنافي يا وطني صباحكم ورد أيها الشعراء المطرودون من رحمة القصيدة صباحكم حبر على ورق حرف يتلعثم لترديد تراتيل الشفق غرق القصيدة وشيك ان تلخبطت بحورها فامتطوا للنجاة آخر زورق لا تسرعوا في الهرب لا سبيل للنجاة فقد اختلط غسق الوطن بالشفق احجزوا...
سأرحل .. ذات صباح ذات مساء لا أعلم غير أنني سأرحل .. سأطوي ذكريات قابلة للتلاشي أسلخ عني ذاكرتي الميتة على صخرة الزمن كثعبان كرهه جلده سأترك لكم ودائعي لتبتاعوها في سوق المتلاشيات بضعة أقلام رسائل ملغومة وأسرار عن سرب مخيلتي هي في خزانة أضعت كلمة سرها في مخافر الإستنطاق إن توصلتم لحلها انشروها...
لا الأزرق وفي للسماء ولا الغيث استجاب للتذرع للدعاء الأرض تئن صلابة والعطش البدائي يستنزف صبر العشب يبحث في الأخاديد عن وحي الماء لا تشحذ بصرك يا صاح هو السراب استوى على عرش الصحراء ونبي الغيث خابت نبوءته للنبش في أسرار النداء لا تبحث وراء التخمين عن الخط الفاصل بين العطش والإستسقاء الدعوات ضاع...
هات يدك لأقرأ كفي اهدني موتك لأصطاد حتفي أيعلم قلبك أني والهوى ندان وأني كلما مشيت إليه خطوة أجدني في ذروة الخلف كيف يبوح القلب بما أصر أن يخفي كيف أرسم أطيافك وقد خانت عباراتي قافية الوصف .. .. عزيز لعمارتي ..
هناك خطأ ما في القصيدة لم أقصد فك جدائلك سيدتي بالنحو الذي تبين لك ولا استباحة ليلك وعد نجومك في سمائي أعرف أن ملمسك من ماء وأنا مجرد ضوء عابر سلة مهملات من الكلمات أرتقها لأمجد امرأة تائهة في صلب القصائد .. .. عزيز لعمارتي ..
تعالي .. تعالي نلملم جراحنا نشرب قهوة باردة من لقائنا الإفتراضي بالأمس نشرع لقلبينا الجريحين نوافذ العشق ثمة دروب لم نعبرها لنصل إلى بعضنا ثمة كبرياء مشلول ينتظر أن نتجاهله لتلتحم أرواحنا تتحقق في دواخلنا نبوءة التلاقي الحب برج صامد وأنا وأنت لا زلنا على أبوابه ننتظر .. .. عزيز لعمارتي ..
عشقتك .. حيث كان قلبك عشا صغيراً نمت فيه نسجت فيه أحلامي كل أماني كل ما أشتهيه صحوت من نومي مرعوبا تطاردني أشباح ما كنت عني تخفيه .. عشقتك .. وقلب العاشق مرايا والعشق الساكن فينا انكسار القلب فينا موت البوح والحكايا وكنت أحلم أنه في زمن غابر كنت لي كنت ألهو بجدائلك بالريح بالعاصفة بالزمن...
On the border يردد Al Stewart أي حدود سأعبر لأصل إليك Baker street لم تعدد إلا تقاطع لحدود وجعي أعد ظلالي تباعا على قارعة الطريق ولا أجدني في أي زقاق Streets of Philadelphia تنكرت لوجه Bruce Springsteen لم يعد Tom hanks بنفس العنفوان ليتقن دور ذلك المصاب بكل داء أعبر شارع دكنسون Dickinson مطر...
أنت يا فتاة كل القصائد يا شهد القمح يا فيروزة المعاجم يا صدفة اللغة ولأن الكلمات تسعفني ديباجتها من وجع لآخر أكتب إليك من فراغ أماكني حيث عطرك ما زال يتحلل في دمي سأحكي لك عن الأزقة الخالية منك عن ظلالك التي تحوم حولي .. تراقصني وحيث القمر فقد بريقه من فقد عينيك صار صغير الحجم حتى أن أصابعي تكاد...
خذ كتابك إلى صدرك يا ولدي رتل من اشعارك القديمة أغنيات في مديح العاصفة وللريح الصرصر هب جدائل الكلمات رتلها على المقام الخفيف إليادة وإن شاء لطروادة أن تحترق فلن تنقذها مراكبك المكسورة الشراع من قافية الغرق تحنط بلوح الهجير وارفع أياديك في وجه الشمس لترد عنك لعنة الشفق ما خاب ظنك لو وطئت قدماك...

هذا الملف

نصوص
134
آخر تحديث
أعلى