إلى متى ستقف هنا
تستهدي الشمس
بالغدو والإقبال
تبحث في وجهها
عن أمل معتوه
سلب منك في ذروة الفطام
إلى متى ستحدق
في وجه هذا القمر النافق
تبحث في ثناياه
عن كينونة الضوء
وما وراء المد والجزر
عن ضميرك المغيب
في متاهات المدينة
الى متى ستظل صليبا
شاهدا على خطايا
من علقوك على آمالهم
ورحلوا دون أن يلتفتوا...
تراقصي ..
ارقصي ..
راقصيني ..
إن كنت لا أفهم
لغة الجسد علميني
داعبي الهواء حولي داعبيني
خصرك قيثارة
أصابعي فوانيس
تبحث عن نبوءة الضوء
عن حليب اللوز
بين راحتيك
ضمئ أنا
من كرز شفتيك اسقيني
عيناك لؤلؤ
وأنا المذبح على لوح الليل
استهدي الطريق
إلى قلبك دليني ..
.. عزيز لعمارتي ..
خذ كتابك إلى صدرك
يا ولدي
رتل من أشعارك القديمة
أغنيات في مديح العاصفة
وللريح الصرصر
هب جدائل الكلمات ..
رتلها على المقام الخفيف إلياذة
وإن شاء لطروادة
أن تحترق
فلن تنقذها مراكبك
المكسورة الشراع
من قافية الغرق
تحنط بلوح الهجير
وارفع أياديك
في وجه الشمس
لترد عنك لعنة الشفق
ما خاب ظنك
لو وطئت...
أنفض عن جسدي
بقايا دمي
أقتل الفكرة الأخيرة
تلك التي تناوشني
بصباحات مشلولة
أتقمص دور جلاد ومشنقة
حبل و مقصلة
أتبرع بأعضائي المبتورة
لدمية بنوكيو
هي على الأقل
خرقت حاجز الصمت
إلى الكلام
وببقايا أعضائي
سألوح في وجه الريح
ليصلب حلمي الزائف
على جدار الخطيئة ..
.. عزيز لعمارتي ..
كل هذا الفراغ
لي وحدي
أرتبه على مقاسي
أبعثره على رزنامتي الصغيرة
ألبسه معاطفي
أحاكي من خلاله خريف العمر
أشربه قهوة باردة
اطالعه في جريدة الصباح
أقرأ جغرافيته
في أركان بيتي
أطوف حوله وحولي
اصطحبه في نزهة
في دروب المدينة
وأعود به أدراج الرياح
إلى حجرتي
أهدهد نومه بتراتيل المساء
إلى أن يغمض جفنه...
1
هذا المساء شاحب
والنهر الكسول
ينام كثعبان كوبرا عجوز
هجره الدفء
يتمسك بآخر خيط للشمس
2
الصخور الرمادية هناك
تحرس سكينة الوادي
شاهدة على تكلس الزمن
وتجمد الفصول
3
الطائر الذي حط هنا
ذات خريف
سقطت من منقاره قمحة
نتتظر في دفء التربة
لترى النور سنبلة
4
البحر هادئ
الشباك حبلى بالثقوب
والسمك...
هناك في حيي القديم
خلف باب الريح العتيق
كنت أقف عند سارية الوجع
أمجد العاصفة
أحصي حبات المطر
المرتطمة بوجهي
أرقب النمل الأحمر
وهو يشيد ممرات
سرية تحت الإسفلت
أهدهد وجعي على نغمات
الحسين التولالي
وهو يناشد " سرابة" الربيع
أراجع كناش أشعاري الصغيرة
أصيح بأعلى صوتي
في زاوية الأقواس
بأن يرانا الله...
عزيز لعمارتي شاعر من مكناس او رجل يحيا في المهجر / بلجيكا ، يطل علينا بنبرات تخرج الزمن من ضاحية المكان النابت على صدره سيولة تشرق الصباحات بعذوبة غريبة عمقها عندما تغترب شمس القصيدة تنجلي اصوات الكلمات فتزقزق الابتسامات .
هو يقول :
" اشرب من رحيق الصباح
لربما تنبت
في صدرك القصيدة.."
أما انا...
ابتسمي سيدتي
كفى العالم شحوبا ...
****
كرقصة تانغو أنت
باذخة الحركات
سريعة التسلل إلى ثنايا القلب ..
****
كيف أنساك ..
كيف لشاعر أي ينسى
قصيدة كتبها بمداد الروح ..
****
ليس من ضجيج في دمي
غير نبضك ..
وليس من وقع
في القلب
سوى خطواتك الخجولة ...
****
كيف أجد الطريق إليك ؟
وأنا الذي ضيعت كل...
لا سفر ..
لمن تاه عن درب السفر
لا زقاق يحمل وجع المدينة
لا أغنية تدندن للفرح
صوت Lionel Cohen " ليونارد كوهن " الجريح
يخترق الشعاع الناشئ
على واجهة متجر planète du Parfum
حيث اقتنيت آخر عطر
وأنا ها هنا أجتر أنفاسي المنهكة
أبحث بين الوجوه عني وعنك
يدي التي لم تعد تلامس
وجهك الطفولي
فقدت عذرية...
سأكتبك سيدتي ..
قصيدة دون عنوان
دون قافية أو وزن
قصيدة حافية القدمين
تمشي على أشواك
اللهفة وسط الزحام
قصيدة ضريرة المشاعر
تخشى وضح النهار
وشمس الظهيرة
تخرج ليلا كالخفافيش
تبحث عن دماء جديدة
تتسكع كالسكارى المنبوذين
تشرب من الفم للفم
قنينات الخمر الرديء
وتتقيأ ملء الأمعاء
على تفاهة العالم ...
أنا لا أنام الليل
أتسكع على جنباته
أجوب أزقته
أحصي السكارى
من مريديه
أقتفي أثر الأولين
ممن تاهوا في دهاليز الأرق
علني أجد مخرجا
لبصيص من حلم
يؤنس غربة الملح
في بحر أحزاني
****
أنا لا أنام الليل
أخاف هذا الموت المؤقت
أخاف أن تأخذني أحلامي
إلى طريق مسدود
لا أرى من خلاله
خارطة الرجوع
إلى صبحي...
سأكتبك سيدتي قصيدة
كان يفترض
أن أكتبها لكنها
سقطت عني
في السهو
تبعثرت كلماتها
في بحر الكلام
تاهت أحرفها
مات السطر منها
بتر قوس الفواصل
كيف تبيت القصيدة
في العراء
وكيف ألبسها
حلل التجلي
على البياض
كيف تصلب الكلمات
سر خطيئة لم تغتفر
دم الجريح
ترنح على المرايا
شظايا عشق
بالحب كفر
كنت أقرب
منك إلى...
تترنحين على جرحي
كميلاد الصداع الأول
تأتيني نغماتك
تتراقص في داخلي
عند الشق الأخير
من الليل
أتحسس بأذني
رهفة الخطى
أهاب أن تتوارى عني
لتتسكع في دروب التيه
تراوغني حين تدنو
وحين تنآني
أتيه في تراتيل
العشق المسبق
أنت استباقة الحواس
إلى بؤرة الروح
مواطن ضعفي
اضمحلال الحيلة
المسبقة للأوان
اختلال...