عجيب أن تقرأ من رباعيات الخيام في زمن الكورونا
وأنت تستمع إلى
the prison song
مفارقة عجيبة
تحاول أن تجيب عنها
بكل ما أوتيت من حدس معرفي
ما العلاقة بين هذا وذاك
إنه الحنين إلى زمن جميل
لم يعد أو على الأحرى فقد بريقه
مع من رحلوا
ويحملك الحلم إلى مدرجات الجامعة
في مدينتك البعيدة
إلى رفاق رحلة...
ما زلت أبحث
عن الليل كي أنام
عن سرير يستوعب تعبي
عن أحلام أمتطيها صهوة الخيال
عن سماء أحملق في شساعتها
أبحث في جنباتها
عن طيفي المفقود
عن جسدي الصدئ
أساومها عن لوعة الإصباح
عن حفيف البن
وانحناءة الأم
عن دفاتر بعثرتها
وقصائد لا زالت تخدش مخيلتي
تبحث عن سبيل لمعانقة الصبح
هل لا يزال لنا أمل
في هذه...
كالخديعة في رحم التاريخ
هذا الداء
كالضيف الذي لا يرغب
في قدومه أحد
كالموت البطيء
النائم على وسائد الظل
كصبيب من ذعر
يتجدد ببطء
في ذاكرة المساء
كفاكهة فاسدة
تأبى السقوط
من الغصن
كحمامة مهاجرة
تعذر عنها الرحيل
كمدينة تسجن ساكنتها
تحرم عليهم الهمس
الأحضان والقبل
وأنا من وراء نافذة البيت
أرقب...
لطالما نظرت
في مراياي
ولم تعكسني
على وجهها المرايا
كيف يطل علي
منها شبح
كيف أصبحت
من دوني
في سوايا
إن صمت
تكلم من في داخلي
وإن تكلمت
تاهت عباراتي
في متن الحكايا ..
ولأنني لا أزال على قيد الحياة
سأهبك حبا يليق بمقامك
سأنبتك في قلبي
وردة وحيدة
حارقة نقية كأول ثلج
سأتعلم على يديك
ديباجة الكلمات
لأصوغ لك قاموسا
من شهد الكلام
الحب شامخ لا يعلى عليه
وأنت لست ككل النساء
لأختزل شساعتك في قصيدة ..
.. عزيز لعمارتي ..
أطل من نافذة البيت
ثمة موت لامرئي
يتجول وحيدا
في فراغ الطرقات
الشعاع النافق
على زجاج نافذتي
يحاول التسرب
إلى الداخل
أغنية بياف Piaf على الغراموفون
تنتحر في صمت الأماكن
لا صوت لي
لأردد الأغنيات
عدد الموتى يتزايد بانتظام
ٱلاف المرضى
يجترون أنفاسهم المفقودة
في متاهات سان بيير Saint - pierre
أبحث في...
كل شيء شاحب من دونك
كل الطرقات فارغة منك
كل المقاهي التي شهدت
فجر ابتسامتك أقفلت أبوابها
كل المعابر
كل المحطات
كل المطارات
لم تعد تحمل
وجهك لي
وأنا ها هنا
ألملم تعبي
أجتر أنفاسي المتعبة
أحدث أطيافك السابحة
على بركة bois de la combre
أحدث البجعات الحزينة
التي فقدت ريشها
وهي تحاول الطيران
لتحمل...
هيا اقتربي
كسري المسافة
ولا تستنفري
الزمن ارتجافة لذيذة
وحبك حمى القلب
توهج الصبابة
ذاك الفيروس المخملي
الذي ينتابني بين الضلوع
أنت الداء والدواء
وأنا المصاب بكل القروح
المعافى من الجرح القديم
إن شئت أن تغلقي الأبواب فافعلي
أن تحجزي على أشواقي
تلغي تأشيرات عبوري
أنا الطريح وأنت الطبيب المداوي...
لدي متسع من الجنون
لأدوخ حول فكرة فاسدة
لا أحد غيري قادر على الغوص
في أعماق اللاشيء
الذي يطوق كينونة ذاتي
كل حروبي التي خضتها
مع نفسي خسرتها
بل خسرت حتى أن أتغلب
على ضعفي في التهام
حبة شكلاطة
رغم ما تحدثه من لخبطة
في مشاعري الدفينة
وكيف تحولني
إلى طفل يكره أن يكبر ..
..وعزيز لعمارتي ..
أنت يا امرأة
شفتاها عناقيد عنب
وجنتاها دهشة .. عجب ..
عيناها .. نار متقدة
ضجة لهب
بحر زرقة
دون أمواج
يعلوها رمش تعب
ابتسامتها رقراقة
ذهب منسكب
شعرها نهر ضوء
ينساب من المنبع
إلى المصب ..
ضحكتها موسيقى حواس
فرقعات شهب
في حضرتها
تتلاشى حيلي
أصير طفلا
يكره اللعب
ما ذنبي أنا
إن كانت هي
من قلبي ...
إلى متى ستقف هنا
تستهدي الشمس
بالغدو والإقبال
تبحث في وجهها
عن أمل معتوه
سلب منك في ذروة الفطام
إلى متى ستحدق
في وجه هذا القمر النافق
تبحث في ثناياه
عن كينونة الضوء
وما وراء المد والجزر
عن ضميرك المغيب
في متاهات المدينة
الى متى ستظل صليبا
شاهدا على خطايا
من علقوك على آمالهم
ورحلوا دون أن يلتفتوا...
تراقصي ..
ارقصي ..
راقصيني ..
إن كنت لا أفهم
لغة الجسد علميني
داعبي الهواء حولي داعبيني
خصرك قيثارة
أصابعي فوانيس
تبحث عن نبوءة الضوء
عن حليب اللوز
بين راحتيك
ضمئ أنا
من كرز شفتيك اسقيني
عيناك لؤلؤ
وأنا المذبح على لوح الليل
استهدي الطريق
إلى قلبك دليني ..
.. عزيز لعمارتي ..
خذ كتابك إلى صدرك
يا ولدي
رتل من أشعارك القديمة
أغنيات في مديح العاصفة
وللريح الصرصر
هب جدائل الكلمات ..
رتلها على المقام الخفيف إلياذة
وإن شاء لطروادة
أن تحترق
فلن تنقذها مراكبك
المكسورة الشراع
من قافية الغرق
تحنط بلوح الهجير
وارفع أياديك
في وجه الشمس
لترد عنك لعنة الشفق
ما خاب ظنك
لو وطئت...
أنفض عن جسدي
بقايا دمي
أقتل الفكرة الأخيرة
تلك التي تناوشني
بصباحات مشلولة
أتقمص دور جلاد ومشنقة
حبل و مقصلة
أتبرع بأعضائي المبتورة
لدمية بنوكيو
هي على الأقل
خرقت حاجز الصمت
إلى الكلام
وببقايا أعضائي
سألوح في وجه الريح
ليصلب حلمي الزائف
على جدار الخطيئة ..
.. عزيز لعمارتي ..