حفنةٌ من البلهاء، حفنةٌ من العملاء، جمعتْهما على صعيدٍ واحد نزعةُ الوصوليةِ والانتهازية، وتحكّمتْ في سلوكِ كلٍّ منهما جرثومةُ حقدٍ شرِهةٍ تأكل في النفوس وفي الضمائرِ كلَّ نبتةِ خير، وكلَّ زهرةِ حُبٍّ وبَصيرة...
وشرُّ البليّةِ بهؤلاء وأولئك، أنّ وراء الوصوليّةِ والانتهازيةِ والحقدِ فيهم، سائقاً لجوجاً يُحفِّزُ ألسنتَهم وعقولَهم وضمائرَهم أن تكونَ معاً، في وقتٍ واحد، جنوداً للعِمايةِ والضَلالةِ أبداً، وزبانيةً للدَّجَلِ والتضليلِ وجَلْدِ الحقائقَ وتشويهِ القِيَمِ الجميلة...
وشرُّ البليَّةِ أيضاً أنّ السائقَ هذا، فوق شراسته ولجاجته، ماكرٌ حاذق، يدُسُّ فيهم الدسيسةَ ملوّنةً بألوانَ فاتنةٍ خادعة تتخايلُ الجهَلاءَ والأغبياءَ وبعضَ الطيّبين البسطاء وكأنها من "حقائق" العلم أو التاريخ، أو من "حقائق" الوطنية والقومية...!
والسائقُ هذا، ليس مجهولاً، ولا مستتراً، وإنْ تقنَّعَ بألفِ قناع، وإنْ تلفَّحَ بألفِ ثوب...
إنه الاستعمار... وإنه اليوم رأسٌ أميركيّ، لكن بوجوهٍ عِدّة...
***
من دسائسِ هذا الرأس الأخطبوطي... من دسائسِه التي تحفِّز حفنةَ البُلَهاء وحفنةَ العملاء، في بلاد العرب، للعِمايةِ والضلالة، للدجلِ والتضليلِ وجَلْدِ الحقائق وتشويهِ القِيَمِ الجميلة، دسيسةٌ نبشها في قُمامات التاريخ، وسمّاها " الشعوبية "... ثم ألقاها في أيدَي هذه الحفنة وتلك، وأوحى إلى هؤلاء وأولئك أن يقذفوا بها الشيوعيةَ والشيوعيين أولاً، ثم كلَّ عربيٍّ ينزعُ للحرية، وكلَّ جماعةٍ عربية تخوضُ معركةَ التحرّر الوطني...
و"الشعوبيةُ"، في أصلها التاريخي، حركةٌ عنصريةٌ قوامُها العداء للعرب، مقابل حركةٍ عنصرية قوامها بعض حكّام العرب في العصر الوسيط.
الشعوبيةُ، إذن، من حيثُ المنشأ والجوهر، تاريخياً، رجعيةٌ تصارعُ رجعيةً من نوعها...
والشعوبيةُ، إذن، رأسٌ معناها عداوةُ العرب، عداوةُ الشعب العربي بالذات.
فمَنْ أجدرُ اليوم، أيها البلَهاء والعمَلاء، أن تلتصقَ بهم " الشعوبية "، بمعناها ذاك، إلتصاقاً مفصّلاً على قَدرهم تماماً...؟
أهُمْ الشيوعيون الذين يجاهدون، ببطولة وشهامة وصبرٍ ونكرانِ ذات، مِن أجل أن يتحرّكَ العرب، أي جماهير الشعب العربي وكل فئاته الوطنية، من ربْقةِ الاستعمار والاحتكار والاستثمار، ومن ربقة الجهل والفقر والمرض والخوف، ومن ربقة التّخلّف المُصطَنع في قافلة الحضارة الحقيقية والتقدّم والإبداع...؟
أَمْ أنتم بالذات، أيها البُلهاء والعمَلاء... أنتم الذين عقدتموها صفقةً دَنسةً بينكم وبين الاستعمار وأوْليائه، وجعلتم حرية العرب وكرامتَهم ومصائرَهم سلعةَ تجارةٍ في سوقِ المستعمرين، تُجّارِ الرقيق الأبيض والأسْوَد، تجّارِ الحروب والدّم البشري، تجار واشنطن ولندن وباريس وبون...؟
أنتم الشعوبيون... وأولياء أمركم حيث وُجدوا، في العواصم العربية أو في العواصم الاستعمارية، هم الشعوبيون، أعداء الشعب العربي، أعداء التحرّر العربي، أعداء شعبِ الجزائر وفلسطين وعمان وعدن والخليج و... و...إلخ
هذه " اللّقيةُ " القذرةُ، التي انتزعتموها من قُمامةِ التاريخ، أنتم وأولياء أمرِكُم أجدرُ بها وأَلْيَق، أيها البُلَهاء والعمَلاء...
أما الشيوعيون، فلْتخفضوا رؤوسَكم أمامهم، صاغرين، استحياءً من نَقاءِ وطنيتهم وشرف نضالهم، ونبالة تضحيتهم في كلّ معركةٍ يخوضها الشعب العربي من معاركِ حرّيته وكرامته وإشْراقِ غَدِه.
* مقالة للشهيد المفكر حسين مروة في جريدة "الأخبار" - زاوية "من لحم ودم" - نُشرت بتاريخ 4 أيلول 1960.
وشرُّ البليّةِ بهؤلاء وأولئك، أنّ وراء الوصوليّةِ والانتهازيةِ والحقدِ فيهم، سائقاً لجوجاً يُحفِّزُ ألسنتَهم وعقولَهم وضمائرَهم أن تكونَ معاً، في وقتٍ واحد، جنوداً للعِمايةِ والضَلالةِ أبداً، وزبانيةً للدَّجَلِ والتضليلِ وجَلْدِ الحقائقَ وتشويهِ القِيَمِ الجميلة...
وشرُّ البليَّةِ أيضاً أنّ السائقَ هذا، فوق شراسته ولجاجته، ماكرٌ حاذق، يدُسُّ فيهم الدسيسةَ ملوّنةً بألوانَ فاتنةٍ خادعة تتخايلُ الجهَلاءَ والأغبياءَ وبعضَ الطيّبين البسطاء وكأنها من "حقائق" العلم أو التاريخ، أو من "حقائق" الوطنية والقومية...!
والسائقُ هذا، ليس مجهولاً، ولا مستتراً، وإنْ تقنَّعَ بألفِ قناع، وإنْ تلفَّحَ بألفِ ثوب...
إنه الاستعمار... وإنه اليوم رأسٌ أميركيّ، لكن بوجوهٍ عِدّة...
***
من دسائسِ هذا الرأس الأخطبوطي... من دسائسِه التي تحفِّز حفنةَ البُلَهاء وحفنةَ العملاء، في بلاد العرب، للعِمايةِ والضلالة، للدجلِ والتضليلِ وجَلْدِ الحقائق وتشويهِ القِيَمِ الجميلة، دسيسةٌ نبشها في قُمامات التاريخ، وسمّاها " الشعوبية "... ثم ألقاها في أيدَي هذه الحفنة وتلك، وأوحى إلى هؤلاء وأولئك أن يقذفوا بها الشيوعيةَ والشيوعيين أولاً، ثم كلَّ عربيٍّ ينزعُ للحرية، وكلَّ جماعةٍ عربية تخوضُ معركةَ التحرّر الوطني...
و"الشعوبيةُ"، في أصلها التاريخي، حركةٌ عنصريةٌ قوامُها العداء للعرب، مقابل حركةٍ عنصرية قوامها بعض حكّام العرب في العصر الوسيط.
الشعوبيةُ، إذن، من حيثُ المنشأ والجوهر، تاريخياً، رجعيةٌ تصارعُ رجعيةً من نوعها...
والشعوبيةُ، إذن، رأسٌ معناها عداوةُ العرب، عداوةُ الشعب العربي بالذات.
فمَنْ أجدرُ اليوم، أيها البلَهاء والعمَلاء، أن تلتصقَ بهم " الشعوبية "، بمعناها ذاك، إلتصاقاً مفصّلاً على قَدرهم تماماً...؟
أهُمْ الشيوعيون الذين يجاهدون، ببطولة وشهامة وصبرٍ ونكرانِ ذات، مِن أجل أن يتحرّكَ العرب، أي جماهير الشعب العربي وكل فئاته الوطنية، من ربْقةِ الاستعمار والاحتكار والاستثمار، ومن ربقة الجهل والفقر والمرض والخوف، ومن ربقة التّخلّف المُصطَنع في قافلة الحضارة الحقيقية والتقدّم والإبداع...؟
أَمْ أنتم بالذات، أيها البُلهاء والعمَلاء... أنتم الذين عقدتموها صفقةً دَنسةً بينكم وبين الاستعمار وأوْليائه، وجعلتم حرية العرب وكرامتَهم ومصائرَهم سلعةَ تجارةٍ في سوقِ المستعمرين، تُجّارِ الرقيق الأبيض والأسْوَد، تجّارِ الحروب والدّم البشري، تجار واشنطن ولندن وباريس وبون...؟
أنتم الشعوبيون... وأولياء أمركم حيث وُجدوا، في العواصم العربية أو في العواصم الاستعمارية، هم الشعوبيون، أعداء الشعب العربي، أعداء التحرّر العربي، أعداء شعبِ الجزائر وفلسطين وعمان وعدن والخليج و... و...إلخ
هذه " اللّقيةُ " القذرةُ، التي انتزعتموها من قُمامةِ التاريخ، أنتم وأولياء أمرِكُم أجدرُ بها وأَلْيَق، أيها البُلَهاء والعمَلاء...
أما الشيوعيون، فلْتخفضوا رؤوسَكم أمامهم، صاغرين، استحياءً من نَقاءِ وطنيتهم وشرف نضالهم، ونبالة تضحيتهم في كلّ معركةٍ يخوضها الشعب العربي من معاركِ حرّيته وكرامته وإشْراقِ غَدِه.
* مقالة للشهيد المفكر حسين مروة في جريدة "الأخبار" - زاوية "من لحم ودم" - نُشرت بتاريخ 4 أيلول 1960.