النص
( دعوة )
الْمُغَامَرَةُ لَمْ تُبْحِرْ بَعْدُ
لَنْ أَلْتَفِتَ لِلْعَاصِفَةِ الَّتِي سَتَهِبُّ
لَنْ أَلْتَفِتَ لِشِرَاعِي المَثْقُوبِ
لَنْ أَلْتَفِتَ لِمِجْدَافِي الَّذِي نَخَرَتْهُ السَّنُون
لَنْ أَلْتَفِتُ لِاِمْرَأَةٍ تَسْكُبُ مَاءَهَا
وَتَسْتَحِمُّ فِي الصَّبَاحِ رَغْمَ الشِّتَاءِ القَاسِي
تَحْتَ المَطَرِ
وَلَكِنَّ الْمُغَامَرَةَ لَمْ تُبْحِرْ بَعْدَ
سَأَنْزَعُ مَلابَسِي
وَأَدْعُو الْغُرَابَ لِيَنْقَرَ جِدَارَ دَهْشَتِي
لِأُبْحِرَ فِي مَرَاكِبِ الشَّمْسِ
سَأَتْرُكُ كُلَّ حَقَائِبِي فَوْقَ مَرْفَأِ الوَقْتِ
عَارِيًا كَطِفْلٍ يَنْزَلِقُ مِنْ رَحْمِ أُمِّهِ
الدَّعْوَةُ فِي حَقِيبَتِي وَرَقَةٌ بَيْضَاءُ
لَمْ يُلَوِّثْهَا أَيُّ إِثْمٍ بَعْدُ
وَلِكُلِّ الْحَمْقَى أَقُولُ
تَعَالَوْا مَعِي
فَالْمُغَامَرَةُ سَتَحلوانىبْدَأُ الْآنَ
قراءة فى نص (دعوة ) للأديب
أ / أحمد الحلوانى
نحن أمام نص رائع وانا ضعيف امام النص الجميل وأقول بأن الشعر مغامرة فى اللغة وكل شعر بلا مغامرة لا يعتد به ولا يلتفت اليه والشاعر بالحديث عن المغامرة وحث نفسه عليها وانه لابد من خوضها مهما كانت العوائق وعبر الشاعر عن المغامرة بالاستعداد الى الرحلة عن طريق البحر وركوب السفينة ولن تثنيه اهوال البحر وعواصفه عن خوض مغامرته وتجربته وقد تكون الحياة نفسها مغامرة وتجربة يخوضها الانسان وقد يكون الشعر نفسه مغامرة وتجربة للشاعر بأن يعود الى اللغة البكر لغة الطفولة ودهشة الطفل ( كطفل ينزلق من روح أمه ) وكل شاعر فيه من الطفل نصيب قل أو كثر والنص منفتح على تقبل ذلك التأويل اوذاك , ويمضى الشاعر الى تجربته او مغامرته مقاوما اغراء المرأة ( تسكب ماءها / وتستحم فى الصباح رغم الشتاء القاسى ) تعكس شدة ما يتعرض له الشاعر من أغراء من جانب المرأة واصرارها على اغرائه وفتنته لاجتذابه اليها وصرفه عن هدفه , والنص قد يشيرالنص الى عوليس أو أديسيوس البطل الاغريقى فى رائعة هوميروس الاوديسة فرحلة عودته كانت عن طريق البحر من خلال السفن وتعرض لاغراءات السرينيات ولكنه باصراره على هدفه يتغلب على فتنتهن , وقد يشير كذلك الى الى السندباد فى التراث العربى وحبه للسفر والمغامرة والنص قائم على المغامرة والسفر بالسفن عن طريق البحر ويدعو الشاعر الى المغامرة معه ويصف كل من لاينتهج المغامرة بالحمقى لأنهم سيفوتهم الكثير من الابداع والمتعة والنشوى فى نص رائع نجوب معه أهوال الرحلة أو المغامرة ومتعتها بلغة جذابة وصور شعرية جديدة كالتى أشرت اليها آنفا واشارة لطيفة الى الاسطورة العربية والاغريقية بسلاسة غير مقتحمة للنص وليس خارجة عنه أو مضافة اليه بل هى من ذاته وبنيته , أهنئ الاديب ا/أحمد الحلوانى على نصه البديع الجميل وأرجو له دوام التوفيق والابداع .
مصطفى فودة
( دعوة )
الْمُغَامَرَةُ لَمْ تُبْحِرْ بَعْدُ
لَنْ أَلْتَفِتَ لِلْعَاصِفَةِ الَّتِي سَتَهِبُّ
لَنْ أَلْتَفِتَ لِشِرَاعِي المَثْقُوبِ
لَنْ أَلْتَفِتَ لِمِجْدَافِي الَّذِي نَخَرَتْهُ السَّنُون
لَنْ أَلْتَفِتُ لِاِمْرَأَةٍ تَسْكُبُ مَاءَهَا
وَتَسْتَحِمُّ فِي الصَّبَاحِ رَغْمَ الشِّتَاءِ القَاسِي
تَحْتَ المَطَرِ
وَلَكِنَّ الْمُغَامَرَةَ لَمْ تُبْحِرْ بَعْدَ
سَأَنْزَعُ مَلابَسِي
وَأَدْعُو الْغُرَابَ لِيَنْقَرَ جِدَارَ دَهْشَتِي
لِأُبْحِرَ فِي مَرَاكِبِ الشَّمْسِ
سَأَتْرُكُ كُلَّ حَقَائِبِي فَوْقَ مَرْفَأِ الوَقْتِ
عَارِيًا كَطِفْلٍ يَنْزَلِقُ مِنْ رَحْمِ أُمِّهِ
الدَّعْوَةُ فِي حَقِيبَتِي وَرَقَةٌ بَيْضَاءُ
لَمْ يُلَوِّثْهَا أَيُّ إِثْمٍ بَعْدُ
وَلِكُلِّ الْحَمْقَى أَقُولُ
تَعَالَوْا مَعِي
فَالْمُغَامَرَةُ سَتَحلوانىبْدَأُ الْآنَ
قراءة فى نص (دعوة ) للأديب
أ / أحمد الحلوانى
نحن أمام نص رائع وانا ضعيف امام النص الجميل وأقول بأن الشعر مغامرة فى اللغة وكل شعر بلا مغامرة لا يعتد به ولا يلتفت اليه والشاعر بالحديث عن المغامرة وحث نفسه عليها وانه لابد من خوضها مهما كانت العوائق وعبر الشاعر عن المغامرة بالاستعداد الى الرحلة عن طريق البحر وركوب السفينة ولن تثنيه اهوال البحر وعواصفه عن خوض مغامرته وتجربته وقد تكون الحياة نفسها مغامرة وتجربة يخوضها الانسان وقد يكون الشعر نفسه مغامرة وتجربة للشاعر بأن يعود الى اللغة البكر لغة الطفولة ودهشة الطفل ( كطفل ينزلق من روح أمه ) وكل شاعر فيه من الطفل نصيب قل أو كثر والنص منفتح على تقبل ذلك التأويل اوذاك , ويمضى الشاعر الى تجربته او مغامرته مقاوما اغراء المرأة ( تسكب ماءها / وتستحم فى الصباح رغم الشتاء القاسى ) تعكس شدة ما يتعرض له الشاعر من أغراء من جانب المرأة واصرارها على اغرائه وفتنته لاجتذابه اليها وصرفه عن هدفه , والنص قد يشيرالنص الى عوليس أو أديسيوس البطل الاغريقى فى رائعة هوميروس الاوديسة فرحلة عودته كانت عن طريق البحر من خلال السفن وتعرض لاغراءات السرينيات ولكنه باصراره على هدفه يتغلب على فتنتهن , وقد يشير كذلك الى الى السندباد فى التراث العربى وحبه للسفر والمغامرة والنص قائم على المغامرة والسفر بالسفن عن طريق البحر ويدعو الشاعر الى المغامرة معه ويصف كل من لاينتهج المغامرة بالحمقى لأنهم سيفوتهم الكثير من الابداع والمتعة والنشوى فى نص رائع نجوب معه أهوال الرحلة أو المغامرة ومتعتها بلغة جذابة وصور شعرية جديدة كالتى أشرت اليها آنفا واشارة لطيفة الى الاسطورة العربية والاغريقية بسلاسة غير مقتحمة للنص وليس خارجة عنه أو مضافة اليه بل هى من ذاته وبنيته , أهنئ الاديب ا/أحمد الحلوانى على نصه البديع الجميل وأرجو له دوام التوفيق والابداع .
مصطفى فودة
