زياد كامل السامرائي - قراءة لعش الحمامة

أنتَ لستَ بحاجةٍ الى نور
فقد يتصوّر البعض إنّكَ أعمى !
تسيرُ وسط المدينة
يُجرجرُك بحبل
كلبٌ واسعٌ أبيض.
***
انتَ لستَ بحاجةٍ الى هاتفٍ
فالبلبل الذي كنتَ تستمع لصوته
على "اليوتيوب" كل يوم
قد مات.
***
انتَ لستَ بحاجةٍ الى بيت كبير
أو حُجرة واسعة
تضع أحلامك الرديئة فيها
خِزانة ملابسك البالية
سريرك المُعتّل
"تيلفازك" ذا الوجه الشاحب،
كتبك القديمة التي فقدتْ رئتيها.
فقد تسقط باية لحظة
قذيفة مجنونة
تُعيد ترتيب جهاتك وأغانيك.
***
انت لستَ بحاجةٍ الى حديقة
فيها حياة مثمرة وظل
فقد أدمنَتْ العصافير
السواتر والبارود.
***
أنتَ لستَ بحاجة لعدّ سنوات عُمرك.
تستطيع أنْ تقول:
عمري خمسون بندقية
وثلاثة صواريخ
وسبع عشرة رصاصة..
أو : قرأتُ ذلك الصمت في عينيكِ
أيتها الحبيبة
وانا لم أبلغ من حربي العشرين بعد.
***
أنتَ لستَ بحاجةٍ لقراءة
"سارتر" او "ديكارت"
ولا حتى "الخلدونية"
كي تعبر الشارع بأمان
وان لا تقع في شّرَكِ صيادٍ ماهرٍ
"عادل" و رحيم .
***
أنتَ لستَ بحاجةٍ الى عنكبوتٍ
أو حمامة لها بيضتين
بين أعواد عمرك اليابس
فالكهف الذي انتَ فيه
طمرته الجنادب
و أشعله الأرق.
**
أنت لست بحاجة الى "جوديّ"
لتحطّ سفينة سلامك النافقة عليه
ستنام وفي حلمك طوفان
يحصد كل هذي الفجيعة .
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...