زياد كامل السامرائي

أبي ... إغفرْ لي ذلكَ العَطَشَ المدفونَ تحتَ وسادةِ الأيّامِ إليكْ وأجِبني - أما زالَ نَبضُ العائلةِ يَدورُ مِنْ حَولِكْ ! أتَضحكُ لو جاءكَ القَمرُ المَريرُ بالآس قَمرٌ عانقَ أجنحَةَ اللّيلِ وغَفا قُربَكْ تلكَ القناديلُ التي جَعَلتْ من قَلبِكَ شاطئَها فنِمتَ ساعةَ صَيفٍ، تحتَ عطَشِ...
في البدءِ .. شجرة كانت على بابي لها كلَّ الخلقِ انحنى و خيالي.. ممزّق الأغصان يشفيني من لغط الجنّ و رقص الثعابين أ كان هناك خلق في البدءِ ! أمْ روحٌ من جمرةٍ هربتْ من صانعها تحيل الجريمة الى سؤالٍ بليدٍ خط على أوّل بابٍ للفردوس. ** ليس ثمة آثام بعدُ نضمّدها بدعاءٍ ترتعش فيه أصابع الأيام.. لم...
- عليك أنْ تدخلَ من المكان المخصّص لفتح القفلِ لا أنْ تتصفّحَ الباب والحديقة المجاورة ! - لكنَّ القفل كبير وصدىء - وهل تستطيع أنْ تُعيدَ الزمن برأيك الى الوراء؟ "تفل" المفتاح بنزق على القفل وألقى نفسه في البحر . ** الكتاب تسعلُ بعض السطور وهي في طريقها الى النهايةِ تترك نقطة أو نقطتين هنا وهناك...
ها أنتَ تَرى و تقولُ ما تَرى بلا شفتين تصحبُكَ منذ أوّل فجرٍ، غيمتان كأنَّ الحرفَ عليه مرّتْ عربات دم و الجُملة طيرٌ تَناثرَ هديلها.. في القلبِ ليل. أنتَ تبحث عمّا تَرى أغنية كأنكَ فرّتْ من فلاة فيرجع الصدى: جاء الغُزاة ويترككَ الزمان ذرّة بعد ذرّة...
يا رفّرفة العصفور الملطّخ بالسمّاقِ يا نّشوة بيضاء من رحيق المآذن الجَوّاب.. تندّاح في المهج المقدّسة مهجٌ هشّمها المُنى زمّتْ شواظيها كفوف دمي أين يداها ؟ كيف لي أن أسقي مداها أ بغير التفاتة ظمأى من قلبٍ ينبضُ و لا ينيرُ ! هي الروح أدنى من بذرة الياقوت تزهر بأول الهديل و آخر العناق تموت أهرب...
قراءة لا نهائية لمقتل خمبابا "إله الشرّ" على يد جلجامش وأنكيدو. مَنْ ذا الذي قطعَ أشجار الأرز ؟ مَنْ هزَّ باقة الهديل و أوجعَ النبع فيها ؟ مَنْ أسرف في لمِّ جدائلها الأقمار أقصى تلك التلال ؟ أنا حارس الدروب و الإوزِّ و الغناء أجفان كل حلم اِبتكر طعم الوسادة و شِفاه أشعلها ضوء اللقاء ما كَمِدَ...
أخاف أن أقول لكِ : أحبكِ مثلما أخشى على أبي السعادة وعلى البلاد من هشاشةِ العظام. حائرا.. كيف نلوك الأيام ؟ كيف ينبحُ علينا الحزن و يتسلّى الأرق عند وادي أحلامنا اليابسة ؟ كيف بوصلة الزاجل تنتّقم من عاصفةٍ صفراء وهو يدرك إنَّ الأرض جنازة شاسعة ؟ حيث لا شفاعة واضحة للموتِ و الحب ذلك الذي بطعنةٍ...
كان يمكن أن نكون صديقين تركضُ خلفنا الأوهام أو يركضُ كلبكِ مع قلبي فيفوز الأثنان بالنباحِ حتى نهاية الوجع . كان بامكانكِ أنْ تدّخري بعضا من الوقتِ في حصّالة الجسدِ المزعوم كيلا يُنجِب فؤادكِ من الأيام ترابا يتلمّظ ما علق في الثياب من نياشين وفي الخيال من ندوب فالشّك الأبيض ينفع اليقين الأسود...
1- نُعاس منذ زمن طويل، مثلك انتظرتُ العيد يأتي أحيانا على هيئة طائر كالرخِّ يشعلُ بجناحين كبيرين فوانيس غُربة، اخضلّتْ بالظلام وكلما أدركني النعاس تلاحقني الطرقات بما خَسِرتُ من زفير ينحسرُ الليل في الشرشف الأبيض أسمعُ من بعيد .... أغنية أم كلثوم "يا ليلة العيد" أقلّبها وأنام. 2- دمعة أبــي...
أنتَ أيضا مَنْ رسمَ النخلةَ بلا أقدامٍ واقفة والشمس "كعكة" شهيّة بيدِ نهرٍ عطشان حتى صارَ النهرُ موجةً من الشّمعِ، أَمير. عاصفةٌ تُربكُ الورقة الآن من دموعٍ ملوّنةٍ ذرفتها النّايات وسياج يتلفّتُ لا حَمَام يقفُ على كتفيهِ ولا أغصان نضرة، تتهجّى السّماوات، بين أضلاعهِ تنام تُنيرُ دروب الشّفتين...
مواجهة ورقة بيضاء لهوَ أشدّ إيلاما مِن أنْ تقف أمامي امرأة عارية. في كل مرّة عليّ أنْ أعترف لها بطريقة مختلفة ! 2 إنما عِندكَ كتابٌ ونِعالٌ لا تَصلُح للطيرانِ فكيفَ ستقرأ الأحلام المطر من تلكَ الغيوم الحافية ! المطر الذي تنصّل من الدموع ليصل الى الجسر القديم. 3 المهاجرون لهم وجوه مُختلفة...
لا أدري لماذا يُصرّ هذا النهر على أن ينضج بسرعة يترك أثداء الغيم تتيبّس في مكان قصيّ.. و الأنذال يشربون منه بشراهة وحقد ! ** انتظرتُ طويلا أن تمدّ يديكَ العاريتين قبل بلوغ الصلاة نبض الجّرف الى نجمتي.. قبل ان تفتح الزنابق خرير دهشتها بوجه أيامي الخافتة وتترك في العراء أسماك الكلمات تلبط في قلبي...
يا لحماقتي و إسفافي ياروعة أحلامي تشرق "طوليا" مثل قصيبات البردي لتعود.. مسدودة عند طرفها العالي. يخدعني الليل مثلما يحاصرني صداها أقصى ظهيرة حزيران ترجع هي لتنام بعد الظهر فيما تنفلق روحي بماس وحدتي وتعود أقماري الى ربّها بجواري فلا تجدني. يا لحماقتي و إسفافي ما أكثر الحب بيني وبيني والنهار...
أردتُ أن أرسمكِ فارتبكتْ الريح .. ومشتْ بموكبٍ أخضر. أردتُ أن أجعل من الحلم نورا فأشرقتْ في سماء الروح نجمة. أردتُ أن أكتبكِ في عيون المارّة أغنية.. فطار اللحن في غابة الحنايا حتى آخر رفيف. الجميع كان يصفكِ وهو ساهمٌ في إنشودتهِ على إنكِ فجر و ناي فتفزع .. المدينة وتمشي الأيام دون شاعر.. يكتب...
أنتَ لستَ بحاجةٍ الى نور فقد يتصوّر البعض إنّكَ أعمى ! تسيرُ وسط المدينة يُجرجرُك بحبل كلبٌ واسعٌ أبيض. *** انتَ لستَ بحاجةٍ الى هاتفٍ فالبلبل الذي كنتَ تستمع لصوته على "اليوتيوب" كل يوم قد مات. *** انتَ لستَ بحاجةٍ الى بيت كبير أو حُجرة واسعة تضع أحلامك الرديئة فيها خِزانة ملابسك البالية سريرك...

هذا الملف

نصوص
15
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى