زياد كامل السامرائي - نهرٌ نحيل.. جنرالٌ أعمى

لا أدري لماذا يُصرّ هذا النهر
على أن ينضج بسرعة
يترك أثداء الغيم
تتيبّس في مكان قصيّ..
و الأنذال
يشربون منه بشراهة وحقد !
**
انتظرتُ طويلا
أن تمدّ يديكَ العاريتين
قبل بلوغ الصلاة نبض الجّرف
الى نجمتي..
قبل ان تفتح الزنابق خرير دهشتها
بوجه أيامي الخافتة
وتترك في العراء أسماك الكلمات
تلبط في قلبي المفتوح.
جدفنا بعيدا .. أنتَ النحيل
و أنا خشبة الحريق
بقميصينِ زرقاوينِ
أصاب الخريف أرضهما بالنزفِ
تبادلنا اللهاث حتى آخر أدغال الجنوب.
ماذا تفعل هذي الألون في عيني ؟
ماذا خَطّتْ يد الشمعدان على عطش الظلمة
و آدم.. عُمره كله طين
سُندسٌ اذا ما خاطه اليقين
هذا نهرٌ من أطفال الشمس
يغسل بكاءه موت حَنجرتي.
**
أيقظني رذاذ العمر المسفوح
وصورة جنرال أعمى
أضاعتْ تجاعيد الأيام صنّارته .
كبغي، ما أبقتْ لعرسها جائعا !
أنا حفيد هذا النهر
لا أحد يطاردنا
سوى نشيدٍ من دمٍ
ومأذنة، هديلها يخفق بالبيادر
كلما توضأ القمر على شرفاتنا بمصلِ غُربته
كلما آن للجفون أن تكون بيت الفجر
ففؤاد الجسر
صالحا ان يكون صارية
لقارب أرض
نحن فيها المبشّرون.
***

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى