زياد كامل السامرائي - فِتنة المفتون

يا رفّرفة العصفور الملطّخ بالسمّاقِ
يا نّشوة بيضاء
من رحيق المآذن الجَوّاب..
تندّاح في المهج المقدّسة
مهجٌ هشّمها المُنى
زمّتْ شواظيها كفوف دمي
أين يداها ؟
كيف لي أن أسقي مداها
أ بغير التفاتة ظمأى من قلبٍ
ينبضُ و لا ينيرُ !
هي الروح أدنى من بذرة الياقوت
تزهر بأول الهديل
و آخر العناق تموت
أهرب اليكِ الفاً
أقرعُ الحلم بالرياحينِ
و أتعثر بسياج حبكِ العالي
لو أخبرني مرّة مطر الشوق
أن لا مظلة للأملِ
و لا أب يروي مرارته بالندمِ
ما أحببتكِ مرتين
و ما أوتْ أرضي الى كُتب النار
بعد كل نجمٍ ساق مشيئتي اليكِ
فكان السواد، هلاك الألوان في رُباكِ
**
أهتفُ ملء الفصول
ملء الشواطىء التي غمرتْ ظلّنا العاري
و ساوتْ كِفايتي بالكَفافِ من الدمعِ
إنّ الظلام ينخر آنيتي
قمري المؤجّل
يلثمُ فجاج أوعيتي
يُطفيء نبض الصلصال في ضواحي الشجنِ
تضرّعتُ لفجركِ أنْ يرشق الورد بالفراشاتِ

لكلِّ حبل وصال
هزّه الخيال
أستعيد به صلاة عينيكِ و بريق رحمتكِ
كلما تربّصتْ بنا الفواجع
أثمرتْ من العمر لحظة
جدائلها
جداول حنّاء
تركضُ صوبي..
حتى بلغتْ فراديسي الشهيّة.
**
يارفّة العُشب
ومهارة الحرف المتسلّق غصون شتاتي
آن لي أن أطلقها الغيمات، قبل حتفها
تغرق في هضاب اسمكِ
وأدسّ الحلم في غفوة جفنيكِ ندى..
لكن سوء طالعي سبق الورد و الوعد
فتهاوى المفتون في ضجيج الحالمين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى