أحمد رجب شلتوت - انتظار.. قصة قصيرة

لم يستقر العصفور في وقفته. تابعت تقافزه المستمر وتبديله للساق الحاملة للجسد النحيل. عجبت لقدرة رقبته على التلفت المستمر، يمنة ويسرة، لم تسكن لحظة. أراه يتأهب للطيران، يشرع الجناحين، كأنه يجربهما قبل الانطلاق، يتراجع، يخفضهما، يطويهما، ينكص عائدا للتلفت والوقوف على ساق واحدة يبدلها كل ثانيتين.

ولما يمل، يشرع فى المشى فوق إفريز الشرفة. يخطو بتؤدة من حافة السور حتى منتصفه ثم يعاود الوقوف، كأنه ينتظر شيئًا ما. وفجأة انطلق طائرًا، ارتفع فوق السور بمتر، ثم أوقف ارتفاعه ليطير أفقيًا باتجاه شرفة مقابلة، طار ربما لثلاثة أمتار قبل أن تطاله الحصاة التي أطلقتها نبلة صبي.

رأيت العصفور يخبط بجناحيه وكأنه يخمش الفضاء، يفتح منقاريه للمرة الأخيرة، يكف عن الارتجاف ويهبط عموديًا معانقًا الأرض، لاحقًا بقطرات دم قذفها منقاره فى ارتجافته الأخيرة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...