د. عيد صالح - خــــــواء.. شعر

علي أن أتوقف قليلا
ليس لالتقاط الأنفاس المتلاحقة
في كابوس ثعبان ظل يطاردني
طوال الليل
فالواقع مليء بالأفاعي
والشوارع تعج بالنمور والدببة والغيلان
وليس لأنني سئمت التكرار
وازدحمت بالخواء
وليس لأن تافها وتافهة
عرضا بي علي صفحات مارك
فمارك نفسه لا يني يشوهنا برسائله المشبوهة
لا أدعي النقاء
ولدي من الآثام ما يقصم الظهر
وأنا أحث خطوي فيي نهار شرس
وأنا أرد السلام في آلية
وأغرق في الخجل
وأنا أحتضن عزيزا لا أتذكره
وأنا أقف حائرا في منتصف الغرفة
وأنا أنظر في المرآة لشخص لا أتذكر ملامحه
وأنا أبحث بضيق وضجر
عن ساعتي وهي في يدي
ونظارتي وهي علي عيني
وأنا أطارد الذبابة الطائرة
وأهش الذباب اللزج
وأنا أمعن في غسل يدي
وأعيد الوضوء أكثر من مرة
لست متدينا ولا فاسقا
لست أصوليا ولا حداثيا
ربما كنت فوضويا رغم الأنف
وأنا أبعثر الكتب والملابس والأوراق والأقلام
وأبحث في كل شيء عن أي شيء
عن الوقت في الوقت
وعن الأصحاب في الأصحاب
وعن نفسي في نفسي
لذا علي أن أتوقف الآن
بعيدا عن دجل الطب النفسي
وشعوذات الفلاسفة
وكتاب التشيؤ والبورنو
ورقصات الزار

.

عيد صالح
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...