عدي المختار - نساء في برزخ - مسرحية بفصل ومشهد واحد

نص مسرحي

اهداء
لكل اللواتي فقدن عذريتهن بفتاوى اللعنة


شخوص العمل المسرحي :
- العجوز
- المرأة
- الفتاة
- سيدة اولى
- سيدة ثانية
- سيدة ثالثة

الفصل الاول- المشهد الاول

ملاحظة 1:
إن المشاهد الأولى تكون فيها خشبة المسرح مظلمة تماماً , وتعتمد على بقع الإضاءة التي يحدد ألوانها رؤية المخرج .
ملاحظة 2:
كل إطلالات أبطال العمل في المشهد الأول وسط البقع الضوئية هي عبر براويز أو أبواب يتحركون وفق مساحتها وكأنهم داخل صور شخصية .
ملاحظة 3:
لا تتضح معالم المنظر العام الذي ينتهي له النص وهو ( صالة عمليات في مشفى) إلا في المشاهد الأخيرة التي يحددها النص .


الفصل الاول - المشهد الاول
الاستهلال :
عبارة عن استطلاع بقع الإضاءة لأبطال العمل في براويزهم عبر إسقاط الضوء بالتتابع عليها وفق التالي :
برواز 1:
عجوز كبيرة بالسن أمام مرآة تمشط شعرها الأبيض الطويل بعصبية على وقع دندنة ( كلنه مشينه ..مشينه ..مشينه للحرب )
إطفاء ضوء
برواز 2:
فتاة عشرينية تلبس ملابس سوداء أمام مرآة تمشط بشعرها كأنها مجنونة وهي تكمل دندنة العجوز بفرح وبكاء ( بفرح ) واحد يدافع من اجل محبوبته محبوبته ...( ببكاء أكثر ) كلنه مشينه للحرب
إطفاء ضوء
برواز 3:
امرأة أربعينية حامل بالشهر الأخير وهي تمسك بأعمدة البرواز بوجع وهي تصيح ( لا ...لا ...لا .. والله والعباس ) .
إطفاء ضوء
برواز 4:
ثلاث سيدات بملابس سوداء يجلسن في ثلاث براويز يكملن باقي أغنية المرأة بحزن ويلطمن ( لا ..لا ..لا والله والعباس ..توكع زلم فوك الزلم ...) وهن كالتالي :
الاولى : تقصن ملابس الزيتونية الكبيرة للصغار ومن ثم تضعها في محرقة تنور بجوارها
الثانية : تقص بخصل شعرها وترمي بهن على ملابس عسكرية
الثالثة : تشق جيبها لملابس عده تلبسها واحدة فوق الأخرى
تضاء كل البراويز بإضاءة متذبذبة +جميعهن يرددن ما كان يرددن بالبداية + يتحول كل شيء إلى لغط وجلبه + صوت صرخة الأم الحامل وكلهن يمدن رؤوسهن من البراويز نحوها + يعم الصمت + تسقط الأم الحامل على الأرض
إظلام

المشهد الثاني
المنظر : الظلام يهيمن على المكان ومن بين الظلام أصوات مبهمة تتشابك فيها الاصوات:
1- أصوات انفجارات ورصاص
2- أصوات سيارات الإسعاف
3- أصوات بكاء وانين وصراخ يخفت تدريجياً مع تصاعد دقات قلب
4- صوت جهاز القلب يعلو ويخفت
5- أصوات مبهمة تشبه أصوات السكاكين والطعن
6- صوت شهقة محدده
7- عيون تفتح في عارضه الداتاشو كلما تقترب الكاميرا أكثر من العيون تتسارع الرموش بالغلق بفزع من هول مشاهد القتل والانفجارات التي تظهر في العين حتى تقترب الكاميرا أكثر وأكثر فتضيع في سواد العين.
إظــــــــــــــــلام
بقعة إضاءة على سرير ابيض وعليه فتاة بملابس بيضاء تفز في اللحظة التي يظلم فيها المسرح أعلاه بشهقة أيضا وبلهاث متصاعد + تمزق أشرطة المغذي وتتحرر وتسقط أرضا
إظـــــــــــــــــــــــــلام
بقعة ضوء على مقدمة المسرح حيث فتاة حامل تجلس كالقرفصاء وتعز بجسدها بانين + صمت ومن ثم تلتفت للجمهور بشكل هستيري وبحزم تقول :
أين أنا ... من جاء بي إلى هنا؟ , وماذا افعل هنا ؟, ( تصيح بصوت عالٍ) من هناك ؟؟ أرجوكم اخبروني من أنا ولماذا أنا هنا ؟ أرجوكم ....هــــــــــي هل من مجيب ؟....( بانكسار مع نفسها وهي تتلمس جسدها ) هل ..هل ...أنا في حلم ؟, أم إن في راسي ذاكرة مثقوبة ؟ ..(تريد ان تنهض فلا تستطيع تحاول الإمساك بقدميها تحركهما لكن بلا جدوى ) حتى أنتما تخليتما عني !! ههههههههههه أي قدر ممسوخ قد كتب لي !!! ههههه ( باعتداد أكثر وإنها تخطب ) ذاكرة خارجة عن التغطية ههههههههههههه , وقدمان معطلان عن الحركة ههههههههههههههه, في مكان وزمان بلا ملامح هههههههههه هل يوجد أكثر سخرية من هذا القدر هههههههههههههههههه , (حاول النهوض والتحرك إلا أنها تفزع من قوة خفيه تشعر أنها تريد أن تمسكها فتقاومها وهي تجوب المسرح للإفلات منه ) من هناك ؟ ..من هناك ؟ ..من أنت؟ ... لا ..لا ..لا أرجوك ...لا تقترب مني أرجوك ؟ ( تتعثر فتسقط + ظلام + صمت + صوتها في الظلام تتمتم ) ذاكرة النساء أكثر صخباً عن ذاكرة الكون كله , بها يتقربون إلى السماء ههههههههههههههههههه ومنها ينتهون في جنة من حور ههههههههههههه اي غباء فيك يا ذاكرة الذكور ههههههههههههههههه , ( بقعة عليها وهي تجلس كالقرفصاء وتتمتم بالكلمات الأخيرة + حتى تخفت الاضاءة تدريجيا وتميل للظلام قبل ان تظهر اجزاء من العجوز خلفها – ظلام ثم اضاءة مع فزع الفتاة الحامل هي على سرير ابيض في صالة عمليات بتأوهات مع اصوات صراخات مخنوقة لاطفال حديثي الولادة والعجوز عند راسها)
العجوز : ( تهلهل) كللوووووووووووووش
الفتاة : ( بخوف ) ارجعيه ...اياك ان تلديه ..ارجعيه ...
العجوز : ( تهلهل) كللوووووووووووووش
المرأة : ( تصرخ صرخات طلق المرأة الحامل ) لا استطيع ....لا استطيع ..هو يريد ان يرى ويسمع ...
العجوز : ( تهلهل) كللوووووووووووووش
الفتاة : اياك والخطأ مرة اخرى.... فشباك العدم تتسع ... وليالي التيه لا فجر لها بعد ..ارجعيه ..ارجعيه .
العجوز : ( تهلهل) كللوووووووووووووش... ارميه ولا تخافي...فله وطن يحميه
المرأة : ( بتأوهات مخنوقة) لا حيلة لدي هو يريد ان يخرج ليمارس غواية اسلافة في لعبة الدم والعدم ..
الفتاة : اياك ان تعيد الكرة مرة اخرى ...سبق وان جربتيه بأجنة كثر من قبله( تترجل حزنا) ..منحتيهم هدية للرجولة فكانوا عرائس ثأر ( تستدرك) وانت وحدك من يعرف نهاية تلك اللعبة ...
العجوز : ( ضحكة هستيرية ماكرة ) كلنا نعرف النهايات ...الا اننا لا نتعظ في الولوج الى شرك البدايات ....
المرأة : ( بصراخ اعلى ) مالبدايات الا صرخة بكفن لا يعرف الظلام ..صرخة تلد الف نزوة ونزوة ونهايتها صرخة ايضا..ولكن بكفن مليء بالخطايا...
الفتاة : انك تعرفين اللعبة جيدا ومع هذا لا تترددين في ولادة الف صرخة تزف كل لحظة الى حيث التيه والعدم ..
العجوز : ( للمرأة) اياك ان تسمعي هذا الصوت النشاز .... فنحن ولدنا كي نلد الموقف عنوانا للصرخات ... ارمي ما ارسل لك من السماء ...هيا فالسواتر في نهم مستمر ....ارميه واعيده للارض التي وجد منها ...هيا..
الفتاة : لا تسمعي كلام العواجيز ...فالعواجيز عجزوا ان يغيروا ما بأنفسهم فكيف يغيرون ملامح وطن ...
المرأة : ( بصرخة ) كفى .... جعلتن الولادة تقف في برزخ الحيرة والانتظار ... اهات ووجع يمد روحي بالف امنية للموت الان كي استريح ...وانتن بخوفكن وجرأتكن المفرطة على الوجود دفعتن بولادتي الى اتون صمت طاحن لا يهوى في ان يكون او لا يكون الان ...
العجوز : ( تصرخ وهي تتوسل بها ) لا ..لا ... اتوسل اليك ارميه .... لا وقت لدينا للتقاعس ..ارميه وليستريح الكل .... ارجوك ارميه ... ارميه .....
الفتاة : ( تقاطعها ) اياك ان تلتفي لاسراب السؤال .... اياك ان ترميه ..فكلهم رموا لكن القدر شاء ... تمسك بالانتظار فبعض الانتظار فجر اخر يغتسل فيه الامس اغتسال الاعتذار ...
المرأة : ( تصرخ فيهن) كفى ....كفى ... فلهيب الحرب لم تكتوي به الا الارحام التي تعودت .ان تلد وتزف...تلد وتهدي ...تلد وتدفن .... كفى .
( تدخل مجموعة من النسوة بهلاهل وبخور وشموع وبعضهن يرمي الحلوى وكأنهن في عرس ... مع حدوث لجلجة عند العجوز والفتاة والمرأة ..حتى تتداخل الاصوات ..)
اصوات النسوة: اللهم صلي على محمد وال محمد ...
العجوز: هيا حان موعد الولادة ..
المرأة : لا... لا .... الوقت غير صالح للاستهلاك البشري ...
الفتاة : اهربي ....اهربي ...الى حيث شجرة او بادية او محراب ( تترجل كانها فارس ينادي وسط تداخل الاصوات ) فمن دخل دار الفقراء فهو امن ..ومن دخل دار الاغبياء هو اثم ..
سيدة 1: ( بحزن) ومن دخل حضن امه فهو امن..
سيدة 2: ومن دخل قلب حبيبته فهو امن ..
سيدة 3: ومن وقف ضلا لاخته فهو امن ..
العجوز: وحزنكن اثم .... انكساركن اثم ... دموعكن اكبر الكبائر ...
الفتاة : ياله قسوتك .... انك تحيلين تراتيل الحب الى صلوات كره ..
سيدة 1: ان كان الحنين اثم فنحن آثمات ..
سيدة 2: لا تغرسي خنجرك في فؤاد اللوعة ..فالانفاس عثرات تطيح بالروح ..
سيدة 3: ان كنت لا تعرفين معنى الوجود فنصيحتنا لك ...
العجوز : اي نصيحة ؟
الفتاة: خذي النصيحة ..
العجوز: مالنصيحة؟
الجميع: العشق مفتاح الطمأنينة ..
العجوز : ماذا ؟..... العشق ..... ( تستدرك بضحك هستيرية) العشق ....اها ...نعم ...نعم..العشق ....هه هه هه ... العشق عنوان الانكسار...
المرأة : لولاه ماكنا وكان ...
العجوز: لولاه ماكنا امة تأكل لتنام وتبول على احلامها في النوم ..
الفتاة : العش....
العجوز: ( تقاطعها ) العشق افيون الروح ...( تشير للفتاة) الم يرميك في اتون حروب طاحنه من الانتظار ولازلت للان في انتظار من لم ...ولن يعد؟ ....( تشير للمرأة) الم ينفخ فيك من روحه فجعلك في طلق مستمر دون ان يموت او تموتي او يخرج لتستريحي ؟ ( تشر للسيدة 1) الم يورثك ضلا رحل ولم يعد وتشتاقين للقياه وسماع كلمة اماه من فمه ؟ (تشير للسيدة2) الم يتمرد قلبك بسببه حتى بت ضجيعة للعشق اينما مال تميلين ؟ (تشير للسيدة 3) الم يذهب باحلامك ادراج الرياح فرحل من دون استئذان وتركك فريسة الوحدة وعيون لا ترحم ؟؟ ( بصوت عال) فلم تراهنن عليه اذن ؟؟
الفتاة : ( بصوت عال) انتظره خيرا من ان لا انتظره ...فلازال ثمة متسع للامل ..
المرأة : ولازال ثمة خصوبة صالحة للاحلام ..
سيدة 1: ولازال ثمة متسع للهفة والاشتياق ..
سيدة 2 : ولازال ثمة زمن كاف للهاث واقتفاء اثر اللذة في زمن الموت.
سيدة 3 : ولازال ثمة متسع للراحة ..
العجوز : ( تضحك) ولازال ثمة متسع لاكذب واكذب واكذب حتى تصدق نفسك .. فالكذبة تتجلى حقيقة حينما تلدها العقول المستحمره .
الفتاة : مالذي تريده ؟؟؟ الا يكفيك كل هذا الضحك و البكاء والرصاص والهلاهل
العجوز: لا مجال للثرثرة ..لا مجال للتأمل ....نحن في طريق واحد وعليكن ان تحملن ودائع الحروب أمانة في ارحامكن الخاوية ...
المرأة : ( بوجع ) اريد ان استريح ...اريد ان اعيش اللحظة ...كفى ثرثرة فكل الارحام معادية ..
سيدة 1: ودائع ارحام لا تعرف الا الغياب عنوان .
سيدة 2: كفى ... فالولادة نهاية كل تلك الخيبات .
سيدة 3: وقد تكون بداية الخيبات ...
الفتاة : ( تصرخ بخوف ) لا ... لا... لا... لا اريد ان اعود للبدايات ...فكل البدايات نحر من التيه ...
العجوز: الولادة هي زمن لابد منه ...زمن تختفي فيه خطوط الطول والعرض ..وتدق فيه طبول الحذر ...( توزع النساء على بقع ضوء)
سيدة 1: الحذر من الجدران ..
سيدة 2: الحذر من العنوان ..
سيدة 3 : الحذر .... اهه.... اهه...الحذر من ال....اهه..اهه
المرأة : ( تصرخ بتأوهات .....) ثرثرة ... لا شيء غير الثرثرة ..
الجميع : لا مجال للخذلان اكمل خارطة الطريق نحو الحذر وألا .....
الفتاة: وألا ماذا ؟
العجوز : ( بثقة المحاربين القدامى ) الكومينداتور قادم ..
( المسرح يتحول لفوضى عارمة واضطرابات وخوف وبكاء والنساء يركضن شمال ويمين لمجرد ذكر اسم الكومينداتور..وهن يصرخن باسمة..)
الجميع : ( بخوف وبكاء) الكومينداتور قادم ... الكومينداتور قادم ...
العجوز : ( تصرخ بهن ) لن يغتصب ...لن يعيش نشوة القتل ..او يعلن الف عنوان للتشريد ..او يغير معالم اللذة الى جهاد ....
الجميع : ولكن ....
العجوز : ( تقطع كلامهن ) نعم ....لن يستبيح جسدا وراءه الف مطالب ...ثمة فرق كبير مابين الكومنتداور والدكتاتور ...
الجميع : اي فرق والحروف تشير له ...
العجوز : ( تضحك ) كل الحروف في الكون تدل لغير معناها وكل الكلمات غاب مسعاها وتحول كل شيء هو على مفترق طريق ومانحن اليوم هنا الا نتيجة لهذا الاختلاف والخلاف..
سيدة 1 : مالذي دعاه ليعود ..
سيدة 2 : مالذي يريده من برزخ لا صدى فيه الا للنساء
سيدة 3 : عن اي فجيعة يبحث وعن اي بطولة يسعى
المرأة : ( بتأوه ) عن اي ولادة قيصرية يمني النفس
الفتاة : يريد ان يحيل هذا البرزخ الى عنوان جديد من الالم .
العجوز : ( تصرخ بهن ) كفى ....النواح ...النواح ..ليس سوى النواح لغة للوجود ..وسوء الضن هو دائما ما يجتاحنا...هو لا هذا ولا ذاك ...بل حينما يمعن الجنرال باستباحة الشهوات يخرج هو معلنا انتصاره لمن تستباح ....
( صمت فيه شعور بالأمان من قبلهن لكن سرعان ما يتحول الى صخب بعد ان يجتاح نفوسهن بأن هذا جاء بعد فوات الاوان وهو بمثابة كذبة بعدما كان حلم بالأمس )
الجميع : ( في ضحك هستيري يليه بكاء بصوت عال اما المرأة الحامل فتدور بالمسرح بتأوهاتها وهي تصرخ معهن ) لا.... لا....لا...لا...لا
العجوز : هو كذلك .... كفى لاءات للرفض
الجميع : ( في ضحك هستيري يليه بكاء بصوت عال , اما المرأة الحامل فتدور بالمسرح بتأوهاتها وهي تصرخ معهن ) لا.... لا....لا...لا...لا ...
العجوز : لا مجال للرفض ...علينا ان نحزم حقائب الحزن ...علينا ان نتخذ الجهاد جملا ان غشينا النكاح ..... علينا ان نتخذ الجهاد جملا ان غشينا النكاح .....
( تردد العجوز عبارتها مرتين فيصمت الجميع بوعي تام لمايحدث فيتوجهن حولها بحركة شبحية )
الفتاة : كذبت ...وتكذبين ؟؟!!!
سيدة1 : بالشعارات تثرثرين ؟؟!!
سيدة 2 : خرائط وهم من العشق ترسمين ؟؟!!
سيدة 3 : وبالغد تتاجرين ؟؟!!
المرأة : ( بتأوه ) عدت تخدعين ؟؟!!
العجوز : ( تحاول الافلات ) لم اكذب او اثرثر او ارسم من وهم شيء للعشق كما لم اتاجر او اخدع من يولد في خديعة وهو مخدوع ...مخدوع ...بل جئتكن بفارس حلم كما حلمتن ...فارس تغيرت فيه العناوين الا رجولته فأنها في نهم ...
الجميع : عن اي فارس تتحدثين ...
العجوز : ( تضحك بتهكم ) فارس من نار ادمن اشعال الحرائق في هشيم ارحامكن ... ( تكلم المرأة ) هو اب لهذا الذي تنتظرين ... وفحولة لا تعرف السكينة في طريق اطفاء ظمأكن للذة ..( تقف وقفة محارب ) كلا تأخذ مكانها بالدور تباعا فسيد الفحولة اعلن فض البكارة الجماعية اليوم ...
الجميع : ( خوف وهروب واضطراب وبكاء بصوت عال) لا.... لا....لا...لا...لا
المرأة : ( تدور بالمسرح بتأوهاتها ) اخرجوه من احشائي ...اخرجوا اللعنة من احشائي ...لا اريده ان يولد حيا ..
الجميع : ( خوف وهروب واضطراب وبكاء بصوت عال) لا.... لا....لا...لا...لا
المرأة : ( تدور بالمسرح بتأوهاتها) ...لا اريده ان يولد حيا .. لا اريده ان يكون فحل مارق كأبيه ..
العجوز : ( بهستيريا ) لا ..لا بد ان تقذفيه ...فليل الدم ينتظر فجره ...التيه ينتظر افقه ...اقذفيه قبل ان يقذف بنا لاتون الانتظار ...فليل الانتظار عقيم وحان موعد المشهد الاخير ...
الفتاة : لا ... اياك ان تقذفيه ..اياك ان تستبدلي ليل الانتظار بفجر الدم ...امضغيه باحشائك او اخنقيه في رحمك ...او اقذفيه بلا نفس او ان لا تليده ...
المرأة : ( بتأوهات حاده ) ان لم اقذفه سيقذفني للموت ..ان لم اقذفه ساكون دهرا من التأوهات بلا ولادة ..من يحتمل ذلك الوجع ..الطلق بداية الا في احشائي هو النهاية الاكيدة
الجميع : اما ان تلديه ميتا او لا تقذفيه ...
العجوز : اياكن والتحريض ان لم تقذفه يعني نهاية زمن الفحولة ....
الفتاة : فحولة للدم ؟؟
المرأة: فحولة لا طريق فيها للولادة ... الطلق ليس الا
الجميع : فحولة مشوهة ...
العجوز : كلنا في وحل مشوه.. فخلف هذه الجدران لا توجد فحولة تمنحكم صك الغفران الا هذه الفحولة فهي تهديكن الى الجنة كحور للعين ...وعليكن الاختيار
الجميع : كل الخيارات تفضي الى تيه ...
الفتاة : خلف الجدران يساق الغد الى نهر النحور .
المرأة : الموت افضل خيار حينما يكون ثمة متسع لفصول اخرى للخوف.
الجميع : ( اي السيدات الثلاث) وفعلناها..
سيدة 1: رفضنا.. بالدموع بالاه رفضنا
سيدة 2: وصرخنا باعلى اعلى اصواتنا
سيدة 3: ( تصرخ باستدراك ) لا نريد ان نساق كما يساق النحر للذبح
المرأة : ( بتأوه) الرفض بداية الطريق
الفتاة : واحيانا تغيب الاءات عن الوعي من فرط وجع .
العجوز : ( تضحك بتهكم ) الرفض هنا كان يعني جهاد
سيدة 1: تقربوا بنهش عذريتنا الى الله
سيدة 2: ( تضحك بوجع ) احد الذين استباحني ( تستدرك) وهم كثر لا اميز لون او طعم او رائحة لهم ..سمعته يقول انه يتقرب بي لعشاء فاخر سيجمعه في احدى السموات السبع بــ..
سيدة 3: بــــ....
المراة : ( تصرخ بهن ) لا تكملن هذه الترنيمة التي على ايقاعها سيق الاغبياء الى برزخ من لهيب .
الفتاة : هم سيقوا مغررين ..واخرون سيقوا مرغمين.
العجوز : بل فتحوا فتحا مبينا ودخلوا في دين الله بكرة واصيلا ..
الجميع : لا تحرفوا كلام الله بالسطوة
الفتاة : لا تفسروا الاشياء على دين نزواتكم
سيدة 1: هل كانوا اتباع محمد يعلنون لياليهم اعراسا للنكاح ؟
سيدة 2: وهل وصلوا الى مشارق الارض ومغاربها باعياد الذبح ؟
سيدة 3: من منهم كان يبيح كل هذا الدم ؟
المرأة : ( بتأوه ) من منهم رمى بفحولته عنوة في ارحام محصنة.
العجوز : اسلم ..تسلم .
المرأة: هل من بقاء لاسلام يأتي بالخوف ( تسخر) اسلم تسلم .
سيدة 1: قالها لي ...سلمي فخذك يسلم عمرك
سيدة2: اذكرها تماما ..ليلة باردة ليس فيها الا ريح تعوي من بعيد ...وصوت يختلط فيه نداءات مكبرات الصوت مع اصوات الكلاب الذي يقترب شيئا فشيئا ...الصمت عم المكان والضوء استسلم للظلمة ..وحتى ضوء الشمع انحنى للريح التي كانت تعوي فختفى ..الابواب يهزها الريح والنوافذ تنبض بشكل مخيف لانها كانت تصارع الريح ..اقدم تقترب كلما اقترب صوت الكلاب ..الصمت يدك الاذن دكا ..الريح تصدر صوتا كانه النياح ..الابواب استسلمت اخيرا ومعها النوافذ فتعرى كل شيء ..اشباح تجتاح المكان ..وجوه قرأت وصفها في الاسراء والمعرج ..عرج بها الدم الى اسراء جسدي المتهالك من الخوف ..لم تمضي سوى لحظات واصبحت انا وكل احلامي وافق امالي الذي لا تحده حدود قبل ليلة من هذا البرزخ في قفص الاسر ..لم يكن هذا السجن قضبان فقط بل بات يوما بعد يوم الى قبر دفن فيه كل شيء بعد فضت مخالبهم بكارتي وكان حينها عليه ان احيل هذا القفص الى واقع حال اكون فيه جارية للامير .
سيدة 2: امرائهم ليس كالامراء الذين قرءنا عنهم في الف ليلة وليلة ولا في كتب التاريخ المزركشة بطولات وملاحم امراء حكموا من اجل السلطة والمال..نعم يختلفون امراء هذا الزمن عن امراء الامس كثيرا ..( تضحك بخرية موجعة ) فامراء التاريخ يامرون وامراء هذا الزمن هم ينفذون ..سمعت صوته حينما نادى لخادمة أأتني بمن ستحفظ للاسلام نسله الجديد ...فرحت حينها ....( تضحك بوجع ) قلت اخيرا خابت ضنوني فمن اساقني للاسر مسلم ..يصلي ..( تكلم نفسها) مهما كان شكل صلاته ...يكفي انه يسجد لقبلة واحدة ..لم اعرف ان صلاتهم ( تضحك بتهكم ) قطع الرؤوس وقبلتهم هي نكاح اجسادنا..
العجوز : ( تثور ) اش ..اش ..اش
المراة : ( بتأوه تصيح ) اششششششش هي تماما مايريدون كي تدور معاركهم في سوح بكارتنا .
سيدة 3: قال صلي معي ..اصابتني حيرة ..هل اصلي معه كما يصلي ام اصلي معه كما اصلي انا ..واخيرا صليت صلاة الغفيلة ..قال اني زوجتك نفسي ..فلم اجب ...قال السكوت علامة الرضا ..فدفع بي لفراش من حصير وبدء معركته مع جسدي وهو يلهث ككلب اعياه الظمأ وانا ...وانا كنت لا اشعر بشيء ..( تضحك بسخرية) حتى تخيلت حينها اني اشاهد فلما امريكيا باداء عربي هزيل بلا استمتاع ( تضحك بجنون ) ههههههههههههه
العجوز : ( تثور ) اش ..اش ..اش
المراة : (بوجع ونفس متقطع) اشعر ان حلقات مانحن به لا نهاية لها
الفتاة : ( همس بحزن ) فلما امريكيا باداء عربي هزيل ( بصوت عال ) هذا مايريدوه وهو عكس ماجاء به صاحب الغار وخلافا لماقدمه للعالم ...هم ينتجون افلاما باقنعة مزيفة منا .
العجوز : ( تثور ) اش ..اش ..اش ..ماعاد هناك متسع للرجوع ... كل شيء يمضي بالشكل الصحيح ..و..
سيدة 1: ( تردد بعبودية ) النحور على مذبح الدين الجديد تنتظر الدور تباعا ...
العجوز: ( تضحك بصوت عال من الفرح وهي ترها مافي داخله تبوح به السيدات ) ههههههههههههههههههههههههههه
سيدة 2: والعذراوات يهلهلن لمزيد من فض البكارات ..
العجوز: ( تضحك اكثر) ههههههههههههههههههههههههههه
سيدة 3: والارحام تورمت وحان قطافها .
العجوز: ( تضحك بجنون اكثر) ههههههههههههههههههههههههههه هكذا هي النهايات ..لا مفر منها ...تختصر المسافات بتورم النهايات التي حان قطافها ههههههههههههههههه
الفتاة : ( تترجل بحزن وهي تردد) حان موعد قطافها ...حان موعد قطافها ...ما من احد يعرف اهات القطاف غيري ..تجسد القطاف كله من ارحام الف وسبعمائة رحم تورم من لوجع فأنجب احلام اغتيلت في طرفة عين ...كنت حبيبة احلم بأن يختصر الزفاف لهفة عشقي لمن احب ..وعروسا تداعبني اماني الامومة ...اخر صباح بيننا اهداني شيء يشبه صرة صغيرة على قدر الكف وطلب مني ان لا افتحها وارى مافيها الا بعدما يعود ..اخر نظرة منه رمقني اياها وهو يتلاشى بين الخطوات كان يحاول الابتسام فيها ...نعم ...نعم هكذا شعرت ..ابتسامة اصطنعها الحزن او الخوف من المجهول ..وكعادتي رميت خلفه الماء ..قالوا ان الماء فيه كل شيء حي ..رميت الماء وتوسلاتي بان يمضي ويعود حيا بلا وداع او غياب ..وغابت الشمس ..وجاء الفجر مغتالاً بسطوة القسوة ..انتظرت ...وانتظرت ...وانتظرت ...وعقارب الساعة تسارعت وتصارعت دون ان يعود ..وبقيت عيناي ترقب الخطوات لكن دون جدوى ...ملني الانتظار وملتت ثوانية المملة ..وكلما احس بالملل اكثر اعاود رمي الباب في اثر خطواته بالماء عله يعود ..لكن عادت الخطوات دون ان تحمل لي اثر خطواته ..فكرت كثيرا قبل ان اقدم على فك تلك الصرة الصغيرة الا ان الانتظار والقلق شجعني لكي اضع نهاية لهذا الالم ففتحتها ..وحينما فتحتها عرفت ماكان يريد قوله عبر هذه الصرة ( تضحك بوجع) ليس سوى التراب ..ليس سوى حفنة من التراب في صرته هههههههههههه تراب ...تراب ...حينها ايقنت ( تخرج الصرة وتذر التراب في فضاء المسرح ) انه بات تراب فعاد للتراب..( بحزن ) سيقوا كما سيقت الارحام الى برزخها المزعوم ..وتحولوا ببضع ثوان الى ذكريات تحكيها الامهات والزيجات والاصدقاء والاحبه عمن فقدوا مابين نهر ادمن بسرقة الاحبة اما غرقا او ذبحا ومابين فضاءات التيه حشرا جماعيا ...كان يختنق تحت التراب ..( تمسك بطنها ) وشيء مايتنفس فيه..( تضحك بوجع ) ماتوا ولم تمت الارحام ( تستدرك بفرح ) ماتوا ولم تمت الارحام ..( ترددها بفرح والسيدات يرددنها معها وهن يجولن المسرح ) ماتوا ولم تمت الارحام .. ماتوا ولم تمت الارحام .. ماتوا ولم تمت الارحام ..
العجوز: اششششش ....اشششششششش... كفى ماعاد هنا متسع للاحلام ..فأحلامكن وردية ...( تضحك بسخرية ) ههههههههههه.
الجميع : ( للعجوز) وانت ..؟؟؟
العجوز : انا ؟
الجميع : ( يحومون حول العجوز) لازال هناك متسع في راسك للفرجة ( يزيلن الرداء فتظهر ضفائر بيضاء تخجل منها العجوز)
العجوز : ( تترجل حزنا وهي تتلمس ضفائرها البيضاء) لازال ثمة متسع للموت
الجميع : المووووت ؟
العجوز: ( بصوت عال) نعم ..... ( بصوت خافت ) اول الموت شعرة بيضاء تترجل منها الف شعرة تعبد الطريق للكفن ...( تفتح ضفائرها) فهل تعتقدن بأن الرأس يشيب من فرط عمر يتقادم ؟؟
الجميع : بالتأكيد ...
العجوز : ( تضحك بتهكم وتشير بخصل شعرها) بالتأكيد لا ... بل لان كل النكبات تبدأ من الرأس فلذلك لا يقوى على كبح جماح ملوحته واحيانا مرارة قراراته ..فهذه شابت من فرط شعارات وليس سوى الشعارات ...وهذه شابت من فرط الخيانات المتلاحقة ..وهذه شابت من فرط الحروب التي وقودها الاحلام وربان سفينتها الانتظار ...وهذه شابت من فرط فتنة تتسلق بين الفينة والاخرى المعلقات لتحرق اخضر الاجيال ويابس الحاضر والاتي .. كل هذا شاب لان ثمة يوم موعود لم يحن وثمة قائد موعود لم يجيء فهم ينتظرون كودوا ونحن عبثا ننتظر عقولنا تعود الينا دون جدوى ...( تبكي) دون جدوى ....دون جدوى ..
الجميع : لم تزفيننا لمذبح النكاح اذن ؟
العجوز : انا ههههه ( بلا وعي ) عجزت ان اكون انثى ...عجزت ان اكون ذكر هههههههه ( تستدرك وتقف مسرعة تعيد رصف السيدات ) الا ان ثمة متسع للشيب ..نعم ..نعم ... متسع للشيب قبل ان يجتاح السواتر.
الجميع: ( بثقة المحاربين القدامى ) الكومينداتور قادم ..
( المسرح يتحول لفوضى عارمة واضطرابات والعجوز برفض تصرخ باسمه..)
العجوز : ( تصرخ بهن ) لن يأتي ...لن تفضي كل الجدران له ..فخلف كل هذه الجدران فحولة ادمنت الجهاد بطعم البكارة .
المرأة : ( بثقة ) لن يغتصب ...
العجوز : ( تصرخ وهي تضع يديها على اذنيها ) لا..لا ...لا ..
سيدة 1 : لن يعيش نشوة القتل
العجوز : ( تصرخ وهي تضع يديها على اذنيها ) لا..لا ...لا ..
سيدة2 : او يعلن الف عنوان للتشريد ..
العجوز : ( تصرخ وهي تضع يديها على اذنيها ) لا..لا ...لا ..
سيدة 3: او يغير معالم اللذة الى جهاد
العجوز : ( تصرخ وهي تضع يديها على اذنيها ) لا..لا ...لا ..
الفتاة : الكومينداتور ..يعرف الله جيدا ..
العجوز : ( تصرخ وهي تضع يديها على اذنيها ) لا..لا ...لا ..
الجميع : الكومينداتور ..يعرف الله جيدا ..
( تعلوا اصوت صراخات مخنوقة لطفل حديث الولادة والمرأة تتأوه تلتف حولها السيدات مع اصوات رصاص)
العجوز : انجبيه ..ماعاد هناك متسع للطلق هيا ..هيا .
الجميع : كــــــــــــفــــــى ...
العجوز : ( تصيح فيهن ) عقارب الساعة تشير الى الخلف ...قفن ولا تتحركن فالانتباه درجة من درجات النصر في اي حرب ...( تجلسن على ركابهن وايديهن الى الوراء وكانه مشهد اعدام ) قفن وعاودن الكرة مرة اخرى ولا تترددن في الولادات ..فعلى كل واحدة منكن ان تلد فارسا عنينا برأس ثور وهذا أمر .... وعلى الارحام ان تستجيب والا نفيت بعيدا عن فراش شهريار ....هيا ...هيا ..هيا ..( تطلق النار فيعلو صوت بكاء طفل حديث الولادة )
صوت المراة: ابني ...ابني
صوت ممرضه: نأسف لذلك كان حملك حمل كاذب .
العجوز : ( تثور بالضحك كالمجنون ) ههههههههههههههه ههههههه
هههههههههههههههههه هههههههههههههه هههههههههههههه
النهاية
2015

ملاحظة :
قدم هذا النص في مهرجان يوم المرأة العالمي في فلسطين من قبل فرقة محترف فلسطين المسرحي عام 2018

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...