جبار الكواز - بور-تريت.. شعر

رسمتُ جدارا
وعلقتُ عليه مسمارَ غصتي
صورةً تقطرُ منها ايامي
يوما
يوما
كان
ثمةَ ازقةٌ نشورٍ
وشبانٌ يركضون
وشوارعُ
ومجانين
وشعراءُ
حملوا العالمَ بأهدابهم
لم يناموا يوما
ألّا وكان الليلُ ينام في جدارِ احلامهم
وحين احدّقُ في وجوههم
اراها تندهني بحياءِ ليالٍ
معلقاتٍ بمساميرَ خجلى
عيونهم تغمزني بالأسى
وباصابعهم المبتورات
تحت أباطِ رباباتهم السرية
تمرّ منشوراتُهم
سرّا
وعلنا
يا يعيش....
يا يسقط...
يا...
يا...
يا تعال....
كان الشارعُ القتيلُ منقوعا
بدم الفتيان
والجدار ينزّ
أكفهم ألما
ومازالت تخطّ سنيَهم
وأحلامهم
وأحزانهم التي استنسختهاالحكومات
ودفاترهم المدرسية
بلا بصمات تحت الرحلات
واقلامهم تركض أمامهم في حدائق الفجر
و أمهاتهم
ما زلن يبحثن في سوق البالات
عن عظامِهم التي أكلتها
ارضةُ
الحروب
الجدارُ الذي رسمتُه امس
عفواا
الجدارُ الذي رسمني امس
مازال يحدّقُ بي
وبصورهم المضببة
بالاسود والابيض
تخزرني
بعفوية ملامحها
وبقسوة نظراتها
وبعمق آفاقها.
و بابتسامتهم وهي تخفي عقودا من الخوف
كانت صورتُها في أقصى اليسار
تذيبني كلما نظرتُ اليها
ونظرتْ اليَّ
_كيف عشقتُك أيها الشاعرُ المقتول؟
أمجنونةٌ انا؟
_. ماذا فعلتَ بي أيها الشاعرُ الطائرُ؟
أسارقني أنا منّي؟
_..........
_تعال....
تعاااال
تعاااااال
لا تخشَ شيئا
ليس ثمة جدارٌ بيننا
لا زمنَ
لا أينَ
كل ما عليك
ان تصليَ لي
صلاة الحاضر
كم أكرهُ صلواتِ الغائبين؟
الجدارُ الذي...
الجدار الذي رسمتُ...
الجدار الذي رسمتُ فوقه...
الجدار الذي رسمتُ فوقه مسمارا...
الجدار الذي رسمتُ فوقه مسمارا وعلقتُ عليه صورهم السرية...
الجدار الذي رسمتُ فوقه مسمارا وعلقت عليه صورٌهم السرية.
وصورتَها العلنية.......
غاب.
الجدارُ...
حين التفتُّ
اتقاء عصا خرساء
وكفّاً عجماء
فغبتُ انا كضبابٍٍ في ظهيرةٍ يتميَة
والجدارُ
والمسمارُ.
وصورُهم
و
صورتُها السريةُ
....
.....
(من ايام الحجر السبت18 نيسان2020)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...