فتحي مهذب - الموت

إلى ناجية

حاول طويلا ولم يفلح..
حاول اختلاس قوس قزح
من أعلى شرفة كتفي..
هذا الممل الذي يرن تحت جلدي
المغضن..
مثل أفعى مجلجلة..
هذا القناص الهابط من تلة الميتافيزيق..
هذا المتقمص دور العاصفة والطوفان..
مهرب الزلازل للجزر النائية..
لا يحلو له غير ايقاع الجنائز..
الأشد سخرية من لوقيانوس السميساطي..
الذي يركب الطائرة مع الحمقى
دون تذكرة أو حقيبة..
يحصي عدد القتلي بأصابعه..
يرشق الموتى بقبعات المسافرين..
الذي يلعب مع الحيتان في الجزر البعيدة..
الذي يصنع توابيت فاخرة فوق بارجة حربية..
الذي يغسل ملابسه القذرة
في الأسطح الشاهقة..
الذي يشرب الدم من جرار الكلمات..
يهدد شحاذا بمقص حلاقة..
جدولا حزينا بجرعة مورفين اضافية..
بيتا من التنك بعبوة ناسفة..
عابري سبيل بعضة شاحنة متوحشة..
جثة أرمل بزئير قبار..
قارب مهجرين بقذيفة..
البائس لم يفلح أبدا
طاردني بدراجته الرملية-
طارد أصدقاء كثرا
وأمكنة جميلة
حماما زاجلا يتأوه في فمي..
عصافير ملونة اختفت في رأسي..
نصب فخاخا وكمائن..
داخل حديقة صدري..
جرب كل أسلحة الدمار ضد قلعتي الحصينة..
استحال الى هندي أحمر
مدججا بالسهام والطواطم..
دخل متنكرا في منامي
غنى تحت شباك روحي..
بنبرة متصوف..
ناداني :
دع هذه القوقعة المنذورة للنسيان
يمم وجهك معي شطر الأقصى..
انس المكان والزمان..
وحل في المطلق الأبدي..
هاك جناحين من النور..
واصطحبني..
غير أن قفصا سقط من الحائط..
اثر هبوب قط أسود..
فر ثعلب الموت
ونجوت أنا والكروان..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...