هناك قصة مشهورة عن امرأة طلبت من الجاحظ أن يتبعها، ففعل حتى وصلا إلى محل صائغ، فقالت المرأة للصائغ مشيرة إلى الجاحظ: "مثل هذا" وانصرفت. سأل الجاحظ متعجبا عن المقصود، فأخبره الصائغ أن المرأة كانت تريد رسم صورة الشيطان على فص خاتم لها، فلما لم يتمكن الصائغ من تخيل صورة الشيطان، أتت بالجاحظ كأقرب نموذج لتلك الصورة.
إلى هذا الحد وُصِف عمرو بن بحر (160-ـ 255 هـ) الملقب بالجاحظ، لجحوظ عينيه، بدمامة الشكل، وهو أمر كان من شأنه أن يقضي على مستقبله قبل أن يبدأ، خاصة وقد نشأ لأبوين فقيرين في البصرة، واضطر للعمل في مهن بسيطة ومرهقة كبيع السمك ليكسب عيشه، لكنه مع هذا تتلمذ على يد كبار علماء عصره في الكوفة كالأخفش وأبي عبيدة والنظّام. ولا أظننا نبتعد كثيرا إذا استنتجنا أن ما امتلأ به عقل الجاحظ من معرفة وما تولد فيه من إبداع فكري قد أبرأ روحه من ألم قبح الخِلقة، بل إنه تحول بالنوادر التي كانت تحكى عن قبح شكله إلى أن تصبح مدعاة للإعجاب بهذا العالِم، حيث كان يروي بنفسه كثيرا من القصص عن دمامته وما سببته له من حرج. ولأن الجمال نسبي، فقد تحدث كثيرون في المقابل عن جمال الجاحظ الذي يتبدى حين يتحدث؛ حيث يضفي عليه علمه وذكاؤه وخفة روحه جمالا حقيقيا جعل ندمانه يتوقون لإدامة النظر في وجهه بعد أن أَذْهَبَتْ الشخصية والمعرفة عنه القبحَ.
للجاحظ كتب كثيرة ضاع معظمها، بعضها موسوعي متنوع الموضوعات ككتابي "الحيوان" و "البيان والتبيين"، وبعضها محدد الموضوع ككتابه عن "البرصان والعميان والعرجان والحولان" وكذلك كتاب "البخلاء" الذي نقف عنده.
اختلفت التحليلات حول سبب التأليف عن البخلاء قبل الجاحظ، ويمكن الاستعانة بما ذكره الأستاذ طه الحاجري، في تقديمه الضافي لبخلاء الجاحظ، من أن الحديث عن البخلاء كان محصورا قبل الجاحظ ضمن حرب سياسية مزدوجة، حدها الأول بين الشعوبية والعرب، حيث حاول الشعوبيون أن ينكروا على العرب صفة هي من أشهر ما عرف عنهم قبل الإسلام ألا وهي الكرم، وأخذوا يعددون ما في عادات العرب من حرص وما في مأكلهم من رقة فرضتها عليهم الظروف وقتئذ، مستعينين بالأهاجي التي دارت بين شعراء القبائل في هذا المضمار. والحد الثاني بين العباسيين وأسلافهم الأمويين؛ حيث حاول العباسيون أصحاب الدولة الجديدة أن يشنعوا الأمويين بذكر نواقصهم، وما يؤخذ على أمرائهم وعمالهم ومن ضمنه البخل .
أما العنصر الأدبي الفكري الخالص فيمتاز به مؤلَّف الجاحظ عن البخلاء، إذ تظهر فيه نزعة تحليلية تهدف لفهم منطق البخل وتحليل نفسية البخلاء، كما أن بعد التحليل الاجتماعي في كتاب الجاحظ واضح جلي لشريحة تميزت بسلوكها الخاص وطرائق عيشها المدهشة، وهو ما فعله الجاحظ مع فئات أخرى؛ كتعرضه لفئة اللصوص في كتاب لم يصلنا، يفصّل فيه حيل لصوص النهار وسرّاق الليل كما يشير هو نفسه في مقدمة كتاب البخلاء. ويغلب الظن أن هذا المنحى التحليلي قد غاب فيما كتب عن البخلاء قبل الجاحظ.
لكن هل كان الجاحظ نفسه بخيلا؟ يرى طه الحاجري أن السبل قد تقطعت بنا لمعرفة ذلك، منتقدا الأستاذين أحمد العوامري وعلي الجارم فيما ذهبا إليه من أن دافع التأليف كان شخصيا، وأن الجاحظ لبخله لقّن البخلاء في كتابه أساليب تبرير نهجهم والدفاع عنه، وأنه إنما كان يعبر عن نفسه في حقيقة الأمر. وفي مقابل الرأي القائل ببخل الجاحظ نفسه يرى الأستاذ الحاجري أن :” ... مرجع الأمر في هذا الكتاب [يقصد كتاب البخلاء] إلى نزعة الجاحظ الفنية وحدها، فهي حافزته إليه وباعثته فيه وصاحبة الأمر في تصريفه وتلوينه”
ينضم كتاب البخلاء ـ إذن ـ إلى منظومة الجاحظ الأدبية، فهو مجال يجلي عمق فهم الجاحظ لثقافته وقدرته على تحليلها، وما تهمة البخل التي رمي بها الجاحظ سوى تعبير عن اندهاش كثير من القراء الخبراء في مختلف العصور بمدى قدرة الجاحظ التحليلية لمجتمعه وثقافة أهله، ومدى تمثله لطرائق تفكير طبقات بعينها اختار أن يتناولها بالدرس. يفتح الكتاب كذلك الباب لإظهار تميز أسلوبه الأدبي في تناول الموضوع عمن سبقه إليه كالأصمعي وأبي عبيدة. كما أن اختيارات الجاحظ للنوادر التي يرويها تظهر خفة روح تضم للقارئ المتعة إلى الإفادة. وهو ما يظهر جليا فيما رواه عن أهل خراسان وما اشتهروا به من بخل، خاصة من كان منهم مروزيا أي من سكان مرو، وهو ما أترك القارئ فيما يلي مع نماذج منه.
نماذج من بخلاء الجاحظ:
”قال أصحابنا: يقول المروزي للزائر إذا أتاه، وللجليس إذا طال جلوسه: تغديتَ اليوم؟ فإن قال: نعم، قال: لولا أنك تغديت لغديتك بغداء طيب، وإن قال: لا، قال: لو كنت تغديت لسقيتك خمسة أقداح. فلا يصير في يده على الوجهين قليل ولا كثير...
وقال ثمامة: لم أر الديك في بلدة قط إلا وهو لافظ، يأخذ الحب بمنقاره، ثم يلفظها قدام الدجاجة، إلا ديكة مرو، فإني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب. قال: فعلمت أن بخلهم شيء في طبع البلاد وفي جواهر الماء، فمن ثم عم جميع حيوانهم...
وزعم اصحابنا أن خراسانية ترافقوا في منزل، وصبروا عن الارتفاق بالمصباح ما أمكن الصبر. ثم إنهم تناهدوا وتخارجوا (أي تعاونوا وأخرج كل منهم شيئا من المال لشراء مصباح) وأبى واحد منهم أن يعينهم، وأن يدخل في الغرم معهم، فكانوا إذا جاء المصباح شدوا عينيه بمنديل، ولا يزال ولا يزالون كذلك، إلى أن يناموا ويطفئوا المصباح، فإذا أطفؤوه أطلقوا عينيه.
وحدثني إبراهيم بن السندي قال: كان على ربض الشاذروان شيخ لنا من أهل خراسان. وكان مصححا بعيدا من الفساد ومن الرِشا ومن الحكم بالهوى، وكان حفيا جدا، وكذلك كان في إمساكه وفي بخله وتدنيقه في نفقاته، وكان لا يأكل إلا ما لابد منه ولا يشرب إلا ما لا بد له منه... قال إبراهيم: فبينا هو يوما من أيامه يأكل في بعض المواضع، إذ مر به رجل فسلم عليه، فرد السلام ثم قال: هلم عافاك الله (أي تفضل للأكل معي). فلما نظر إلى الرجل قد انثنى راجعا يريد أن يطفر الجدول أو يعبر النهر قال له: مكانك فإن العجلة من عمل الشيطان. فوقف الرجل، فأقبل عليه الخراساني وقال: تريد ماذا؟ قال: أريد أن أتغدى. قال: ولم ذاك؟ وكيف طمعت في هذا؟ ومن أباح لك مالي؟ قال الرجل: أوَليس قد دعوتني؟ قال: ويلك، لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام. الآيين (العرف) فيما نحن فيه أن تكون، إذا كنت أنا الجالس وأنت المار أن تبدأ أنت فتسلم، فأقول أنا مجيبا لك: وعليكم السلام. فإن كنت لا آكلا شيئا سكت أنا وسكت أنت، ومضيت أنت وقعدت أنا على حالي. وإن كنت آكل فها هنا آيين آخر، وهو أن أبدأ أنا فأقول: هلم، وتجيب أنت فتقول: هنيئا. فيكون كلام بكلام، فأما كلام بفعال وقول بأكل فهذا ليس من الإنصاف، وهذا يخرج علينا فضلا كبيرا. قال: فورد على الرجل شيء لم يكن في حسابه.”
من القاموس:
الجِحَاظ، ككِتاب: محجرُ العين، وحرف الكَمَرَة، وجحظت عينه كمنع: خرجت من مقلتها، أو عظمت. وجحظ إليه عمله: نظر في عمله، فرأى سوء ما صنع. والتجحيظ: تحديد النظر. والجاحظ: لقب عمرو بن بحر.
البخل والبخول، بضمهما، وكجَبَل ونَجْم وعُنُق (أي يجوز أن تنطق البَخَل، والبَخْل، والبُخُل): ضد الكرم، بَخِل، كفَرِح وكَرُم، بخلا، بالضم والتحريك، فهو باخل من بُخَّل، كرُكَّع، وبخيل من بخلاء. ورجل بَخَلٌ محركة: وصف بالمصدر، وبخال، كسحاب وشداد ومعظم. وأبخله: وجده بخيلا. وبخله تبخيلا: رماه به. وكمَرْحَلة (أي مَبْخَلة): ما يحملك عليه ويدعوك إليه
د. أيمن بكر
(من كتاب: "قالت أميمة" )
إلى هذا الحد وُصِف عمرو بن بحر (160-ـ 255 هـ) الملقب بالجاحظ، لجحوظ عينيه، بدمامة الشكل، وهو أمر كان من شأنه أن يقضي على مستقبله قبل أن يبدأ، خاصة وقد نشأ لأبوين فقيرين في البصرة، واضطر للعمل في مهن بسيطة ومرهقة كبيع السمك ليكسب عيشه، لكنه مع هذا تتلمذ على يد كبار علماء عصره في الكوفة كالأخفش وأبي عبيدة والنظّام. ولا أظننا نبتعد كثيرا إذا استنتجنا أن ما امتلأ به عقل الجاحظ من معرفة وما تولد فيه من إبداع فكري قد أبرأ روحه من ألم قبح الخِلقة، بل إنه تحول بالنوادر التي كانت تحكى عن قبح شكله إلى أن تصبح مدعاة للإعجاب بهذا العالِم، حيث كان يروي بنفسه كثيرا من القصص عن دمامته وما سببته له من حرج. ولأن الجمال نسبي، فقد تحدث كثيرون في المقابل عن جمال الجاحظ الذي يتبدى حين يتحدث؛ حيث يضفي عليه علمه وذكاؤه وخفة روحه جمالا حقيقيا جعل ندمانه يتوقون لإدامة النظر في وجهه بعد أن أَذْهَبَتْ الشخصية والمعرفة عنه القبحَ.
للجاحظ كتب كثيرة ضاع معظمها، بعضها موسوعي متنوع الموضوعات ككتابي "الحيوان" و "البيان والتبيين"، وبعضها محدد الموضوع ككتابه عن "البرصان والعميان والعرجان والحولان" وكذلك كتاب "البخلاء" الذي نقف عنده.
اختلفت التحليلات حول سبب التأليف عن البخلاء قبل الجاحظ، ويمكن الاستعانة بما ذكره الأستاذ طه الحاجري، في تقديمه الضافي لبخلاء الجاحظ، من أن الحديث عن البخلاء كان محصورا قبل الجاحظ ضمن حرب سياسية مزدوجة، حدها الأول بين الشعوبية والعرب، حيث حاول الشعوبيون أن ينكروا على العرب صفة هي من أشهر ما عرف عنهم قبل الإسلام ألا وهي الكرم، وأخذوا يعددون ما في عادات العرب من حرص وما في مأكلهم من رقة فرضتها عليهم الظروف وقتئذ، مستعينين بالأهاجي التي دارت بين شعراء القبائل في هذا المضمار. والحد الثاني بين العباسيين وأسلافهم الأمويين؛ حيث حاول العباسيون أصحاب الدولة الجديدة أن يشنعوا الأمويين بذكر نواقصهم، وما يؤخذ على أمرائهم وعمالهم ومن ضمنه البخل .
أما العنصر الأدبي الفكري الخالص فيمتاز به مؤلَّف الجاحظ عن البخلاء، إذ تظهر فيه نزعة تحليلية تهدف لفهم منطق البخل وتحليل نفسية البخلاء، كما أن بعد التحليل الاجتماعي في كتاب الجاحظ واضح جلي لشريحة تميزت بسلوكها الخاص وطرائق عيشها المدهشة، وهو ما فعله الجاحظ مع فئات أخرى؛ كتعرضه لفئة اللصوص في كتاب لم يصلنا، يفصّل فيه حيل لصوص النهار وسرّاق الليل كما يشير هو نفسه في مقدمة كتاب البخلاء. ويغلب الظن أن هذا المنحى التحليلي قد غاب فيما كتب عن البخلاء قبل الجاحظ.
لكن هل كان الجاحظ نفسه بخيلا؟ يرى طه الحاجري أن السبل قد تقطعت بنا لمعرفة ذلك، منتقدا الأستاذين أحمد العوامري وعلي الجارم فيما ذهبا إليه من أن دافع التأليف كان شخصيا، وأن الجاحظ لبخله لقّن البخلاء في كتابه أساليب تبرير نهجهم والدفاع عنه، وأنه إنما كان يعبر عن نفسه في حقيقة الأمر. وفي مقابل الرأي القائل ببخل الجاحظ نفسه يرى الأستاذ الحاجري أن :” ... مرجع الأمر في هذا الكتاب [يقصد كتاب البخلاء] إلى نزعة الجاحظ الفنية وحدها، فهي حافزته إليه وباعثته فيه وصاحبة الأمر في تصريفه وتلوينه”
ينضم كتاب البخلاء ـ إذن ـ إلى منظومة الجاحظ الأدبية، فهو مجال يجلي عمق فهم الجاحظ لثقافته وقدرته على تحليلها، وما تهمة البخل التي رمي بها الجاحظ سوى تعبير عن اندهاش كثير من القراء الخبراء في مختلف العصور بمدى قدرة الجاحظ التحليلية لمجتمعه وثقافة أهله، ومدى تمثله لطرائق تفكير طبقات بعينها اختار أن يتناولها بالدرس. يفتح الكتاب كذلك الباب لإظهار تميز أسلوبه الأدبي في تناول الموضوع عمن سبقه إليه كالأصمعي وأبي عبيدة. كما أن اختيارات الجاحظ للنوادر التي يرويها تظهر خفة روح تضم للقارئ المتعة إلى الإفادة. وهو ما يظهر جليا فيما رواه عن أهل خراسان وما اشتهروا به من بخل، خاصة من كان منهم مروزيا أي من سكان مرو، وهو ما أترك القارئ فيما يلي مع نماذج منه.
نماذج من بخلاء الجاحظ:
”قال أصحابنا: يقول المروزي للزائر إذا أتاه، وللجليس إذا طال جلوسه: تغديتَ اليوم؟ فإن قال: نعم، قال: لولا أنك تغديت لغديتك بغداء طيب، وإن قال: لا، قال: لو كنت تغديت لسقيتك خمسة أقداح. فلا يصير في يده على الوجهين قليل ولا كثير...
وقال ثمامة: لم أر الديك في بلدة قط إلا وهو لافظ، يأخذ الحب بمنقاره، ثم يلفظها قدام الدجاجة، إلا ديكة مرو، فإني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب. قال: فعلمت أن بخلهم شيء في طبع البلاد وفي جواهر الماء، فمن ثم عم جميع حيوانهم...
وزعم اصحابنا أن خراسانية ترافقوا في منزل، وصبروا عن الارتفاق بالمصباح ما أمكن الصبر. ثم إنهم تناهدوا وتخارجوا (أي تعاونوا وأخرج كل منهم شيئا من المال لشراء مصباح) وأبى واحد منهم أن يعينهم، وأن يدخل في الغرم معهم، فكانوا إذا جاء المصباح شدوا عينيه بمنديل، ولا يزال ولا يزالون كذلك، إلى أن يناموا ويطفئوا المصباح، فإذا أطفؤوه أطلقوا عينيه.
وحدثني إبراهيم بن السندي قال: كان على ربض الشاذروان شيخ لنا من أهل خراسان. وكان مصححا بعيدا من الفساد ومن الرِشا ومن الحكم بالهوى، وكان حفيا جدا، وكذلك كان في إمساكه وفي بخله وتدنيقه في نفقاته، وكان لا يأكل إلا ما لابد منه ولا يشرب إلا ما لا بد له منه... قال إبراهيم: فبينا هو يوما من أيامه يأكل في بعض المواضع، إذ مر به رجل فسلم عليه، فرد السلام ثم قال: هلم عافاك الله (أي تفضل للأكل معي). فلما نظر إلى الرجل قد انثنى راجعا يريد أن يطفر الجدول أو يعبر النهر قال له: مكانك فإن العجلة من عمل الشيطان. فوقف الرجل، فأقبل عليه الخراساني وقال: تريد ماذا؟ قال: أريد أن أتغدى. قال: ولم ذاك؟ وكيف طمعت في هذا؟ ومن أباح لك مالي؟ قال الرجل: أوَليس قد دعوتني؟ قال: ويلك، لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام. الآيين (العرف) فيما نحن فيه أن تكون، إذا كنت أنا الجالس وأنت المار أن تبدأ أنت فتسلم، فأقول أنا مجيبا لك: وعليكم السلام. فإن كنت لا آكلا شيئا سكت أنا وسكت أنت، ومضيت أنت وقعدت أنا على حالي. وإن كنت آكل فها هنا آيين آخر، وهو أن أبدأ أنا فأقول: هلم، وتجيب أنت فتقول: هنيئا. فيكون كلام بكلام، فأما كلام بفعال وقول بأكل فهذا ليس من الإنصاف، وهذا يخرج علينا فضلا كبيرا. قال: فورد على الرجل شيء لم يكن في حسابه.”
من القاموس:
الجِحَاظ، ككِتاب: محجرُ العين، وحرف الكَمَرَة، وجحظت عينه كمنع: خرجت من مقلتها، أو عظمت. وجحظ إليه عمله: نظر في عمله، فرأى سوء ما صنع. والتجحيظ: تحديد النظر. والجاحظ: لقب عمرو بن بحر.
البخل والبخول، بضمهما، وكجَبَل ونَجْم وعُنُق (أي يجوز أن تنطق البَخَل، والبَخْل، والبُخُل): ضد الكرم، بَخِل، كفَرِح وكَرُم، بخلا، بالضم والتحريك، فهو باخل من بُخَّل، كرُكَّع، وبخيل من بخلاء. ورجل بَخَلٌ محركة: وصف بالمصدر، وبخال، كسحاب وشداد ومعظم. وأبخله: وجده بخيلا. وبخله تبخيلا: رماه به. وكمَرْحَلة (أي مَبْخَلة): ما يحملك عليه ويدعوك إليه
د. أيمن بكر
(من كتاب: "قالت أميمة" )