جدليةُ الجمالِ ومسكُ الغزالة
شعر: علاء نعيم الغول
بدأَ الجمالُ وما انتهى
بدأ الجمالُ وكان وجهُ الأرضِ يشبهُ
وردةً لم تنتبهْ للصيفِ
واتسعت معاني اللونِ واتسعَ الهواءُ
وصارَ بحرًا من شواطىءَ للنوارسِ
والبياضِ وأغنياتِ الرملِ واتسعَ الجمالُ
وصارَ أنثى من شفاهِ اللوزِ
رائحةِ الأناريزِ الغنيةِ واصفرارِ الزعفرانِ
ولذةِ الليتشي وأدعيةِ العصافيرِ
التي مرت من الغاباتِ
في البلقانِ جنياتُ هذا الماءِ ترقصُ
بعدَ نصف الليلِ حتى الفجرِ
يذوى من يمر بها هيامًا ينتهي مَيْتًا
وأسألُ كيف للحُسْنِ التباهي بانتزاعِ
الروحِ من بين التراقي إنهُ ألمُ الجمالِ
يصيبُ من رقَّتْ حواشيهِ اشتهاءً
والجمالُ حكايةٌ ليستّ تُصَدَّقُ
مَن هناك لِ(مامي واتا) حيثُ تجعلُ شَعْرَها
عبثًا سماويَّ البدايةِ والملامحِ في مراياها
اعترافُ الوامقينَ بأنَّ سِحْرًا ما يُغَيِّبُ مفرداتِ العَقْلِ
ما كان الجمالُ وسيلةً للموتِ بل سببًا لتنقيةِ
الوجودِ من التأففِ والرتابةِ
والجمالُ حبيبتي
مَنْ في ملامحها اقترانُ الروحِ بالجدوى
وخيرٍ دائمٍ وهي البعيدةُ رغمَ أنَّ الصوتَ
منها ذابَ في جسدي وأنبتَ وردةً في النفسِ
عابقةً وعندي الحُسْنُ يبدأُ من فمٍ ورقَ الزهورِ
تخالُهُ والأرضُ صندوقٌ من الأبانوسِ
خابيةُ النبيذِ وجنةٌ لمست كعوبُ الكاعباتِ
ترابَها فروى الفضيضُ سهولَها
وأتى الهواءُ بنفسهِ كفراشةٍ حمراءَ فوقَ
النرجساتِ وما الجمالُ سوى اغترابٍ
بينَ نفسٍ آمنت بالحبِّ وامتلأتْ بهِ وتمنياتٍ
لا تَمَلُّ من التعلقِ بالمزيدِ من التمردِ واعتناقِ
المعجزاتِ وبين لحظاتِ العناقِ و وشوشاتِ
البوحِ تنداحُ التفاصيلُ الخفيةُ في العيونِ
وفي ابتساماتِ الوفاقِ وفي الخرافاتِ البعيدةِ
أوقدَ العشاقُ شمعاتِ اللقاءِ على رؤوسِ
الريحِ أو فوق الذرى لا يعلمُ العشاقُ من ذاك
الجمالِ سوى التغني بالشفاهِ الناعماتِ
وحرقةٍ في القلبِ تسبقُ قبلةًّ موتورةً
ما كان من عشتارَ كانَ من الحمامةِ من إنانا
كان من فينوسْ ورباتِ الجمالِ
وليس في الدنيا سوى الدنيا
وأبحثُ كيفَ تنسابُ العطورُ تراودُ التفكيرَ
تمسكهُ وتنزعُ منطقَ الأشياءِ منهُ فننتهي
في نشوةٍ من سحْرِ أنثى آثرَتْ ألا تبوحَ بما أتاها
في المنامِ بأننا صرعى الجمالِ على ضفافِ
النورِ والعشبِ الذي ابتكرَ البحيرةَ والندى
وأنا أنا والباقياتُ المنعشاتُ من الحياةِ أصيبُها
أَنّى نظرتُ إلى السماءِ بغيمِها ونجومها
وقرأتُ في كتبِ الذين تآلفتْ أرواحهم عبرَ
المسافاتِ البعيدةِ والغرابةُ في الجمالِ وقصتي
معها انهيارٌ للذي قالوه عن أنَّ المسافةَ
والفراقَ يقوِّضانِ الحبَّ
أجملُ ما لديَّ الآنَ في نفسي التحوُّلُ حين أسمعُ
صوتَها وأعودُ للدنيا البعيدةِ خلفَ هذا الوقتِ
هذا الحاجزِ المأفونِ أحيا حيث كانت أغنياتُ
القلبِ واحدةً وما زالت
وفي قلبي تقاطرتِ الرؤى والمعجزاتُ بحبها
عدلًا وأمنيةً لنا
ولأنَّ رائحةَ الجمالِ علاقةٌ بين الهدوءِ ومغرياتِ
المسكِ سوفَ أنامُ في عينيكِ أنسى ما فعلتُ
وما فعلنا في المدينةِ والفراشةُ ذكرياتُ الماءِ يومٌ
صائفٌ في زنبقاتِ الفجرِ صوتُ السَّروِ
في أحلامِ دوريِّ صغيرٍ واعترفنا بالجمالِ معًا
طريقًا بين بيْتَيْنا طويلًا كالكلامِ عن اقتباساتٍ
مدونةٍ على ورقِ الحكايةِ كان بيتُكِ غارقًا
في الظلِّ منكفئًا على جمَّيْزةٍ تدعو إليها الليلَ
تسبقهُ إلى غرفِ المساءِ وبيتُنا كانَ الحياةَ على
مراحلَ أولَ الأشواقِ والتفكيرِ في تلوينِ قلبي
بالصَّقَصْلي والبنفسجِ والتقيتُكِ فيه واخترنا معًا
أنْ نتركَ الخطواتِ تكبرُ كي ترتبَنا ليومٍ في الغيابِ
حبيبتي هذا الجمالُ بهاءُ ربٍّ أوجدَ الأرواحَ
أطلقها كما الريشُ السماويُّ المبعثرُ فالتقينا
في هواءٍ مؤمنٍ بالزعفرانِ ودقةِ القلبِ التي لم تنتبهْ
للحبِّ فانقسمت إلى خوخٍ وزهرِ البيلسانةِ
وانهمَرْتُ على الحروفِ كما ترينَ معلقًا بين المعاني
والحقيقةِ والجمالُ قصائدُ الوَجْدِ الثريةُ بالحُبَابِ
ودالياتٍ هزها عدْلُ المذاقاتِ الغريبةِ في جنونِ
النيلِ من أنفاسِنا وقتَ العناقِ على وسائدَ
من طيوفٍ غامرتْ وأتتْ تباعًا من شقوقِ البردِ
في كانونَ يا أيامَنا الأولى تعالَيْ مرةً أخرى
لنلحقَ بالعصافيرِ التي تركتْ لنا سقفَ المدينةِ فارغًا
لنحبَّ أفضلَ إنَّ في العقلِ الجمالَ ولا يعي صورَ
المواسمِ مَنْ ينامُ ولا يرى كيف الشروقُ
يغيرُ الأوصافَ في الأشياءِ
والأيامُ سلسلةٌ تطولُ من الفراشاتِ التي انتبهتْ
لألوانِ العيونِ الرانياتِ إلى هجينِ الشاي
والفوشيا خزامى الماءِ والفلِّ الرقيقِ
وللقرنفلِ فكرةٌ ممتدةٌ في الحبِّ أعرفُها
وأحفظُ كيفَ صادَقتُ المعاني
ما عدلتُ عن الهوى وبقيتُ أرتشفُ الجمالَ من الجمالِ
وأستمدُّ مدادَ أشعاري من الدمعِ الذي يشكو
الغيابَ وأهلَهُ والزرقةُ امتدتْ وصارتْ فكرةً أخرى
وبثَّ اللهُ في هذا النسيجِ ضياءَهُ العطريَّ
أثثهُ ليصبحَ فكرةً أيضًا ونحنُ ندورُ في فلكٍ من الأفكارِ
نعجنها بماءِ الوردِ بالوهجِ المُصَفَّى من شجونِ
الأرجوانِ ومن ضميرٍ حائرٍ بين اتباعِ المعجزاتِ
وخلْقِ غاياتٍ تراعي شوقَهُ ليعودَ نورًا
أيها الطينُ الجميلُ كم احترقتَ لكي تشكِّلَ ساقَ
أنثى ما الذي فيكَ استبدَّ بنا العشيةَ
ثمَّ صرنا عاشقين بدونِ شكٍّ
والجمالُ حكايةُ النارِ المليئةُ بالفضولِ ونزعةٍ
للإشتهاءِ مع امتلاءِ النفسِ بالولعِ الطريِّ
معًا سنبقى لا هروبَ ولا اغترابَ
وإنهُ عدلُ الطبيعةِ في الرضوخِ لنا وتلبيةِ احتياجِ
القلبِ فاقتسمي معي صِدْقَ الفراشةِ واسأليني
عن جذورِ الحبِّ كيف نمتْ من العطرِ الغريبِ
وطينةٍ من ألفِ نرجسةٍ وسوسنةٍ وإني مقنعٌ قلبي
بجدوى الحبِّ يدفعني الجمالُ لأقتفي أثرَ
المرايا في ليالي العشقِ في همسِ العذارى
الحالماتِ وحمرةِ الخدِّ الطليقةِ قي الأثيرِ الحرِّ
والأنثى جمالٌ والجمالُ فضيلةٌ مكسوةٌ بالسعي
خلفَ السرِّ شيءٌ ما يُرينا عكسَ ما في الأمرِ
مَنْ يدري فقدْ تتكشفُ الأشياءُ عن وهمٍ أضعنا
فيهِ ما عشنا له لا حبَّ يشبهُ وردةً بريةً عبثَ الندى
بشفاهها فاستمطرتُهُ فصار لونُ الحبِّ أشبهَ
بالأرائكِ وهي عاريةٌ وصارَ القلبُّ ثلجًا ذائبًا
وحبيبتي من زهرةٍ والبحرُ تفسيرُ القيامةِ والرجوعِ
إلى البدايةِ والحقيقةِ ليس لي من حاجةٍ في الموتِ
ينقذنا الجمالُ من الفناءِ ولا يموتُ الله واللهُ الجمالُ
وهكذا سنظلُّ ما ظلَّ الجمالُ لنا طريقًا للحياةِ
حبيبتي سمراءُ أو بيضاءُ أو حنطيةٌ
أو ما تراهُ الشمسُ من جلدٍ تناغمَ مع نقاءِ الروحِ
يا قلبي الصغيرَ متى ستحملنا الطيورُ
متى ستأخذنا الشواطىءُ
كم متى سأقولُ
يتعبني السؤالُ ولا أرى بدَّا من التسليمِ
بالمقسومِ لي وأنا أعيدُ توقعاتي من جديدٍ
أستعدُّ لفكرةٍ مشدودةٍ بين اشتياقي واشتياقي
بين رائحةِ الفراشةِ والسريرِ
وللجمالِ الآنَ وجهٌ بارقٌ كالشُّهبِ
ممتلىءٌ كقشرِ البرتقالةِ
عادلٌ في أنهُ يمشي بلا صوتٍ
هنيئًا أيها الناجونَ من هذا العذابِ بما لديكم
من جمالٍ والحياةُ من البدايةِ صورةٌ تطفو على
وجهِ الجمالِ وما لدي الآنَ ليس سوى الذي
بدأتْ به هذي الحياةُ كفكرةٍ لا تنتهي.
الأحد ١٣/١/٢٠١٩
شعر: علاء نعيم الغول
بدأَ الجمالُ وما انتهى
بدأ الجمالُ وكان وجهُ الأرضِ يشبهُ
وردةً لم تنتبهْ للصيفِ
واتسعت معاني اللونِ واتسعَ الهواءُ
وصارَ بحرًا من شواطىءَ للنوارسِ
والبياضِ وأغنياتِ الرملِ واتسعَ الجمالُ
وصارَ أنثى من شفاهِ اللوزِ
رائحةِ الأناريزِ الغنيةِ واصفرارِ الزعفرانِ
ولذةِ الليتشي وأدعيةِ العصافيرِ
التي مرت من الغاباتِ
في البلقانِ جنياتُ هذا الماءِ ترقصُ
بعدَ نصف الليلِ حتى الفجرِ
يذوى من يمر بها هيامًا ينتهي مَيْتًا
وأسألُ كيف للحُسْنِ التباهي بانتزاعِ
الروحِ من بين التراقي إنهُ ألمُ الجمالِ
يصيبُ من رقَّتْ حواشيهِ اشتهاءً
والجمالُ حكايةٌ ليستّ تُصَدَّقُ
مَن هناك لِ(مامي واتا) حيثُ تجعلُ شَعْرَها
عبثًا سماويَّ البدايةِ والملامحِ في مراياها
اعترافُ الوامقينَ بأنَّ سِحْرًا ما يُغَيِّبُ مفرداتِ العَقْلِ
ما كان الجمالُ وسيلةً للموتِ بل سببًا لتنقيةِ
الوجودِ من التأففِ والرتابةِ
والجمالُ حبيبتي
مَنْ في ملامحها اقترانُ الروحِ بالجدوى
وخيرٍ دائمٍ وهي البعيدةُ رغمَ أنَّ الصوتَ
منها ذابَ في جسدي وأنبتَ وردةً في النفسِ
عابقةً وعندي الحُسْنُ يبدأُ من فمٍ ورقَ الزهورِ
تخالُهُ والأرضُ صندوقٌ من الأبانوسِ
خابيةُ النبيذِ وجنةٌ لمست كعوبُ الكاعباتِ
ترابَها فروى الفضيضُ سهولَها
وأتى الهواءُ بنفسهِ كفراشةٍ حمراءَ فوقَ
النرجساتِ وما الجمالُ سوى اغترابٍ
بينَ نفسٍ آمنت بالحبِّ وامتلأتْ بهِ وتمنياتٍ
لا تَمَلُّ من التعلقِ بالمزيدِ من التمردِ واعتناقِ
المعجزاتِ وبين لحظاتِ العناقِ و وشوشاتِ
البوحِ تنداحُ التفاصيلُ الخفيةُ في العيونِ
وفي ابتساماتِ الوفاقِ وفي الخرافاتِ البعيدةِ
أوقدَ العشاقُ شمعاتِ اللقاءِ على رؤوسِ
الريحِ أو فوق الذرى لا يعلمُ العشاقُ من ذاك
الجمالِ سوى التغني بالشفاهِ الناعماتِ
وحرقةٍ في القلبِ تسبقُ قبلةًّ موتورةً
ما كان من عشتارَ كانَ من الحمامةِ من إنانا
كان من فينوسْ ورباتِ الجمالِ
وليس في الدنيا سوى الدنيا
وأبحثُ كيفَ تنسابُ العطورُ تراودُ التفكيرَ
تمسكهُ وتنزعُ منطقَ الأشياءِ منهُ فننتهي
في نشوةٍ من سحْرِ أنثى آثرَتْ ألا تبوحَ بما أتاها
في المنامِ بأننا صرعى الجمالِ على ضفافِ
النورِ والعشبِ الذي ابتكرَ البحيرةَ والندى
وأنا أنا والباقياتُ المنعشاتُ من الحياةِ أصيبُها
أَنّى نظرتُ إلى السماءِ بغيمِها ونجومها
وقرأتُ في كتبِ الذين تآلفتْ أرواحهم عبرَ
المسافاتِ البعيدةِ والغرابةُ في الجمالِ وقصتي
معها انهيارٌ للذي قالوه عن أنَّ المسافةَ
والفراقَ يقوِّضانِ الحبَّ
أجملُ ما لديَّ الآنَ في نفسي التحوُّلُ حين أسمعُ
صوتَها وأعودُ للدنيا البعيدةِ خلفَ هذا الوقتِ
هذا الحاجزِ المأفونِ أحيا حيث كانت أغنياتُ
القلبِ واحدةً وما زالت
وفي قلبي تقاطرتِ الرؤى والمعجزاتُ بحبها
عدلًا وأمنيةً لنا
ولأنَّ رائحةَ الجمالِ علاقةٌ بين الهدوءِ ومغرياتِ
المسكِ سوفَ أنامُ في عينيكِ أنسى ما فعلتُ
وما فعلنا في المدينةِ والفراشةُ ذكرياتُ الماءِ يومٌ
صائفٌ في زنبقاتِ الفجرِ صوتُ السَّروِ
في أحلامِ دوريِّ صغيرٍ واعترفنا بالجمالِ معًا
طريقًا بين بيْتَيْنا طويلًا كالكلامِ عن اقتباساتٍ
مدونةٍ على ورقِ الحكايةِ كان بيتُكِ غارقًا
في الظلِّ منكفئًا على جمَّيْزةٍ تدعو إليها الليلَ
تسبقهُ إلى غرفِ المساءِ وبيتُنا كانَ الحياةَ على
مراحلَ أولَ الأشواقِ والتفكيرِ في تلوينِ قلبي
بالصَّقَصْلي والبنفسجِ والتقيتُكِ فيه واخترنا معًا
أنْ نتركَ الخطواتِ تكبرُ كي ترتبَنا ليومٍ في الغيابِ
حبيبتي هذا الجمالُ بهاءُ ربٍّ أوجدَ الأرواحَ
أطلقها كما الريشُ السماويُّ المبعثرُ فالتقينا
في هواءٍ مؤمنٍ بالزعفرانِ ودقةِ القلبِ التي لم تنتبهْ
للحبِّ فانقسمت إلى خوخٍ وزهرِ البيلسانةِ
وانهمَرْتُ على الحروفِ كما ترينَ معلقًا بين المعاني
والحقيقةِ والجمالُ قصائدُ الوَجْدِ الثريةُ بالحُبَابِ
ودالياتٍ هزها عدْلُ المذاقاتِ الغريبةِ في جنونِ
النيلِ من أنفاسِنا وقتَ العناقِ على وسائدَ
من طيوفٍ غامرتْ وأتتْ تباعًا من شقوقِ البردِ
في كانونَ يا أيامَنا الأولى تعالَيْ مرةً أخرى
لنلحقَ بالعصافيرِ التي تركتْ لنا سقفَ المدينةِ فارغًا
لنحبَّ أفضلَ إنَّ في العقلِ الجمالَ ولا يعي صورَ
المواسمِ مَنْ ينامُ ولا يرى كيف الشروقُ
يغيرُ الأوصافَ في الأشياءِ
والأيامُ سلسلةٌ تطولُ من الفراشاتِ التي انتبهتْ
لألوانِ العيونِ الرانياتِ إلى هجينِ الشاي
والفوشيا خزامى الماءِ والفلِّ الرقيقِ
وللقرنفلِ فكرةٌ ممتدةٌ في الحبِّ أعرفُها
وأحفظُ كيفَ صادَقتُ المعاني
ما عدلتُ عن الهوى وبقيتُ أرتشفُ الجمالَ من الجمالِ
وأستمدُّ مدادَ أشعاري من الدمعِ الذي يشكو
الغيابَ وأهلَهُ والزرقةُ امتدتْ وصارتْ فكرةً أخرى
وبثَّ اللهُ في هذا النسيجِ ضياءَهُ العطريَّ
أثثهُ ليصبحَ فكرةً أيضًا ونحنُ ندورُ في فلكٍ من الأفكارِ
نعجنها بماءِ الوردِ بالوهجِ المُصَفَّى من شجونِ
الأرجوانِ ومن ضميرٍ حائرٍ بين اتباعِ المعجزاتِ
وخلْقِ غاياتٍ تراعي شوقَهُ ليعودَ نورًا
أيها الطينُ الجميلُ كم احترقتَ لكي تشكِّلَ ساقَ
أنثى ما الذي فيكَ استبدَّ بنا العشيةَ
ثمَّ صرنا عاشقين بدونِ شكٍّ
والجمالُ حكايةُ النارِ المليئةُ بالفضولِ ونزعةٍ
للإشتهاءِ مع امتلاءِ النفسِ بالولعِ الطريِّ
معًا سنبقى لا هروبَ ولا اغترابَ
وإنهُ عدلُ الطبيعةِ في الرضوخِ لنا وتلبيةِ احتياجِ
القلبِ فاقتسمي معي صِدْقَ الفراشةِ واسأليني
عن جذورِ الحبِّ كيف نمتْ من العطرِ الغريبِ
وطينةٍ من ألفِ نرجسةٍ وسوسنةٍ وإني مقنعٌ قلبي
بجدوى الحبِّ يدفعني الجمالُ لأقتفي أثرَ
المرايا في ليالي العشقِ في همسِ العذارى
الحالماتِ وحمرةِ الخدِّ الطليقةِ قي الأثيرِ الحرِّ
والأنثى جمالٌ والجمالُ فضيلةٌ مكسوةٌ بالسعي
خلفَ السرِّ شيءٌ ما يُرينا عكسَ ما في الأمرِ
مَنْ يدري فقدْ تتكشفُ الأشياءُ عن وهمٍ أضعنا
فيهِ ما عشنا له لا حبَّ يشبهُ وردةً بريةً عبثَ الندى
بشفاهها فاستمطرتُهُ فصار لونُ الحبِّ أشبهَ
بالأرائكِ وهي عاريةٌ وصارَ القلبُّ ثلجًا ذائبًا
وحبيبتي من زهرةٍ والبحرُ تفسيرُ القيامةِ والرجوعِ
إلى البدايةِ والحقيقةِ ليس لي من حاجةٍ في الموتِ
ينقذنا الجمالُ من الفناءِ ولا يموتُ الله واللهُ الجمالُ
وهكذا سنظلُّ ما ظلَّ الجمالُ لنا طريقًا للحياةِ
حبيبتي سمراءُ أو بيضاءُ أو حنطيةٌ
أو ما تراهُ الشمسُ من جلدٍ تناغمَ مع نقاءِ الروحِ
يا قلبي الصغيرَ متى ستحملنا الطيورُ
متى ستأخذنا الشواطىءُ
كم متى سأقولُ
يتعبني السؤالُ ولا أرى بدَّا من التسليمِ
بالمقسومِ لي وأنا أعيدُ توقعاتي من جديدٍ
أستعدُّ لفكرةٍ مشدودةٍ بين اشتياقي واشتياقي
بين رائحةِ الفراشةِ والسريرِ
وللجمالِ الآنَ وجهٌ بارقٌ كالشُّهبِ
ممتلىءٌ كقشرِ البرتقالةِ
عادلٌ في أنهُ يمشي بلا صوتٍ
هنيئًا أيها الناجونَ من هذا العذابِ بما لديكم
من جمالٍ والحياةُ من البدايةِ صورةٌ تطفو على
وجهِ الجمالِ وما لدي الآنَ ليس سوى الذي
بدأتْ به هذي الحياةُ كفكرةٍ لا تنتهي.
الأحد ١٣/١/٢٠١٩