رياحُ الشّعانبي تمدُّ يدَهَا بحثًا عنْ مطرٍ بلّغتْ عنْهُ العصافيرُ
الحديدُ ينتهكُ الأشجارَ ويؤجّلُ حكاياتِ أغصانِها
في الطّريقِ بينَ بوزقام وَالقصرين رذاذٌ مُحمّلٌ بالثّمارِ
يسترِقُ الحُلمَ فِي اتّجاهِ البوّابةِ
نساءُ المدينةِ فِي انتظارِ الماءِ
والأحلامُ تُطبخُ علَى الفايسبوك
ثمّةَ مَنْ يُشيرُ إلَى سقوطِ عصفوريْنِ
شوهِدتْ ريشاتٌ حمراءُ بادىءَ الأمرِ فِي تالةَ
وهناكَ مَنْ بشّر بِفرحةِ الثّلجِ
كانتِ الدّموعُ مُخبّأةً فِي عُلَبِ الكبريتِ وكانَ يومُ 10 جانفي 2011 فِي اتّصالٍ هاتفيٍّ مع الرّيحِ يحدّدُ لَهُ بِدِقّةٍ مكانَ المطرِ
عصافير أخرى تحمرُّ وتُضيءُ عرسًا تحبُّهُ الأشجارُ
الحديدُ يكرهُ الألوانَ
يكرهُ المزاميرَ
ويكرهُ الأجنحةَ المضيئةَ بالمطرِ
وادي سبيبة حاملٌ
والمسافةُ الّتي تفصلُ سبيبة عنِ الشعانبي في حدودِ ال30 كلم
في كلِّ كلم سكونٌ
في كلِّ سكونٍ 30 استفهاماً
متى تطيرُ العصافيرُ بالصّيفِ ثمَّ تعودُ؟
متى يغمرُ الثّلجُ الحديدَ؟
متى تشترِي الأغصانُ ضحكاتِ المواسمِ؟
متى تطلُّ الثّمارُ بِحَكاياهاَ؟
وادي سبيبة حاملُ والهواشم وأولاد خلفة يخيطونَ لأوّلِ مرّة قمصاناً لِلْمطر…
بعدَ ثلاثةِ أيّام
طالبةٌ سمراءُ في حَيِّ الرّياض بسوسة تركضُ خلفَ “الفراشاتِ ليلاً”
صوتُها سكّينٌ لامعٌ يقطعُ الآهاتِ في البيوتِ المستريبةِ.
قصصُ الحبِّ المتناثرةُ هنا وهناكَ تنتفضُ مِنْ صفحاتِهاَ
تطيرُ معَ الفراشاتِ
لِلدّماءِ ألوان أخرَى هذا المساءَ
الطّالبةُ السّمراءُ تصلُ بابَ بحرْ
آلافُ الفراشاتِ وراءَ السّورِ تنثرُ شظاياَ احتراقٍ حزينةً
ثمّةَ هاتفٌ جوّالٌ 33 – 10 يسقطُ منْ رجلٍ فَقَدَ توّاً فراشتَهُ
اللّيلُ يطلُّ مِنْ نافذةٍ عاليةٍ
يرمقُ السّكاكينَ اللاّمعةَ
يصوّبُ بِإتقانٍ نحوَ الفجرِ.
يشتعلُ الهاتفُ الملقَى فجأةً ويرنًّ…
في نفْسِ اليوم
عصافير شارع الحبيب بورقيبة تنثرُ أجنحتَهَاَ “نزولاً عند رغبة المطر”
الأشجار تغنّي والحديدُ يطفوُ علَى الماءِ
يلاحقُ السّيقانَ الرّاقصةَ
قرْبَ مقرِّ وزارةِ الدّاخليّةِ شُوهِدَتْ سحابةٌ حمراء كانتْ تستظلُّ بها الشّمسُ قبلَ قليلٍ
ثمَّةَ أنباءٌ عنِ اغتيالِ فراشاتٍ
عنْ حقدِ الحديدِ
عنْ جراحةِ المطرِ
تطيرُ السّحابةُ الحمراءُ ترفعُهَا الأجنحةُ رغمَ دهشةِ الحديدِ لِأوّلِ مرّةٍ
هناكَ منْ فرَّ الآنَ خلفَ الطّيورِ المهاجرةِ
أمّا طيورُ شارعِ الحبيب بورقيبة فظلّت ترقصُ حتّى الصّباحِ
يموتُ الحديدُ
تحياَ الأشجارُ
الرّقصُ مسترسلٌ
رغمَ غضبِ السّلاسلِ وبحثِهَا المتواصلِ عنِ السّيقانِ
رغمَ تهافتِ الأغصانِ المفرطِ أمامَ الفراشاتِ
رغمَ طلقاتِ النّارِ المباغِتةِ
رغمَ ما يحدثُ الآنَ في الباسّاج
يموتُ الحديدُ
تحياَ الأشجارُ
الشّمسُ في اتّجاهٍ واحدٍ
اتّجاهٍ يكرهُ النّوافذَ المغلقةَ الّتي تخشَى إطلالاتِ الأشجارِ
تحياَ الأشجارُ
تعيشُ الأشجارُ
الصّراعُ الآنَ بينَ أجنحةِ الماءِ والاحتراقِ المنظّمِ لِلْهواءِ
ثمّةَ قلبٌ يخفقُ داخلَ كلِّ ورقةٍ
قبلَ اشتعالِهَا
قبلَ التماعِ ضوءِ الفراشاتِ
قبلَ غرقِ الشّمسِ في مستنقعِ الحديدِ
يموتُ الحديدُ
تحياَ الفراشاتُ
لا شيء يعُوقُ الرّقصَ
حتَّى انهيارُ الحيطانِ المشلولةِ
حتّى وقعُ النّجومِ ذاتِ الألوانِ المتعدّدةِ
حتى دماءُ النّوافذِ
حتّى ما يحدثُ الآنَ في الباسّاج
الحديدُ ينتهكُ الأشجارَ ويؤجّلُ حكاياتِ أغصانِها
في الطّريقِ بينَ بوزقام وَالقصرين رذاذٌ مُحمّلٌ بالثّمارِ
يسترِقُ الحُلمَ فِي اتّجاهِ البوّابةِ
نساءُ المدينةِ فِي انتظارِ الماءِ
والأحلامُ تُطبخُ علَى الفايسبوك
ثمّةَ مَنْ يُشيرُ إلَى سقوطِ عصفوريْنِ
شوهِدتْ ريشاتٌ حمراءُ بادىءَ الأمرِ فِي تالةَ
وهناكَ مَنْ بشّر بِفرحةِ الثّلجِ
كانتِ الدّموعُ مُخبّأةً فِي عُلَبِ الكبريتِ وكانَ يومُ 10 جانفي 2011 فِي اتّصالٍ هاتفيٍّ مع الرّيحِ يحدّدُ لَهُ بِدِقّةٍ مكانَ المطرِ
عصافير أخرى تحمرُّ وتُضيءُ عرسًا تحبُّهُ الأشجارُ
الحديدُ يكرهُ الألوانَ
يكرهُ المزاميرَ
ويكرهُ الأجنحةَ المضيئةَ بالمطرِ
وادي سبيبة حاملٌ
والمسافةُ الّتي تفصلُ سبيبة عنِ الشعانبي في حدودِ ال30 كلم
في كلِّ كلم سكونٌ
في كلِّ سكونٍ 30 استفهاماً
متى تطيرُ العصافيرُ بالصّيفِ ثمَّ تعودُ؟
متى يغمرُ الثّلجُ الحديدَ؟
متى تشترِي الأغصانُ ضحكاتِ المواسمِ؟
متى تطلُّ الثّمارُ بِحَكاياهاَ؟
وادي سبيبة حاملُ والهواشم وأولاد خلفة يخيطونَ لأوّلِ مرّة قمصاناً لِلْمطر…
بعدَ ثلاثةِ أيّام
طالبةٌ سمراءُ في حَيِّ الرّياض بسوسة تركضُ خلفَ “الفراشاتِ ليلاً”
صوتُها سكّينٌ لامعٌ يقطعُ الآهاتِ في البيوتِ المستريبةِ.
قصصُ الحبِّ المتناثرةُ هنا وهناكَ تنتفضُ مِنْ صفحاتِهاَ
تطيرُ معَ الفراشاتِ
لِلدّماءِ ألوان أخرَى هذا المساءَ
الطّالبةُ السّمراءُ تصلُ بابَ بحرْ
آلافُ الفراشاتِ وراءَ السّورِ تنثرُ شظاياَ احتراقٍ حزينةً
ثمّةَ هاتفٌ جوّالٌ 33 – 10 يسقطُ منْ رجلٍ فَقَدَ توّاً فراشتَهُ
اللّيلُ يطلُّ مِنْ نافذةٍ عاليةٍ
يرمقُ السّكاكينَ اللاّمعةَ
يصوّبُ بِإتقانٍ نحوَ الفجرِ.
يشتعلُ الهاتفُ الملقَى فجأةً ويرنًّ…
في نفْسِ اليوم
عصافير شارع الحبيب بورقيبة تنثرُ أجنحتَهَاَ “نزولاً عند رغبة المطر”
الأشجار تغنّي والحديدُ يطفوُ علَى الماءِ
يلاحقُ السّيقانَ الرّاقصةَ
قرْبَ مقرِّ وزارةِ الدّاخليّةِ شُوهِدَتْ سحابةٌ حمراء كانتْ تستظلُّ بها الشّمسُ قبلَ قليلٍ
ثمَّةَ أنباءٌ عنِ اغتيالِ فراشاتٍ
عنْ حقدِ الحديدِ
عنْ جراحةِ المطرِ
تطيرُ السّحابةُ الحمراءُ ترفعُهَا الأجنحةُ رغمَ دهشةِ الحديدِ لِأوّلِ مرّةٍ
هناكَ منْ فرَّ الآنَ خلفَ الطّيورِ المهاجرةِ
أمّا طيورُ شارعِ الحبيب بورقيبة فظلّت ترقصُ حتّى الصّباحِ
يموتُ الحديدُ
تحياَ الأشجارُ
الرّقصُ مسترسلٌ
رغمَ غضبِ السّلاسلِ وبحثِهَا المتواصلِ عنِ السّيقانِ
رغمَ تهافتِ الأغصانِ المفرطِ أمامَ الفراشاتِ
رغمَ طلقاتِ النّارِ المباغِتةِ
رغمَ ما يحدثُ الآنَ في الباسّاج
يموتُ الحديدُ
تحياَ الأشجارُ
الشّمسُ في اتّجاهٍ واحدٍ
اتّجاهٍ يكرهُ النّوافذَ المغلقةَ الّتي تخشَى إطلالاتِ الأشجارِ
تحياَ الأشجارُ
تعيشُ الأشجارُ
الصّراعُ الآنَ بينَ أجنحةِ الماءِ والاحتراقِ المنظّمِ لِلْهواءِ
ثمّةَ قلبٌ يخفقُ داخلَ كلِّ ورقةٍ
قبلَ اشتعالِهَا
قبلَ التماعِ ضوءِ الفراشاتِ
قبلَ غرقِ الشّمسِ في مستنقعِ الحديدِ
يموتُ الحديدُ
تحياَ الفراشاتُ
لا شيء يعُوقُ الرّقصَ
حتَّى انهيارُ الحيطانِ المشلولةِ
حتّى وقعُ النّجومِ ذاتِ الألوانِ المتعدّدةِ
حتى دماءُ النّوافذِ
حتّى ما يحدثُ الآنَ في الباسّاج