عبد العزيز فهمي - قصيدة تتوجع..

ما لهذه القصيدة
تئن كقنفذ فقد شوكه
وما لها تَعرِج كغراب
يخطو بحذاء غيره ؟
لم يعد لي فم يصلح للشعر
الكلمات التي علقتها على حبل المجاز
عشقت خريف الأغنيات
انتحرت في بركة الغموض
الحروف التي كانت تلعب في ثغر الصمت
لفظها المعنى خارج مبناه
لم يبق لي ماعون أُعِدُّ فيه
فطورا لصدر البيت المكتنز بالهم
ولا بما أُهيئ عشاء دسما لعجوزه
المتصدع بالهرم
فكيف أدعو الشعراء إلى الأسواق
ولأي شيء يَصْلُح هذا اللاشيء
الذي يملأ ضجيجي ضجيجا؟؟
سقطت كل الأبيات
أمام سؤال البحر
البحر
ذاك
الطويل في الوجع
كصرخة نملة
البسيط في الحلم
كبسمة حجرة
الخفيف في اللسان
كلسعة نحلة
والرملي في شط الضياع
كأصداف فارغة كساها الملح موتا
انتهت القصيدة
بيع كل الشعر
في المزاد النقدي
على هامش سخرية القوافي
لا قضية تستحق زخرفة الكلام
لا آه من الآهات
تستطيع أن تدغدغ الوجع
حزينة في زمننا الأفراح
وكاذبة كل الأحلام
تسكنها كوابيس غد مصاب
بفقر الذاكرة
لا قصيدة بعد اليوم
أهبها سر شجرة الدفلى
ولا بكاء زيتونة على بلد
لم يعد آمنا
لأني لم أر قط ريحا مبتسمة
كل الرياح
تَهُبُّ من فم مُعِدِ للنهش
نهش جسدي
بعثرة يقيني بي
وبقوس قزح
انتهتِ القصيدة
وكانت حبلى كحقل زهر
كل صباح تهدي إلى الصباح
وردة معطرة بقبلة
انتهت القصيدة
الكلمات لم تعد ترتدي المعاني
فبأي لغة أقول لكم
إني في هذا الألم،
ألمي،
إني أتألم
كيف يليق بقصيدتي
بعد اليوم
أن تبتسم وتتكلم....؟؟؟
عزيز فهمي
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...