فتحي مهذب - عبر نفق حفرته بأسناني

صادفت ثعلبا أنيقا جدا..
يزورني بعد منتصف الليل..
على دراجة هوائية..
مرة في الشهر..
معللا ذلك بكثافة نشاطه الليلي..
مثل حمل شجرة مريضة الى المستشفى..
تنظيف مخيلة هدهد بمكنسة طويلة..
اطفاء حرائق أرملة هاجم زلزال بعلها الأسبوع الفائت..
تقليم أظافر غيمة أصيبت بجنون مباغت..
ترويج اشاعات في مصبات الأنهار..
أوصيته بتهريب جثتي بعد موتي
عبر نفق حفرته بأسناني..
طوال أيام الشتاء القاسية..
بينما غزالة ضحوكة
جلبتها من غابة صلاح فائق..
تطبخ لي الشاي وتغني بنبرة
زرياب ثم ترقص رقصة هندي أحمر..
أنا لا أحب سرادق العزاء..
ولا عتمات القبور .

تعليقات

مرة في الشهر يأتي هذا الثعلب ليؤجل كل شيء جميل، هو يكتم الأنفاس حتى تأتي بارقة الأمل، هذه الغزالة المحِبَّةُ للحياة، فلا مجال لديها لسرادق الأعزاء و لا لعتمات القبور، فالحياة لا تحب من يؤجّل لحظاتها.... الحياة لا تحب الثعالب.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...