1
من غرفتي أشاهد كيف تمُد الشمسُ حبالها،
كيف تبسُطُ خيامَها الملتهبةَ لتتفتقَ رعودا مدوية ً
وعكاكيزَ من مطر.
2
البحرُ يمتد مثلَ سرير أبيضَ يتوحَّدُ
بالأفق، والأمواجُ وسائدُ
محشوةٌ بريش النوارس..
خلسة ً يُغازل الغيمُ أبنوسَ
مرايا أجسادٍ فِضِّياتٍ
نافراتٍ يَنْضَحْنَ بفيضِ الرغائبِ
وأنا.. ليس لي إلا ما أنا فيه !
3
جدرانٌ تتصببُ عشبا وطُحْلـُباً نَدِيًّا
قمرٌ أبيضُ يسيل حليبا أسطوريا
علي صفحة الليل القاتمِ.
ما أوحش هذه العَتْمة َ المفتوحة َ
علي أكثرَ من هاويةٍ، وما أضيق
هذه اللحظة َ الهاربة َ المزدحمة َ
بالأحلام الموحشةِ .
4
ليس للموج لسانٌ غيرَ أنه
لا يتوقف عن سرد تفاصيل نوارسِكِ
مستعينا بذاكرة الزبدِ..
5
غيمٌ يغوص في الذاكرة
لا سقوفَ هناك للمطر،
لا أجنحة َ هنا للريح ،
لا جرحَ للعاصفة ،
لا سوادَ للثلج
الذائب بين شقوقها هناك.
6
في بلاد مطوقـَةٍ بالضباب
يُمنع استعمالُ الأضواء الكاشفةِ
يمنع تسليطُ الأنوار........
العتمةُ والقتامةُ سيانَ .
نشوةٌ واشتهاءٌ.
7
يمتد الفجرُ سامقا
متشعبا في الرؤي
يمتد مُنتشيا
بأحلامِ غجرٍ
كوبيينَ ومكسكيينَ وكولومبيينَ....
لظلالٍ أنهكتـْها
رطوبة ُ الانتظار.
8
إيقاعٌ يطفو
ومطرٌ يقتفي
يباسَ الخطو
نحو شاطئٍ
أخذتْهُ عِزَّةُ
الموج بإثمِ الزبدِ.
9
لا تسأل من أين الزرقة ُ أتتْ
ولماذا تمشي سويا
مع هذا الصمتِ
الأسطوريِّ
الذي يشبهُهُ
تماما
في صفاءِ
حكمتهِ ؟.
10
مثلَ ضفائرَ من ريحٍ
كان يغزلُ الأفقُ
زرقتـَهُ بفُرشاةِ
المعني
كان يُشكِّلُ من عماءِ
الألوانِ وبياضِ الحبرِ
التماعاً يتوقَّدُ نجمُهُ
شهوةً شهوة ً
في سلةِ الأكاليلِ.
11
هو البحرُ حاضنُ
صفحات الموج العارية ،
وهذه أصابعُ الزبد
تقلب المحض هباء.
12
نبضاتُ نوارسَ
تتصادي موسيقي
معتقة ً بأنغامٍ
لألمٍ عُضالٍ.
13
مثلَ جرحِ قمرٍ فِضِّيٍّ
نزّ علي كؤوس العتمةِ ،
محضُ خفقِ أجنحةٍ
مغموسةٍ في محبرةٍ الضياء.
14
كأنما كنتُ أتملَّي
معارجَ الروحِ
وأنا أتماهي
بنشوةِ الغسقِ
المتراصّةِ في
حوافي كأس
الأفق.
15
انشرختْ مرآتُها
فسالت وجوهاً وأطيافا.
بلا حسابٍ
التقطتُها
بمنديلِ
دهشتي.
16
المرآةُ توقظ
أطيافَ شروخٍ ثمِلَةٍ
مندملةٍ في الوجوه
التي تشبه
الأقنعة َ تماما.
17
يصعد سلالمَ نشوتِهِ
بضربة فُرشاةٍ سُرياليةٍ
غائلةٍ في عَماءِ اللوحة
التي تسعُ المشهدَ.
18
تَرْشَحُ
كما يرشحُ المجازُ
من لغة عارية
أنهكتها مطارقُ
النُّحاة..
هي إذنِ البلاغة ُ تنزفُ
من فخذ امرأة مُنزهةٍ
عن التشبيه.
19
تتسامقُ أشجارُها
عُتوا وعُلوا
وأنا هناك
مثلَ رأسٍ مقطوعةِ الظل
أنهارُ مقصوفا تحت فؤوس
الشك.
حافِيَ اليقين محضُ شهقاتٍ.
* عن ( أنطولوجيا شعراء وجدة ) من إعداد الشاعر بوعلام دخيسي
من غرفتي أشاهد كيف تمُد الشمسُ حبالها،
كيف تبسُطُ خيامَها الملتهبةَ لتتفتقَ رعودا مدوية ً
وعكاكيزَ من مطر.
2
البحرُ يمتد مثلَ سرير أبيضَ يتوحَّدُ
بالأفق، والأمواجُ وسائدُ
محشوةٌ بريش النوارس..
خلسة ً يُغازل الغيمُ أبنوسَ
مرايا أجسادٍ فِضِّياتٍ
نافراتٍ يَنْضَحْنَ بفيضِ الرغائبِ
وأنا.. ليس لي إلا ما أنا فيه !
3
جدرانٌ تتصببُ عشبا وطُحْلـُباً نَدِيًّا
قمرٌ أبيضُ يسيل حليبا أسطوريا
علي صفحة الليل القاتمِ.
ما أوحش هذه العَتْمة َ المفتوحة َ
علي أكثرَ من هاويةٍ، وما أضيق
هذه اللحظة َ الهاربة َ المزدحمة َ
بالأحلام الموحشةِ .
4
ليس للموج لسانٌ غيرَ أنه
لا يتوقف عن سرد تفاصيل نوارسِكِ
مستعينا بذاكرة الزبدِ..
5
غيمٌ يغوص في الذاكرة
لا سقوفَ هناك للمطر،
لا أجنحة َ هنا للريح ،
لا جرحَ للعاصفة ،
لا سوادَ للثلج
الذائب بين شقوقها هناك.
6
في بلاد مطوقـَةٍ بالضباب
يُمنع استعمالُ الأضواء الكاشفةِ
يمنع تسليطُ الأنوار........
العتمةُ والقتامةُ سيانَ .
نشوةٌ واشتهاءٌ.
7
يمتد الفجرُ سامقا
متشعبا في الرؤي
يمتد مُنتشيا
بأحلامِ غجرٍ
كوبيينَ ومكسكيينَ وكولومبيينَ....
لظلالٍ أنهكتـْها
رطوبة ُ الانتظار.
8
إيقاعٌ يطفو
ومطرٌ يقتفي
يباسَ الخطو
نحو شاطئٍ
أخذتْهُ عِزَّةُ
الموج بإثمِ الزبدِ.
9
لا تسأل من أين الزرقة ُ أتتْ
ولماذا تمشي سويا
مع هذا الصمتِ
الأسطوريِّ
الذي يشبهُهُ
تماما
في صفاءِ
حكمتهِ ؟.
10
مثلَ ضفائرَ من ريحٍ
كان يغزلُ الأفقُ
زرقتـَهُ بفُرشاةِ
المعني
كان يُشكِّلُ من عماءِ
الألوانِ وبياضِ الحبرِ
التماعاً يتوقَّدُ نجمُهُ
شهوةً شهوة ً
في سلةِ الأكاليلِ.
11
هو البحرُ حاضنُ
صفحات الموج العارية ،
وهذه أصابعُ الزبد
تقلب المحض هباء.
12
نبضاتُ نوارسَ
تتصادي موسيقي
معتقة ً بأنغامٍ
لألمٍ عُضالٍ.
13
مثلَ جرحِ قمرٍ فِضِّيٍّ
نزّ علي كؤوس العتمةِ ،
محضُ خفقِ أجنحةٍ
مغموسةٍ في محبرةٍ الضياء.
14
كأنما كنتُ أتملَّي
معارجَ الروحِ
وأنا أتماهي
بنشوةِ الغسقِ
المتراصّةِ في
حوافي كأس
الأفق.
15
انشرختْ مرآتُها
فسالت وجوهاً وأطيافا.
بلا حسابٍ
التقطتُها
بمنديلِ
دهشتي.
16
المرآةُ توقظ
أطيافَ شروخٍ ثمِلَةٍ
مندملةٍ في الوجوه
التي تشبه
الأقنعة َ تماما.
17
يصعد سلالمَ نشوتِهِ
بضربة فُرشاةٍ سُرياليةٍ
غائلةٍ في عَماءِ اللوحة
التي تسعُ المشهدَ.
18
تَرْشَحُ
كما يرشحُ المجازُ
من لغة عارية
أنهكتها مطارقُ
النُّحاة..
هي إذنِ البلاغة ُ تنزفُ
من فخذ امرأة مُنزهةٍ
عن التشبيه.
19
تتسامقُ أشجارُها
عُتوا وعُلوا
وأنا هناك
مثلَ رأسٍ مقطوعةِ الظل
أنهارُ مقصوفا تحت فؤوس
الشك.
حافِيَ اليقين محضُ شهقاتٍ.
* عن ( أنطولوجيا شعراء وجدة ) من إعداد الشاعر بوعلام دخيسي