(إلى الرُّوح الطَّليقة لــ "جورج فلويد" الذي كتمتْ أنفاسه ركبة العنصرية الغاشمة)
أقْلِبُ
الصَّفْحَةَ الكلِمَاتُ
تُرَافِقُنِي حَيْثُما انْقَلَبَتْ
صَفَحَاتِيَ جَوْعَى
تُرافِقُنِي
تِلْوَ أُخْرَى لِاُطْعِمَهَا
مِنْ فُؤَادِيَ
نَاراً،
أُرِيدُ الذَّهَابَ لِأبْعَدَ
مِنْ كَلِمَاتِي
لِأخْلُو لِنَفْسِيَ
فِي صَفْحَةٍ لَا يَزَالُ
بِرَعْشَتِهَا بَعْضُ
أَنْفَاسِي..
شِقُّهَا عِنْدَ
شِقِّي غِشَاءٌ
لِسَيْفٍ مُهَنَّدْ
وَعَبْرَهُ تُولِجُنِي
لِلْأبَدْ
إنْ تَكُنْ صَفْحَتِي
امْرأةً سَوْفَ
تَبْدَأُنِي حِينَ يُوصِلُنِي
للنِّهَايةِ مَا
قَدْ مَحَوْتُهُ مِنْ
أَثَرِالذِّكْرَيَاتِ، فَمَنْ
عَاشَ كُلَّ مَمَاتِهِ مِثْلَ
الحَيَاةِ التي سَطَّرُوهَا وَمِنْ
دُونِ نُونٍ، فَمَا زَالَ
فِي رَحِمٍ عَالِقاً
لا أحدْ !
أُرِيدُ الذَّهَابَ لِأبْعَدَ
مِنْ كَلِمَاتِي لَعَلِّيَ أخْلُو
لِنَفْسِيَ فِي صَفْحَةٍ، بَيْنَنَا
لا حِجَابٌ، وَإنْ كَانَ
سَقْفاً فَأُوثِرُ قَوْساً كَخَصْرِ
النِّسَاءِ، وَلَا بَحْرَ يُسْعِفُنِي
مَدَداً كُلَّمَا جَفَّ فِي القَلَمِ الحِبْرُ كَيْ
لَا تُرَافِقُنِي نُطَفُ الكَلِمَاتِ، أُرِيدُ
بَيَاضِي الَّذِي ضَاعَ
فِي الَعَتَمَاتِ وَفِي أَسْطُرٍ
كَالدَّهَالِيزِ تَدْفَعُنِي جَوْفَهَا لَيْسَ
تُفْضِي إِلَى أَيِّ مَعْنَى، إِلَى
أَيْنَ أَهْرُبُ وَالكَلِمَاتُ تُجَيِّشُ
فِي اليَوْمِ مِنْ جُنْدِ أَحْرُفِهَا مَا
سَيَرْشُقُ ظَهْرِي بِغَدْرِ الْحِرَابِ،
أُرِيدُ بَيَاضِي لِأرْفَعَ لَوْنَهُ بَيْنِي
وَبَيْنَ الكِتَابَةِ رَايَةَ سِلْمٍ إلَى
أَجَلٍ لَنْ أُسَمِّيهِ كَيْ لَا
يَصِيرَ لِعُمْرِيَ تَارِيخْ..
إِلَى أَزَلٍ قَدْ أُسَمِّيهِ عَلِّي أَصِيرُ أَبَاهُ
الَّذِي فِي السَّمَاءِ: فَيَا
أَبَتِي..
طُلَّ مِنْ غَيْمَةٍ
آلْقِ الضَّفِيرَةَ
حَبْلاً لِأَصْعَدَ أَسْرَعَ
مِنْ مِصْعَدِ الكَهْرَبَاءِ، وَمِلْءَ
يَمِينِي كِتَابِيَ أَبْيَضَ مِنْ أَيِّ
ذَنْبٍ سِوَى بَعْضِ شِعْرٍ فَمَا
عَادَ فِي زَمَنِي الشِّعْرُ يُغْوِي
عَلَى أَرْضِنَا أَحَداً.
أَبَتِي..
طُلَّ مِنْ غَيْمَةٍ
لِتَرَانِيَ مَا زِلْتُ آدَمَ
نَفْسَهُ مُنْذُ تَلَقَّيْتُ
صَفْحَكَ فِي كَلِمَاتٍ عَزَائِي
الوَحِيدَ لِكَيْ تَسْتَمِرَّ
الحَيَاةُ، وَمَا زِلْتُ مُنْذُ
هَوَيْتُ إِلَى
حُفْرَةٍ
إِسْمُهَا الْأَرْضُ
أَجْتَرُّ فِي عُنُقِي
غُصَّتِي
هِيَ بَيْنَ الْفَوَاكِهِ
تُفَّاحَةٌ
وَهْيَ
فِي حُلْوِهَا الْمُرِّ
بَيْنَ النِّسَاءِ الجَمِيلاتِ
حوَّاءُ نَضَّاحةٌ،
أَبَتِي دُونَ عِلْمِ
التُّرَابِ كَبُرْتُ كَأَيِّ
نَبَاتٍ وَلَمْ ألْتَفِتْ
لِجُذُورِي وَغُصْنُ يَدِي
فِي السَّمَاءِ يُدَاعِبُ فِي
غَيْمَةٍ نَهْدَهَا. كَمْ
كَبُرْتُ وَمِنْ دُونِ
عِلْمِ الطُّفُولَةِ. أَخْشَى
إِذَا مَا اسْتَعَدْتُ الطُّفُولَةَ أَفْقِدَ
ذَاكِرَتِي وَاُضَيِّعَ
بِالأَمْسِ كُلَّ مَكَانٍ إِلَى
الْغَدِ. يَا لَيْتَنِي
لَمْ أَشِخْ فِي الطُّفُولَةِ. يَا أَبَتِي
طُلَّ
مِنْ نَجْمَةٍ
آلْقِ
وَلَوْ نَظْرَةً هِيَ
نُورِي الْحَكِيمُ، سَتُبْصِرُ
فِي الأَرْضِ
آدَمَ آخَرَ غَيْرَ
الَّذِي كَانَ يَمْرَحُ
بَيْنَ الجِنَانِ، تَطَوَّرْتُ
أَكْثَرَ مِمَّا أُطِيقُهُ أَوْ يَنْبَغِي
فِي الْخَلِيقَةِ، أَصْبَحْتُ
أَصْغَرَ حَجْماً
وَأَكْبَرَ
حُلْماً
فَطِرْتُ سَماءً وَمَا زِلْتُ
أَنْفُذُ أَقْطَارَهَا دُونَ أنْ أَقْرَبَ
الشَّمْسَ، فالأُمُّ تَضْرِبُ
كَفَّ ابْنِهَا حِينَ يَلْعَبُ
بِالنَّارِ مِنْ دُونِ سُلْطَانْ !
أَبَتِي، الْبَحْرُ غَيْرَ الَّذِي
يَتَمَوَّجُ فِي مُقْلَتَيْهَا مَخَرْتُ
عُبَابَهُ أَيْضاً، وَلكِنَّنِي قَدْ غَدَوْتُ
بِعُمْقِهِ سَطْحاً، كَأَنِّيَ فِي بَطْنِ
حُوتٍ وَكُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، أنَا
لَا أزَالُ بِأرْضِكَ فِي
حُفْرَةٍ، لَا أزَالُ هُنَا أَبَتِي، قَدْ
وَصَلْتُ إِلَى مَا وَصَلْتُ.. وَلَكِنَّنِي
ضَائِعٌ بَعْدَ أنْ ضَيَّقُوا الوَقْتَ فِي
سَاعَةِ اليَدِ وَانْتَشَرَتْ نُسَخِي
الْبَشَرِيَّةُ حَتَّى غَدَوْتُ بِدُونِ مَلَامِحَ، مَا
عُدْتُ أُشْبِهُنِي بَعْدَ أَنْ أَنْكَرَتْنِي
الْمَرَايَا، وَمَا عَادَ طِينٌ خُلقتُ بِمَاءِ
عَجِينِهِ يَنْفَعُنِي لِأُرَمِّمَ تَحْتَ القِنَاعْ
وَجْهَ آدَمَ فِي وَجْهِيَ
الآدَمِيِّ الأَخِيرْ !
...........................................
حُرِّر يوم الثلاثاء 2 ماي 2020 بالحجْر المنزلي بمدينة الصخيرات
...........................................
قصيدة جديدة افتتحت بها ملحق "العلم الثقافي" ليوم الخميس 4 ماي 2020
...........................................
رابط الملحق على موقع جريدة العلم:
http://alalam.ma/…/2…/06/alam-du-3-6-2020_compressed-1-1.pdf
أقْلِبُ
الصَّفْحَةَ الكلِمَاتُ
تُرَافِقُنِي حَيْثُما انْقَلَبَتْ
صَفَحَاتِيَ جَوْعَى
تُرافِقُنِي
تِلْوَ أُخْرَى لِاُطْعِمَهَا
مِنْ فُؤَادِيَ
نَاراً،
أُرِيدُ الذَّهَابَ لِأبْعَدَ
مِنْ كَلِمَاتِي
لِأخْلُو لِنَفْسِيَ
فِي صَفْحَةٍ لَا يَزَالُ
بِرَعْشَتِهَا بَعْضُ
أَنْفَاسِي..
شِقُّهَا عِنْدَ
شِقِّي غِشَاءٌ
لِسَيْفٍ مُهَنَّدْ
وَعَبْرَهُ تُولِجُنِي
لِلْأبَدْ
إنْ تَكُنْ صَفْحَتِي
امْرأةً سَوْفَ
تَبْدَأُنِي حِينَ يُوصِلُنِي
للنِّهَايةِ مَا
قَدْ مَحَوْتُهُ مِنْ
أَثَرِالذِّكْرَيَاتِ، فَمَنْ
عَاشَ كُلَّ مَمَاتِهِ مِثْلَ
الحَيَاةِ التي سَطَّرُوهَا وَمِنْ
دُونِ نُونٍ، فَمَا زَالَ
فِي رَحِمٍ عَالِقاً
لا أحدْ !
أُرِيدُ الذَّهَابَ لِأبْعَدَ
مِنْ كَلِمَاتِي لَعَلِّيَ أخْلُو
لِنَفْسِيَ فِي صَفْحَةٍ، بَيْنَنَا
لا حِجَابٌ، وَإنْ كَانَ
سَقْفاً فَأُوثِرُ قَوْساً كَخَصْرِ
النِّسَاءِ، وَلَا بَحْرَ يُسْعِفُنِي
مَدَداً كُلَّمَا جَفَّ فِي القَلَمِ الحِبْرُ كَيْ
لَا تُرَافِقُنِي نُطَفُ الكَلِمَاتِ، أُرِيدُ
بَيَاضِي الَّذِي ضَاعَ
فِي الَعَتَمَاتِ وَفِي أَسْطُرٍ
كَالدَّهَالِيزِ تَدْفَعُنِي جَوْفَهَا لَيْسَ
تُفْضِي إِلَى أَيِّ مَعْنَى، إِلَى
أَيْنَ أَهْرُبُ وَالكَلِمَاتُ تُجَيِّشُ
فِي اليَوْمِ مِنْ جُنْدِ أَحْرُفِهَا مَا
سَيَرْشُقُ ظَهْرِي بِغَدْرِ الْحِرَابِ،
أُرِيدُ بَيَاضِي لِأرْفَعَ لَوْنَهُ بَيْنِي
وَبَيْنَ الكِتَابَةِ رَايَةَ سِلْمٍ إلَى
أَجَلٍ لَنْ أُسَمِّيهِ كَيْ لَا
يَصِيرَ لِعُمْرِيَ تَارِيخْ..
إِلَى أَزَلٍ قَدْ أُسَمِّيهِ عَلِّي أَصِيرُ أَبَاهُ
الَّذِي فِي السَّمَاءِ: فَيَا
أَبَتِي..
طُلَّ مِنْ غَيْمَةٍ
آلْقِ الضَّفِيرَةَ
حَبْلاً لِأَصْعَدَ أَسْرَعَ
مِنْ مِصْعَدِ الكَهْرَبَاءِ، وَمِلْءَ
يَمِينِي كِتَابِيَ أَبْيَضَ مِنْ أَيِّ
ذَنْبٍ سِوَى بَعْضِ شِعْرٍ فَمَا
عَادَ فِي زَمَنِي الشِّعْرُ يُغْوِي
عَلَى أَرْضِنَا أَحَداً.
أَبَتِي..
طُلَّ مِنْ غَيْمَةٍ
لِتَرَانِيَ مَا زِلْتُ آدَمَ
نَفْسَهُ مُنْذُ تَلَقَّيْتُ
صَفْحَكَ فِي كَلِمَاتٍ عَزَائِي
الوَحِيدَ لِكَيْ تَسْتَمِرَّ
الحَيَاةُ، وَمَا زِلْتُ مُنْذُ
هَوَيْتُ إِلَى
حُفْرَةٍ
إِسْمُهَا الْأَرْضُ
أَجْتَرُّ فِي عُنُقِي
غُصَّتِي
هِيَ بَيْنَ الْفَوَاكِهِ
تُفَّاحَةٌ
وَهْيَ
فِي حُلْوِهَا الْمُرِّ
بَيْنَ النِّسَاءِ الجَمِيلاتِ
حوَّاءُ نَضَّاحةٌ،
أَبَتِي دُونَ عِلْمِ
التُّرَابِ كَبُرْتُ كَأَيِّ
نَبَاتٍ وَلَمْ ألْتَفِتْ
لِجُذُورِي وَغُصْنُ يَدِي
فِي السَّمَاءِ يُدَاعِبُ فِي
غَيْمَةٍ نَهْدَهَا. كَمْ
كَبُرْتُ وَمِنْ دُونِ
عِلْمِ الطُّفُولَةِ. أَخْشَى
إِذَا مَا اسْتَعَدْتُ الطُّفُولَةَ أَفْقِدَ
ذَاكِرَتِي وَاُضَيِّعَ
بِالأَمْسِ كُلَّ مَكَانٍ إِلَى
الْغَدِ. يَا لَيْتَنِي
لَمْ أَشِخْ فِي الطُّفُولَةِ. يَا أَبَتِي
طُلَّ
مِنْ نَجْمَةٍ
آلْقِ
وَلَوْ نَظْرَةً هِيَ
نُورِي الْحَكِيمُ، سَتُبْصِرُ
فِي الأَرْضِ
آدَمَ آخَرَ غَيْرَ
الَّذِي كَانَ يَمْرَحُ
بَيْنَ الجِنَانِ، تَطَوَّرْتُ
أَكْثَرَ مِمَّا أُطِيقُهُ أَوْ يَنْبَغِي
فِي الْخَلِيقَةِ، أَصْبَحْتُ
أَصْغَرَ حَجْماً
وَأَكْبَرَ
حُلْماً
فَطِرْتُ سَماءً وَمَا زِلْتُ
أَنْفُذُ أَقْطَارَهَا دُونَ أنْ أَقْرَبَ
الشَّمْسَ، فالأُمُّ تَضْرِبُ
كَفَّ ابْنِهَا حِينَ يَلْعَبُ
بِالنَّارِ مِنْ دُونِ سُلْطَانْ !
أَبَتِي، الْبَحْرُ غَيْرَ الَّذِي
يَتَمَوَّجُ فِي مُقْلَتَيْهَا مَخَرْتُ
عُبَابَهُ أَيْضاً، وَلكِنَّنِي قَدْ غَدَوْتُ
بِعُمْقِهِ سَطْحاً، كَأَنِّيَ فِي بَطْنِ
حُوتٍ وَكُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، أنَا
لَا أزَالُ بِأرْضِكَ فِي
حُفْرَةٍ، لَا أزَالُ هُنَا أَبَتِي، قَدْ
وَصَلْتُ إِلَى مَا وَصَلْتُ.. وَلَكِنَّنِي
ضَائِعٌ بَعْدَ أنْ ضَيَّقُوا الوَقْتَ فِي
سَاعَةِ اليَدِ وَانْتَشَرَتْ نُسَخِي
الْبَشَرِيَّةُ حَتَّى غَدَوْتُ بِدُونِ مَلَامِحَ، مَا
عُدْتُ أُشْبِهُنِي بَعْدَ أَنْ أَنْكَرَتْنِي
الْمَرَايَا، وَمَا عَادَ طِينٌ خُلقتُ بِمَاءِ
عَجِينِهِ يَنْفَعُنِي لِأُرَمِّمَ تَحْتَ القِنَاعْ
وَجْهَ آدَمَ فِي وَجْهِيَ
الآدَمِيِّ الأَخِيرْ !
...........................................
حُرِّر يوم الثلاثاء 2 ماي 2020 بالحجْر المنزلي بمدينة الصخيرات
...........................................
قصيدة جديدة افتتحت بها ملحق "العلم الثقافي" ليوم الخميس 4 ماي 2020
...........................................
رابط الملحق على موقع جريدة العلم:
http://alalam.ma/…/2…/06/alam-du-3-6-2020_compressed-1-1.pdf