ها أنا
مرةً اُخرى
أخون امرأة الزجاج
أطرق الصمت المجفف في النوافذ
أمسح الكلمات
عن جوف المُغني
لتصعد الصحراء
في وجهِ البحار
ها أنا أقذف على وجهِ النجوم
بقايا لون
شاخ بين العتمةِ المنسوجة في قفص الظلام
وبين امرأةً
تعرت
في انعكاساتِ الفراغ
اشتهت كلماتنا العبق الرطب للتعري
فاحشة الغزل المبين
و بازخ الشبق اللذيذ
ها أنا
أكتب لأقرأ من أنا
بين النصوص
لم أكن يوماً نبياً كي اسمي الخمرة ( ديناً )
لم أكن ابناً مُطيعاً
للأيادي العالقة في جيبِ البطون المُجهدة
كي اُسمي جرح ذاكرتي
(ضمير الخائنين )
لم أكن نصاً لاُحرق
ما تبقى من جراحِ الأمسِ
واللغةِ التي
تمتدُ بين البرزخ المحتل
بأسلحةِ النفاق
وبين أشرعةً
تنادي الرب
أن يرشو المحبين بالضفاف الآمنة
طفل انا
نطفةً
لم تكتمل
في الجرحِ كي تنمو وتمتحن المسير
يرقةً
تخشى النمو
حين تصبو فراشةً
تلهو على البستان ، يفزعها الرصاص
أو شارعاً
يخشى اندلاع الثورة في فصل الشتاء
والشجر
لم يتعلم الكيمياء
لينسج من شعاعِ الشمس معطفه
ليبني من بكاء الطير
بيتاً
للموسيقى
وللرياح
ها أنا
أبكي فتاة الماء للصحراء
ألوم أشرعةً
مُصابة باحتقان
تخشى التمزق في فضاءات البحار
تخشى انفجار الصمتِ
حين نُرتل الأشواق أطباقاً من الشاي المعتق
والنبيذ
كي نقدمه مناديلاً مطرزة بالدموع
حين نبكي العابرين
أبكي ذئاباً
حين نِمت على وسادة عزلتي
سرقوا بكائي في الظلام
وضعوني
بين الفجوة الكبرى في حنجرة الوجود
وبين ما نجا من طفولتيّ البعيدة
حين احترق الغد الحالم
في أكواب الدماء
أبكي ضباباً
أيقظ الأشواق في ضلع النعاس
فتوالدت
في الضوء يرقات من الاحلام
وضعت منزلاً
للهاربين من المغول
كنا يهوداً
تائهين عن الخلاص
كنا يهوداً
لم نجد ارضاً لنبكيها
وذاكرةً
تليق بمنطق الأرض الخراب
تتثاءب الأحلام
حين ترى
نعاس البحر ، يسخر من سفينة نوحنا التائه
على جلبابه الطوفان
وبين يديه
شاخ الهدهد المذبوح
في أسفار اليهود العائدين من الحصاد
لم يجد نوحاً
كتاباً يستدل به
الى اقصى الضياع
لم يجد للآن براً
لينزع الطوفان عن وجه السماء
لم يجد ابناً
له من صلبه
هل استحق
ابنه الملعون هذِه السمرة المظلومة
في كتب التواريخ والرقيق
أم انها
هبةً
ينالها من يبر بوالديه
قل لي
هل سود الطوفان وجه البشرةِ المجروحة في التاريخ
أم أنها
قد نازعت شمساً
فاحرقت الرجال الطيبين
لينجبو
هذا الجمال المُتهم
" باللا وجود "
مازلنا نسبح
في تراكيبِ الهواء
نستلُ سكيناً
لنقتل انعكاس الموت في المرآة
نحن والطاعون
عشنا آمنين
نخافه ويخافنا
لكننا
أخطأنا حين نسينا وجهه في البحار
ها هو
يطرق نوافذ صمتنا المثقوب في ذاكرة الظلام
يخلع ثياب الأحرف الحبلى
بامرأة الخلاص
بامرأةً
لها جرح
سيُرضعنا الضياع
لها فخذ
سينجبنا
رجالاً بالغين بلا صراخ
لها فم
سيضع لنا في البحر بيتاً من تراب
وسيقطف التفاحة الاُخرى
دون أن يخشى الخطيئة في التعري المُطمئن
لها كتاباً
لا حروف تُعيق فكرته الجديدة
عن الخراب
" الارضَ"
حمام الإِله
"الموت"
ابواب الوجود
" الماء "
ذاكرة الحياة بلا تفاصيلٍ مملة عن المُضاجعة والفراغ
" الشمس "
خوفاً قد تجمع في كؤوس الكون
فاشتعلت خدوده احمرار
"الناس "
حشراتُ
يزحفون على الطبيعة ليقتلوها
ثم يقتلو بعضهم
ثم ينتشر الخراب على الجميع
ماذا تبقى
كي نقف
لنُقاتل العنقاء حول البحر
والصحراء
والوطن الوسيع المستباح
ماذا تبقى
كي نُنادي شهرزاد
لتقص احلاماً بنيناها من الشمع المُحال الى التلاشي
والنزيف
ماذا تبقى
من فتوحاتِ خسرناها
على بوابة التاريخ
كذبنا حولها جوعاً
الى المجدِ المزيف
والنفاق
وما كنا
سوى جوعى الى شربِ الدماء
ماذا تبقى
للقصيدة كي تقول
ما نُسميه حياة
محمد عبدالعزيز /السودان
مرةً اُخرى
أخون امرأة الزجاج
أطرق الصمت المجفف في النوافذ
أمسح الكلمات
عن جوف المُغني
لتصعد الصحراء
في وجهِ البحار
ها أنا أقذف على وجهِ النجوم
بقايا لون
شاخ بين العتمةِ المنسوجة في قفص الظلام
وبين امرأةً
تعرت
في انعكاساتِ الفراغ
اشتهت كلماتنا العبق الرطب للتعري
فاحشة الغزل المبين
و بازخ الشبق اللذيذ
ها أنا
أكتب لأقرأ من أنا
بين النصوص
لم أكن يوماً نبياً كي اسمي الخمرة ( ديناً )
لم أكن ابناً مُطيعاً
للأيادي العالقة في جيبِ البطون المُجهدة
كي اُسمي جرح ذاكرتي
(ضمير الخائنين )
لم أكن نصاً لاُحرق
ما تبقى من جراحِ الأمسِ
واللغةِ التي
تمتدُ بين البرزخ المحتل
بأسلحةِ النفاق
وبين أشرعةً
تنادي الرب
أن يرشو المحبين بالضفاف الآمنة
طفل انا
نطفةً
لم تكتمل
في الجرحِ كي تنمو وتمتحن المسير
يرقةً
تخشى النمو
حين تصبو فراشةً
تلهو على البستان ، يفزعها الرصاص
أو شارعاً
يخشى اندلاع الثورة في فصل الشتاء
والشجر
لم يتعلم الكيمياء
لينسج من شعاعِ الشمس معطفه
ليبني من بكاء الطير
بيتاً
للموسيقى
وللرياح
ها أنا
أبكي فتاة الماء للصحراء
ألوم أشرعةً
مُصابة باحتقان
تخشى التمزق في فضاءات البحار
تخشى انفجار الصمتِ
حين نُرتل الأشواق أطباقاً من الشاي المعتق
والنبيذ
كي نقدمه مناديلاً مطرزة بالدموع
حين نبكي العابرين
أبكي ذئاباً
حين نِمت على وسادة عزلتي
سرقوا بكائي في الظلام
وضعوني
بين الفجوة الكبرى في حنجرة الوجود
وبين ما نجا من طفولتيّ البعيدة
حين احترق الغد الحالم
في أكواب الدماء
أبكي ضباباً
أيقظ الأشواق في ضلع النعاس
فتوالدت
في الضوء يرقات من الاحلام
وضعت منزلاً
للهاربين من المغول
كنا يهوداً
تائهين عن الخلاص
كنا يهوداً
لم نجد ارضاً لنبكيها
وذاكرةً
تليق بمنطق الأرض الخراب
تتثاءب الأحلام
حين ترى
نعاس البحر ، يسخر من سفينة نوحنا التائه
على جلبابه الطوفان
وبين يديه
شاخ الهدهد المذبوح
في أسفار اليهود العائدين من الحصاد
لم يجد نوحاً
كتاباً يستدل به
الى اقصى الضياع
لم يجد للآن براً
لينزع الطوفان عن وجه السماء
لم يجد ابناً
له من صلبه
هل استحق
ابنه الملعون هذِه السمرة المظلومة
في كتب التواريخ والرقيق
أم انها
هبةً
ينالها من يبر بوالديه
قل لي
هل سود الطوفان وجه البشرةِ المجروحة في التاريخ
أم أنها
قد نازعت شمساً
فاحرقت الرجال الطيبين
لينجبو
هذا الجمال المُتهم
" باللا وجود "
مازلنا نسبح
في تراكيبِ الهواء
نستلُ سكيناً
لنقتل انعكاس الموت في المرآة
نحن والطاعون
عشنا آمنين
نخافه ويخافنا
لكننا
أخطأنا حين نسينا وجهه في البحار
ها هو
يطرق نوافذ صمتنا المثقوب في ذاكرة الظلام
يخلع ثياب الأحرف الحبلى
بامرأة الخلاص
بامرأةً
لها جرح
سيُرضعنا الضياع
لها فخذ
سينجبنا
رجالاً بالغين بلا صراخ
لها فم
سيضع لنا في البحر بيتاً من تراب
وسيقطف التفاحة الاُخرى
دون أن يخشى الخطيئة في التعري المُطمئن
لها كتاباً
لا حروف تُعيق فكرته الجديدة
عن الخراب
" الارضَ"
حمام الإِله
"الموت"
ابواب الوجود
" الماء "
ذاكرة الحياة بلا تفاصيلٍ مملة عن المُضاجعة والفراغ
" الشمس "
خوفاً قد تجمع في كؤوس الكون
فاشتعلت خدوده احمرار
"الناس "
حشراتُ
يزحفون على الطبيعة ليقتلوها
ثم يقتلو بعضهم
ثم ينتشر الخراب على الجميع
ماذا تبقى
كي نقف
لنُقاتل العنقاء حول البحر
والصحراء
والوطن الوسيع المستباح
ماذا تبقى
كي نُنادي شهرزاد
لتقص احلاماً بنيناها من الشمع المُحال الى التلاشي
والنزيف
ماذا تبقى
من فتوحاتِ خسرناها
على بوابة التاريخ
كذبنا حولها جوعاً
الى المجدِ المزيف
والنفاق
وما كنا
سوى جوعى الى شربِ الدماء
ماذا تبقى
للقصيدة كي تقول
ما نُسميه حياة
محمد عبدالعزيز /السودان