خيرة جليل - رسالة إلى وجهي الجميل..

كنت أمعن النظر
فسقط وجهي وسط النهر
حمله الماء بعيدا
تاركا وراءه آثار خدوش
بصفحة جمجمة
يحكى أنها كانت
تدعي وجهي الجميل.
وجهي أخذ معه
الابتسامة العريضة
وأثر كحل بالعينين
وأحمر شفاه وردي اللون
زاد غني يمنحه الصفاء .
مددت يدي إلى جيبي
أخذت قلما
مزقت قطعة ورق
من فاتورة كهرباء
أثقلت جيبي المثقوب.
كتبت إليه رسالة مختصرة
ألقيت بها إلى النهر:
وجهي الجميل
لا تترك الابتسامة تهرب منك
عندما تصل إلى المصب
ستكتشف ناذلة الوجوه الأخرى
تذكر أني هنا
ما زلت أنتظرك
لا أستطيع ارتداء قناع
هو لا يليق بعنقاء
ألفت عناق الفضاء
و مراقصة القامات الشامخة.
اخاف أن يخنق روحي المتمردة
وأن أصبح شخصا آخر غير أنا
كثيرون استيقظوا يوما
خرجوا يتدافعون بالأزقة الضيقة
التي تتصاعد منها
رائحة الأجساد المحنطة
تحت سياط أشعة الشمس الحارقة
ونثانة أفواههم
التي تسب وتزبد وترغد
بسبب وبلا سبب
لم ينتبهوا أنهم نسوا
أقنعتهم قرب أسرتهم
حين خرجوا صباحا
اكتشف الناس حقيقتهم
بلا مقدمات
ولا ديبلوماسية
...وجهي الجميل
حين تشتاق الي عد سريعا
فأنا لا أملك ثمن تذكرة سفر
حتى آتي لأبحاث عنك...
سأنتظر عودتك هنا أمام المرآة
فلا تخبر أحدا
حتى لا يسرقون أبتسامتك....خيرة جليل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...