فتحي مهذب - الرقص بساق واحدة في قطار السنوات الأخيرة.. شعر

** لو تنحني السماء قليلا
لأرشق طيور الغيبيات بالحجارة.
لو أركل النيزك الذي أخفى براهين المجرة..
لو أرفع نثر الربوة للغزلان الفصيحة.
سأعتني بهواجس الأسد .
أقول لوحوش النهار العدوة.
سأقلم فرو لبدته بزئير أصابعي.
لا يجلسن أحد غيري على أريكته الأثيرة.

****

أيتها الحمامة المطوقة
المفرودة الجناحين مثل طائرة
ترتاح على كتفي متصوف
ماذا لو تحملين بريدي الى الله؟.

****

تأخرت كثيرا أيها العالم
في تسديد ديون الموتى.
ما أطول ذيل يوم الآخرة !
سحقا للأرض التي تدور مثل عجلة عربة الأموات..
الأرض التي تأكل صغارها بشراهة.
لن أكون في قائمة وجبتك اليومية
سأعمل النار في أبعاضي..
لن أسعد الأشباح بتاج غيابي .

****
رأيت ملاكا ينظف مسدسات جنود قتلى بأسنان صدئة..
ثمة حرب أخرى في درب التبانة .
ثمة رعاة بقر يلمعون أحذية الموتى.

****

أنا سعيد جدا
لأن الآخرين بالكاد ضريرون.
شمسهم دلو مثقوب
يتسول في عتمة بئر مهجورة..
لم يرني أحد ..
البومة المحنطة التي تغني بعد منتصف الليل..
خزانتي ذات الأظافر المهملة..
جيراني النائمون أبدا في اليقظة والمنام..
مثل دببة غير مهذبة..
لم يرني أحد كيف حفرت خلسة مقبرة جماعية لنظامنا الشمسي الهالك .
ورسمت صليبا في إضبارة ديوني
البنكية .

****

كانت سقطة مروعة..
الناسك خذلته حنجرة الهدهد..
البيت أهداني رصاصة طائشة..
أنا أصغي طويلا لمديح القوارب
ولموسيقى الثعلب في حقل الذرة
لمراثي الكراكي وهي تجز ريش الهواء..
لنأمة زهرة الجرجيس في العاصفة
كانت سقطة مروعة
بعد اكتشاف كذبة الجسد..
وعودة الآخرين الى الديار .

****

أكتب لأن الرب حين يمر في الليل
مرصعا بكتيبة عميان..
يتبعه زنوج نائمون على فيلة..
مهرجون مهرة يربطون طوق النسيان بحبال التذكر..
سحرة يضربون النهار بالكرباج مثل عبد..
لكن لماذا يسدد مسدس عينيه
صوب بيتنا المتداعي ..
أكتب لكي تشفى حمامة روحي من الخبل اليومي .
أكتب لأتسلى- بصخرة سيزيف.

****

يبتلع هنديا أحمر ..
ويروض خنجره لينام البلبل في الحديقة..
ويحيل غابته الى ناطحات سحاب
وحصانه الى مروحية أباتشي.
آه أيها الأسقف كف عن قرع النواقيس في بيت القيامة .

****

عبر ولم يصل..
كان طوال حياته أعمى..
لم ير غير فصوص حكمته في حوزة القاطور..
لم ير شيئا..
واستحال الى غبار تحت جلد الساحرة.

****
تنظرين الي وأنا أكتب..
أخلص المرآة من القباطنة الجدد
راشقا الذئبة التي تطل علينا
من شقوق النافذة..
بفاكهة المجاز الرطب..
لا أشتم الغبار الذي يحرس رعاياه
في المركب الطيني..
أنت مسافرة وأنا مقيم في اللايقين
ريثما يصل الكفن ..
مثل هدية فاخرة لأمير الغياب.
لم أنته بعد من توديع بعضي .

****

لا حاجة لي بحصتي اليومية من حليب الشمس..
أو بذئب يغرد تحت صومعة الناسك..
مصباح العزلة يضيء الرقعة.
أنا لا أتهم الساعة الحائطية بالسهو
السابعة مساء الا خمس زفرات..
الشمس مقرفة وعدوانية..
تهشم أواني السنوات الفائتة
على الاسفلت..
لن أعدك بمزهرية وألبوم مذهب..
لن أعدك بخاتم بنت الجيران..
التي اختلس قلبها قط براقماتي في زقاق معتم.
تبا للقطط التي تمشي مثل بهلوان
على حبل الأضداد.

****

أغرر بشجرة فستق.
أقول لها : أنا البستاني الذي طرد الغربان من المغازة ..
ورصع جدائلك بالحجارة الكريمة.
وحين نضجت قناديلك.
جن والتهمت نواياه خفافيش الحانة.
أنا العبثي المرصع بزبرجد اللامعنى.
لتكوني فاكهة آخر الليل.
حين يفتح الندم أبواب التوبة.
ويفرنقع الندمان مثل قطيع أشباح.

****
كل جسد
دورق مليء بالديدان.

****

عادة ما ألج المواخير
مسلحا بفأس أو هراوة.
حين يطل الشيطان
من المرآة..
أهشم بلور اليوطوبيا.

****

داخل رأس كل امرأة
رأس من برونز .

****

على الأكمة الزرقاء أثار لعازر .

****

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...