أمس تساهلت قوات الأمن الوطني في نابلس مع حركة المواطنين ، فسمحت للسيارات بالدخول إلى المدينة وسمحت لمحلات بيع العصائر والمرطبات في الأطراف بالبيع ، وقد ذهبت مساء إلى وسط البلد وتبضعت قليلا من الشوارع ، وحين قلت لأخي إن الإغلاق ليس شاملا وجادا عقب على كلامي قائلا إن الناس تعيش أوضاعا صعبة .
ابن أخي محمد اسطه حول إلي شريط تجري فيه صحفية جميلة مكممة حوارا مع امرأة سمينة مكممة.
تسأل الصحفية المرأة عن عدم التزامها بقرار الحكومة بالبقاء بالبيت والخروج إلى الأسواق للعمل ، فتستطرد المرأة بالحديث ، بصوت جهوري ، موضحة أنها إن لم تبع وتعمل فإنها تموت جوعا . إنها بحاجة إلى مال لشحن بطاقة الكهرباء ولدفع فاتورة الماء ولشراء قوتها ، وإنها إن سألت الناس فإنهم لا يعطونها ، ولذلك هي مضطرة لعدم الالتزام بتعليمات الحكومة ، وإذا ما أرادت الحكومة أن يطيعها المواطنون فعليها توفير مقوماتهم واحتياجاتهم الأساسية .
لم تدفع الحكومة لموظفيها من رواتبهم إلا نسبة محددة عن شهر من شهرين وها هو الثلث الأول من الشهر الثالث يكاد ينقضي ، وأنت لا تستطيع منع الناس من الشكوى وإن كان قسم منهم يتشاكى قبل أزمة الكورونا وبعدها.
لم تلزم الحكومة أصحاب الشركات والمؤسسات بدفع الحد الأدنى من الأجور ، ولا أظن أن لديها ملفات كاملة لمواطنيها كلهم تعرف من خلالها حجم دخلهم ، لتتأكد من منهم يستحق المساعدة ومن لا يستحقها ، فتساعد من دخله منخفض ولا يلبي احتياجاته الأساسية ، والصدقات هي سياسة كنسية ودينية يجب أن تحل محلها سياسة حكومية تزيد الضرائب على ذوي الدخل المرتفع لتعطي ذوي الدخل المنخفض ، وليس هذا وحسب . على الحكومة أن تتبع سياسة الترشيد في نفقاتها ورواتب وزرائها ولطالما تساءلنا عن سبب صرف راتب تقاعد لموظف أو وزير عمل عاما في منصبه ثم عاد إلى وظيفته.
إذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع ، يقول الناس .
ولكن السؤال الذي يثير نفسه هو :
هل شكوى الناس وتشاكيهم مرهون بفترة الجائحة ؟
بعد العام ١٩٨٢ كتب الشاعر مريد البرغوثي قصيدته " طال الشتات " التي أتى فيها على موقف العرب مما جرى مع الفلسطينيين في حرب بيروت ، وفيها قال:
طال الشتات ، وعافت خطونا المدن
وأنت تمعن بعدا أيها الوطن ...
ومما ورد فيها :
ودمع الحاكمين له لغات
وأفصحها يريد لنا الهلاكا
إذا اشتبهت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى ...
هل كان متأثرا ببيت شعر لأبي الطيب المتنبي ؟
( وللنفس أخلاق تدل على الفتى
أكان سخاء ما أتى أم تساخيا )
أو ببيت أبي العلاء المعري :
( ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا
تجاهلت حتى قيل إني جاهل ) .
وأنا أدرس الدكتوراه في ألمانيا كنت أحصل على راتب شهري من مؤسسة DAAD الألمانية ، وكانت لدي أسرة مكونة من زوجة وطفلتين ، وكان المرتب أقل من الدخل الشهري لأسرة من أربعة أفراد ، فمن يغطي النقص؟
بلدية Bamberg ، وهذا هو اسم المدينة التي كنت أقيم فيها ، كانت تفعل ذلك ، وكانت تدفع رسوم الحضانة لطفلتي.
المقارنة تبدو ظالمة وثمة عائلات بالكاد دخلها يكفي احتياجاتها الأساسية والأم فيها ربة بيت ، ومع ذلك ترسل أبناءها لرياض الأطفال وتدفع رسوما شهرية و...
حالة سريالية ، وحالة مخربطة يا ليلى .. حالة تعبانة يا ليلى تدبير ما فيش وبصارة ما فيش ومجدرة ما فيش وهندبة ما فيش وفي محطات بنزين تبيع ويذهب المال إليها وإلى الحكومة ، والحكومة تشكو ..
دبرها يا صندوق " وقفة عز " ..
صباح الخير
خربشات
١٠ تموز ٢٠٢٠
ابن أخي محمد اسطه حول إلي شريط تجري فيه صحفية جميلة مكممة حوارا مع امرأة سمينة مكممة.
تسأل الصحفية المرأة عن عدم التزامها بقرار الحكومة بالبقاء بالبيت والخروج إلى الأسواق للعمل ، فتستطرد المرأة بالحديث ، بصوت جهوري ، موضحة أنها إن لم تبع وتعمل فإنها تموت جوعا . إنها بحاجة إلى مال لشحن بطاقة الكهرباء ولدفع فاتورة الماء ولشراء قوتها ، وإنها إن سألت الناس فإنهم لا يعطونها ، ولذلك هي مضطرة لعدم الالتزام بتعليمات الحكومة ، وإذا ما أرادت الحكومة أن يطيعها المواطنون فعليها توفير مقوماتهم واحتياجاتهم الأساسية .
لم تدفع الحكومة لموظفيها من رواتبهم إلا نسبة محددة عن شهر من شهرين وها هو الثلث الأول من الشهر الثالث يكاد ينقضي ، وأنت لا تستطيع منع الناس من الشكوى وإن كان قسم منهم يتشاكى قبل أزمة الكورونا وبعدها.
لم تلزم الحكومة أصحاب الشركات والمؤسسات بدفع الحد الأدنى من الأجور ، ولا أظن أن لديها ملفات كاملة لمواطنيها كلهم تعرف من خلالها حجم دخلهم ، لتتأكد من منهم يستحق المساعدة ومن لا يستحقها ، فتساعد من دخله منخفض ولا يلبي احتياجاته الأساسية ، والصدقات هي سياسة كنسية ودينية يجب أن تحل محلها سياسة حكومية تزيد الضرائب على ذوي الدخل المرتفع لتعطي ذوي الدخل المنخفض ، وليس هذا وحسب . على الحكومة أن تتبع سياسة الترشيد في نفقاتها ورواتب وزرائها ولطالما تساءلنا عن سبب صرف راتب تقاعد لموظف أو وزير عمل عاما في منصبه ثم عاد إلى وظيفته.
إذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع ، يقول الناس .
ولكن السؤال الذي يثير نفسه هو :
هل شكوى الناس وتشاكيهم مرهون بفترة الجائحة ؟
بعد العام ١٩٨٢ كتب الشاعر مريد البرغوثي قصيدته " طال الشتات " التي أتى فيها على موقف العرب مما جرى مع الفلسطينيين في حرب بيروت ، وفيها قال:
طال الشتات ، وعافت خطونا المدن
وأنت تمعن بعدا أيها الوطن ...
ومما ورد فيها :
ودمع الحاكمين له لغات
وأفصحها يريد لنا الهلاكا
إذا اشتبهت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى ...
هل كان متأثرا ببيت شعر لأبي الطيب المتنبي ؟
( وللنفس أخلاق تدل على الفتى
أكان سخاء ما أتى أم تساخيا )
أو ببيت أبي العلاء المعري :
( ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا
تجاهلت حتى قيل إني جاهل ) .
وأنا أدرس الدكتوراه في ألمانيا كنت أحصل على راتب شهري من مؤسسة DAAD الألمانية ، وكانت لدي أسرة مكونة من زوجة وطفلتين ، وكان المرتب أقل من الدخل الشهري لأسرة من أربعة أفراد ، فمن يغطي النقص؟
بلدية Bamberg ، وهذا هو اسم المدينة التي كنت أقيم فيها ، كانت تفعل ذلك ، وكانت تدفع رسوم الحضانة لطفلتي.
المقارنة تبدو ظالمة وثمة عائلات بالكاد دخلها يكفي احتياجاتها الأساسية والأم فيها ربة بيت ، ومع ذلك ترسل أبناءها لرياض الأطفال وتدفع رسوما شهرية و...
حالة سريالية ، وحالة مخربطة يا ليلى .. حالة تعبانة يا ليلى تدبير ما فيش وبصارة ما فيش ومجدرة ما فيش وهندبة ما فيش وفي محطات بنزين تبيع ويذهب المال إليها وإلى الحكومة ، والحكومة تشكو ..
دبرها يا صندوق " وقفة عز " ..
صباح الخير
خربشات
١٠ تموز ٢٠٢٠