الناس يتدافعون عند الرصيف المقابل لركوب القطار . ( لم يعد بدهشها مشهد الصغيرات يدخن السجائر الطويلة وأيدى الصبية تشتبك بخيوط تناثيرهن القصيرة .
أصبح يخيل إليها أن تلك الأيدى – خضراء الرائحة هى امتداد لفطائر أفخاذهن(.
تتأمل عنق كوب الليمون الأنيق .. تتبع زخارفه النافرة .. تشتاق للانفراد بنفسها ..
تزدحم الأفكار فى رأسها. لكن الحبيبات اللاسعة على عنقها وذراعيها تمنعها من التركيز . تشرب من العصير . تتناول مكعب الثلج ، تمتصه . تفرك به كفيها . تمر به على وجهها .. جبهتها وذراعيها . تدعه يرتاح عند عظمة الكتف برهة . ثم مرور بجسر الرقبة نحو الكتف الاخر . تظل تفرك به يديها. تشعر كأن صدرها لايحتمل ثورة الخيول السوداء الراكضة نحو البحيرة البعيدة – بحيرة السماء .. فينشق !
تنظر فى الساعة، لازال هناك وقت كثير. تسترخى فى كرسى القش تماما. تمنح وجهها للشمس. تدعها تمرغ جسدها الحارق فى نضارة ورده. تغمض عينيها. تعود الأفكار فتزدحم فى رأسها. تتذكر وجه من ينتظرها على الرصيف الآخر وموعد الغداء الهام. تحاول الاسترخاء
تسترخى تماما . تشعر بجسدها ينفصل عن كل ما حوله . يشف .. يصبح خفيفا طريا باردا .
تفلت ذراعى المقعد، تحلق للحظات. يوقظها صوت الجرسون يضع الكوب على الصينية، تفرك وجهها تعطيه النقود. يذهب. تتذكر القطار. تبحث فى جيبها عن التذكرة. تمسك بها. تنظر فى الساعة بضع دقائق فقط ...
"هكذا أفضل ... "تقف. تتناول حقيبتها. ترتدى النظارة السوداء. تذهب. تصادفها عيناه خلف النظارة السميكة. تبطىء للحظة. "كأنى أعرفه" تكمل سيرها تسمع كرسيه يتحرك خلف ظهرها. الناس على الكراسى خارج المحطة
ترتعش لتوهج جسده . لا تقاوم الالتفات . تصرخ عيناه الخضراوان فى وجهها . تسمع خلاياها تستنجد . تهرب ! تجلس على الرصيف قرب الحائط. "متى يأتى القطار لأفلت منه". تمد ساقيها. تسند ذراعيها للخلف، تتلاعب بقدميها. يحشر جسده بينها وبين حافة الحائط الملاصق. جامد كالحجر. يثبت سيجارة على طرف فمه، يقدم لها واحدة. تغرق فى طفولة عينيه. تمد رأسها تتناولها بشفتيها. وقد بدأت شرايينها تتصلب. تشعر وكأنها هيكل من الحديد النقى. تنفخ الدخان للأمام وتتكور، ضامة ركبتيها. ينقسم دخانه حول عنقها، تبتسم .
يتكلم بلغة لا تفهمها. يداعب الخصلات البنية. تشم رائحة قهوة تنسكب على كتفيها فتلتفت. ينفخ فى وجهها، تغمض عينيها. يشد شعرها لأسفل .. تتوجع، تزداد صلابة، تفلت رأسها من قبضته بقوة
تقف. تدوس السيجارة عند قدميه. تنفض شعرها تستدير. يسعفها صفير القطار المسرع نحوها ..
" فتقفز "..
عالية شعيب / الكويت
أصبح يخيل إليها أن تلك الأيدى – خضراء الرائحة هى امتداد لفطائر أفخاذهن(.
تتأمل عنق كوب الليمون الأنيق .. تتبع زخارفه النافرة .. تشتاق للانفراد بنفسها ..
تزدحم الأفكار فى رأسها. لكن الحبيبات اللاسعة على عنقها وذراعيها تمنعها من التركيز . تشرب من العصير . تتناول مكعب الثلج ، تمتصه . تفرك به كفيها . تمر به على وجهها .. جبهتها وذراعيها . تدعه يرتاح عند عظمة الكتف برهة . ثم مرور بجسر الرقبة نحو الكتف الاخر . تظل تفرك به يديها. تشعر كأن صدرها لايحتمل ثورة الخيول السوداء الراكضة نحو البحيرة البعيدة – بحيرة السماء .. فينشق !
تنظر فى الساعة، لازال هناك وقت كثير. تسترخى فى كرسى القش تماما. تمنح وجهها للشمس. تدعها تمرغ جسدها الحارق فى نضارة ورده. تغمض عينيها. تعود الأفكار فتزدحم فى رأسها. تتذكر وجه من ينتظرها على الرصيف الآخر وموعد الغداء الهام. تحاول الاسترخاء
تسترخى تماما . تشعر بجسدها ينفصل عن كل ما حوله . يشف .. يصبح خفيفا طريا باردا .
تفلت ذراعى المقعد، تحلق للحظات. يوقظها صوت الجرسون يضع الكوب على الصينية، تفرك وجهها تعطيه النقود. يذهب. تتذكر القطار. تبحث فى جيبها عن التذكرة. تمسك بها. تنظر فى الساعة بضع دقائق فقط ...
"هكذا أفضل ... "تقف. تتناول حقيبتها. ترتدى النظارة السوداء. تذهب. تصادفها عيناه خلف النظارة السميكة. تبطىء للحظة. "كأنى أعرفه" تكمل سيرها تسمع كرسيه يتحرك خلف ظهرها. الناس على الكراسى خارج المحطة
ترتعش لتوهج جسده . لا تقاوم الالتفات . تصرخ عيناه الخضراوان فى وجهها . تسمع خلاياها تستنجد . تهرب ! تجلس على الرصيف قرب الحائط. "متى يأتى القطار لأفلت منه". تمد ساقيها. تسند ذراعيها للخلف، تتلاعب بقدميها. يحشر جسده بينها وبين حافة الحائط الملاصق. جامد كالحجر. يثبت سيجارة على طرف فمه، يقدم لها واحدة. تغرق فى طفولة عينيه. تمد رأسها تتناولها بشفتيها. وقد بدأت شرايينها تتصلب. تشعر وكأنها هيكل من الحديد النقى. تنفخ الدخان للأمام وتتكور، ضامة ركبتيها. ينقسم دخانه حول عنقها، تبتسم .
يتكلم بلغة لا تفهمها. يداعب الخصلات البنية. تشم رائحة قهوة تنسكب على كتفيها فتلتفت. ينفخ فى وجهها، تغمض عينيها. يشد شعرها لأسفل .. تتوجع، تزداد صلابة، تفلت رأسها من قبضته بقوة
تقف. تدوس السيجارة عند قدميه. تنفض شعرها تستدير. يسعفها صفير القطار المسرع نحوها ..
" فتقفز "..
عالية شعيب / الكويت