صلاح عبد العزيز - زهرتى وأنا نهرها.. نص ديوان

كلمة :
عظمتك لا تحتاج
إلى دليل
يا سيدتى

***

*

.......... أَظنُ أنكِ ستأتينَ معَ العَصافيرِ مِن الغابةِ الجَنوبيَّةِ ، أوْ مَع الرياحِ وَهْىَ تَحْملُ أجنِحتَها صَوبَ شمالِ جَسَدى وَهْو يرفُّ مُختلجاً فى نفضَته الأخيرةِ وسَتهاجرُ معَكِ أغْصَانُ الشجَرِ مُورِقةً بأعْشَاشِها ، هنَا سَتُكَوِّنُ غابَةً علَى جَسدٍ مُنْتَفضٍ ،..... لنْ تُفارِقهُ الرُّوحُ بلْ تُرَفرِفُ كمِروَحَةِ طِفْلٍ نَسِيتِهِ على الرَّصِيفِ يَوماً مِن أيامِ ينَاير الزلقَة ، كانَ مَطراً خفيفاً بِلا أمٍّ ولا أبٍ غيرُك ، هاجَرت الغابةُ منِّى إلى هناكَ ومَازالت المَسافَةُ نيئةً ، لكِنَّه الحبُّ ، والوَهْمُ ، وصَوتُ السَّياراتِ ، ونباتاتٌ قليلةٌ تتدَلى منَ الشُّرفاتِ .....،

.........الٱَجمَلُ صَوتُ بُكَائى ، وزخاتُ المَطرِ فى فَمِى ، ربَّما العطَشُ يسْتَحوذُ عَلىّ ، بَللْتُ رِيقى بِرائٓحتِكِ وجَعلٔتُ الرِّيحَ شَفَتىّ كمَا لَو كنتُ أُصَفِّر لحِصَانٍ .

........... وبالرغْمِ مِنْ ذلكَ الهدوءِ سَتأْتى عَاصِفَةٌ بكَلماتٍ جَميلَةٍ تُسقِطُ من رأسِى ورقَ شَجَرٍ ،...... لَمْ أكنْ حَزيناً ، طَالمَا المَطَرُ والنَّوَافذُ مَفْتوحَةٌ ،....... وفتياتٌ بأصَابعَ مُطَرَّزةٍ بالخَواتمِ يَتَشَبَثْنَ بفِتيَانهنَّ ، طالما صَوتُ العَصَافيرِ يرِنُّ فى أُذنىّ وفى الغَابَةِ فِى الجنوبِ تُدوِّمُ بأَجنِحَتِهَا فِى الهَواءِ ......،

تَخَلَّفْنا عَنْ مَوَاعيدِهَا وانْتَزَعْنَا مِنَ النَّتائِجِ أوْرَاقَهَا المُستَطِيلةَ حَتى مرَّت السُّنُونُ ونحْنُ كَما نحْنُ .. تتَهدلُ على جَنباتِ الرَّصيفِ جثَثَ الأيامِ مُصَادَفَةً .....،
كانَت وَرَقًا مِن نَتائِجَ فَارِغةٍ .....،
وأَجِندَاتٍ لِأنَاسٍ لَسْنَا مِنهُمُ .....،

.......... تعَثَرتُ على النهرِ ، وانكَبَّ المارةُ حَولى ، كُنتُ مَجْروحاً بسَهمٍ منْ بَعيدٍ ، مِنْ عِدةِ سَنواتٍ مَرَّت ...... هَؤلاء مَنْ ألقُونِى فى النَّهر وَبيْن مُويجَاته كانَ صوْتُ العَصافيرِ فى أشْجَارهِ الغَارقَةِ تنْسلُّ من بِيوتٍ غارقةٍ ........،

فى شَمَالِ نَفسِى كُنتُ مَنفِياً ، تعتَرضُنى جَنادِلُ وشلالاتٌ وبَينما الأَطفالُ فى الجانبِ المظلِمِ يلعبون رأوْا جثَّتى الغَارقةَ ، انتشَلونِى ......،
كانَت يَدُ النَّهرِ على كتِفِى بعَلامَتِهَا ....،
ولمْ أغَادِر الرَّصِيفَ ..........،

..........أصْبَحتُ عَلامةً عَلى النَّهرِ وكلَّما فَاضَ رأيْتُ بقَايا نَباتاتِ الجَنوبِ على وجههِ كأنما الغاباتُ تُومئُ لِى بعَصافيرَ ميِّتةٍ وأسْماكٍ مُتَعفنةٍ ، وكُلُّ شِتاءٍ يحْدثُ أجِدُ بكاءً يمُر فِى المَكانِ بلا هَيئةٍ وأغَانٍ حَزينةً من عِدةِ سنَواتٍ آتيةٍ ،......

........ لسْتُ سِوى خَيالٍ يمرُّ ويرَى العَاشقَ مَع رِيبتهِ يجْلسان كُلَّ ليلةٍ ، يلتَقِطان أَعْشابَ النَّهرِ .. ويُطَارِدانِ عَصَافيرهُ الوهْميةَ ، لسْتُ سِوى صَدىً لكُلِّ من ألْقُوا بأنْفسِهم فى النهْر ولمْ تَرهُمُ شَمسٌ ، ولم يمْنعْهمُ قمرٌ ، ........ وكُنتُ أحَدثُ نفْسى بمِثل ذَلكَ الكَلَامِ عَلَى فرضِ أنْ أُصَاحِبَ المَوتَ فى مَدينَةٍ منتهيةِ الصَّلاحيةِ ،..... وكمْ هُو قاسٍ بُرودةُ الماءِ فى بحْر مُوَيْس والكَبارى ، أشْخَاصٌ ميتون مُمددون بين الضِّفَّتينِ ، لا يعبُرُ فوقَها غيرُ المَوتَى........،

...........سَوفَ أجِدُ لَحظَةً فى غيرِ موْعدٍها عِنْدَما أعبرُ - ربما - أجِدُ غابةً وعَصَافِيرا ،..... عِندَما أعبرُ كعُصْفُورٍ ، سَوفَ أجدُ شجرةً ، فى شَجَرةِ النسْيانِ تلْك سَوفَ أسْتعيدُ مشَاعِرى فى الغابةِ الجَنوبيةِ دونَ أَنْ يأْخذَ جُثتى النَّهرُ للشَّمَالِ ........

*
*
........ ورُبَّمَا يَحْمِلُنِى لِأَقْصَى البِلَادِ أَرَى النِّسْوةَ الشَّبِقَاتِ مَع الحَجَرِ ، فِى بَهْوِ المَعْبَدِ كُنَّ عِرْبِيدَاتٍ وعَلَى بِئْرٍ مِنْ قَاعِ البَحْرِ يَحْلُبُ مَاءَهُ كَانَتْ خِيَامُهُنَّ مُتَّسِخَةً بالمَنِىِّ الحَجَرِىِّ ،......

قُلْتُ رُبَّمَا يَعْرٍفْنَنِى.....لَكِنَّهُنَّ كُنَّ فِى نَشْوَةِ أَجْسَادِهِنَّ المُسْتَبَاحَةِ ، فِى تَدَفُقِ المَنِىِّ ، لمْ يَرَوْنِى ، أَتَى شَعْبٌ مِنَ الزِّنَى ، أتَى أوْلَادُ الزُّنَاةِ ، أَتَى العَذَابُ لِى ، فَكَيْفَ أَفِرُّ مِنْ بَنَاتِ الحَجَرِ وفَتْيَانِهِنَّ العُصَاةِ، كَيْفَ أَفِرُّ مِنْْكَ وأَنْتَ مَنْ يجْعَلُ الحَجَرَ مَلِكاً .........
...........ومِنَ الخِصِىِّ زَوْجاً ........
......... صَارَ أَوْلَادُ الحَجَرِ مُلُوكاً ..........

.......... وفِى شَارِعٍ جَانِبِىٍّ عَضَّنِى ذِئْبٌ ، نَزَفْتُ كُلَّ دَمِى حتى صَار نَهْراً وضَفَادِعَ ، سَارَ دَمِى إلى البِئْرِ ، هُنَاكَ حَوْلَ المَعْبَدِ فِى رَبيعٍ أحمَرٍ نَبَتَتْ عِظَامِى وتَمَخَضَتْ كَيْنُونَتِى عْنْ شَجَرٍ أَحْمَرٍ ، النِّسوَةُ الشَّبِقَاتُ فِى اخْتِلالِ دَوْرَتِهِنَّ مَا عَرَفْنَ دَوْرَةَ الفَلَكِ فِى صُنعِ أَجِنَّةِ الأَرْحَامِ........

........ كَانَ المَلِكُ منْتَصِباً بِعُضْوِهِ يُولِجُ نَهَارَهُ فِى لَيْلِهِنَّ ، عَضَّنِى الذِّئْبُ ومَا قَدِرْتُ علَى بُكَاءٍ ، مَا قَدِرْتُ أَنْ أَشْكُوَ لِمَلِكِ البِلَادِ ،

كَانَ مَشْْغُولاً بالنَّسْغِ يُبَدِّدُ نُطَفَهُ عَلَيْهِنَّ ، كُنْتُ فِى احْتِضَارِى غَيْرَ أَنَّ أَوْلَادِ الزِّنَى أَبْقُونِى حَياًّ فِى القُيُودِ ......

........ يَاليْلُ غُرْبَتِى بَيْنَ الزُّنَاةِ ويَاعَيْنُ غُرْبَتِى مَعَ النِّسْوَةِ الشَّبِقَاتِ ، إِذْ أَنَّ إٍحْدَاهُنَّ قَالَتْ : تَعَالَ . وأَلٔبَسَتْنٍى مَلَابِسَ العَبِيدِ .. بَاعَنِى أَوْلَادُ الزِّنَى ومَا كُنْتُ أَعْرِفُ .. تِلْكَ الخُرَافَةَ ، مَتَى كَانَ لِلْعبْدِ أنْ يفضَحَ مَوْلَاهُ .. مَتَى كَانَ لِلْعبْدِ أَنْ يَقُولَ لَهُنَّ لَا تَقْطَعْنَ سَرَاوِيلَكُنَّ أَمَامَ عَيْنِهِ الحَجَرِيَّةِ .......

......... مَتى تنظُرُ إلَى خِيامِ المعْبدِ تَعْرِفُ أَنَّ أنثَاكَ لَن تَلدَ مِنْ غَيْرِ نُطْفَةٍ مِنَ الحَجَرِ ..... وقَالَت احمِلْ جَرَّتِى ... حَمَلْتُ جَرتَها وسِرْتُ .... عَبْداً فى الطُّرُقَاتِ وَرَاءَهَا وعَبْداً فِى البيْتِ فَوْقَهَا ..... لَمْ تَكُنْ وَحْدَهَا لَمْ تكُنْ نِسَاءُ تِلْكَ المَدِينَةِ إلَّا مَخْزَناً لِنُطْفَةِ الحَجَرِ ........

..... ...ما عَضَّنِى غيْرُ ذئْبِهَا الحَارِسِ وكُلَّمَا نظَرَ فى عَيْنِىَ كُلمَا تَضَاءَلَ كَوْكَبٌ وسَقَطَ نَجْمٌ واحْتَرقَتْ دِلْتَا مِنَ الفَوْضَى ، وحَتَّى الشَّجَرِ الأَحْمَرٍ يَقِئُ دَماً ........
طَابَ لَحْمِى لَها وعِنْدَ المَغِيبِ رَمَتْنِى أَمَامَ المَعْبَدِ وَجْهاً لوَجْهٍ مَعَ الحَجَرِ ......

..........فى المَدِينةِ الزَّانيةِ تَعَلَّمْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ مِزْوَلةً وأَقِيسُ المَسَافةَ بَيْنَ الصَّمْتِ والكَلَامِ ، بَيْنَ المَلِكِ والرَّعِيَّةِ ،. والرَّغْبَةِ الكَامِنَةِ فِى دَمٍ جَديدٍ ،. مَعَهَا كَانَ لِى رَغْبةً أَنْ أزرَعَ أيكاً ، أوْ شَعْباً ، حَقِيقِياً مِنْ جِلْدٍ ولَحْمٍ .. لا مِن حَجَرٍ .... لكنَّنِى فشلتُ .......

*
*
.......... رُؤُوسٌ بِلَا أَجْسَادٍ .. وأَجْسَادٌ بِلَا رُؤُوسٍ .. كَانَ عَمِيقاً عَمِيقاً كَعُمْقِ تَارِيخٍ مُوغِلٍ فِى الغَرَابَةِ مُوغِلٍ فِى القِدَمِ ... هَؤُلَاءِ مَنْ تَعَمَّدُوا بِالمَاءِ والنَّارِ ..

فِى المَاءِ كُنْتُ وفِى النَّارِ احْتَرَقْتُ وعَلَى العُشْبِ لَوْنٌ يَسْقُطُ مِنْ حَبَّاتِ الظَّلَامِ ،.. ويَابِئْرُ يابِئْرُ ، سَأَحْمِلُ لَكَ الضَّوْءَ ، ولَا مَشَقَّةَ بِضْعَ سِوَيْعَاتٍ ،..
يابِئْرُ يابِئْرُ ،..

هَذَا هُوَ السَّيِّدُ ،..
هَذِى هِىَ السَّيِّدَةُ ..،
وكَانَ كَلَاماً كَثِيراً عَنِ الظُّلْمَةِ فِى الأَعْلَى ،.. يَاحَبَّاتِ الظَّلَام لَا ظُلْمَةَ فِى الأََسْفَلِ ..، وهُنَا وجَدْتُ سَعَادَةً تَغْمُرُنِى ، بَعْدَمَا رَمَونِى تَفْرِشُ عَيْنِىَ ،..
مِسَاحَاتُهَا الخَضْرَاءُ ..،
و ،..
........ وَجَدْتُنِى ،..

....... يَشْرَبُ السَّيِّدُ وتُبَارِكَهُ السَّيِّدَةُ ...
فِى الفَيَضَانِ وفِى الجَفَافِ.......
فَلِمَا أَيُّهَا الجَمِيلُ حَوْلَكَ هَؤُلَاءُ ، أَلَمْ تَكُنْ مَعَهُمُ .....
الفَلَّاحُونَ قَبْلَ المُلُوكِ شَرِبُوا وتِلْكَ مياه القاع تأْخُذ شَكْلِى ،.. تأْخُذُ شَكْلَ الفَجِيعَةِ ،..
.......
.......
*
*
لمْ أعُدْ أفكرُ ..،
ولو فٍى الخيال
لا أتخيَّلُ ذاكَ الفراغُ الشاسعُ ،..
من الكذبِ
وكيف
يمكِنُ مِلءَ شارع بمارة على سبيل التسلى ..،
دفعا للرهبة حين تكون وحيداً .......

....... لوَحْدِى وهذَا الطَّريقُ وحْدَهُ
مَعِى الطَّعَامُ والشَّرَابُ وجُبْنٌ قَديمٌ .......
لوحدى وهذى الطيور وحْدَها ،..
بين حُقُولٍ تَعْلُو وتَنْخَفِضُ .....
يَظَلُّ ظِلِّى مَا بيْنَ قَدَمَىَّ ...،
لَا يَطُولُ ولَا يَقْصُرُ ،
فى الطَّرِيقٍ
أَلْفُ صاحب أنكرنى ..،

وماذا يمكن أن أستفيد ....
طعامى أمامى للنمال والطيور أصدقائى .....
تحت شجرة الصفصاف ،..
نام معى الهواء والسحاب
وندف من قطن الحقول تلامس روحى
فأغفو على وسادتها الطرية
كفخذ أنثى ،..

هربت من أسنانه الصفراء ،..
طاردتنى ابتسامته الباهتة ،..
حتى أقاصى الشمال .........
لا أتخيل ذاك الفراغ الشاسع ،..
من الكذب ..........
......
*
*
......... وكنتُ أَنظرُ
لسماء متهاويةٍ فى بئرٍ
كانت النجوم تستريح
وكلما احتفظت بمعالمى
تزداد ظلمةّ
.......... وعلى الرغم من الحدود الفاصلة تلك
تنسابُ روحى إلى حدودٍ أخرى
تتَماهى بين الأشياءِ
وتفرِّق فى محبتها
بين الضوْء والظلامِ
بين نجمٍ وكوكبٍ مترافقينِ
.........
.........
وفى شارعٍ ما
رأيتكِ وفى يدك كانت يدى
منفصلةً عنى
لا يليق انسجامٌ بلا
يدين تمشيان فى اتجاهٍ
غير اتجاهِنا
..........
..........
تسيرُ صوَرنا بلا طيفٍ
على رصيفِ الأزهارِ
لم أجد ما يناسبنى
ومن ينتظر *

لم أكن لأحبكم جَميعا أيتها الأشجار
لم أكنْ فارغ القلبِ
للطيور فقط
........
........
النجومُ قريبة منى
كأن سماءً بيدى
أثبِّتُ نجومَها كوشمٍ
وتلك الصفصافة الباكية تحتلُّ كامل الأفقِ
ككتان الحقول إذ ترفَع لأعلى
زهراتهَا الباسقةَ
وتنتثر كندى الصبح
مثل تناثرِ أوستراكا
بين الشجَيرات
.........
.........
فى الواقع وأنا اقرأ كلماتٍ مبهمةً.،.. وحروفاً مهشمةً.،.. على الأوستراكا.،.. يظل يراودنى المعنى
هناك حِكمٌ تم محوَها .،..
وتعاليمٌ تهشمت عن عمْد.،..
.......
.......
كيْف يتَأتى لى تاريخٌ من حروفٍ مهشمةٍ لهذه التى تعشقنى وتظل تتجول فى المدينة إلى أن تَصيدنى.،..
...........،
..........،
كتبتُ على لوحىَ الطينىِ عبارةً واحدةً
......... صادتنى لبؤة
وافترستْنى.،..
فى الواقع
وأنا أكتب ذلك
مضى العمر دون أن أحققَ شيئا .،..
*
*
......... وكما تعلمين
صليتُ على البابِ
معى ما لا يكفى الكهنة المقربين
ولا يكفى عَشاءَ قِطٍ
ذلك الكائِن العجوز الذى يتوهجُ فى الزاويةِ ..
........
........
طلبْتُ من الشمسِ أمنيةً
ومن القمر آنيةً
وقلتُ عَلِّنى
فى خدمة النص أكون لاهيا
ولم أكنْ
ولم أكن أى شئٍ
..........
...........
وكفاشلٍ غابتْ عنى الحياةُ
وغبْتُ عنها كنصٍ محتضرٍ
كنص يكتبُ نصاً
وفى داخل النص
رأيتنِى المقتولَ فى الزاويةِ
...........
...........
كتبتُ :
ماذا تريدون منى
إذ كيف أحب الخونة
ما كتبته من زمن
أمحوه الآن
اذ لا خونة يمكن أن أحبهم
..........
..........
وكى لا يكون لغزا
هبطتْ على أرضى
مومياؤها المعروفةُ
مومياؤها
فى الشقافات
حلم أثرى
يخْطو ويكتب تاريخىَ المنسىَ
.........
...........
- إننى أناديكَ ويرج صراخىَ أجواءَ السماءِ
ولكنكَ لا تسمعُ صوتى
أنت لم تحب امرأة أخرى سواى*
- نعم لم أحب امرأَة سواكِ
وتلك ذراعاى
..........
*
*
،..
فى الحقيقة وانتَ تقرأ
لا أقصدُ أن أكتبَ شعراً
لا أقصد أىَّ شئ سوى
غابة من البوص
على لوح طينى ،..
،..
فى الكتابة تموت قطط ونحنطها
تماسيح بخناجر مشرعة
فرس نهر على باب المنزل ،..
،..
وفى التداعى إذا ذُكرت الروح
ذُكر الجسد
وإذا ذُكر الجسد
ذُكر القلب
وإذا ذُكر القلب
ذُكرت الخيانة ،..
...............
..............
الآن ،..
لا يشغلنى - أيتها المدينة - سوى
قاع نهرك
أيتها المدينة
فى قاع نهرك ليس حصى
ولا علبا فارغة
ولا لمباتٍ محترقةٍ
ولا أكياس مهملات
بل ،..
روحى بأسماكها المتوحشةِ
راعٍ تأكُل خرافه الذئاب ،..
،..
.......... ثم أننى أركب قاربا للشاطئ الآخر
أحياناً تبدأ رحلتى مع الشمس
فى ظلامها
وفى الضفة الأخرى
أترك روحى فى لقاء عابر ،..
............
.............
*
*
............
............
ثم أننى لا أملك غير حقلٍ من الحنطةِ وأزرعُ البصلَ والكراثَ من أجلكِ .
وعندى دجاجاتٌ وبيضٌ
والثومُ فى كل مكانٍ .
...........
...........
لمْ أكن مقنعاً وعندما استدارت
انهمر الرصاص
لكننى
........ مازلتُ بخيرٍ
والآن مازلت أستخرجُ الرصاصات
ومازال نفسُ الألم
........
أنا بخيرٍ
أجلْ
ومع ذلك سأزرَع الخسَّ من أجلِكِ .
............
...........
ويوما ما سأذهب إليه
فى قصْرِه وسأسَلم خطاباتِى
لحارسه
وعلى البابِ سوف أرقد
منتظرا رده ..........
...........
..........
ولا ضيرَ
عدة أيام أو سنوات
أو العمر كله ...........
*
*
............
............
........... وأمر كل وقت على سياج من النباتات تنظر نحوى ولا تمل عينها الدامعة بهجَة ثم أسىً تلك كانت شعباً من بذرتى شعبا ضاحكا من عظام التربة وأوجاعها الخفية.........
.......... مكتوب على الحجارة بإزميل روحى وعلى خط الأرض شوك فى الأقدام يلتف كطحلب بدائى يتشمم الهواء وينهمر من أعلى شعاعُ شمسٍ ساخطٌ كنْت أنا فى عنفوانى..........
........... أحمل إزميلَ حزنى ومن عظامى تنزل الرسومُ أوزاتٍ وقوارِب وأرض تبحر فى الحجر كشلال آت من بعيد بيدى شمس ذهبية تفكر أحيانا أن تسقط رمالا ذهبية يأكلها الطغاة...........
............. وأود أن أغيب فى الحجرِ كرماد فى المسامِ فلا يُنفذ ماءك يظلُ على البسيطَة روح تستفزها صحراءٌ من الوهم أنا تمثال كبير فى باحة المعبد وعلى وجهى تلقى الطيور رسائلها .........
............. لا أود الخروج إلى البحر ولا أود أن أرى شعبى كعجلة حربية تطحننى فى خراب المدينة نفسى وحدى أسأل الناس كسرة خبز لا أحد يطعمنى حيث لا أحدٌ يمر من ذلك الباب...........
........... سياج من الحلفاء يلف الحجارة كظلام سرمدى يلفنى ويطغى على وجهى عقارب وذباب وثعابين وضفادع يخرج مستنقع من داخلى ويمر كهامشٍ فى الأسفل فى الأسفل كنت أستقبلنى.........
............. وفى خرطوشة ما وجدتنى فى الشكل البيضاوى ملكا فى الفراغِ ملكا على الفراغ وجدتنى الفراغ الابدى حيث أتهاوى فى الفراغ...........
*
*
................شربتُ عطر اللوتسِ كواحد ليس لى أحد وشعرك المبلل بالزيتون والعسل النيلى فى مخيلتى كفحم خشبى تقيأت المر واللبان فى عصير الورد وعلى عجالة تنسكب العطور من يدى وتسحبنى لعتمة شعرك بين مجامر مشتعلة بالسواد ليس كسواد ذلك الأفق بل لشمس تقطر سوادا فى تابوتى الخشبي............

........ ولأن الريحَ العاصية تأبى تجد رائحة المستنقع كما هى وليس هذا شعرك المبلل المنساب بين الأشجار كظل فلتمشى على ظلى الصرخاتُ الفزعة صرخةُ الحقولِ والنهرِ والصرخةُ الأخيرةُ للموت وكما كان فزعك يعبر الأرضَ القاحلة للعدو كان يدرك أن الموت هو الصرخة الأخيرة فى الجبل الموحشِ وفى التابوت الخشبى ضاعت روحى ولم تجدنى.........

........... يظل ألمى فى الظلمة كسكين يخترق جلد الماعز النجس سوف أزيل الراتنج عن رئتى أجعل فمى مفتوحا للغضبِ ومرعبا للموتى وعلى شكلى يكون اليأس والموازين الطافيةُ فى الفضاء كأولِ بشارةٍ على الزوالِ وفى الفوضى لن تجد آنية واحدة ترشد الروح فلتصرخ عظامى ككل المنفيين فى الفوضى ولتسحقى أيتها الآلام رئتى.................
*
*
........ ثم أدركت أن الحب الزائف وحدهم بائعو الأوهام يتقنون صنعه مثل أحذية رخيصة............ ثم أنى ما بين هوتين ..، فاخترتكِ بهذيان زائد ..، أتكئ على عمودك الممتد للقاع ....... أنت زهرتى الوحيدة فى حياتى وأنا نهرك ..، وربما آخر ما تغمضُ عليه عيناى ..، وهناك عبارات سحريةٌ علمتنى كيف تكون المحبة من تويجات سيدة العطر ..، وكمن يرتقُ وهمه ولخمسة أيامٍ فقط..............
.......سأتممُ تفاصيلَ الوجع ..، كإنسان كل همه نقش نفسه فى حوائط المدن العامرة ..، وهو لقرون مدينةٌ منسيةٌ تحت ترابك........
.......
منكِ إليكِ.............
خرجتُ
وعلى فرض أنك محيطى الأزلى فلا بأس أن أظل أرجوحة فى الزمان والمكان
وما بين التويجات والبتلات أغترف حبك حتى فيما وراء الطبيعة
.............
.................
*
*
.................
................
.......... وما يجعلني عاشقا
ذلك التراب ذلك الحجر،..
أنا طين نهرك وأعشابك والطيور،..
وغير أنِّى في لحظة معينة لا أملك سوى احتمالى أجد أحيانا خُطاً واتبعها
................
.................
........... أدور مع القمر وصحنه الممتلئ كلما نظرت ماء نهرك في الفضة الذائبة...........
......... وحيث كانت خطاى تتبعنى..، على خطاى أخطو...............
حائراً ما بين ذهب الشمس ،.. وفضة القمر
................
................
...........وفى الحقيقة تكسرتُ فى البلاد كنص مهشم..........
............
............
.............توقف كاتب النص ولم يكمل أو جاء كاتب أجير ومحا نصك أو تهشم النص بفعل فاعل.............
..................
..............
............. وعندما هشمتُ نصك.................. حفر فى قلبى مجرى كنهر النيل.............. كأنما هشمتُ نفسى............ لأننى فى الواقع أحبك .............وأحب أن لا يذكرك أحد غيرى......... إذ كيف تتركين العالم بدونى.............
..........أحب تمنعك علىّ كل مرة ............لكننى ...........كلما أمسكت حجرا تفتت ........أنا الهواء ....... الذِى يلامس وجهك........... أينما كنتِ ولو مضى بيننا ألف سيف............ما فصلنى عنكِ..،
.............
.............
*
*
ما بين الصمت والصوت والريح وشم
يزيح وشما
كباب

تدهش عندما تنظر
منمنمات الصدى
تنقش الجدران
بذكريات هشة

لابد أن تسمع جيدا صوت الريح
في تدفق صوتها
الذى يحمل أصابعها
كريشة طائر
فيختلج جسدى
ومع ذلك
الحوائط
مبعث البهجة
أنوار النيون على الأسلاك
تصل بين أرواح من أقاموا
ومَن رحلوا

اليد التى بها المفتاح
حجر
مدعوون غطوا وجوههم من جائحة
ما بين الطين والحجر
كنت الشاهد المرقوم

رقوة النيران كانت تعد
فى الشمال
وعندما عدت
وجدت الجنوب في الشمال
والشمال فى الجنوب

الحياة والبؤس
الموت والرجوع
نهر في اتجاهه المعاكس
يصب في صحراء

باب
لا يحسِن الإغلاق على اتجاهات البوصلة
فيخترع تلك الجهات
حتى أننى تهت
فأصبحت بابا سريا
كلما ولجته
تحولت مومياء
أو
هيكلا عظميا

وقفت أتأمل اتجاهاتى
بضلفة واحدة
تشبه العالمَ
الحكايات
تمر من ورائى

أمامى قطة
ولعبة طفل
أمامى شخصان يجلسان
فى الجريدة المرمية
يضحكان

أمنيتى كالنار
ما بين الطين والحجر
........أتأمل الخروج
شمس تشرق لى
ومن أعضائى تتخلل عتبات وتنير دربا
الأن أخرج من تصحرى لخضرتى المعطاءة
*
*
غير أنْ فى أحيان كثيرة أمشى فى الظل معى أشجار صفصاف تسكب ظلها من قلبى إلى أرض بها توت مورق يهمس كيف تترك مسقى المياه يجلس على راحتك دون خرير فى فمك بضع حكايا تنزل بقدميها كعروس تسكن فى بكارة النهر والموج لا موج بل سجادة من الأرض للسماء ينزل قمر من شرفته يغطى التوت والصفصاف أحيانا السحب تومض ومضا خفيفا .

أمشى والدويبات حولى ( تصحبك السلامة يا رفيق ) وأنتِ أيضا معى عشيقة تتحمل محبتى وأتحمل منها بسمة هى الدنيا أخاف أن أفقد خطوتى التالية فأمسك بيديك معا ونعبر المسقى تحوطنا عصافيرك الخضر وسجادة الأعشاب تنطوى مع خط الأفق وجهك مرآة لما سيأتى من زمن يتجول بيننا تقصر المسافات كصفحة فى كتاب .

هل ترين كل مايدب حولنا تمائم ترف بجفنك صورة العالم مثال وجهك حتى الهيولى نبضات تنفسك والندى مقدار ما بين يدينا المتشابكتين من فراغ لا أودعك حتما كما ودعنى رفيقٌ ظَلَّ طوال حياتى ظلا لى إذا قلتُ صار شجرة واذا بكيتُ صار نهرا وإذا أحببتُ توارى فى قلبك كان يحبك كثيرا وما زال على خط الأفق كالمطر ينتظر .

فى بردية ما رأيتك تعجنين الصلصال تصنعين الأوشابتى وأنا المسافر كل هذا الحب لى سأترك لك فى الأوانى الكانوبية بقاياى حين يخضع الحجر لصانعه أكون بلا ظل فى الدنيا أتذكر ملمس الطين فى يديك أعرف أنه أو أننى كنت هنا يوما ما على مسقى المياه أسقى حقولك باتساعها على يقين أن حياتى الآتية ستكون معك أيضا وأن الرفقة واجبة .

حين تأذنين تسقط النجوم من يديك على قلبى أخف من ريشة بميزانك أنا الزارع لنجومك وقمحك مطعم الطيور وساقى الصفصاف والتوت والجميز فى الهجير والرفيق فى الوحدة مؤنس الزوجة قاتل العقرب ومؤوى السباع وستذهب السماء معى يانوت .
*
*
........ ذات الجنون اليمضى معى فى الرواح والمجئ .. اليعانى منى كلما حاصرتنى الهاوية أنّ اتجهتُ .. هنا فى اتجاهاتى الست .. لم أرحل الرحيل المطلق اليرحل منى سواى .. وتركتنى على شفا الهاوية أنظر ..

........... هل هى الحجارة وحدها من يجعل الحياة تمضى .. لماذا لا تكون نهرا تجلب نفسها إلى هنا ،.. المعابد المقامة هى شقاؤنا المتصل وما بين السماء والأرض أقمنا ،.. فى الإقامة حياة أخرى - برغمنا - اليعيش منا مسلاتهم ترتق السماء ،.. وعلى مراكب نيلية نجلب الحجر ..

.......... ربما تكون الهاوية نهرا لاترى عظمته .. كل من فيه لا يخرج أبدا .. اليلقى نفسه لايعود .. وأفترض كما قالوا - لا بد - فى قاع الهاوية حياة أخرى .. الينزل فيها مازال فى الطريق ..

........... تنكَبُّ الشعوب على الحجارة فتلين ..تنسرب الدنيا من أصابعنا ،.. الدنيا ذلك الشقاء الممل والعرق الموخز للظهر كأشواك التين .. ما لا يجب أن تعاود نبش الرمال ، كل حبة رمل كانت فردا من شعب ، الرمال كانت شعبا .. والطين أيضا يصبح حجرا ..

............. يا مياها تغرق الحقول فتتسع فجوة الجوع تندر الأسواق لا بيع ولا شراء .. ومع ذلك احتفظنا بأبنائنا .. يا مياها تفجؤنا فى القرى فنعد رواحلنا للعودة والحصاد وبدء الموسم الجديد ..
*
*
.......... وأنظر تجاهك بعدما فرغتُ من عصْر الكروم وغلْى الشعير وجدت أن العالم منتبه وأن الألهة تنظر أيضا للمستك . تلك الدنان المختومة وتلك الأوانى الماتزال بين يديكِ . شربتِ قطرَةً شربتُ قطرةً . الآن تبْسم الأشياءُ من حولنا والحوانيتُ ومصاطبُ البيوت . الآن يتحرك العالم وتتوالد الأجنة من قطرتين ..

........... سافرَت الدنانُ وبقيتُ وحدى على حجرٍ مع اليعاسيب أغسلُ ملابسى الكتانيةَ وأنظُر انهمارَ قطرةٍ ثالثةٍ بعدما وصلت الدنان لآخر حدود الدنيا . ما يجِف على حائطِ الجرن وما يُترك فى حوضِ الغسيلِ وما يعْلق فى شبكات الصيادين أيضا يحتاج تلك اللمسة ..

.............. لك وجه السعادة اللامتناهية . لك يد الخير الدائم . لك النهار والليل والفصول . وكلما أدمنتُ النظر إلى وجهك لا أحتاج معبدا ولا آلهة يكفى نقاء العالم وانفلاته من يديك . وبسرور وجدتك فى ثوبى الكتَّانى بعدما فُتحت الدنانُ تستقبلين القطرة الثالثة ..

........... أيتها القطراتُ يكفى كل عامٍ قطرة تنزلق حوافها منكِ وإلا غرق العالم فى دنانى عندئذٍ لن أجدنى ولن تشرق شمسى وستظل الدنان كما هى ...........
*
*
............. ومع ذلك انتِ سكرُ العالمِ ويحق لى أن أحتضنك دون سائر الناس وعلى مرأى الطيور وحيوانات المراعى كفحل طلوق والذى أرغب فيه أن لا يقبلك أحد غيرى ومهما كان أنا لك وأنت لى .......... يا نهر يا نهر يا بحر يا بحر أخبؤها منك .. أم .. لو .. وهكذا تعترضنى تمتمات إذ كيف تكون لغتى بصوت لذا كانت لغتى الرموز والرسوم .. وأعشق ردائى اليسترها وأعشق الحجارة ........... كل من فتت أحجارى خائن ومزق بردياتى خائن وحدودى اليستبيحها خائن .. وضعت كوبرا فى المستنقعات والصحراء وأبا الهول لا يعبر غير من عرف لغزى .. ويا نهر ويا بحر .. أحبها .
*
*
وكما تهرب الأيائل
تهرب الأبقار من مرابطها
والثيران من أجرانها
والبحر
تلك الرياح السائلة كموج
تدلف من بابى
تخرج من شبابيك روحى
ومصفاة يدى
والسمك النيلى من أصابع شجر
غاص فى الماء

وكما تهرب الأيائل
تستلقى الرخويات فى كفك
والطحلب
وككائن وحيد يحبك
تخرُج من قلبى الزهرَة الزرقاءُ
هذا البحر نون
هنا
وأشرتُ إِلى قلبى

وكما تَهرب الأيائِلُ إليكِ
تَهرب إلىَّ
معكِ الأبقَارُ
ومعى الثيران
وكلما التقينَا نزداد بهجة

الهاربون من جحيم العالم
بظلى
أشارت :
وعندما تسير الظلال إلى الظل
أكون ساجدا بين قدميك .
*
يدى الغائصة فى الرمل
وفى العمق
كماء يغلى
تتحرك الظلال
وتسير الأشجار
وبياضُ الطير
يُكْتسب من زرقة البحر
عينى غواصة فى المسام
وفى نخاع العظام
الأفعوانات تنكسر
وألوان البهجة فى العشب
وكما
بحثتِ عنى
إلى أن وجدتِنى تحت قدميك
وجدتنى
بلا يدين بلا لسان
تركتُ يداى على حجر
ولسانى على حجر
كل حجر
له يد
كل حجر
له لسان.
*
*
...........وأحمل جرتى
جرتى التى بها العطر حتى أغسل قدميك صباح مساء ........ وأمسك شعرك شعرة شعرة أمشطه بمشطى الأبنوسى ....... وفى جرتى الحكايات لا تنتهى ...... قالت مرة لست تحملنى بل أنا التى تحملك ..... وأخصك بى ..... هل رأيت يديك كلما غاصت بى كيف كل شعرة تطول كيف كل شعرة تنام فى الحرير .... ما الحرير وهى تغلفه ...... من ملمس الرأس وحتى الكعبين ........ أنت جرة وأنا جرة ولها الأمر والنهى ....... يا جرتى تحملينى بفرح زائد وكيف لا وهى الربة فى المنزل ...... وعلى ضفة النهر لم يكن عطرنا فقط بل عطرها كما فى الدنان كما فى الجرار كما فى مشنة الحقل وقت الغداء ........ تحملنى وأحملك وأمسك الحرير اللامع .... شعرها إلى المقعدة ....... تفرح الدبابيس الذهبية ومشط عاج على المفرق ....... وكلما تحممَتْ كلما كان لى جرة لا تفارقنى ........

صلاح عبد العزيز - مصر
نص ديوان
زهرتى وأنا نهرها
الزقازيق يوليو 2020



هوامش :
*
( بحر مُوَيْس ) ترعة متفرعة من نهر النيل تتوازى مع بحر ( أبو الأخضر ) وهو تصغير اسم نبى الله موسى حيث حمله النهر للشمال .
*
من عادة النسوة العاقرات أو اللاتى ينجبن بنات أن تملأ جرة من ماء النهر وتذهب إلى معبد بوبسطة حيث تمثال رمسيس الثانى أبو المائة ولد يستحممن ثم يهشمن الجرة تحت قدميه كطقس شعبى لجلب البركة لأرحامهن .
*
يوجد فى منطقة تل بسطة بجوار مدينة الزقازيق البئر الذى شربت منه السيدة العذراء والسيد المسيح فى رحلة هروبهما .
*
الأوستراكا : شقافات من الفخار الرخيص كانت تستخدم فى الكتابة المدرسية فى مصر القديمة .
*
سخمت : الإلاهة المقاتلة عند المصريين القدماء على شكل لبؤة وهى أحد وجوه باست .
*
رواية ليس على رصيف الأزهار من ينتظر .
*
من كلمات إيزيس
أنت لم تحب امرأة سواى
*
زهرة اللوتس البيضاء "سشن"، و الزرقاء "سربد" أو "سربتى"، والوردية "نخب" أو"نحب".
"جاء في ثامون الأشمونيين ، وهو أحد نظريات نشأة الكون الخمسة الرئيسية في مصر القديمة ، أن زهرة اللوتس أول ما خرج من “نون” وهي المياه الأزلية الموجودة منذ بداية الخلق .
*
نوت : تسمى أم حورس"حيث أن أمه إيزيس كانت قد حملته وهي في بطن أمها نوت حيث أخصبها أوزيريس. ويُذكر في مخطوطة تسمى "كتاب نوت " أن نوت هي والدة رع (الشمس) وزوجها أوزوريس وهي ضمن ما يسمى تاسوع هليوبوليس المتعلقين بعملية خلق الدنيا وكانت عبادتهم فى هليوبوليس (عين شمس) حاليا.
*
عملية قشط بعض الرموز ومحوها زاد في العصر الانتقالى الأول حتى أن بعض الرموز التي كانت مكتوبة على توابيت الموتى كانت تمحى أيضا.
*
بعد وفاة الملكة حتشبسوت بذل تحتمس الثالث وابنه أمنحتب الثانى جهودًا كبيرة لإزالة اسم حتشبسوت من السجلات الرسمية، وهدم تماثيلها .
*
يبدأ موسم فيضان عندما يظهر سيريوس ، أسطع النجوم ( الشعرى اليمانية ) ، بداية العام المصرى الجديد .
*
( هاكت ) هو اسم شراب الشعير الجعة فى مصر القديمة والنبيذ ( يورب) وهو العصير المخمر من العنب الطازج .

**********////**********

تعليقات

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...