قبل أيام سألني أحد معارفي ، وهو يعقب على إحدى يوميات " الست كورونا" ، إن كنت أعرف أحدا ممن أصيبوا بالكورونا ؛ قريبا أو جارا أو في حارتي أو العمارة التي أقضي فيها بعض الوقت.
سبب توجيهه السؤال هو أنني لا أنفي شيوع الجائحة ، في حين يرى هو أنها مفتعلة لتمرير أجندة معينة أو حلول ما أو... إلخ.
ولما كنت لا أعرف أحدا أصيب بها ، فقد كانت إجابتي تعتمد على أدلة ظاهرة منها مثلا أن الأوروبيين المولعين بكرة القدم حد العبادة ، مع أن دينهم " سكر خفيف " ، ما كانوا ليجروا المباريات دون جماهير ، ومنها أن اللجنة التي تقدم تقريرها لرئيس وزراء السلطة الفلسطينية تتكون من ١٧ طبيبا تقريبا ، ولا يعقل أن يكون هؤلاء بلا ضمير أخلاقي أو أن يكونوا مرضى نفسانيين همهم خراب بيت شعب كامل من خلال تعطيل أعماله وتخريب حياته و .. و .. .
أمس وأنا في سيارة العمومي جلست إلى جانبي طالبة توجيهي هي ابنة جاري وامرأة ثانية ترتدي الملابس الشرعية وعلى فمها وأنفها كمامة ، وكان السائق يضع الكمامة على ذقنه لا على فمه وأنفه.
ولأن الحديث ذو شجون ، فقد عرفت من ابنة جاري أنها نجحت في امتحان التوجيهي وأنها ستدرس الرياضة في جامعة النجاح الوطنية ، مع أن معدلها ٨٩ ويمكنها من دراسة الأدب أو التجارة.
المرأة المحجبة التي أصغت إلى الحديث الجاري ، وكانت صعدت بعد أن سارت بنا الحافلة مسافة كيلومتر ، تدخلت في الحديث وقالت للسائق الذي يعتقد بأن الكورونا مفتعلة ، مع أنه فضل أن يصلي الفجر في البيت لا في المسجد خوفا ، قالت له إنها كانت مصابة بالكورونا وأنها أنفقت مدة ١٨ يوما في الحجر الصحي في فندق القصر ، ثم أنفقت ، حاجرة نفسها ، مدة ١٤ يوما في البيت .
بطريقة لا إرادية وضع السائق الكمامة على فمه وأنفه ، وحين همت طالبة التوجيهي بالهبوط من الحافلة ، عقب:
- لقد أرعبت الشابة ، فنزلت من السيارة.
المرأة تحدثت بشجاعة وقالت إنها لا تخفي قصة إصابتها وإنها لا تتردد في روايتها ، وأضافت إن الكورونا ليست مخيفة أو مرعبة والمصاب بها يحتاج إلى وعي وإرادة لمقاومتها.
هل وضعت شخصيا الكمامة التي في حقيبتي ولا أستخدمها إلا عندما أدخل إلى الجامعة أو إلى البنك؟
إلى أصدقائي وأقاربي ومعارفي أقول:
- لا تقتربوا مني فقد تكون العدوى انتقلت إلي وقد أكون مصابا بالكورونا .
الوحدة عبادة ولا يأتي من الآخرين إلا وجع الرأس ، وكلما اتصل بي معارفي لحل مشكلة يمرون بها وقعت في مشكلة معهم . ألم يقل ( سارتر ) إن الآخرين هم الجحيم؟!
صباح الخير
خربشات
٢٠ تموز ٢٠٢٠
سبب توجيهه السؤال هو أنني لا أنفي شيوع الجائحة ، في حين يرى هو أنها مفتعلة لتمرير أجندة معينة أو حلول ما أو... إلخ.
ولما كنت لا أعرف أحدا أصيب بها ، فقد كانت إجابتي تعتمد على أدلة ظاهرة منها مثلا أن الأوروبيين المولعين بكرة القدم حد العبادة ، مع أن دينهم " سكر خفيف " ، ما كانوا ليجروا المباريات دون جماهير ، ومنها أن اللجنة التي تقدم تقريرها لرئيس وزراء السلطة الفلسطينية تتكون من ١٧ طبيبا تقريبا ، ولا يعقل أن يكون هؤلاء بلا ضمير أخلاقي أو أن يكونوا مرضى نفسانيين همهم خراب بيت شعب كامل من خلال تعطيل أعماله وتخريب حياته و .. و .. .
أمس وأنا في سيارة العمومي جلست إلى جانبي طالبة توجيهي هي ابنة جاري وامرأة ثانية ترتدي الملابس الشرعية وعلى فمها وأنفها كمامة ، وكان السائق يضع الكمامة على ذقنه لا على فمه وأنفه.
ولأن الحديث ذو شجون ، فقد عرفت من ابنة جاري أنها نجحت في امتحان التوجيهي وأنها ستدرس الرياضة في جامعة النجاح الوطنية ، مع أن معدلها ٨٩ ويمكنها من دراسة الأدب أو التجارة.
المرأة المحجبة التي أصغت إلى الحديث الجاري ، وكانت صعدت بعد أن سارت بنا الحافلة مسافة كيلومتر ، تدخلت في الحديث وقالت للسائق الذي يعتقد بأن الكورونا مفتعلة ، مع أنه فضل أن يصلي الفجر في البيت لا في المسجد خوفا ، قالت له إنها كانت مصابة بالكورونا وأنها أنفقت مدة ١٨ يوما في الحجر الصحي في فندق القصر ، ثم أنفقت ، حاجرة نفسها ، مدة ١٤ يوما في البيت .
بطريقة لا إرادية وضع السائق الكمامة على فمه وأنفه ، وحين همت طالبة التوجيهي بالهبوط من الحافلة ، عقب:
- لقد أرعبت الشابة ، فنزلت من السيارة.
المرأة تحدثت بشجاعة وقالت إنها لا تخفي قصة إصابتها وإنها لا تتردد في روايتها ، وأضافت إن الكورونا ليست مخيفة أو مرعبة والمصاب بها يحتاج إلى وعي وإرادة لمقاومتها.
هل وضعت شخصيا الكمامة التي في حقيبتي ولا أستخدمها إلا عندما أدخل إلى الجامعة أو إلى البنك؟
إلى أصدقائي وأقاربي ومعارفي أقول:
- لا تقتربوا مني فقد تكون العدوى انتقلت إلي وقد أكون مصابا بالكورونا .
الوحدة عبادة ولا يأتي من الآخرين إلا وجع الرأس ، وكلما اتصل بي معارفي لحل مشكلة يمرون بها وقعت في مشكلة معهم . ألم يقل ( سارتر ) إن الآخرين هم الجحيم؟!
صباح الخير
خربشات
٢٠ تموز ٢٠٢٠