دقات أقدام الجند تتحول لإيقاع مارش جنائزي عند شوبان..يقلده جوستاف موللر وربما ساخراً منه.
الدقات التي تعبر الشوارع حاملة نعش الحتف. وحين يمر يرى الجميع يفعلونها، كغسق الآلهة لفاغنر، إذ تتقاتل كل الكائنات..
هؤلاء كلهم جثث مستقبليون، الذين يزحمون الشوارع والأسواق والأبراج الملساء التي تعكس أشعة الشمس في عيونهم.
"لا تستسلم"
يومض فعل أمر هزيل، متردد، قاتم، فيرفع جسده ببطء، لا تستسلم..لكنه لا يستطيع نزع سماعتي الأذن، فتتدفق الجنائزيات متتابعة، ويرى إثرها فيلماً قديماً شاحب الألوان، أبطاله عبروا المشهد الراهن بثبات وصمت.
تحت أقدامه كان النهر يتدفق بخرير ناعم..فترقص أشباح النهر مغتبطة بالإنبعاث.
عراة..ليس لهم ألوان ولا ملامح...محتجزون في العدم..كجملة إنشائية..
"ولذلك ينتحر الفنانون"
إنهم لا يتحملون أن يكونوا جملاً إنشائية..
ينتقل من جنائزية شوبان لجنائزية بتهوفن لغيره.. وهو عالق في لذة التقزم..لأنها هنا وفي هذه اللحظة بالتحديد هو موقعها داخل ذاته، ومجراها في كينونته.
تضحك بفم واسع وأسنان متسخة..وتقول: "كحكّة في الجلد؟"
يضع ذراعه خلف رقبتها ويجذبها إليه ويضحك.."نعم كحكة في الجلد"..
ويدرك أنه لا مكان لهما في هذا المحيط...
"لا يُعترف بك كآدمي هنا..آدمي يملك جهازاً عصبياً مثلهم"
تسأل:
- حتى لو شنقتَ نفسك؟
- حتى لو شنقتُ نفسي..
تمضغ فمها وتبصق...
...
هذه رفاهية، أن تمتلك جهازاً عصبياً كاملاً وأنت في أفريقيا...يجب أن تظل محتبساً داخل كبسولة الحرمان من أن تفيض..
رأى ساقه وقد إنكسرت من منتصفها بطلق ناري فجلس متألماً بصمت، وكانت هي تصرخ.
حاولت جره من داخل عمق زخات الرصاص..مختبئة خلف جسده حتى زاوية انعطف فيها زقاق تحفه جدران أسمنية مزهرة بثقوب الرصاص.
كان يتنفس بصعوبة. أقحمت شفتيها في شفتيه وضغطت على صدره..
...
عبرتهما نسمة موسيقية خفيفة، فالتفتا عند آخر الزقاق، كانت مدرعات منظمة الصحة العالمية تنقل صناديق الذخيرة. فنظر إليها ونظرت إليه..ثم ارتج رأسه بثلاث رصاصات متتابعة. أغمضت هي عينيها وأنتظرت..
...
النهر يجري تحت أقدامه..، كانت الأكاذيب فوق الجسر تدق بأقدامها ذلك الإيقاع الشوباني..وتحت الجسر أشباح الماء الراقصة..
كان كل شيء يبدو أكذوبة سمجة...أكذوبة لا تستحق عناء اكتشاف أنها مجرد جملة إنشائية..
الدقات التي تعبر الشوارع حاملة نعش الحتف. وحين يمر يرى الجميع يفعلونها، كغسق الآلهة لفاغنر، إذ تتقاتل كل الكائنات..
هؤلاء كلهم جثث مستقبليون، الذين يزحمون الشوارع والأسواق والأبراج الملساء التي تعكس أشعة الشمس في عيونهم.
"لا تستسلم"
يومض فعل أمر هزيل، متردد، قاتم، فيرفع جسده ببطء، لا تستسلم..لكنه لا يستطيع نزع سماعتي الأذن، فتتدفق الجنائزيات متتابعة، ويرى إثرها فيلماً قديماً شاحب الألوان، أبطاله عبروا المشهد الراهن بثبات وصمت.
تحت أقدامه كان النهر يتدفق بخرير ناعم..فترقص أشباح النهر مغتبطة بالإنبعاث.
عراة..ليس لهم ألوان ولا ملامح...محتجزون في العدم..كجملة إنشائية..
"ولذلك ينتحر الفنانون"
إنهم لا يتحملون أن يكونوا جملاً إنشائية..
ينتقل من جنائزية شوبان لجنائزية بتهوفن لغيره.. وهو عالق في لذة التقزم..لأنها هنا وفي هذه اللحظة بالتحديد هو موقعها داخل ذاته، ومجراها في كينونته.
تضحك بفم واسع وأسنان متسخة..وتقول: "كحكّة في الجلد؟"
يضع ذراعه خلف رقبتها ويجذبها إليه ويضحك.."نعم كحكة في الجلد"..
ويدرك أنه لا مكان لهما في هذا المحيط...
"لا يُعترف بك كآدمي هنا..آدمي يملك جهازاً عصبياً مثلهم"
تسأل:
- حتى لو شنقتَ نفسك؟
- حتى لو شنقتُ نفسي..
تمضغ فمها وتبصق...
...
هذه رفاهية، أن تمتلك جهازاً عصبياً كاملاً وأنت في أفريقيا...يجب أن تظل محتبساً داخل كبسولة الحرمان من أن تفيض..
رأى ساقه وقد إنكسرت من منتصفها بطلق ناري فجلس متألماً بصمت، وكانت هي تصرخ.
حاولت جره من داخل عمق زخات الرصاص..مختبئة خلف جسده حتى زاوية انعطف فيها زقاق تحفه جدران أسمنية مزهرة بثقوب الرصاص.
كان يتنفس بصعوبة. أقحمت شفتيها في شفتيه وضغطت على صدره..
...
عبرتهما نسمة موسيقية خفيفة، فالتفتا عند آخر الزقاق، كانت مدرعات منظمة الصحة العالمية تنقل صناديق الذخيرة. فنظر إليها ونظرت إليه..ثم ارتج رأسه بثلاث رصاصات متتابعة. أغمضت هي عينيها وأنتظرت..
...
النهر يجري تحت أقدامه..، كانت الأكاذيب فوق الجسر تدق بأقدامها ذلك الإيقاع الشوباني..وتحت الجسر أشباح الماء الراقصة..
كان كل شيء يبدو أكذوبة سمجة...أكذوبة لا تستحق عناء اكتشاف أنها مجرد جملة إنشائية..