د. عادل الأسطة - الست كورونا : المسجد الأقصى أجئت تزوره أم (٣٣)

مضى يوم الجمعة ٢٤ تموز دون أن يصلي الفلسطينيون بعشرات الآلاف ، كما هي العادة في مثل هذا الوقت ، في الأقصى ، وفي هذا العام لن يحج المسلمون من خارج أراضي المملكة العربية السعودية ، ولا أعرف إن كان الرئيس الأميركي سيؤدي فريضة الحج هذا العام أم أنه سيسري عليه ما سيسري على المسلمين من خارج أراضي السعودية!
عام الكورونا عام بلا حج ، وعام بلا صلاة أكثر أهل فلسطين في الأقصى - كما لو أنها صلاة في التاسع من حزيران ١٩٦٧ - ، وأسواق البلدة القديمة من القدس ستبدو خاوية ، ومن المؤكد أن التجار هناك سيصابون بالكآبة ، فكيف إذا اجتمعت الكورونا - والإصابات في القدس في ارتفاع - والاحتلال وموجة حر لم تشهدها فلسطين من أعوام طويلة ، كما يقال.
أمس غطى خبران على أخبار الست كورونا ؛ اعتقال ٢٠ من نشطاء الحراك ، ووفاة شاب فتحاوي من بلاطة برصاص قوات الأمن الوطني الفلسطيني .
عيد ثان بطعم الكورونا ، وهذا يعني أن علينا أن نلتزم بأوامر الست فيروز " خليك بالبيت".
وإن كان لكل حدث أو موضوع أو شخص أو حقيقة وجهان ، فإننا سنربح من وراء البقاء في البيوت النظافة - أي أن ننظف بيوتنا حتى نرد على ( فرانز كافكا ) وما ورد في قصته " أبناء آوى وعرب " . هل كان ( كافكا ) صهيونيا بسبب ما ذهب إليه في هذه القصة؟
عدم النظافة والقذارة تجري في دم العربي ، يقول أبناء آوى ، ولهذا فالعداء بينهم وبين العرب عداء في الدم.
هل ما سبق يعبر عن عنصرية؟
لينظروا إلى بيوتنا في الداخل وليروا نظافتها ونظافة نسائنا ، وفي فترة انتشار الكورونا الأولى تحدث أميركيون عن النظافة التي يدعو إليها الدين الإسلامي.
ثمة صحفي أميركي تساءل عن سر نظافة بيوتنا من الداخل وسبب عدم نظافة الفضاء الخارجي . لعله ( روبرت فيسك)!
في ثلاثينيات القرن العشرين زار أمير سعودي نابلس وواصل طريقه إلى القدس ، فخاطبه الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود قائلا:
المسجد الأقصى أجئت تزوره
أم جئت من قبل الضياع تودعه ؟
وربما خاف الأمير من انتشار وباء الكورونا ، لا من العصابات الصهيونية وما تهدف إليه ، فبكر في زيارته ! ربما!
صباح الخير
خربشات
٢٦ تموز ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى