أول أمس كنت أسير ، ببطء شديد ، بالقرب من المقبرة الغربية في نابلس . أتأبط مشترياتي وحقيبتي وأتأمل الأشجار التي تخفي أجزاء من البيوت وبعض المارين على الرصيف وتظلل قبور الموتى في هذا الصيف القائظ.
فجأة التفت إلى رجل يتحدث بالهاتف ولفت نظري إلى رجل ملقى على قارعة الطريق.
ما الذي ألم بالرجل ؟ هل كان مصابا بالكورونا أم أنه مواطن لندني مصاب بالطاعون في العام ١٦٦٢؟
هل اختلط الأمر علي ؟ هل كنت أمشي في شارع من شوارع نابلس أم كنت أقرأ في كتاب ( دانيال ديفو ) " يوميات سنة الطاعون " ، وفيه كان الناس يموتون في الشوارع ويمر قربهم بعض المواطنين ولا يلتفتون إليهم؟
كان الرجل الواقف يتصل بالهاتف ، وخفت من أن يكون الرجل الملقى على قارعة الطريق مصابا بالكورونا ، فلم أقترب خوفا من أن " أتكورن " أنا المصاب بالسكري والبالغ من العمر ٦٦ عاما وشهرا وستة عشر يوما.
واصلت طريقي فالرجل الذي لفت انتباهي كان يتصل بالهاتف ولعله يطلب له سيارة الإسعاف.
غاب المنظر عن ذهني ، ثم تذكرته أمس وأنا أسير في الشارع نفسه.
في البيت فكرت في المشهد وتذكرت قصيدة الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود " الحمال الميت " التي كتبها عن عامل في مدينة حيفا كان ملقى على قارعة الطريق ولم يلتفت إليه أحد ، لأنه عامل.
" والناس ، مذ كانوا ، ذوو قسوة
وليس للبائس فيهم نصيب "
ولكن ماذا لو كان في الأمر حيلة ؟
في بداية انتشار الكورونا عمم شريط فيديو يري شابا محتالا يتظاهر ببيع الكمامات . يوقف الشاب " جيبا " فيه اثنان ويعرض عليهما الكمامات ، ويشتريان كمامتين تحتويان على مادة مخدرة ، وهكذا يسلب المحتال الرجلين أجهزتهما وبعض ما يملكان ، و " خيرا تعمل شرا تلقى " يقول المثل.
هل كنت على صواب وأنا أواصل سيري ؟ أم كنت بلا قلب وبلا ضمير ولا أمتلك الشجاعة وليس لدي أي استعداد للتضحية من أجل الآخرين؟
أحد الخروفين اللذين بقي لهما من الحياة سبع ساعات فقط " يكح " وكان " كح " نهارا مرات عديدة ، وأنا خائف من أن يكون " مكورنا".
الأجواء الآن لطيفة وثمة نسائم هواء عليلة تنعش القلب والروح ، ويفترض أن يكون العيد بدأ منذ نصف ساعة.
كل عام والجميع بخير .
عيد أضحى مبارك وإن شاء الله بلا كورونا ، وللخروف الذي " يكح " السلامة ، علما بأنه " من لم يمت بالكورونا ، مات بغيرها ، وتعددت الأسباب والموت واحد " وسكين الجزار تنتظر . هل تتذكرون قصيدة الشاعر ابراهيم طوقان الرمزية " الحبشي الذبيح":
" برقت له مسنونة تتلهب
أمضى من القدر المتاح وأغلب "؟
صباح الخير
خربشات
٣١ تموز ٢٠٢٠
فجأة التفت إلى رجل يتحدث بالهاتف ولفت نظري إلى رجل ملقى على قارعة الطريق.
ما الذي ألم بالرجل ؟ هل كان مصابا بالكورونا أم أنه مواطن لندني مصاب بالطاعون في العام ١٦٦٢؟
هل اختلط الأمر علي ؟ هل كنت أمشي في شارع من شوارع نابلس أم كنت أقرأ في كتاب ( دانيال ديفو ) " يوميات سنة الطاعون " ، وفيه كان الناس يموتون في الشوارع ويمر قربهم بعض المواطنين ولا يلتفتون إليهم؟
كان الرجل الواقف يتصل بالهاتف ، وخفت من أن يكون الرجل الملقى على قارعة الطريق مصابا بالكورونا ، فلم أقترب خوفا من أن " أتكورن " أنا المصاب بالسكري والبالغ من العمر ٦٦ عاما وشهرا وستة عشر يوما.
واصلت طريقي فالرجل الذي لفت انتباهي كان يتصل بالهاتف ولعله يطلب له سيارة الإسعاف.
غاب المنظر عن ذهني ، ثم تذكرته أمس وأنا أسير في الشارع نفسه.
في البيت فكرت في المشهد وتذكرت قصيدة الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود " الحمال الميت " التي كتبها عن عامل في مدينة حيفا كان ملقى على قارعة الطريق ولم يلتفت إليه أحد ، لأنه عامل.
" والناس ، مذ كانوا ، ذوو قسوة
وليس للبائس فيهم نصيب "
ولكن ماذا لو كان في الأمر حيلة ؟
في بداية انتشار الكورونا عمم شريط فيديو يري شابا محتالا يتظاهر ببيع الكمامات . يوقف الشاب " جيبا " فيه اثنان ويعرض عليهما الكمامات ، ويشتريان كمامتين تحتويان على مادة مخدرة ، وهكذا يسلب المحتال الرجلين أجهزتهما وبعض ما يملكان ، و " خيرا تعمل شرا تلقى " يقول المثل.
هل كنت على صواب وأنا أواصل سيري ؟ أم كنت بلا قلب وبلا ضمير ولا أمتلك الشجاعة وليس لدي أي استعداد للتضحية من أجل الآخرين؟
أحد الخروفين اللذين بقي لهما من الحياة سبع ساعات فقط " يكح " وكان " كح " نهارا مرات عديدة ، وأنا خائف من أن يكون " مكورنا".
الأجواء الآن لطيفة وثمة نسائم هواء عليلة تنعش القلب والروح ، ويفترض أن يكون العيد بدأ منذ نصف ساعة.
كل عام والجميع بخير .
عيد أضحى مبارك وإن شاء الله بلا كورونا ، وللخروف الذي " يكح " السلامة ، علما بأنه " من لم يمت بالكورونا ، مات بغيرها ، وتعددت الأسباب والموت واحد " وسكين الجزار تنتظر . هل تتذكرون قصيدة الشاعر ابراهيم طوقان الرمزية " الحبشي الذبيح":
" برقت له مسنونة تتلهب
أمضى من القدر المتاح وأغلب "؟
صباح الخير
خربشات
٣١ تموز ٢٠٢٠