استيقظت هذا الصباح كفارسٍ متعب،منتشياً بانتصارات أمس،التي نامت قريرة بين ضلوعي،ونهضت مع أول ضوء مرحّبة بلقاء النهار،وكأنما تتعجّل بزوغه،لتنشر بهجتها تحت أعطاف الصباح المحتفي بولادته،محمولاً على أمواج سكينته الوادعة.
غريبٌ أن يغيض نهر الرّغبات،وتخفت شهوة الحياة،ويخبو بريق الإحتدام،ويخلو الميدان،إلا من فارس زاهدٍ في المجد،يخبّ وحيداً،متلفّتاً حوله كغزال شارد،مديراً عينيه في كل اتجاه،كأنما يبحث عن درب للنجاة!
يتوقف الفارس فجأة،يشتدّ وهج الشمس،يحمل خطاه إلى أقرب مقهى،يسرّح عينيه في الشاطيء قبالته ويفتح صدره لنسائم البحر.
بيني وبينك تلك الخواطر الصامتة،وحنين يمد أصابعه نحو خطوط التماس،وتلك الرغبة المضمرة التي تزهر في الحدائق الخلفية لبيوت مهجورة،وذلك النسيان الذي هزمه عناد الذاكرة،وتطاولها خلف كمائن الزمن،وتلك النافذة المفتوحة على كل الاحتمالات المضمرة،وتلك النوايا المختبئة خلف صخور الحذر،وأفراخ العش التي تعودين إليها محملةبصوائد اليوم.
بيني وبينك حوائط وهم عالية،بوابات مقفلة،وتلك الممرات المعشوشبة التي لم تطأها قدم،بعد أن حرّمها مرسوم القدر.
بيني وبينك أشهر حرم،وشموع ترفض أن تحترق في لقاءٍ سرّي.
بيني وبينك صكّ اعتراف ومسافة محرمة وفارس يرفض الدخول على الأميرة منتهزاً غفلة الحرس.
ما بيني وبينك أكثر نبلاً من كل ما يدعيه العالم من طهر،وأكثر نقاءّ من رغباته المكبوتة،وأجمل من كل ما يخفيه تحت زخارف القول.
اليوم عيد الأضحى،وسأقدّم لك قرباني في صمت وخشوع،وأعود بسيف مغمد ولكن في جراب الكبرياء،لأظفر من عينيك بتلك النظرة،التي تنصبني فارساً في عيني نفسي،عاري الصدر من الأوسمة والنياشين،سوى وسام الإخلاص الذي لن يزال يلمع متألقاً وكانه قبس من نور عينيك المولّهتين.
نزار حسين راشد
غريبٌ أن يغيض نهر الرّغبات،وتخفت شهوة الحياة،ويخبو بريق الإحتدام،ويخلو الميدان،إلا من فارس زاهدٍ في المجد،يخبّ وحيداً،متلفّتاً حوله كغزال شارد،مديراً عينيه في كل اتجاه،كأنما يبحث عن درب للنجاة!
يتوقف الفارس فجأة،يشتدّ وهج الشمس،يحمل خطاه إلى أقرب مقهى،يسرّح عينيه في الشاطيء قبالته ويفتح صدره لنسائم البحر.
بيني وبينك تلك الخواطر الصامتة،وحنين يمد أصابعه نحو خطوط التماس،وتلك الرغبة المضمرة التي تزهر في الحدائق الخلفية لبيوت مهجورة،وذلك النسيان الذي هزمه عناد الذاكرة،وتطاولها خلف كمائن الزمن،وتلك النافذة المفتوحة على كل الاحتمالات المضمرة،وتلك النوايا المختبئة خلف صخور الحذر،وأفراخ العش التي تعودين إليها محملةبصوائد اليوم.
بيني وبينك حوائط وهم عالية،بوابات مقفلة،وتلك الممرات المعشوشبة التي لم تطأها قدم،بعد أن حرّمها مرسوم القدر.
بيني وبينك أشهر حرم،وشموع ترفض أن تحترق في لقاءٍ سرّي.
بيني وبينك صكّ اعتراف ومسافة محرمة وفارس يرفض الدخول على الأميرة منتهزاً غفلة الحرس.
ما بيني وبينك أكثر نبلاً من كل ما يدعيه العالم من طهر،وأكثر نقاءّ من رغباته المكبوتة،وأجمل من كل ما يخفيه تحت زخارف القول.
اليوم عيد الأضحى،وسأقدّم لك قرباني في صمت وخشوع،وأعود بسيف مغمد ولكن في جراب الكبرياء،لأظفر من عينيك بتلك النظرة،التي تنصبني فارساً في عيني نفسي،عاري الصدر من الأوسمة والنياشين،سوى وسام الإخلاص الذي لن يزال يلمع متألقاً وكانه قبس من نور عينيك المولّهتين.
نزار حسين راشد