( إلى جورج فلويد)
القهوةُ السوداءُ التي يشربُهَا أحفادُ الكونِ في اليمنْ
يزرعُهَا أجدادُكَ في أدغالِ الكونغو
الماضي أحزانٌ وشجنْ
تاريخُ اللآلئِ البُنِّيَّةِ المطحونةْ
البنياتُ التي تصنعُهَا البداياتُ الأولى
في عهدِ النهاياتِ المجنونةْ
الطبولُ تقرعُ التام تام للرقصِ البدائيّْ
بلقيسُ هذا عرسُهَا مَعَ القبائلِ الضائعةِ في ضبابِ البحيراتْ
بلقيسُ هذا موتُهَا الأبديّْ
تنهارُ جبالُ نجرانَ على قدمينِ أفريقيتينْ
قطعَهَا الغربُ للوحوشِ الشقرِ ليكونَ التمدنْ
إنَّهُ تراثُكَ الأسودُ كما لمْ يفهمْهُ كريستوفرُ كولومبوسُ للقارتينْ
فهلْ تفهمُكَ المعاني البيضاءْ
دلالاتُ القوةِ والبأسِ في الأصلِ دلالاتُكْ
هل تدركُكَ القوانينُ في أرجاءِ جهنَّمَكَ السوداءْ
أنتَ يا مَنْ صنعتَ الغربَ برائحةِ جلدِكْ
في فنجانِ القهوةِ اليمنيِّةِ صورتُكَ الخالدةْ
أنتَ يا مَنْ زرعتَ أمريكا بعرقِ جهدِكْ
معجزاتُ اللهِ اجترحْتَهَا مِنَ القطنِ ومِنْ موسيقى الجازْ
رَقَصَ العالمُ في حظائرِ المجدِ مَعَ الخيولْ
ومِنْ مكانٍ حاقدٍ على الزمانِ تفجَّرَ بُرَازُ رأسِ المالِ مَعَ الغازْ
عزلوكَ في عرينِ العزلةِ ليكونَ مكانُكَ في الذاكرةْ
سوادُكَ هُوَ الذاكرةُ بلونِهَا الأبيضْ
نسيانُكَ هُوَ المغامرةْ
ستكونُ سيدًا للسقوطْ
أشجارُ النخيلِ في أطلنطا تعجزُ الرياحُ عَنِ اقتلاعِهَا
سيكونونَ عبيدًا للنهوضْ
حكايتُكَ حكايةُ الأعاصيرِ القادرةِ على اقتلاعِ الإنسانِ مِنْ جذورِهْ
أنتَ شيءٌ آخرُ غيرُ الإنسانْ
لهذا كانتِ الذئابُ تعوي وهي تمزقُ القمرَ مِنْ خصورِهْ
سنشربُ اللآلئَ البُنِّيَّةَ المغليَّةَ بالدموعْ
التراجيديا اسمُهَا اليمنْ
أنتَ أحدُ أبطالِهَا الذينَ على قبورِهِمْ يطفئونَ الشموعْ
* * *
في نيفادا كلُّ الغبارِ ذاكَ بسببِ عدوِكْ
كنتَ ثُلَّةً مِنَ الفرسانْ
كلُّ الغبارِ ذاكَ بسببِ بحثِكْ
أصلُكَ الدِّماءُ التي أُهْرِقَتْ في سوريَّا
لأنَّ ذلكَ كانَ مِنَ اللازمِ أنْ يكونْ
فتجتاحُ حضارةُ النقودِ ما سيكونُ سرِّيَّا
أنتَ السِّرُّ الذي أفشوهُ بالضغطِ على عُنُقِهْ
ليفجِّروا تناقضاتِ الحياةِ والموتِ كقنابلَ اجتماعيةْ
أنتَ الحقيقةُ التي عرفوها بتجاهُلِ كَذِبِ "بينوكيو" كيلا يُعْرَفَ كَذِبُهُ مِنْ صِدْقِهْ
الأطفالُ يحبونَكَ كما يحبونَ الحمائمَ الدمويةْ
لأنَّ دمَكَ أسودْ
أزرقٌ لونُ دمِكَ الأسودِ في البحارِ الأبديةْ
النساءُ يحببنَكَ كما يحببنَ الوحوشَ الهازمتَهُنَّ في الفراشْ
لأنَّ جنسَكَ أسودْ
أخضرٌ لونُ جنسِكَ الأسودِ في صحارى النظامْ
كنْ دمي الأبيضْ
أنتَ جُرْمُ دمي الأسودْ
كنْ دمي المُشَرمطْ
كنْ بولي الأحمرْ
أنتَ ظُلْمُ دمي الأصفرْ
كنْ بولي المُمَرمطْ
سأبحرُ قاربًا في دمِكَ الأمريكيّْ
وألقي بزنجيتِكَ في أعماقِ البحارْ
هكذا أريحُكَ مِنَ السؤالِ الوجوديّْ
أهْوَنَ عليَّ أنْ أقتلَ تاريخَكَ بالرصاصْ
الملائكةُ لا تاريخَ لهمْ
أنتَ أخوكَ الشيطانْ
أنتَ الكأسُ المحطمةُ في بارَ الوجودْ
الزمنُ القديمُ الذي لا يتقدمْ
الساعةُ العاشرةُ افتراضًا دومًا العاشرةُ افتراضًا على عمودْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في الصباحِ الباكرْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في البيتِ الأبيضْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في القرارِ الغادرْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في الاحتياطيِّ الفيدراليّْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في اليومِ الذي تَدُقُّ فيه ساعتُكْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في اللحظةِ التي تموتُ فيها وأنا لا أسمعُكَ وأنتَ تنادي عليّْ
* * *
لا أملَ يجمعُنَا غيرَ يأسِ الغاضبينْ
يأسُكَ أَمَلِي
لا يأسَ يجمعُنَا غيرَ أملِ المجانينْ
لا سِلْمَ يفرقُنَا غيرَ استسلامِ المنهزمينْ
استسلامُكَ سِلْمِي
لا استسلامَ يفرقُنَا غيرَ سِلْمِ المخدوعينْ
لا حُلْمَ يوحدُنَا غيرَ كابوسِ الصاحينْ
كابوسُكَ حُلْمِي
لا كابوسَ يوحدُنَا غيرَ حُلْمِ النائمينْ
على طاولةِ قمارِ العالمِ أراهِنُ بلونِكَ
فأكسبُ مليارًا
ولأكسبَ مليارينِ أراهِنُ بهويتِكْ
على فراشِ كرخانةِ العالمِ أُدْخِلُ عليكَ الرئيسْ
فأشعرُ بالَّلذةِ السوداءِ أعلى لَذَّةْ
ولأشعرَ بالَّلذةِ الحمقاءِ أوطى لّذَّةً أُدْخِلُ عليكَ مِنَ السي آي إيهَ أفحلَ عميلْ
على جسدِ وزارةِ دفاعِ العالمِ أضعُ جسدَكَ
فأشعرُ بجسدي يغطسُ في الزئبقْ
ولأشعرَ بجسدي يسيلُ كَمَنْيِ الكيمياءِ أُذيبُ استيهامَكْ
ظِلُّكَ هُوَ أمريكا لمَّا تنهضُ مِنَ النومِ في مِشْلَحِهَا الحريريّْ
فيسملُ بجمالِهِ عينيِ العالمْ
ويخترقُ بنورِهِ بنوكَ دمِ مهووسي الحروبِ في البنطلونِ الشرقِ الأوسطِيّْ
كلُّ الظلالِ ظلُّكَ الطوباويُّ في الليلِ الميتافيزيقيِّ في النهارْ
ظلالُ النساءِ زنجياتِ الوقتْ
ظلالُ الرجالِ زنجيِّي البحارْ
سأحبُّ ظلَّكَ لأنهُ أمريكيّْ
في نيويوركَ كلبٌ مصابٌ بالكورونا ينبحْ
وسأحبُّ ظلَّكَ لأنهُ أفريقيّْ
في بريتوريا ماسٌ محفورٌ فيهِ القمرُ يجرحْ
ظلُّكَ سرابُ الخداعْ
سأخدعُ بظلِّكَ السرابْ
فتكونُ البراعةُ في اليراعْ
ظلُّكَ هزيمةُ الانتصارْ
سأنتصرُ بظلِّكَ على الهزيمةْ
فتكونُ المملكةُ في الأقمارْ
ظلُّكَ جينزُ الطبيعةْ
سأرتدي بظلِّكَ الكونْ
فيكونُ الشكلُ في القَوَامْ
* * *
البِجَعُ السوداءُ في بحيراتِ الموتِ حياتُكْ
ترقصُ البِجَعُ السوداءُ على موسيقى الرابْ
في هيوستنَ خلعتِ البِجَعُ السوداءُ أثوابَ البالِيِهِ حزنًا عليكْ
لهذا البِجَعُ في العالمِ اليومَ كلونِ الليلِ بيضاءْ
ترقصُ على موسيقى تشايكوفسكي
لذكراكَ أيها العملاقُ اللطيفُ كما كانَ يدعوكَ السُّذَّجُ الطيبونَ مِنَ الناسْ
في الحيِّزِ الأحمقِ ليسَ الكلُّ لطيفًا
كأثمارِ الخوخِ في الصيفْ
في المدى الأخرقِ ليسَ الكلُّ عملاقًا
أنتَ الأبُ لابنةٍ صغيرةٍ وابنةٍ كبيرةْ
حاصَرَتْكَ سِنُو لونِكَ بينَ زمنينْ
لتكونَ الأزمانُ كثيرةْ
مِنْ أزمانِكَ الفطبولُ الأمريكيّْ
وكرةُ السَّلَّةِ ووجهُكَ المنسحقُ على الأرضِ قبلةً للقتلْ
في المكانِ العنصريّْ
لتكونَ الأماكنُ بمعيارِ جسدِكَ الملقى
كانَ عليهمْ أن يتكلموا بلغةٍ لا تفهمُهَا غيرُ أجسادِهُمْ
لتكونَ النشوةُ اغتصابَ المنتهى
انقضَّتِ النيازكُ على الحياةِ كما كنتَ تريدُهَا جديدةْ
فأشعَلَتْكَ بالفضةِ والفضاءْ
ليستضيءَ المسدسُ بأحقادِهِ الدفينةْ
أنا عنصريٌّ لأني العنصرُ الحيّْ
وأنتَ يا جورجُ النارُ الهشيمْ
الهدفُ الشيطانيّْ
يكفي أن تكونَ أبًا طيبًا
وبالصدفةِ أنْ يكونَ شكلُكَ كجذوعِ شجرِ السنديانِ في مينيابولسْ
أبعدُ مِنْ أنْ تكونَ حيوانًا أبيضًا
تركَكَ زوسُ على عتبتِهِ تنامْ
ونَسِيَكَ هناكَ ألفَ ليلةْ
فكَرِهْتَ النهارْ
لهذا كانَ لونُكَ أسودْ
وكانَ زوسُ يحبُّ كلَّ الألوانْ
ما عدا اللونِ الأسودْ
تلكَ القوةُ التي جثمتْ عليكَ تسعَ دقائقَ حتى خنقتْكَ وأنتَ تصرخْ
كانتْ كُرْهَ ربِّ الأربابِ للونِ الظلامْ
ولمْ يكنْ ذلك سوى فوبيا الخطأْ
كانَ لا بدَّ مِنَ الخطأِ أنْ يكونَ ليكونَ ما تريدْ
التأثيرُ في العالمْ
أيُّهَا العملاقُ اللطيف!
* * *
لمْ تكنْ أوَّلَ الشياطينِ المحبوبينَ الذينَ قتلوهُمْ لأنَّ ذلك يسعدُهُمْ
لكنَّكَ أوَّلُ شيطانٍ مقدسٌ نزلتْ أمريكا والعالمُ والكواكبُ إلى الشوارعِ لتمارسَ عبادتَهَا لكْ
أنتَ يا شيطانَ العدالةِ لا ترأفْ بِهِمْ
سنكونُ أتباعَكَ المخلصينَ في كلِّ مكانْ
الحرائقُ عوالمُ نارِنَا
والسرقاتُ استردادُ السرقاتِ في كلِّ زمانْ
كنتَ المناسبةَ وكنَّا الاستعدادْ
كنَّا انتظارَ قتلِكْ
وكنَّا ظمأَ الانتقامْ
الكورونا في نيويوركَ وفي شيكاغو وفي لوسَ أنجلسَ وفي واشنطنَ وفي ميامي وفي مينيابولسَ فرَّقتْ بينَ أسودَ وأبيضَ في الضرَّاءْ
بينَ شقيٍّ وثريٍّ بينَ مُعدمٍ وعدميّْ
النظامُ يحرِّضُ حتى الوباءْ
أفقدَكَ الكورونا مصدرَ رزقِكَ لتفقدَ بوصلةَ عمرِكْ
كانَ لا بدَّ مِنْ فضحِ العلاقةِ بينَ الجائحةِ والإمبرياليةْ
بورقةٍ ذاتَ عشرينَ دولارًا فرشوها على قبرِكْ
قاومْ أيها الضعيفْ
أيها الغريبُ قاومْ
قاومْ أيها الحبيبْ!
لكنكَ لمْ تقاومْ
صرختَ "ماما"
أيها الحالمْ!
وتركتَنَا حائرينْ
فكيفَ نفسِّرُ الأشياءَ لنقاومَ ما لم تقدرْ عليهْ
في أمريكا بلدِكَ العدوُّ هُوَ تطبيقُ القوانينْ
التينُ الأمريكيُّ هُوَ التينُ في كلِّ مكانٍ على الأرضْ
تحتَ أشكالِ العنفِ تنتحرُ السحاقياتُ في مِصْرْ
تكسرُ الأسنانُ الصخرَ في جبالِ الشرقْ
تقضمُ الأسنانُ في الغربِ التفاحْ
وبأظافرِ النساءِ المطليةِ بقوسِ قزحِ كلِّ الألوانِ الخرساءْ
تمزقُ الحريرَ الرياحْ
ستكونُ تحطيمَ التكريسِ للتماثيلْ
وإسقاطَ المتربعينَ على قممِ العنصريةِ بالعنصريةِ واللاساميةِ باللاساميةْ
سبارتاكوسُ كانَ سيدَ الملاعينْ
ستكونُ تطبيقَ ما لا يعبثُ بإنسانيتِنَا في السجونِ وفي العقولْ
بأقدامِنَا سنجثمُ على صدورِهِمْ
فنخنُقُهُمْ بأمانينا الذابلةِ في الحقولْ
ستكونُ حريةَ المغضوبِ عليهِمْ بالحريةْ
استعبادَ كلِّ الذينَ يستعبدونَ زنجيتَنَا بيضًا وسودًا
عندئذٍ سيشربُ البشرُ على حسابي قهوتَنَا اليمنيَّةْ
القهوةُ السوداءُ التي يشربُهَا أحفادُ الكونِ في اليمنْ
يزرعُهَا أجدادُكَ في أدغالِ الكونغو
الماضي أحزانٌ وشجنْ
تاريخُ اللآلئِ البُنِّيَّةِ المطحونةْ
البنياتُ التي تصنعُهَا البداياتُ الأولى
في عهدِ النهاياتِ المجنونةْ
الطبولُ تقرعُ التام تام للرقصِ البدائيّْ
بلقيسُ هذا عرسُهَا مَعَ القبائلِ الضائعةِ في ضبابِ البحيراتْ
بلقيسُ هذا موتُهَا الأبديّْ
تنهارُ جبالُ نجرانَ على قدمينِ أفريقيتينْ
قطعَهَا الغربُ للوحوشِ الشقرِ ليكونَ التمدنْ
إنَّهُ تراثُكَ الأسودُ كما لمْ يفهمْهُ كريستوفرُ كولومبوسُ للقارتينْ
فهلْ تفهمُكَ المعاني البيضاءْ
دلالاتُ القوةِ والبأسِ في الأصلِ دلالاتُكْ
هل تدركُكَ القوانينُ في أرجاءِ جهنَّمَكَ السوداءْ
أنتَ يا مَنْ صنعتَ الغربَ برائحةِ جلدِكْ
في فنجانِ القهوةِ اليمنيِّةِ صورتُكَ الخالدةْ
أنتَ يا مَنْ زرعتَ أمريكا بعرقِ جهدِكْ
معجزاتُ اللهِ اجترحْتَهَا مِنَ القطنِ ومِنْ موسيقى الجازْ
رَقَصَ العالمُ في حظائرِ المجدِ مَعَ الخيولْ
ومِنْ مكانٍ حاقدٍ على الزمانِ تفجَّرَ بُرَازُ رأسِ المالِ مَعَ الغازْ
عزلوكَ في عرينِ العزلةِ ليكونَ مكانُكَ في الذاكرةْ
سوادُكَ هُوَ الذاكرةُ بلونِهَا الأبيضْ
نسيانُكَ هُوَ المغامرةْ
ستكونُ سيدًا للسقوطْ
أشجارُ النخيلِ في أطلنطا تعجزُ الرياحُ عَنِ اقتلاعِهَا
سيكونونَ عبيدًا للنهوضْ
حكايتُكَ حكايةُ الأعاصيرِ القادرةِ على اقتلاعِ الإنسانِ مِنْ جذورِهْ
أنتَ شيءٌ آخرُ غيرُ الإنسانْ
لهذا كانتِ الذئابُ تعوي وهي تمزقُ القمرَ مِنْ خصورِهْ
سنشربُ اللآلئَ البُنِّيَّةَ المغليَّةَ بالدموعْ
التراجيديا اسمُهَا اليمنْ
أنتَ أحدُ أبطالِهَا الذينَ على قبورِهِمْ يطفئونَ الشموعْ
* * *
في نيفادا كلُّ الغبارِ ذاكَ بسببِ عدوِكْ
كنتَ ثُلَّةً مِنَ الفرسانْ
كلُّ الغبارِ ذاكَ بسببِ بحثِكْ
أصلُكَ الدِّماءُ التي أُهْرِقَتْ في سوريَّا
لأنَّ ذلكَ كانَ مِنَ اللازمِ أنْ يكونْ
فتجتاحُ حضارةُ النقودِ ما سيكونُ سرِّيَّا
أنتَ السِّرُّ الذي أفشوهُ بالضغطِ على عُنُقِهْ
ليفجِّروا تناقضاتِ الحياةِ والموتِ كقنابلَ اجتماعيةْ
أنتَ الحقيقةُ التي عرفوها بتجاهُلِ كَذِبِ "بينوكيو" كيلا يُعْرَفَ كَذِبُهُ مِنْ صِدْقِهْ
الأطفالُ يحبونَكَ كما يحبونَ الحمائمَ الدمويةْ
لأنَّ دمَكَ أسودْ
أزرقٌ لونُ دمِكَ الأسودِ في البحارِ الأبديةْ
النساءُ يحببنَكَ كما يحببنَ الوحوشَ الهازمتَهُنَّ في الفراشْ
لأنَّ جنسَكَ أسودْ
أخضرٌ لونُ جنسِكَ الأسودِ في صحارى النظامْ
كنْ دمي الأبيضْ
أنتَ جُرْمُ دمي الأسودْ
كنْ دمي المُشَرمطْ
كنْ بولي الأحمرْ
أنتَ ظُلْمُ دمي الأصفرْ
كنْ بولي المُمَرمطْ
سأبحرُ قاربًا في دمِكَ الأمريكيّْ
وألقي بزنجيتِكَ في أعماقِ البحارْ
هكذا أريحُكَ مِنَ السؤالِ الوجوديّْ
أهْوَنَ عليَّ أنْ أقتلَ تاريخَكَ بالرصاصْ
الملائكةُ لا تاريخَ لهمْ
أنتَ أخوكَ الشيطانْ
أنتَ الكأسُ المحطمةُ في بارَ الوجودْ
الزمنُ القديمُ الذي لا يتقدمْ
الساعةُ العاشرةُ افتراضًا دومًا العاشرةُ افتراضًا على عمودْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في الصباحِ الباكرْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في البيتِ الأبيضْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في القرارِ الغادرْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في الاحتياطيِّ الفيدراليّْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في اليومِ الذي تَدُقُّ فيه ساعتُكْ
دومًا العاشرةُ افتراضًا حتى في اللحظةِ التي تموتُ فيها وأنا لا أسمعُكَ وأنتَ تنادي عليّْ
* * *
لا أملَ يجمعُنَا غيرَ يأسِ الغاضبينْ
يأسُكَ أَمَلِي
لا يأسَ يجمعُنَا غيرَ أملِ المجانينْ
لا سِلْمَ يفرقُنَا غيرَ استسلامِ المنهزمينْ
استسلامُكَ سِلْمِي
لا استسلامَ يفرقُنَا غيرَ سِلْمِ المخدوعينْ
لا حُلْمَ يوحدُنَا غيرَ كابوسِ الصاحينْ
كابوسُكَ حُلْمِي
لا كابوسَ يوحدُنَا غيرَ حُلْمِ النائمينْ
على طاولةِ قمارِ العالمِ أراهِنُ بلونِكَ
فأكسبُ مليارًا
ولأكسبَ مليارينِ أراهِنُ بهويتِكْ
على فراشِ كرخانةِ العالمِ أُدْخِلُ عليكَ الرئيسْ
فأشعرُ بالَّلذةِ السوداءِ أعلى لَذَّةْ
ولأشعرَ بالَّلذةِ الحمقاءِ أوطى لّذَّةً أُدْخِلُ عليكَ مِنَ السي آي إيهَ أفحلَ عميلْ
على جسدِ وزارةِ دفاعِ العالمِ أضعُ جسدَكَ
فأشعرُ بجسدي يغطسُ في الزئبقْ
ولأشعرَ بجسدي يسيلُ كَمَنْيِ الكيمياءِ أُذيبُ استيهامَكْ
ظِلُّكَ هُوَ أمريكا لمَّا تنهضُ مِنَ النومِ في مِشْلَحِهَا الحريريّْ
فيسملُ بجمالِهِ عينيِ العالمْ
ويخترقُ بنورِهِ بنوكَ دمِ مهووسي الحروبِ في البنطلونِ الشرقِ الأوسطِيّْ
كلُّ الظلالِ ظلُّكَ الطوباويُّ في الليلِ الميتافيزيقيِّ في النهارْ
ظلالُ النساءِ زنجياتِ الوقتْ
ظلالُ الرجالِ زنجيِّي البحارْ
سأحبُّ ظلَّكَ لأنهُ أمريكيّْ
في نيويوركَ كلبٌ مصابٌ بالكورونا ينبحْ
وسأحبُّ ظلَّكَ لأنهُ أفريقيّْ
في بريتوريا ماسٌ محفورٌ فيهِ القمرُ يجرحْ
ظلُّكَ سرابُ الخداعْ
سأخدعُ بظلِّكَ السرابْ
فتكونُ البراعةُ في اليراعْ
ظلُّكَ هزيمةُ الانتصارْ
سأنتصرُ بظلِّكَ على الهزيمةْ
فتكونُ المملكةُ في الأقمارْ
ظلُّكَ جينزُ الطبيعةْ
سأرتدي بظلِّكَ الكونْ
فيكونُ الشكلُ في القَوَامْ
* * *
البِجَعُ السوداءُ في بحيراتِ الموتِ حياتُكْ
ترقصُ البِجَعُ السوداءُ على موسيقى الرابْ
في هيوستنَ خلعتِ البِجَعُ السوداءُ أثوابَ البالِيِهِ حزنًا عليكْ
لهذا البِجَعُ في العالمِ اليومَ كلونِ الليلِ بيضاءْ
ترقصُ على موسيقى تشايكوفسكي
لذكراكَ أيها العملاقُ اللطيفُ كما كانَ يدعوكَ السُّذَّجُ الطيبونَ مِنَ الناسْ
في الحيِّزِ الأحمقِ ليسَ الكلُّ لطيفًا
كأثمارِ الخوخِ في الصيفْ
في المدى الأخرقِ ليسَ الكلُّ عملاقًا
أنتَ الأبُ لابنةٍ صغيرةٍ وابنةٍ كبيرةْ
حاصَرَتْكَ سِنُو لونِكَ بينَ زمنينْ
لتكونَ الأزمانُ كثيرةْ
مِنْ أزمانِكَ الفطبولُ الأمريكيّْ
وكرةُ السَّلَّةِ ووجهُكَ المنسحقُ على الأرضِ قبلةً للقتلْ
في المكانِ العنصريّْ
لتكونَ الأماكنُ بمعيارِ جسدِكَ الملقى
كانَ عليهمْ أن يتكلموا بلغةٍ لا تفهمُهَا غيرُ أجسادِهُمْ
لتكونَ النشوةُ اغتصابَ المنتهى
انقضَّتِ النيازكُ على الحياةِ كما كنتَ تريدُهَا جديدةْ
فأشعَلَتْكَ بالفضةِ والفضاءْ
ليستضيءَ المسدسُ بأحقادِهِ الدفينةْ
أنا عنصريٌّ لأني العنصرُ الحيّْ
وأنتَ يا جورجُ النارُ الهشيمْ
الهدفُ الشيطانيّْ
يكفي أن تكونَ أبًا طيبًا
وبالصدفةِ أنْ يكونَ شكلُكَ كجذوعِ شجرِ السنديانِ في مينيابولسْ
أبعدُ مِنْ أنْ تكونَ حيوانًا أبيضًا
تركَكَ زوسُ على عتبتِهِ تنامْ
ونَسِيَكَ هناكَ ألفَ ليلةْ
فكَرِهْتَ النهارْ
لهذا كانَ لونُكَ أسودْ
وكانَ زوسُ يحبُّ كلَّ الألوانْ
ما عدا اللونِ الأسودْ
تلكَ القوةُ التي جثمتْ عليكَ تسعَ دقائقَ حتى خنقتْكَ وأنتَ تصرخْ
كانتْ كُرْهَ ربِّ الأربابِ للونِ الظلامْ
ولمْ يكنْ ذلك سوى فوبيا الخطأْ
كانَ لا بدَّ مِنَ الخطأِ أنْ يكونَ ليكونَ ما تريدْ
التأثيرُ في العالمْ
أيُّهَا العملاقُ اللطيف!
* * *
لمْ تكنْ أوَّلَ الشياطينِ المحبوبينَ الذينَ قتلوهُمْ لأنَّ ذلك يسعدُهُمْ
لكنَّكَ أوَّلُ شيطانٍ مقدسٌ نزلتْ أمريكا والعالمُ والكواكبُ إلى الشوارعِ لتمارسَ عبادتَهَا لكْ
أنتَ يا شيطانَ العدالةِ لا ترأفْ بِهِمْ
سنكونُ أتباعَكَ المخلصينَ في كلِّ مكانْ
الحرائقُ عوالمُ نارِنَا
والسرقاتُ استردادُ السرقاتِ في كلِّ زمانْ
كنتَ المناسبةَ وكنَّا الاستعدادْ
كنَّا انتظارَ قتلِكْ
وكنَّا ظمأَ الانتقامْ
الكورونا في نيويوركَ وفي شيكاغو وفي لوسَ أنجلسَ وفي واشنطنَ وفي ميامي وفي مينيابولسَ فرَّقتْ بينَ أسودَ وأبيضَ في الضرَّاءْ
بينَ شقيٍّ وثريٍّ بينَ مُعدمٍ وعدميّْ
النظامُ يحرِّضُ حتى الوباءْ
أفقدَكَ الكورونا مصدرَ رزقِكَ لتفقدَ بوصلةَ عمرِكْ
كانَ لا بدَّ مِنْ فضحِ العلاقةِ بينَ الجائحةِ والإمبرياليةْ
بورقةٍ ذاتَ عشرينَ دولارًا فرشوها على قبرِكْ
قاومْ أيها الضعيفْ
أيها الغريبُ قاومْ
قاومْ أيها الحبيبْ!
لكنكَ لمْ تقاومْ
صرختَ "ماما"
أيها الحالمْ!
وتركتَنَا حائرينْ
فكيفَ نفسِّرُ الأشياءَ لنقاومَ ما لم تقدرْ عليهْ
في أمريكا بلدِكَ العدوُّ هُوَ تطبيقُ القوانينْ
التينُ الأمريكيُّ هُوَ التينُ في كلِّ مكانٍ على الأرضْ
تحتَ أشكالِ العنفِ تنتحرُ السحاقياتُ في مِصْرْ
تكسرُ الأسنانُ الصخرَ في جبالِ الشرقْ
تقضمُ الأسنانُ في الغربِ التفاحْ
وبأظافرِ النساءِ المطليةِ بقوسِ قزحِ كلِّ الألوانِ الخرساءْ
تمزقُ الحريرَ الرياحْ
ستكونُ تحطيمَ التكريسِ للتماثيلْ
وإسقاطَ المتربعينَ على قممِ العنصريةِ بالعنصريةِ واللاساميةِ باللاساميةْ
سبارتاكوسُ كانَ سيدَ الملاعينْ
ستكونُ تطبيقَ ما لا يعبثُ بإنسانيتِنَا في السجونِ وفي العقولْ
بأقدامِنَا سنجثمُ على صدورِهِمْ
فنخنُقُهُمْ بأمانينا الذابلةِ في الحقولْ
ستكونُ حريةَ المغضوبِ عليهِمْ بالحريةْ
استعبادَ كلِّ الذينَ يستعبدونَ زنجيتَنَا بيضًا وسودًا
عندئذٍ سيشربُ البشرُ على حسابي قهوتَنَا اليمنيَّةْ