محمد عبدالعزيز أحمد ( محمد ود عزوز) - هل رأيتِ " قوس قزح"؟

هل رأيتِ " قوس قزح "
منذ ان عرفناه وهو اعوج الظهر ، اي مطرقه طرقته ليصبح هكذا
اخبرني احدهم ذات حُلم ، ورؤيا ، وغباء ما
انه كان مستقيماً
مشت عليه مدينة جريحة ، كمدينتنا هذهِ
مدينة مُثقلة بالموت ، و الرصاص ، بالجثث الطازجة ، بهياكل عظمية لأحلام كانت هشة اكثر مما يجب
ما علاقة قوس قزح بالرسائل السرية التي نكتبها للاصدقاء ، للاحباب
للكؤوس الليلية ، حين تسقطنا الذكريات
في ازقة الغائبين
او حين تمزقنا الاحلام المُضحكة الى شظايا من الرغبات المستحيلة
والخيبات
هي رسائل تُكتب بالانصال للتفاصيل المٌربكة حولنا
و لمن يعنينا امرهم
الوقت يُجيد تهيئة التوافق حتى منتصف هذا الغباء والتناقض .
دائماً هناك صِلا ما
تجمع فتات الاشياء حولنا
انظري الى المدارس التي تحولت لمعسكرات للجيش ، ولتذاكر الموت
انظري للهواء الذي نمت فيه اشواك ، ارهقت الرئات ، وادمت الرغبات بالبرود والخمول مُربَك الاعضاء
المساء الذي اصبح يرمز للاختباء ، اكثر من فتنة تترصد ريش الرسامين
هكذا نشروا الخراب
جمعوا بين الزهرة والفوهة
ثم سكبو البارود على كل شيء ، حتى اصبحنا نتناوله مع السكر ، حين يباغتنا المزاج بالبن تعيس المذاق والسواد المفضوح
سعيد اننا التقينا على هذه الاوراق البيضاء ، لطالما كان لوني المُفضل ، لانه حيادي ، انه مرن بما يكفي ليتقبل جنون الالوان حوله
ولكن اشعر بأن القلم لا يزال يُقاتل للبلوغ ، فهو لا يزال يافع الرغبات
لهذا لم يستطع ان يغزل جملة مُغازلة واحدة
الوطن يجعلنا صغار دائماً ، الخراب ينشر الغباء على كل شيء ، حتى ان القصائد
تكون خجولة ، اصبعها في فمها ، تمصه كطفلة ، تجهد حلمات امها دون حليب يُذكر
عالقون في فضاء رمادي ، نتسول العتمة طاولة من الضوء ، نتسول الحنجرة احرف غير مسمومة ، وابجدية قادرة على طحو ذاكرة الشارع
كما تشتهي خطواتنا الثمِلة
لنمضي نحونا / نحو فراغنا
نحو مدن لها جميل الاسوار ، و لها ارصفة دافئة ، باشجار كثيفة بما يكفي لمُضاجعة عجلة
او اقلها لقُبلة عابرة للوقت والمخاوف
عالقون في فجوة ضيقة ، مؤخرة وجودية فادهة الضيق ، والنتانة ، نُحاول في هذه العتمة ، والتيه ، والضياع
ان نجد بحر مُتسع القلب ، يحتمل مزاجية سفننا المهترئة ، حين تستفذ اسماكه
بالضجيج
نُحاول
ان نخلق لانفسنا اجنحة من الماء فربما تحولنا لمطر ، حين يسحقنا الجفاف الى صحاري
و مدن غارقة
نُحاول ان نكشط المكياج المزور لهويتنا ، حين دُهنا بالعروبة الجريحة ، فضاعت السحنة السوداء والعرق الرطب للشموس الافريقية
والغناء في الاحراش ، والغابات ، والقردة ذات المؤخرات الحمراء ، واشجار التين
والطلح وما يوفره من بطاقة مرور للرغبات الدافئة
نُحاول ان نكون انفسنا ، رغم أنف المدافع
والبارود العالق في حنجرات اطفال ، ينشدون النشيد الوطني ، بكامل الاحلام المرعوبة
من الميتات المُحتملة

# عزوز



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...