عبدالوهاب محمد يوسف ( عبدالوهاب لاتينوس) - لا بأس...!

لا بأس أن تتورط في حب أمرأة
تكبركَ بعقدين مِن الزمن ،
تصيِّركَ في النهار عبداً لها
وفي آخر الليل؛ تمتص رحيق جسدكَ
لا بأس أن تتورط في حب الحياة ، كذلك ؛
تحلب ثدييها في أول النهار ،
تحتسي السعادة في لحظةٍ
ويحتسيكَ الحزن في لحظاتٍ أخرى
لا بأس أن تخرج في منتصف الليل
تذرع الأرصفة بلا سبب واضح
وبلا طريق أيضاً
لا بأس أن تعود خطوات إلى الوراء
لتكون مدنياً متحضراً
تأكل البشر مع بهار الكيماوي
أو تقفز خطوة نحو الأمام
لتكون بدائياً
تعتاش على وهب الطبيعة
كما لا بأس أن تكون ملحداً
تجدف الخالق ،
وتبصق في كأس السماء
أو أن تكون مؤمناً
تداهن الخالق بسذاجة
مِن أجل حياة أخرى ، لا أحد يثق في وجودها
لكن حذار مِن أن تقع في فخِ الضوء
فتظل خانعاً أبداً ،
تحت سطوته ،
تحت ظلاله التي تتمدد مع الوقت
دون تروٍّ أو إنقطاع
حذار مِن جنون الكتابة
فهو جنون لا يفضي إلى شيء
غير تيه في صحراء الخراب
حذار مِن نبيذ الشِّعر
فهو مغشوش لا يهب ثمالةِ الموتى
ولا يجلب جسد المعنى عارياً
في وضح النهار
في الشِّعر وحده ،
يجلس الله والشيطان على مأدبة واحدة
يحدقان ، في غرابة ، ببعضهما
في الشِّعر وحده ،
يصلب الجميع عدا المسيح
فيرفعه الشِّعر قبل الصلب بقليل
إلى سماء الخلود!

14/1/2020



محمد نصر
التفاعلات: جوزيف مكير مجوك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...