أشرف دسوقي علي - الابداع والاتباع وبينهما..

يحتل مصطلح الابداع مكانة مرموقة في نفوسنا جميعا واذا ما ذكر الابداع فانه _ارتباطيا _ يستدعي الاتباع كنقيض أو يمكن أن نقول كضد ولا يتصور أن يلتقي الاثنان فالابداع والاتباع شرق وغرب لا يلتقيان ! ولا اقصد استحالة اللقاء لان ذلك كامن في طبيعة كل منهما بل لان ما اسبغ عليهما من خلال الممارسة قد أعطي لكليهما
هذا الظن في حين انه في الحقيقة لا يوجد اتباع خالص وكذلك لا يجد اباع خالص ولقد ذهب بعض الحداثيين الي الدعوة لاجتثاث الماضي بكل ما فيه من سلبيات وايجابيات والبدء من جديد مع الغاء كل الخلفيات التاريخيه والدينيه والمواضعات الاجتماعيه الخ من طموحات وبمتابعة الفكرة تبين أن الفكرة غير قابلة للتطبيق ويمكن أن أزعم ان معظم هؤلاء كانوا يدورون في نفس الفلك اما مع _ دون قصد _ أو علي محك التماس ( في محاولة للتجاوز ) أو التضاد رغبة في المفارقة ووقع هؤلاء في الشرك حيث رفضوا الكل صالحا أوغير صالح الا أن معظمهم لم يأتي بجديد فالاسماء واللغات والاحرف والمواضعات الاجتماعية ظلت كما هي ليس عند الاخرين فقط ولكن عند اصحاب الدعوة انفسهم , بل هم أنفسهم وقعوا في نفس اشكالية الاتباعيين بان بحثوا عن نماذج " صالحة" للاتباع صحيح انها ضد ما يعتنق الاتباعيون الا انه في النهاية اتباع !!وقد قال أبو العلاء قديما : " سآتي بما لم يستطعه الاوائل"، فطلب منه ان يبتدع حرفا جديدا فلم يلب ! وبالتالي فان الوقوع في الاتباع جادث فالارض التي نسير عليها والسماء التي فوقنا لم يغيرها أحد وبالتالي يمكن للمرء أن يصل الي اليأس أو الجنون كأحد البدائل الممكنة وربما الانتحار بأي شكل من الاشكال ... وقد يكون هذا موقفا تامليا للعالم وموقفا منه الا انه علي المستوى الواقعي لايخدم الواقع بل يوقعنا في المماثلة والمشابهة مع هؤلاء الذين ننتقدهم , فأري أن الطرفين غير قادرين علي الانجاز علي أرض الواقع وأري أن طريقا أخر أكثر جدوي في مجال الممارسة وهو طريق شديد الصعوبة نفسيا لجبهتي الضد وهو منهاج مغاير يأخذ بالافضل ايا كانت الاتجاهات فالتراث " العالمي" مليء بكنوز فكيف يمكن تجاوزه لا بتطبيقه بل بطريقه ابداعيه فالعالم الذي اخترع التليفزيون كان مبدعا وكانت طريقة تفكيرة طريقة ابداعية لا اتباعية في هذا الوقت في حين ان مصنع جهاز التليفزيون رقم اثنين هو بهذا المعني متبع لكن لا نريد ان ندعيه اتباعا معيبا لانه يمثل حاجة ملحة والرجل الذي يتزوج لا شك انه متبع لانه بتلك الطريقة كان يجب الا يتزوج احد بعد ادم ..... وهكذا ... أوجز فكرتي في التمييز بين قيمق ما هو اتباعي وقيمة ما هو ابداعي فليس كل عمل ابداعي محقق لمعناه فقد يكون تافها أو غير مجد وقد يكون في الوقت نفسه غيرجميل اي انه خارج عن فكرتي الجميل والجليل ولذا منطقا جديدا أدعو لمناقشته وبحث جدواه ومدي ابداعيته .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى