بعيداً عن الزحام تسللت إلى رحابي رويداً رويداً حتى وصلت للعمق ،أشعر بها تتعلق بإحدى شراييني القلبية ،و يتدلى منها منقارها الرشيق .
لا أخفي على نفسي سراً أني أحببتها منذ الساعات الأولى لرؤيتها ،بعدما وضعها شخص ما على باب منزلي ،ثم رن الجرس و مضى .
وجدتها مسنودة على الحائط ،أدخلتها ، وضعتها إلى جوار سريري ، أحضرت ورقة و قلم و شرعت في كتابة مواصفاتها :
بجعة مصنوعة من الجبس الأبيض، ممشوقة القوام، رفيعة الأقدام، رأسها مرفوعا للأعلى، ذات عينين سوداوين، أما منقارها هو الشىء الوحيد الذي لونه أصفر .
في وقت لاحق حملتها أثناء ذهابي إلى العمل ، كنت أضعها برفق شديد أسفل إبطي ،بل وصل بي الأمر بأني بكل مرة استقل المترو ،أقوم باحتضانها حتى لا تصطدم بأى شخص في لحظة من لحظات التحرش لمعرفة ماهياتها .
أدخل العمل أضعها إلى جوار مقعدي، كثرت الأسئلة عن سبب تواجدها الدائم معي ؟! لم أكن أجد أجوبة منطقية لهذا .
بالمساء كنت أكثر من تأملها ، صدقت في تحولها إلى أنثى ترقص لي أوبرا البحيرة .
بل أني في جميع المرات عندما ألمس أجنحتها أجدها دافئة ، كأن تيار من الدماء البشرية يسري في ممرات مخفية عن عيني ،أو أن روح أنثى ما تقبع في دهاليزها الداخلية و ستخرج لي .
نمت يوماً و حلمت بأن أنا و هى داخل خيمة على البحر، لكنها صارت بجعة حية تصدر أصواتاً
أطلقت لها العنان للخروج و السير على البحر و أنا معها .
طوقني صوت الموج ،بينما هى تعثرت من السير على الرمال ،حتى اضطررت لحملها أسفل إبطي لحين صناعة حذاء يحتوي أقدامها النحيلة .
في المساء دخلنا الخيمة ،رقدت إلى جواري أمعنت النظر إليها و نمت .
في الصباح لم أجدها ظننت أنها خرجت بمفردها ،ظللت أبحث عنها حتى وجدت رجلاً عجوزاً يضع حطباً و يطهو شيئاً ما نظر لي و قال :
أنا اَسف .. فأنا أطهو بجعتك التي شاهدتها تخرج من خيمتك بالأمس .
احتمى غضبي عليه و هو يحتسي شوربة البجعة و يتلذذ بها و يقول :
شوربة البجع صحية و لذيذة .
استيقظت ، نظرت إلى جواري لم أجد التمثال، بحثت عنه بكل مكان لم أجده ، صرت أفكر أين ذهب؟!
و تسألت هل يموت التمثال مثلنا إذا مات بالحلم ؟!……….
sadazakera.wordpress.com
لا أخفي على نفسي سراً أني أحببتها منذ الساعات الأولى لرؤيتها ،بعدما وضعها شخص ما على باب منزلي ،ثم رن الجرس و مضى .
وجدتها مسنودة على الحائط ،أدخلتها ، وضعتها إلى جوار سريري ، أحضرت ورقة و قلم و شرعت في كتابة مواصفاتها :
بجعة مصنوعة من الجبس الأبيض، ممشوقة القوام، رفيعة الأقدام، رأسها مرفوعا للأعلى، ذات عينين سوداوين، أما منقارها هو الشىء الوحيد الذي لونه أصفر .
في وقت لاحق حملتها أثناء ذهابي إلى العمل ، كنت أضعها برفق شديد أسفل إبطي ،بل وصل بي الأمر بأني بكل مرة استقل المترو ،أقوم باحتضانها حتى لا تصطدم بأى شخص في لحظة من لحظات التحرش لمعرفة ماهياتها .
أدخل العمل أضعها إلى جوار مقعدي، كثرت الأسئلة عن سبب تواجدها الدائم معي ؟! لم أكن أجد أجوبة منطقية لهذا .
بالمساء كنت أكثر من تأملها ، صدقت في تحولها إلى أنثى ترقص لي أوبرا البحيرة .
بل أني في جميع المرات عندما ألمس أجنحتها أجدها دافئة ، كأن تيار من الدماء البشرية يسري في ممرات مخفية عن عيني ،أو أن روح أنثى ما تقبع في دهاليزها الداخلية و ستخرج لي .
نمت يوماً و حلمت بأن أنا و هى داخل خيمة على البحر، لكنها صارت بجعة حية تصدر أصواتاً
أطلقت لها العنان للخروج و السير على البحر و أنا معها .
طوقني صوت الموج ،بينما هى تعثرت من السير على الرمال ،حتى اضطررت لحملها أسفل إبطي لحين صناعة حذاء يحتوي أقدامها النحيلة .
في المساء دخلنا الخيمة ،رقدت إلى جواري أمعنت النظر إليها و نمت .
في الصباح لم أجدها ظننت أنها خرجت بمفردها ،ظللت أبحث عنها حتى وجدت رجلاً عجوزاً يضع حطباً و يطهو شيئاً ما نظر لي و قال :
أنا اَسف .. فأنا أطهو بجعتك التي شاهدتها تخرج من خيمتك بالأمس .
احتمى غضبي عليه و هو يحتسي شوربة البجعة و يتلذذ بها و يقول :
شوربة البجع صحية و لذيذة .
استيقظت ، نظرت إلى جواري لم أجد التمثال، بحثت عنه بكل مكان لم أجده ، صرت أفكر أين ذهب؟!
و تسألت هل يموت التمثال مثلنا إذا مات بالحلم ؟!……….
تسلل البجعة…قصة : بيتر ماهر الصغيران
بعيداً عن الزحام تسللت إلى رحابي رويداً رويداً حتى وصلت للعمق ،أشعر بها تتعلق بإحدى شراييني القلبية ،و يتدلى منها منقارها الرشيق . لا أخفي على نفسي سراً أني أحببتها منذ الساعات الأولى لرؤيتها ،بعدم…