عزيز لعمارتي - يحدث أن..

يحدث أن افتح نوافذ أفكاري
على مصراعيها
ليتجدد صبيب الذاكرة
افتح صنبور الكلمات رقراقا
لتتدفق الفصاحة
أو أن أقفله تماما
كمن يصاب بإغماءة مباغثة
ويختزل موته في جملة ناقصة
أعترف بصراحة فادحة
أن كل حروبي الطاحنة
مع نفسي البريئة خسرتها
بل خسرت آخر رهان
أو لنقل على الأحرى
معركة صغيرة ودية
أن لا أشرب الكولا cola
لأنها حسب قول
فلاسفة الفتاوي الناسفة
من صنع الكفار
والذين هم على الأرجح
وبدون مناقشة مغرضة
يصنعون لنستهلك ونهلك
وضعت القنينة على الطاولة
تأملتها وكريات الغاز
تتصاعد من قعرها إلى الأعلى
ملبية نداء السطح
لتتفرقع الواحدة تلو الأخرى
وتتلاشى في الكون العريض
تذكرت فقيهنا العالم
وهو يمدني بهذه الفتوى
بينما هو غارق في التهام
البيغ ماكBig Mac بشراهة مقززة
في مطعم عمه ماك دونلد Mac Donald
تناولت القنينة الزجاجية الملساء
بين يدي المرتجفتين
و بعد تردد محتشم
من أن يسقط على رأسي
نيزك أو قطعة من الجحيم
أجهزت عليها من الفم للفم
كقبلة محتشمة مسروقة
ودون أدنى نفس
لانه ببساطة خجولة
إيماني ضعيف
كالغاز في قعر القنينة
لا يصل إلى السماء
يتصاعد ليتفرقع سريعا
على حافة رأسي
فلا بأس أن ينتصر علي ضعفي
فاغلب حروبي مع نفسي
أو جلها خسرتها
لانني ببساطة فادحة
مسالم و لا أصلح لأي حرب ..

.. عزيز لعمارتي ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...