أحمد حامد الجوهري - لهفي على الحرّ

لهفـي عـلى الـحُرِّ الكريــــــــــمةِ نفسُه
إذ بـات بـيـن تَحَسُّرٍ وتَحـــــــــــــــرُّقِ
يشكـو تكـالـيفَ الـحـيـاةِ وبؤسَهــــــــا
ولكـم تـمـنّى أنه لـــــــــــــــم يُخلق
تـنـبئكَ عـنه وعـن حقـيـقة حـــــــــالهِ
نظراتُه الـحـيرى وإن لـم يـــــــــــنطق
فـي صدره قـلـبٌ أبـــــــــــــــــيٌّ صَدّه
عـن أن يـمدّ يــــــــــــــدًا إلى مُتصدِّق
عَقَلَ الـحـيـاءُ لســــــــــــــانَه فكأنه
عذراءُ، ذاتُ تَوشُّحٍ وتَمـــــــــــــــــنطق
لـولا لـبـوسُ الـبؤسِ حطّمَ قـلــــــــــبَه
لـم تلقَه أبــــــــــــــــدًا برأسٍ مُطرق
لـيس العـظيـمُ سـوى العــــــــظيِم بنفسهِ
ولَوَ انّه فـي ثـوبـه الـمخلـــــــــــولق
مَهْ يـا زمـانُ عـن الإسـاءة بـامـــــــرئٍ
أبرزتَه غرضًا لنـبـلكَ فــــــــــــــارفقِ
جهلاً يروم الـحـرُّ عـــــــــــــندكَ غايةً
مـا أنـتَ فـي إسعـاده بـمــــــــــــوفَّق
أنـتَ الـذي خَبَأَ العـداوةَ كـاشحـــــــــاً
للـحُرّ إذ لـولاكَ أنـتَ لـمــــــــــا شَقِي
تُدنـي اللئامَ مـن الأنـام وتصطفــــــــي
مـنهـم بخـــــــــــــــيركَ كلَّ وغدٍ أخرق
غِرٍّ يظنّ كأنمـا الـدنـيـا ومــــــــــــا
فـيـهـا له ولغـيره لـــــــــــــم تُخلَق
أعلى