مصطفى الشليح - فِنجانُ قَهوتِها.. شعر

تلكَ طاولةٌ
ثَمَّ في الجانب الأيسر المُتواري
عن العين أعرفُها قربَ نافذةٍ ربَّمَا هيَ تَعرفُني
كنتُ أقطفُ منها اشتهاءَ المَكان وأصرفُ عنىِّ اختفائي
أنا لمْ أكنْ أنتحي ذلكَ المقعدَ اللغويَّ بطاولةٍ تتقمَّصُ ذاكرةً لي، وتُلقي عليَّ التَّحيةَ. أذكرُ فنجانَ قهوتِنا.
واحدًا كانَ نرشفُه لنظلَّ قريبيْن منا
وكنا إذا الوقتُ يَرمُقنا باردا نَحتمي، نحنُ، بالنظراتِ إلينا، وفنجانُ قهوتِنا يَتثاءبُ فينا
أنِمنا ؟ أشكُّ. أفكُّ أساريرَ طاولةٍ ثُمَّ أشبُكُها بحرير أحاديثنا حينَ كنا اختلسنا بضحكةِ عُمريْن طاولةً، ووضعنا بها أدواتِ الغيابِ، وفنجانُ قهوتنا ليسَ يظمأ إمَّا نمدُّ يدينا لنرفعَ ما كانَ حيثُ يَكونُ؛ ولكنْ إذا مرَّ ليلٌ بنافذةِ الليل واختارَ مَوعدَه لانصرافٍ أكانَ سَيسهُو عن الجانب الأيسر المُتواري عن الكلماتِ ؟
هُنالكَ طاولةٌ
ذاك فنجانُ قهوتِها
سَوفَ تأتي، إذن، لتُسِرَّ إليَّ بدهشتِها
إذ ترى أنَّ فنجانَ قهوتِها لمْ يُغادرْ، وإذْ تَتناولُه / تَتناولُني ضاحكة
لستُ أدري
ولكنْ أكنا هُناكَ ؟
رأيتُ أنا شَبحيْن لنا
واقفيْن هُنا يَضحكان، ولا طاولة ..
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...