نحن في عز الظهيرةْ
نصفُ قرص الشمس يبكي في الزقاقْ
والدجاجاتُ يولولن على وقع البساطير الكبيرةْ
وأبي يحشو رصاصات غبيةْ
بين إلحاح نداءات الرفاقْ:
"راحت "البروة" (12) يا ويلي على تلك الشقيةْ
وعلى "الليات" (13) يشتدُّ الخناقْ!"
* * *
كنتُ طفلاً آنذاكْ
كنتُ أمتصُّ حليب التاسعةْ
وحليب الفاجعةْ
كنتُ جدياً حالم العينين
من حولي آلافُ الشباكْ
يوم قالت لي أمي بارتباكْ:
"هذه الليلة لا تخلعْ ثيابك
ساعة النوم
ولا تخلعْ حذاءك! "
لم أكن أفهمُ ما تعنيه بالضبط
ولكني بكيت!
* * *
نحن في ساعات تهويم المساءْ
نصفُ قرص القمر المغدور يبكي في الزقاقْ
لم يعدْ بعدُ أبي
والشائعاتْ
عن خيانات القيادةْ
واندفاع الجيش، لكن للوراءْ
دفعتنا للبكاءْ!
* * *
عسكرُ "الانقاذ" خرفان تولّي للشمالْ
عسكرُ "الانقاذ" يُلقون البنادقْ
في الخنادقْ
وعلى الوحل..
.. يزتّون النياشين وشارات القتالْ..
عسكرُ الانقاذ، يا عار الرجالْ!
* * *
أقبل الفاتحُ يا أبناء "رامةْ" (14)
أقبل الفاتحُ يا ناس
فلوذوا بالسلامةْ
ما الذي تجديكمُ الآن أناشيدُ الكرامةْ؟
صوبوا كل التعاويذ بوجه الطائراتْ
ألّبوا الله عليها
واقذفوها بالوصايا العشر
والجفر
وآيات السماء البيّناتْ!
* * *
كنتُ طفلاً آنذاكْ
علموني أن مجرى الأرض في كفِّ السماءْ
علموني أنه، سبحانه، يُحيي ويفني ما يشاء
علموني أن أطيع الأولياءْ
علموني الدجل والرقص على الحبل
وإذلال النساءْ
علموني السحر والإيمان بالأشباح
والرقية والتعزيم
والخوف إذا جاء المساءْ
علموني ما يشاؤون ولم يستنبئوني ما أشاءْ
فرسُ الخضر كفيلٌ بي
وحسبي الأولياءْ!
* * *
يا أبي المهزوم، يا أمي الذليلةْ!
إنني أقذفُ للشيطان ما أورثتماني
من تعاليم القبيلةْ!
إنني أرفضُها تلك الطقوس الهمجيةْ
إنني اجتثُّها من جذرها
تلك المراسيم الغبيةْ
إنين أبصقُ أحقادي وعاري
في وجوه الأولياء الصالحينْ
إنني أركلُ قاذورات ذُلي وانكساري
للتكايا والدراويش
وأقزام الكراسي النابحينْ!
* * *
إنني أصرخُ من قعر جحيمي:
يا وحولاً لصقتْ في نعل تاريخي العظيمْ
إنني أحكمُ بالموت عليك!
فأعدي كفناً من جلد أنصاف الرجالْ
وإذا شئتِ، نقوشاً وصليباً ونجوماً وهلالْ
ووصايا وابتهالْ
طرزيها بيديك!
نصفُ قرص الشمس يبكي في الزقاقْ
والدجاجاتُ يولولن على وقع البساطير الكبيرةْ
وأبي يحشو رصاصات غبيةْ
بين إلحاح نداءات الرفاقْ:
"راحت "البروة" (12) يا ويلي على تلك الشقيةْ
وعلى "الليات" (13) يشتدُّ الخناقْ!"
* * *
كنتُ طفلاً آنذاكْ
كنتُ أمتصُّ حليب التاسعةْ
وحليب الفاجعةْ
كنتُ جدياً حالم العينين
من حولي آلافُ الشباكْ
يوم قالت لي أمي بارتباكْ:
"هذه الليلة لا تخلعْ ثيابك
ساعة النوم
ولا تخلعْ حذاءك! "
لم أكن أفهمُ ما تعنيه بالضبط
ولكني بكيت!
* * *
نحن في ساعات تهويم المساءْ
نصفُ قرص القمر المغدور يبكي في الزقاقْ
لم يعدْ بعدُ أبي
والشائعاتْ
عن خيانات القيادةْ
واندفاع الجيش، لكن للوراءْ
دفعتنا للبكاءْ!
* * *
عسكرُ "الانقاذ" خرفان تولّي للشمالْ
عسكرُ "الانقاذ" يُلقون البنادقْ
في الخنادقْ
وعلى الوحل..
.. يزتّون النياشين وشارات القتالْ..
عسكرُ الانقاذ، يا عار الرجالْ!
* * *
أقبل الفاتحُ يا أبناء "رامةْ" (14)
أقبل الفاتحُ يا ناس
فلوذوا بالسلامةْ
ما الذي تجديكمُ الآن أناشيدُ الكرامةْ؟
صوبوا كل التعاويذ بوجه الطائراتْ
ألّبوا الله عليها
واقذفوها بالوصايا العشر
والجفر
وآيات السماء البيّناتْ!
* * *
كنتُ طفلاً آنذاكْ
علموني أن مجرى الأرض في كفِّ السماءْ
علموني أنه، سبحانه، يُحيي ويفني ما يشاء
علموني أن أطيع الأولياءْ
علموني الدجل والرقص على الحبل
وإذلال النساءْ
علموني السحر والإيمان بالأشباح
والرقية والتعزيم
والخوف إذا جاء المساءْ
علموني ما يشاؤون ولم يستنبئوني ما أشاءْ
فرسُ الخضر كفيلٌ بي
وحسبي الأولياءْ!
* * *
يا أبي المهزوم، يا أمي الذليلةْ!
إنني أقذفُ للشيطان ما أورثتماني
من تعاليم القبيلةْ!
إنني أرفضُها تلك الطقوس الهمجيةْ
إنني اجتثُّها من جذرها
تلك المراسيم الغبيةْ
إنين أبصقُ أحقادي وعاري
في وجوه الأولياء الصالحينْ
إنني أركلُ قاذورات ذُلي وانكساري
للتكايا والدراويش
وأقزام الكراسي النابحينْ!
* * *
إنني أصرخُ من قعر جحيمي:
يا وحولاً لصقتْ في نعل تاريخي العظيمْ
إنني أحكمُ بالموت عليك!
فأعدي كفناً من جلد أنصاف الرجالْ
وإذا شئتِ، نقوشاً وصليباً ونجوماً وهلالْ
ووصايا وابتهالْ
طرزيها بيديك!