فى الواقع الأكثر رعبا من فرضيات السينما عادة ما يتم سلب الفرح ونبذ الثقة فى كل كائن حى حتى أن نسج الأمنيات والأحلام يقتلها الواقع المرعب . فى إرادة الإخبار أن تخبر وتنقل خبرا لا يعرفه أحد ويكون سرا فهو عن النفس وعن الطفولة فالطفل الصغير له مواقفه الطفولية وربما العبثية التي لا يهتم بها الكبار ومن سمة النصوص الكونية الإخبار ومحاولة أسطرة الظواهر الطبيعية وعلاقتها بما هو فوقى بالإنسان ولكن فى هذا النص هناك أسطرة ما للطفولة التى تعيشها الذات الشاعرة أو التى عاشتها الذات الشاعرة على مستويين من الرؤية الواقع والحلم فالتشرد في الطفولة بين الزراعات هو حرية وانطلاق للطفل أكثر منها تشردا بل إن الموقف الكوميدى من موت العنزة بالنسبة للكبار هو العبث والجريمة فى نظر الطفل والاستهانة بمشاعره وتوحده مع العنزة التى هى أقرب الأحياء إلى نفسيته وحالاته من طور إلى طور والأمنيات التى ينسجها والتى لا تصل إلى مرسى فى النهر فتصبح كما لو أنها معوقات للمراكب وضوء الفنارات معوقات لعالم يستخف بالأحلام الطفولية حين يكون الفراغ صديقا حميما وربما صورة الفراغ هى أيضا صورة الجماد أو وجه آخر له فى لغة شفافة رائقة تقارب لغة المتصوفين . وربما معاناة الإنسان لتلك الفوبيا وانقسامه يضعه فى تلك المرتبة حيث الخلاص أو الذوبان فى الآخر . والرؤية وإن كانت طبيعتها طفولية فهى حضارة واسعة لرؤية أكبر فيما ينتجه العصر من شروخ تجثم على الصدر إذ أن هناك تعارض دائم بين الأمانى الطفولية وغيرها ممن سلب الفرح الطفولى من أشباه البشر ومع نفاذ الثقة فى كل كائن حى لا يبقى غير الحوار والتماهى مع الجماد كموقف من العالم . والأشياء المغرقة فى الخصوصية عندما تكون فى قصيدة فكأنها تباع كأى شئ يباع ولكن ليس أيضا كأى شئ يباع لأن البيع فى تلك الحالة ممتد بالذات الشاعرة التى لن تضن بكتاباتها طالما هناك امتداد للحياة . فلغة الإخبار على مستوى النص تنبئ بتلك الحالة الروحية من التماسك للوصول إلى الآخر الذى هو منتهى القصائد أو القصيدة التى لن تنتهى .
صلاح عبد العزيز - مصر
*****************
نص
نجلاء مجدى
. { أشياء عني أبيعها في قصيدة }
أريد أن أخبرك بأشياءٍ عنى
مثلا :
عن تشردي في الطفولة بين الزراعات
وعنزتي التي أسميتها (كولا)
وكيف أتممت لها مراسم العزاء حين توفيت
ليصفوه بموقف كوميدي من إخراج طفلة صغيرة
عن أمنياتي التي سارت في النهر
ولم تصل إلى مرسى
حتي بنيت حضارة في الماء
تُعرقل مرور المراكب
وتحجب ضوء الفنارات
عن تلك الشروخ التي في صدري من أشباه بشرٍ
سلبوا الفرح مني
وتركوني وحيدة داخل فوهة هواء ساخن
فألملم ما تبقى من انصهاري سريعا
قبيل أن أصبح باروداً أو رفات خبز
تتلقى دعس الأقدام
عن ادماني في مشاهدة
أفلام الرعب العالمي منتصف الليل
دون ارتفاع نسبة الأدرينالين
لأن واقعي أكثر رعبا من افتراضيات السينما
عن الأوزان الثقيلة
التي حملتها إلى تلك المدن البعيدة
عكس إتجاه الموج
ولم أصل للمستحيل
لأتسبب في إيذاء نفسي التي تحملتني كثيرا
دون شكوى
أو اعتصام أبدي عن اللهو
عن المهمة الشاقة أثناء إلقاء حوار مع الجماد
حين نفذت ثقتي فى كل كائن حي
فتحدثت إلى أثاث المنزل
والجدران التي تستر الفراغ
ذلك الصديق الحميم الذي لا يتركني وحيدة أبدا
عن عشقي لرقصات الزومبا
وصنع المقالب السخيفة بين رفاقي
والغناء في فضاء أواني الطبخ
لتكتمل مهاراتي الحياتية
عن الجذر اللغوي لمسميات الحب
التي لم تدخل أبواب التاريخ
وتجاهلها آلهة الاغريق
والفلاسفة
عن الفوبيا والاستياء
من تلك الصور الفوتوغرافية
التي تظهر على الجدران للموتى
وأنا لا أحتمل رؤيتهم جمادا
أو أشباحا أنيقة
أو ديكورا لزينة الحوائط
عن الرصاصة التي أصابتنى منك بالخطأ
وتغادرني تاركاً خلف كل خطوة
علامة استفهام
فيتضاعف الإيلام
لأن ذاكرتي مازالت تنازع من الجروح القديمة
وأنا لا أمتلك مهارة التخدير الذاتي
كل هذه الأشياء أبيعها لعينيك في قصيدة
وعلي علم أنني تائهة في صحراء
ليس بها أسهم اتجاهات تدلني للوصول إليك
وإن وجودى خطر في تلك المساحة من وقتك
لكنني
أريدك أن تكون تلك القصيدة الأخيرة
التي لم تنته أبدا !!!
....
نجلاء مجدي
صلاح عبد العزيز - مصر
*****************
نص
نجلاء مجدى
. { أشياء عني أبيعها في قصيدة }
أريد أن أخبرك بأشياءٍ عنى
مثلا :
عن تشردي في الطفولة بين الزراعات
وعنزتي التي أسميتها (كولا)
وكيف أتممت لها مراسم العزاء حين توفيت
ليصفوه بموقف كوميدي من إخراج طفلة صغيرة
عن أمنياتي التي سارت في النهر
ولم تصل إلى مرسى
حتي بنيت حضارة في الماء
تُعرقل مرور المراكب
وتحجب ضوء الفنارات
عن تلك الشروخ التي في صدري من أشباه بشرٍ
سلبوا الفرح مني
وتركوني وحيدة داخل فوهة هواء ساخن
فألملم ما تبقى من انصهاري سريعا
قبيل أن أصبح باروداً أو رفات خبز
تتلقى دعس الأقدام
عن ادماني في مشاهدة
أفلام الرعب العالمي منتصف الليل
دون ارتفاع نسبة الأدرينالين
لأن واقعي أكثر رعبا من افتراضيات السينما
عن الأوزان الثقيلة
التي حملتها إلى تلك المدن البعيدة
عكس إتجاه الموج
ولم أصل للمستحيل
لأتسبب في إيذاء نفسي التي تحملتني كثيرا
دون شكوى
أو اعتصام أبدي عن اللهو
عن المهمة الشاقة أثناء إلقاء حوار مع الجماد
حين نفذت ثقتي فى كل كائن حي
فتحدثت إلى أثاث المنزل
والجدران التي تستر الفراغ
ذلك الصديق الحميم الذي لا يتركني وحيدة أبدا
عن عشقي لرقصات الزومبا
وصنع المقالب السخيفة بين رفاقي
والغناء في فضاء أواني الطبخ
لتكتمل مهاراتي الحياتية
عن الجذر اللغوي لمسميات الحب
التي لم تدخل أبواب التاريخ
وتجاهلها آلهة الاغريق
والفلاسفة
عن الفوبيا والاستياء
من تلك الصور الفوتوغرافية
التي تظهر على الجدران للموتى
وأنا لا أحتمل رؤيتهم جمادا
أو أشباحا أنيقة
أو ديكورا لزينة الحوائط
عن الرصاصة التي أصابتنى منك بالخطأ
وتغادرني تاركاً خلف كل خطوة
علامة استفهام
فيتضاعف الإيلام
لأن ذاكرتي مازالت تنازع من الجروح القديمة
وأنا لا أمتلك مهارة التخدير الذاتي
كل هذه الأشياء أبيعها لعينيك في قصيدة
وعلي علم أنني تائهة في صحراء
ليس بها أسهم اتجاهات تدلني للوصول إليك
وإن وجودى خطر في تلك المساحة من وقتك
لكنني
أريدك أن تكون تلك القصيدة الأخيرة
التي لم تنته أبدا !!!
....
نجلاء مجدي