- الأديب الجزائري مولود فرعون تحدث عنهم في كتابه: "يوميات بلاد القبائل"-
و الفاشيستية تيار رجعي موجودة في البنية الخطابية اللاعقلانية و تتجلى أبرز مواطن اللاعقلانية عند الفاشيستيين في عدائهم لكل الاتجاهات الفكرية الأخرى ، بحيث يركزون بشكل جوهري على العوامل السيكولوجية، لإذكاء الشعور بالعداء، وقد تحدث الأديب الجزائري مولود فرعون عن "الفاشيستية" في كتابه: "يوميلت بلاد القبائل" و قال أن الشيوعي عدو الفاشيستي، و العكس بالعكس، كل منهما يريد أن يحطم الآخر حتى لو تسرب إلى معسكر ما ، و الفاشيستي يحتل المكان الأمثل، هو إداري صديق القانون، أتباعه ينفذون ما يأمر و يطبقون تعليماته و قراراته، يريد أن تكون له سلطة مطلقة لا حدود لها، و يصف مولود فرعون الفاشيستيين بأنهم يتسمون بملابسهم الجميلة و بطونهم المنتفخة و مظاهرهم المريبة وعادة ما يتجنبون الأماكن العامة و يتجنبون المناقشات، والفاشيستيون يأمرون و الشعب المستضعف ينفذ بدون سؤال أو نقاش.
فكلما اقترب موعد الإنتخابات مثلا، كانت "الوطنية" أسلوب خطابهم في عملية غسل المخ، يصدرون قوانين لخدمة مصالحهم على حساب المواطن البسيط الذي يشقى طوال النهار في ورشات البناء، و في رفع القمامة و الكنس، المواطن الذي احترق وجهه بأشعة الشمس، يتغذى على قطعة خبز جاف و كأس مشروبات غازية، و يبيت على معكرونة بلا لحم، و غيرهم من الذين لم يجدوا لقمة يومهم و هم يتألمون من المرض، و لا يملكون تكلفة العلاج، في الوقت الذي يعالج هؤلاء و أسرهم في الخارج على حساب الدولة، في حين يرى آخرون أن الفاشستية قريبة إلى حد ما من الأصولية الجهادية، فهما يتبنيان نوعا آخر من القيم ، كالولاء المطلق للجماعة والتضحية بالذات، حيث تذوب وتتلاشى الهوية الفردية في الجماعة، وهو ما يدفع الأفراد إلى الموت أو الانتحار من أجلها، دونما أي اعتبار آخر لغير الجماعة، إلى الآن لم يفهم هؤلاء البؤساء ( الشعب) شيئا مما يحدث في الساحة السياسية في الجزائر، بالرغم مما شهدته هذه الأخيرة (الساحة) من حراك شعبي دام سنة كاملة، لم تجنِ فيها ثورة 22 فبراير 2019 ثمارها بالطريقة التي حلم بها الشعب الجزائري في تحقيق التغيير، لأن الإنتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر 2019 أجريت بطريقة أو بأخرى و كذلك الدستور الجزائري، الذي تمكنت السلطة من تمريره و المصادقة عليه من طرف نواب في البرلمان، بعضهم لا يفقه القوانين وهم مكلفون برفع الأيدي و إسقاطها و تلقي منحة شهرية قد تعيل عشرات العائلات الفقيرة، دون الحديث عن المزايا الأخرى كالحصانة البرلمانية.
يقول ملاحظون أن الذين يسمونهم بـ: "العصابة" يشبهون الفاشيستيين بل هم الفاشيستيون أنفسهم، فرغم الأحكام التي صدرت في حق المتورطين في الفساد من كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية ( وزراء ، رؤساء أحزاب و رجال أعمال)، و الذين كانت الصحافة الجزائرية تكتب عنهم و تُجَمِّلُ وجوههم بماكياج السياسة، كان "الحِبْرُ "مادة التجميل التي زينت صور هؤلاء، في كل خرجاتهم الميدانية و تصريحاتهم التي كانوا يدلونها لتخذير المواطن و إسكاته بمشاريع وهمية مزيفة، فما يردده الشارع الجزائري أن الأحكام القضائية التي صدرت في حق العصابة لم تعد مهمة بالنسبة لهم، سواء حكم عليهم بثماني سنوات..عشرة.. ثمانية عشر..عشرون سنة أو حتى بالمؤبد، لأنهم يدركون أن المتورطون في الفساد بنفوذهم قد يعودون و من الباب الواسع إلى مناصبهم بعد إتمام مدة ادانتهم، ثم لا أحد يعلم إن كانوا محبوسين أصلا أم هم أحرار في أماكن يجهلونها، و حتى لو كانوا محبوسين فهم بنفوذهم يختلفون عن باقي المسجونين، و قد نجدهم يعيشون في رفاهية و لا ينقصهم شيئ، لأنهم تحت حماية قانون حقوق الإنسان، فكثير من السجون تشبه الفنادق، و قد يتم استدعاءهم من جديد من قبل السلطة لتنفيذ برامجها تحت غطاء غياب "الرأسمال البشري"، خاصة بالنسبة لرجال الأعمال الذين يملكون الأموال المكدسة داخل و خارج الجزائر و العقارات الغير مسجلة بأسمائهم، من الصعوبة بمكان استرجاعها، و بعيدا عن كل هذه الحسابات، فالمواطن الجزائري فقد "الثقة" في مسؤوليه و لم يعد يؤمن بما تفرده السلطة من قرارات.
إلى حد الآن لا يزال الشعب الجزائري تحت وقع الصدمة، لمسؤولين ارتبطوا بالعصابة كانوا يبدون في قمة الرّزانة، لا يبدوا عليهم الإجرام، و الحديث هنا بالذات عن وزراء كانوا يمثلون أحزاب سياسية، و رؤساء الأحزاب الذين تورطوا في الفساد هل سيعودون؟ و تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي؟، طالما القاعدة النضالية ليس لها "صوت" لأنها (و بدون تعميم) لا تملك صلاحية اتخاذ القرار و محاسبة هؤلاء، أو أنها تتعمّد الصمت طالما تربطها مصالح مشتركة معهم من أجل الترشح كلما اقترب موعد انتخابي، و كم من مُعَارِضٍ لزم الصمت، لأنه استدعي لمنصب حساس في السلطة و أسندت له مهام عليا، و لم يعد للحركات التقويمية أو التصحيحية التي تحركت في مرحلة ما، داخل الأحزاب دورٌ يُجْدِي، لأن أيادي خفية تحرك الأمور داخل السلطة، كما أن أتباع هذه العصابة ما زالوا على أمل أن يعود أسيادهم إلى الواجهة من جديد، فكل شيئ ممكن في الجزائر التي يعيش تحت سمائها محسوبون على التيار "الديغولي"، أو "الطابور الخامس" أو "القوة الثالثة" ، أو "الفاشيستيين" و هي مصطلحات تخدم معنى واحدا، و ربما هناك أسماء أخرى لهم.
الكلّ طبعا يتحمل المسؤولية، لأنهم لزموا الصمت طيلة عشرين سنة أو أكثر، حتى "الصحافة " هي مسؤولة عمّا كانت تُرَوِّجُ للفاسدين و تبيض وجوههم أمام الرأي العام، و نقصد هنا كبار الأقلام التي تعمل لصالح جهة معينة، و قد يقودنا الحديث عن "المثقف" و بالخصوص المثقف المستلب، الذي يعيش في دلئرة مغلقة، في نظام و في شبطةفكرية قيمية شاملة، تطرح منهجيتها كل الأسئلة عن كل ما كان أو طرأ ، و كما يقول أحد المحللين " المثقف المُغرَّبْ ( المتأثر بالفكر الغربي)، ليبرالي التوجه، تقدمي، ماديٌّ لا يعرف لله و جود، و لا لنفسه معنى، لا يريد أن يعرف، هذا هو المظهر الثقافي المعلون عنه، أما المكبوت فهو المكابرة، العناد و الإصرار على رأي واحد حتى لو كان خاطئا لأنه تعاطاه مع شركائه في الحزب و المؤتمر و في الإدارة.
علجية عيش
تلعب المصطلحات دورا هاما في تغليط الرأي العام ، و من هو الذي في الصَّفِّ الأول و من في الصَّفِّ الأخير؟، ومن في الأعلى و من في الأسفل؟ و طالما العصر لا يحتمل اللبس، فعلى الفرد أن يختار أيُّ التيار يتبع، و اي الدرب يسلك، لقد تحدث مولود فرعون عن "الفاشيستيون" وهي حسبه مفردة دخيلة تعود لسنة 1945، و قال ان الفاشيتيون يختلفون عن الشيوعيين، و هم الذين يخلطون الأوراق و يعكرون مزاج المرشح الأمثل في الإنتخابات وكانوا في زمن الشدّة يتحكمون في المؤونة، و بالتالي يتمتعون بكثير من السلطة، و قد دخلوا في صراع مع الشيوعيين و الليبرالين و حتى العلمانيين المعتدلين، ما يمكن قوله أن الفاشيستيون ليسوا نوفمبريون و لا يؤمنون بالقيم النوفمبرية
و الفاشيستية تيار رجعي موجودة في البنية الخطابية اللاعقلانية و تتجلى أبرز مواطن اللاعقلانية عند الفاشيستيين في عدائهم لكل الاتجاهات الفكرية الأخرى ، بحيث يركزون بشكل جوهري على العوامل السيكولوجية، لإذكاء الشعور بالعداء، وقد تحدث الأديب الجزائري مولود فرعون عن "الفاشيستية" في كتابه: "يوميلت بلاد القبائل" و قال أن الشيوعي عدو الفاشيستي، و العكس بالعكس، كل منهما يريد أن يحطم الآخر حتى لو تسرب إلى معسكر ما ، و الفاشيستي يحتل المكان الأمثل، هو إداري صديق القانون، أتباعه ينفذون ما يأمر و يطبقون تعليماته و قراراته، يريد أن تكون له سلطة مطلقة لا حدود لها، و يصف مولود فرعون الفاشيستيين بأنهم يتسمون بملابسهم الجميلة و بطونهم المنتفخة و مظاهرهم المريبة وعادة ما يتجنبون الأماكن العامة و يتجنبون المناقشات، والفاشيستيون يأمرون و الشعب المستضعف ينفذ بدون سؤال أو نقاش.
فكلما اقترب موعد الإنتخابات مثلا، كانت "الوطنية" أسلوب خطابهم في عملية غسل المخ، يصدرون قوانين لخدمة مصالحهم على حساب المواطن البسيط الذي يشقى طوال النهار في ورشات البناء، و في رفع القمامة و الكنس، المواطن الذي احترق وجهه بأشعة الشمس، يتغذى على قطعة خبز جاف و كأس مشروبات غازية، و يبيت على معكرونة بلا لحم، و غيرهم من الذين لم يجدوا لقمة يومهم و هم يتألمون من المرض، و لا يملكون تكلفة العلاج، في الوقت الذي يعالج هؤلاء و أسرهم في الخارج على حساب الدولة، في حين يرى آخرون أن الفاشستية قريبة إلى حد ما من الأصولية الجهادية، فهما يتبنيان نوعا آخر من القيم ، كالولاء المطلق للجماعة والتضحية بالذات، حيث تذوب وتتلاشى الهوية الفردية في الجماعة، وهو ما يدفع الأفراد إلى الموت أو الانتحار من أجلها، دونما أي اعتبار آخر لغير الجماعة، إلى الآن لم يفهم هؤلاء البؤساء ( الشعب) شيئا مما يحدث في الساحة السياسية في الجزائر، بالرغم مما شهدته هذه الأخيرة (الساحة) من حراك شعبي دام سنة كاملة، لم تجنِ فيها ثورة 22 فبراير 2019 ثمارها بالطريقة التي حلم بها الشعب الجزائري في تحقيق التغيير، لأن الإنتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر 2019 أجريت بطريقة أو بأخرى و كذلك الدستور الجزائري، الذي تمكنت السلطة من تمريره و المصادقة عليه من طرف نواب في البرلمان، بعضهم لا يفقه القوانين وهم مكلفون برفع الأيدي و إسقاطها و تلقي منحة شهرية قد تعيل عشرات العائلات الفقيرة، دون الحديث عن المزايا الأخرى كالحصانة البرلمانية.
يقول ملاحظون أن الذين يسمونهم بـ: "العصابة" يشبهون الفاشيستيين بل هم الفاشيستيون أنفسهم، فرغم الأحكام التي صدرت في حق المتورطين في الفساد من كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية ( وزراء ، رؤساء أحزاب و رجال أعمال)، و الذين كانت الصحافة الجزائرية تكتب عنهم و تُجَمِّلُ وجوههم بماكياج السياسة، كان "الحِبْرُ "مادة التجميل التي زينت صور هؤلاء، في كل خرجاتهم الميدانية و تصريحاتهم التي كانوا يدلونها لتخذير المواطن و إسكاته بمشاريع وهمية مزيفة، فما يردده الشارع الجزائري أن الأحكام القضائية التي صدرت في حق العصابة لم تعد مهمة بالنسبة لهم، سواء حكم عليهم بثماني سنوات..عشرة.. ثمانية عشر..عشرون سنة أو حتى بالمؤبد، لأنهم يدركون أن المتورطون في الفساد بنفوذهم قد يعودون و من الباب الواسع إلى مناصبهم بعد إتمام مدة ادانتهم، ثم لا أحد يعلم إن كانوا محبوسين أصلا أم هم أحرار في أماكن يجهلونها، و حتى لو كانوا محبوسين فهم بنفوذهم يختلفون عن باقي المسجونين، و قد نجدهم يعيشون في رفاهية و لا ينقصهم شيئ، لأنهم تحت حماية قانون حقوق الإنسان، فكثير من السجون تشبه الفنادق، و قد يتم استدعاءهم من جديد من قبل السلطة لتنفيذ برامجها تحت غطاء غياب "الرأسمال البشري"، خاصة بالنسبة لرجال الأعمال الذين يملكون الأموال المكدسة داخل و خارج الجزائر و العقارات الغير مسجلة بأسمائهم، من الصعوبة بمكان استرجاعها، و بعيدا عن كل هذه الحسابات، فالمواطن الجزائري فقد "الثقة" في مسؤوليه و لم يعد يؤمن بما تفرده السلطة من قرارات.
إلى حد الآن لا يزال الشعب الجزائري تحت وقع الصدمة، لمسؤولين ارتبطوا بالعصابة كانوا يبدون في قمة الرّزانة، لا يبدوا عليهم الإجرام، و الحديث هنا بالذات عن وزراء كانوا يمثلون أحزاب سياسية، و رؤساء الأحزاب الذين تورطوا في الفساد هل سيعودون؟ و تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي؟، طالما القاعدة النضالية ليس لها "صوت" لأنها (و بدون تعميم) لا تملك صلاحية اتخاذ القرار و محاسبة هؤلاء، أو أنها تتعمّد الصمت طالما تربطها مصالح مشتركة معهم من أجل الترشح كلما اقترب موعد انتخابي، و كم من مُعَارِضٍ لزم الصمت، لأنه استدعي لمنصب حساس في السلطة و أسندت له مهام عليا، و لم يعد للحركات التقويمية أو التصحيحية التي تحركت في مرحلة ما، داخل الأحزاب دورٌ يُجْدِي، لأن أيادي خفية تحرك الأمور داخل السلطة، كما أن أتباع هذه العصابة ما زالوا على أمل أن يعود أسيادهم إلى الواجهة من جديد، فكل شيئ ممكن في الجزائر التي يعيش تحت سمائها محسوبون على التيار "الديغولي"، أو "الطابور الخامس" أو "القوة الثالثة" ، أو "الفاشيستيين" و هي مصطلحات تخدم معنى واحدا، و ربما هناك أسماء أخرى لهم.
الكلّ طبعا يتحمل المسؤولية، لأنهم لزموا الصمت طيلة عشرين سنة أو أكثر، حتى "الصحافة " هي مسؤولة عمّا كانت تُرَوِّجُ للفاسدين و تبيض وجوههم أمام الرأي العام، و نقصد هنا كبار الأقلام التي تعمل لصالح جهة معينة، و قد يقودنا الحديث عن "المثقف" و بالخصوص المثقف المستلب، الذي يعيش في دلئرة مغلقة، في نظام و في شبطةفكرية قيمية شاملة، تطرح منهجيتها كل الأسئلة عن كل ما كان أو طرأ ، و كما يقول أحد المحللين " المثقف المُغرَّبْ ( المتأثر بالفكر الغربي)، ليبرالي التوجه، تقدمي، ماديٌّ لا يعرف لله و جود، و لا لنفسه معنى، لا يريد أن يعرف، هذا هو المظهر الثقافي المعلون عنه، أما المكبوت فهو المكابرة، العناد و الإصرار على رأي واحد حتى لو كان خاطئا لأنه تعاطاه مع شركائه في الحزب و المؤتمر و في الإدارة.
علجية عيش