بهاء المري ~ ذاتَ لقاء.. شعر

ذاتَ لقاء
طَغَى الشوقُ وحَنَّ الفؤادُ
فكان منها المَوعِدُ
لبَّت نداءَ العِشقِ
دون إبطاءٍ أو تردُد
قالت إليكَ
نعيشُ الحُلمَ الذي ننشُدُ
فالعمرُ لحظةٌ
فهيَّا به نَسعدُ

****

عشقتُ الحياةَ بِقربى إليكَ
كعِشقِ الزهرِ لحباتِ الندَى
فاحتويني بين قلبِكَ
واجعلني منهُ السؤدُدَ
وابنِ القصورَ التي وعدتني وشيّدَ
فلا دفءَ قبلَ اليومَ
كُنتُ أعرفُهُ
ولا كانَ لي مع الأحلامِ مَوعِدُ
أنتَ أمسِى وحاضري
وأنتَ غَدي

*****

وكان اللقاءُ.. حينَ حانَ الموعِدُ
نورٌ على استحياءٍ جاء يَسعَى
ولكل ما عدا الجمال فقد بدَّد
وعينان ضاحكتان وثغرٌ باسمٌ
وضياءٌ منهمُ قد اتقدَ
وجِيدٌ كعود الِبانٍ يزهو بجمالِهِ
وعلى الرياح تمرَّد

*****

أهذا الغَزالُ جاء يقصِدُني؟
وعلىَّ جادَ بحُسنهِ؟
رَبِّى فاحرسهُ
فلقد خَشَيتُ أن يُحسدَ

*****

وانتحينا سويًا مكانًا قَصِيًا
نتهادَى الحديثَ أخذا ورَدَّا
سألَتْنِي: هل تُحبني؟
قلتُ هَيهاتَ..
ألا لو تَعلمينَ ما صَنعَ الهوَى؟
ألا ترَيِنَّ في عينَيَّ عِشقًا ووجْدا

***

قالت: أرني. ثم حدّقَت..
فإذا ببحارٍ مِن الشَوق في عينيها
ما لها مَدَى
وأرْخَت سُدولَ رُموشها
ومدَّت إلىَّ يدَ
وأمالت إلى صَدرها رأسي
فسَمِعتُ من دقات قلبها
الطربَ والتنهُدَ
وسكتنا عن الكلام وطوانا هُيامٌ
والصمتُ كان السيدَ
ولما أفقنا قلتُ لها:
ألا تَشعرينَ
بلظىً في قلبي قد تأجَّجَ؟
فتبسّمَتْ
وتَدللتْ
وجَادَت علىَّ بِقُبلةٍ
فما أطفأ شهدُ الرِّضابِ ذاكَ اللَّظَى
بل زادَ هذا الشهدُ التأجُجَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بهاء المري - مصر.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...