في صباح يوم الاربعاء واليوم الذي اتفاءل به دائما باعتباره يوم مولدي ، وفي يوم شتوي منه، ويوم ماطر وجميل من عام 2018 سافرت في مهمة عمل الي العاصمة اديس ، رأيتها ذلك اليوم في محطة نقاد جيبوتي، رفقة شاب وشابة كانا يتحدثان معا ومعها، وكانت تنصت اليهما وتستمع اكثر مما تتكلم ، كل ما نستطيع قوله عن شكلها هيئتها ملامحها طلتها وجمالها انه يمثل منطقة قرننا الافريقي بأكملها
وتساءلت حينها
هل كانت هذه الانثى تودع احدهم ام تسافر معنا؟ وفور رؤيتها تبادر الي ذهني نغم قديم يتجدد، نغم جيبوتي يدعى هيلا
فهو نغم نائي حزين ويجسد الشعور بالفقد والحرمان من الباب الواسع ويبدأ بالخيبة :
*اذا رأيتم (هيلا) بلغوها سلامي،
فانا عجزت عن الوصول اليها*
هكذا يبدا النغم وهكذا ينتهي ، وعاجز انا عن وصفه ووصف ما تذخر به الأغنية هيلا وهذه التي امامي في محطة نقاد، من حسن وبهاء وجمال، وما اشبه اليوم بالبارحة كما يقال وما اشبه هذه الانثى بتلك او هيلا، ف هذه الأنثى كما بدا لي او اردت لها ذلك كانت آنسة، و جمعني بها القدر في محطة نقاد وها هي تسافر معي في رحلة طويلة وشاقة تمتد لتسع ساعات بالقطار الجديد، الرابط بين العاصمتين جيبوتي واديس وتشغل مقعدا محاذيا موازيا لمقعدي تحمل كل مواصفات هيلا من جمال مدمج هجين وكوكتيل مثل هيلا تماما، جمال جيبوتي وجمال قرن افريقي محبب وشهي، كان النغم وهذه الأثنى بلون القهوة ونكهة البن الحبشي، وبطعم الشيكولا وبرائحة عبق بخور بونتلاند وبخور المسك والعنبر والطيب ومنعش جمالها كالكولا
وكانت بشعر اسود حريري قصير وشبه دائري او كوب قارسون coupe garcon ، وبفستان اسود خفيف مكشوف الظهر ويصل الي الركبة بالكاد، وحقيبة يد وساعة معصم بيضاوان يتسلل اليهما السواد على استحياء و أي فون 9 يحمل ذلك اللونين
حيرتني انثى تجسد ذلك النغم كالجمل بما حمل وأنا امامها خطرت بذهني اغنية هيلا لموسيقار جيبوتي وقومية العفر الراحل عبدالله لي وهو يغني ويتغني لفتاة رآها صدفة بين الجموع في أمسية مضت، كان يغني وكانت تردد روائعه، ومندمجة معه في أمسية استثنائية ولت ومضت، في مسرح سالين الشهير بالعاصمة جيبوتي، وفي نهاية الحفل في تلك الامسية اختفى طيف عبدالله بين الجموع وتبخر في لحظات ، قبل أن يتمكن عبدالله من التعرف على هويتها المفعمة بالحياة والحيوية وقبل معرفة اسمها وعنوانها، كل ما بقي معه منها، وما ظل يعرفها عنها انها اسرت قلبه وكبلت كل حواسه وحبست الدم في شرايينه واوردته ، وفي أمسية أخرى بعد رحيل طيفه رحل عبدالله باحثا عنها في النغم طبعا، الي كل مدن جيبوتي ومحيطها ، فلم يعثر عليها ولم يجد خبرا عنها حتى
و يبدو انها ظهرت في محطة نقاد بعد اداء عبدالله لذلك النغم ب 33 عاما، وبعد رحيل عبدالله عن دنيانا ب 11 عاما
كانت تلك الانثى تستعمل سماعة طوال الرحلة ربما تفعل ذلك لتقتل ملل الرحلة وتعبها بالسماع الي شئ مسلي والي نغم موسيقى، جهلت هويته كما جهلت هوية هذه الانثى ذلك الوقت، وحاولت معرفة هويتها من باب الفضول والمعرفة والأمل ، فلربما وعسى ولعل،، نذهب معا الي نقاط بعيدة، ومن حسن حظي تحدثت مع مضيفة القطار بالفرنسية، لم تطل الحديث معها، كانت جملة واحدة، وكافية، لأدخل معها بطريقتي، وبلغة فرنسية اتقنها جيدا كان ذلك اعتقادي قبل حديثي مع تلك الآنسة الديغولية التي فندت قناعاتي تماما، كان ذلك في محطة دوالي الحدودية الواقعة على بعد 98 كيلو من العاصمة جيبوتي
النغم الجديد كانت آنسة وتعود الي اديس ابابا حيث تقيم فيها منذ عامين وبقي من عقد عملها أقل من عام وتعود بعدها حيث تعيش ، والنغم شابة رواندية تنتمي الي قبيلة وعرق التوتسي، والتوتسي 10% والهوتو (80%) وهما المكونان الرئيسيان لرواندا الي جانب اقليات اخرى تشكل 10% من سكان البلاد، وتنحدر تلك الآنسة من العاصمة كيغالي وفتاة تنتمي الي منطقة البحيرات العظمى، ورواندا تحديدا التي داوت آلامها وجراحاتها سريعا وانطلقت كالصاروخ لتصعد من قاع الحفرة الي سطح القمر والي الفضاء مسجلة اعلى نمو اقتصادي وسريع في افريقيا ومقصدا لرجال الاعمال في العالم باعتبارها افضل مكان آمن في العالم بعد ان كانت آخرها قبل 25 عاما وهو عمر هذه اشابة الرواندية ، ومكان شهد اشرس حرب اهلية عرفها التاريخ بين الهوتو والتوتسي، قبل ان تعكس رواندا وجها آخر مغاير بكل ما تحمله كلمة التغيير من معنى
ولم يكن النغم الجديد او بالاحرى القديم الذي يتجدد من محيطنا، مثلما تخيلت، فهي توتسية رواندية تجمع كل تفاصيل وجزئيات الجمال الرواندي ، وجمال قاتل ثائر هادئ مربك ولطيف وجذاب يمثل رواندا ووجهها الصباحي المشرق وجمال صاف ونقي مثل كيغالي حاضرة رواندا الجميلة وشوارعها النظيفة، وجمال ناصع ساطع مثل صفحة بيضاء كشعبها الذي اغلق صفحة الجراح وبدأ بأخرى بيضاء،
كانت تتحدث الفرنسية بطلاقة منقطعة النظير وبفرنسية ديغولية وبلكنة باريزية حيث ولدت في ضاحية سانت اتيان الجميلة، وتعمل في اديس لصالح شركة محروقات فرنسية، وكانت زائرة سائحة قدمت هنا الي جيبوتي بدعوة من صديقتها الجيبوتية الفرنسية فاطمة خيري، كانت روزا انسانة منفتحة وانا من كنت معقدا، حين اطلت التفكير في كيفية التحدث معها، وقررت ان اجرب ذلك والحديث معها، وعندما طلبت منها ان نتحدث معا لدقائق، رحبت بي ووضعت التلفون وسماعته على طاولتها، وقالت لي لما لا يكون ذلك ساعة وابتسمت
وتابعت قائلة: الطريق طويل على ما يبدو وسرعة قطاركم الكهربائي هذا اقل مما تصورته وما اعرفه بفرنسا،
وربما لم يحن الوقت لتصل سرعة قطارنا وسرعتنا اكثر من هذه السرعة
كان مظهرها انيقا وجوهرها بسيطا وشخصيتها قوية وواثقة من نفسها، الآنسة روزالين مسيحية بروتوستانتية غير مطبقة وكنت مسلما سنيا ، ومثلها لم اكن مطبقا اللهم الا صيام رمضان وبعض الامور البسبطة
في اديس ابابا تعمل وتقيم روزا في حي بولي قرب مطار بولي، ومكتب شركتنا في وسط العاصمة وفي منطقة بياسا، وتوطدت علاقتي بروزا في اديس، وأرتدنا معا جل الاماكن السياحية فيها وفي اجواء مشمسة وغائمة وماطرة، وسافرنا معا خارج اديس والي مدينة بحردار وشلالاتها وبحيرتها التي ينبع منها نهر النيل وقضينا بها يومين تارة، وثلاث تارة اخرى، وآخر لقاءنا و آخر اسبوع لنا معا باثيوبيا كان في اواسا بالجنوب الاثيوبي، كان ذلك في شهرنا الثالث، ونهاية مهمتي باديس، وبعدها كان علي العودة الي موقعي في جيبوتي، وقبيل عودتي بيومين اخبرتني روزا بأمر مهم وفي غاية الاهمية، اخبرتني انها تشعر بشيئ ما وتحس باعراض الحمل، يا له من خبر صعب وبائس ويائس ، ولأول مرة في حياتي لم اعرف واتعرف على شعوري ، هل كان يشكل ألم ام قبطة، على كل حال كان صدمة ممزوجة بالفرح ، ومذاق البلو الحبشي الحار، بعسل النحل او طعم اي خلطة غير مفهومة، كنت اعشق روزا ومتيم بعشقها، ولكنني لم اكن احب ان يتم ارتباطنا بهكذا طريقة، كنت احلم ومعها بشي اكبر ، ومع ذلك كان ذلك نهاية حماقاتنا انا وروزا، روزالين قدري ولن اتخلى عنها في كل الاحوال، وقررنا انا وهي على المضي قدما في علاقتنا ، وان نلتقي بعد سنة تقريبا في باريس ، ونرتب لاقامة علاقة ابدية معا ، وبعد عودتي بثلاث اشهر ستعود روزا الي باريس وانا فعلت الممكن وصنعت اللاممكن ووصلت الي باريس في نوفمبر 2019 وبعد عام ونصف من لقائنا الاخير في اديس، وابني داوود كان يحبو وفي شهره الثامن ، واختارت روزا بعد مجيئي اليها وباريس، الاقامة والعمل في بلجيكا ، روزالين تغيرت من ناحيتي لاحظت ذلك في لقائنا البكر في باريس، لم تكن ولم تعد ابدا روزا تلك الشابة التي عرفتها في اديس قبل عامين تقريبا من الآن، واتفقنا انا وروزا ان يختار ابننا ديانته واسمه بعدما يبلغ سن الرشد القانوني كان ابني داوود او دافيد كما تسميه روزا يحبو عند محيئ اليهما وشعرت بعاطفة جارفة تجاهه ، ووازى شعوري ذاك شعوري تجاه روزا ، مع اني رأيته بالكاد يومين لا ثالث لهما، وغادرت روزا مع طفلنا الي بلجيكا وانا ماكث في باريس، أرتب اوراقي وألملمها بعدما حاولت كثيرا مع روزا ، ولم نتوصل الي حل نهائي ، و لازال البحث جاريا عن الحل ،
النهاية
محمود شامي
وتساءلت حينها
هل كانت هذه الانثى تودع احدهم ام تسافر معنا؟ وفور رؤيتها تبادر الي ذهني نغم قديم يتجدد، نغم جيبوتي يدعى هيلا
فهو نغم نائي حزين ويجسد الشعور بالفقد والحرمان من الباب الواسع ويبدأ بالخيبة :
*اذا رأيتم (هيلا) بلغوها سلامي،
فانا عجزت عن الوصول اليها*
هكذا يبدا النغم وهكذا ينتهي ، وعاجز انا عن وصفه ووصف ما تذخر به الأغنية هيلا وهذه التي امامي في محطة نقاد، من حسن وبهاء وجمال، وما اشبه اليوم بالبارحة كما يقال وما اشبه هذه الانثى بتلك او هيلا، ف هذه الأنثى كما بدا لي او اردت لها ذلك كانت آنسة، و جمعني بها القدر في محطة نقاد وها هي تسافر معي في رحلة طويلة وشاقة تمتد لتسع ساعات بالقطار الجديد، الرابط بين العاصمتين جيبوتي واديس وتشغل مقعدا محاذيا موازيا لمقعدي تحمل كل مواصفات هيلا من جمال مدمج هجين وكوكتيل مثل هيلا تماما، جمال جيبوتي وجمال قرن افريقي محبب وشهي، كان النغم وهذه الأثنى بلون القهوة ونكهة البن الحبشي، وبطعم الشيكولا وبرائحة عبق بخور بونتلاند وبخور المسك والعنبر والطيب ومنعش جمالها كالكولا
وكانت بشعر اسود حريري قصير وشبه دائري او كوب قارسون coupe garcon ، وبفستان اسود خفيف مكشوف الظهر ويصل الي الركبة بالكاد، وحقيبة يد وساعة معصم بيضاوان يتسلل اليهما السواد على استحياء و أي فون 9 يحمل ذلك اللونين
حيرتني انثى تجسد ذلك النغم كالجمل بما حمل وأنا امامها خطرت بذهني اغنية هيلا لموسيقار جيبوتي وقومية العفر الراحل عبدالله لي وهو يغني ويتغني لفتاة رآها صدفة بين الجموع في أمسية مضت، كان يغني وكانت تردد روائعه، ومندمجة معه في أمسية استثنائية ولت ومضت، في مسرح سالين الشهير بالعاصمة جيبوتي، وفي نهاية الحفل في تلك الامسية اختفى طيف عبدالله بين الجموع وتبخر في لحظات ، قبل أن يتمكن عبدالله من التعرف على هويتها المفعمة بالحياة والحيوية وقبل معرفة اسمها وعنوانها، كل ما بقي معه منها، وما ظل يعرفها عنها انها اسرت قلبه وكبلت كل حواسه وحبست الدم في شرايينه واوردته ، وفي أمسية أخرى بعد رحيل طيفه رحل عبدالله باحثا عنها في النغم طبعا، الي كل مدن جيبوتي ومحيطها ، فلم يعثر عليها ولم يجد خبرا عنها حتى
و يبدو انها ظهرت في محطة نقاد بعد اداء عبدالله لذلك النغم ب 33 عاما، وبعد رحيل عبدالله عن دنيانا ب 11 عاما
كانت تلك الانثى تستعمل سماعة طوال الرحلة ربما تفعل ذلك لتقتل ملل الرحلة وتعبها بالسماع الي شئ مسلي والي نغم موسيقى، جهلت هويته كما جهلت هوية هذه الانثى ذلك الوقت، وحاولت معرفة هويتها من باب الفضول والمعرفة والأمل ، فلربما وعسى ولعل،، نذهب معا الي نقاط بعيدة، ومن حسن حظي تحدثت مع مضيفة القطار بالفرنسية، لم تطل الحديث معها، كانت جملة واحدة، وكافية، لأدخل معها بطريقتي، وبلغة فرنسية اتقنها جيدا كان ذلك اعتقادي قبل حديثي مع تلك الآنسة الديغولية التي فندت قناعاتي تماما، كان ذلك في محطة دوالي الحدودية الواقعة على بعد 98 كيلو من العاصمة جيبوتي
النغم الجديد كانت آنسة وتعود الي اديس ابابا حيث تقيم فيها منذ عامين وبقي من عقد عملها أقل من عام وتعود بعدها حيث تعيش ، والنغم شابة رواندية تنتمي الي قبيلة وعرق التوتسي، والتوتسي 10% والهوتو (80%) وهما المكونان الرئيسيان لرواندا الي جانب اقليات اخرى تشكل 10% من سكان البلاد، وتنحدر تلك الآنسة من العاصمة كيغالي وفتاة تنتمي الي منطقة البحيرات العظمى، ورواندا تحديدا التي داوت آلامها وجراحاتها سريعا وانطلقت كالصاروخ لتصعد من قاع الحفرة الي سطح القمر والي الفضاء مسجلة اعلى نمو اقتصادي وسريع في افريقيا ومقصدا لرجال الاعمال في العالم باعتبارها افضل مكان آمن في العالم بعد ان كانت آخرها قبل 25 عاما وهو عمر هذه اشابة الرواندية ، ومكان شهد اشرس حرب اهلية عرفها التاريخ بين الهوتو والتوتسي، قبل ان تعكس رواندا وجها آخر مغاير بكل ما تحمله كلمة التغيير من معنى
ولم يكن النغم الجديد او بالاحرى القديم الذي يتجدد من محيطنا، مثلما تخيلت، فهي توتسية رواندية تجمع كل تفاصيل وجزئيات الجمال الرواندي ، وجمال قاتل ثائر هادئ مربك ولطيف وجذاب يمثل رواندا ووجهها الصباحي المشرق وجمال صاف ونقي مثل كيغالي حاضرة رواندا الجميلة وشوارعها النظيفة، وجمال ناصع ساطع مثل صفحة بيضاء كشعبها الذي اغلق صفحة الجراح وبدأ بأخرى بيضاء،
كانت تتحدث الفرنسية بطلاقة منقطعة النظير وبفرنسية ديغولية وبلكنة باريزية حيث ولدت في ضاحية سانت اتيان الجميلة، وتعمل في اديس لصالح شركة محروقات فرنسية، وكانت زائرة سائحة قدمت هنا الي جيبوتي بدعوة من صديقتها الجيبوتية الفرنسية فاطمة خيري، كانت روزا انسانة منفتحة وانا من كنت معقدا، حين اطلت التفكير في كيفية التحدث معها، وقررت ان اجرب ذلك والحديث معها، وعندما طلبت منها ان نتحدث معا لدقائق، رحبت بي ووضعت التلفون وسماعته على طاولتها، وقالت لي لما لا يكون ذلك ساعة وابتسمت
وتابعت قائلة: الطريق طويل على ما يبدو وسرعة قطاركم الكهربائي هذا اقل مما تصورته وما اعرفه بفرنسا،
وربما لم يحن الوقت لتصل سرعة قطارنا وسرعتنا اكثر من هذه السرعة
كان مظهرها انيقا وجوهرها بسيطا وشخصيتها قوية وواثقة من نفسها، الآنسة روزالين مسيحية بروتوستانتية غير مطبقة وكنت مسلما سنيا ، ومثلها لم اكن مطبقا اللهم الا صيام رمضان وبعض الامور البسبطة
في اديس ابابا تعمل وتقيم روزا في حي بولي قرب مطار بولي، ومكتب شركتنا في وسط العاصمة وفي منطقة بياسا، وتوطدت علاقتي بروزا في اديس، وأرتدنا معا جل الاماكن السياحية فيها وفي اجواء مشمسة وغائمة وماطرة، وسافرنا معا خارج اديس والي مدينة بحردار وشلالاتها وبحيرتها التي ينبع منها نهر النيل وقضينا بها يومين تارة، وثلاث تارة اخرى، وآخر لقاءنا و آخر اسبوع لنا معا باثيوبيا كان في اواسا بالجنوب الاثيوبي، كان ذلك في شهرنا الثالث، ونهاية مهمتي باديس، وبعدها كان علي العودة الي موقعي في جيبوتي، وقبيل عودتي بيومين اخبرتني روزا بأمر مهم وفي غاية الاهمية، اخبرتني انها تشعر بشيئ ما وتحس باعراض الحمل، يا له من خبر صعب وبائس ويائس ، ولأول مرة في حياتي لم اعرف واتعرف على شعوري ، هل كان يشكل ألم ام قبطة، على كل حال كان صدمة ممزوجة بالفرح ، ومذاق البلو الحبشي الحار، بعسل النحل او طعم اي خلطة غير مفهومة، كنت اعشق روزا ومتيم بعشقها، ولكنني لم اكن احب ان يتم ارتباطنا بهكذا طريقة، كنت احلم ومعها بشي اكبر ، ومع ذلك كان ذلك نهاية حماقاتنا انا وروزا، روزالين قدري ولن اتخلى عنها في كل الاحوال، وقررنا انا وهي على المضي قدما في علاقتنا ، وان نلتقي بعد سنة تقريبا في باريس ، ونرتب لاقامة علاقة ابدية معا ، وبعد عودتي بثلاث اشهر ستعود روزا الي باريس وانا فعلت الممكن وصنعت اللاممكن ووصلت الي باريس في نوفمبر 2019 وبعد عام ونصف من لقائنا الاخير في اديس، وابني داوود كان يحبو وفي شهره الثامن ، واختارت روزا بعد مجيئي اليها وباريس، الاقامة والعمل في بلجيكا ، روزالين تغيرت من ناحيتي لاحظت ذلك في لقائنا البكر في باريس، لم تكن ولم تعد ابدا روزا تلك الشابة التي عرفتها في اديس قبل عامين تقريبا من الآن، واتفقنا انا وروزا ان يختار ابننا ديانته واسمه بعدما يبلغ سن الرشد القانوني كان ابني داوود او دافيد كما تسميه روزا يحبو عند محيئ اليهما وشعرت بعاطفة جارفة تجاهه ، ووازى شعوري ذاك شعوري تجاه روزا ، مع اني رأيته بالكاد يومين لا ثالث لهما، وغادرت روزا مع طفلنا الي بلجيكا وانا ماكث في باريس، أرتب اوراقي وألملمها بعدما حاولت كثيرا مع روزا ، ولم نتوصل الي حل نهائي ، و لازال البحث جاريا عن الحل ،
النهاية
محمود شامي
Facebook Gruppen
مكتبة أغردات العامة ( APL ) hat 9.731 Mitglieder. * محاولة لإيجاد حلول مبتكرة، بتضافرنا جميعاً، بالطبع، لأزمة القراءة المتفاقمة في بلادنا. * الآلية : أن يقوم/ تقوم، كل عضو/ عضوة بتحميل ما...
www.facebook.com